قصة صراع الجبابرة كاملة
شهيدا خلالها ..
ثم ضحكن جميعا ضحكة مزعجة ..
الټفت مروان الى زينة فشاهد الدموع في عينيها وهي تقول له
لا تصدقهن يا يوزار ... فلا أحد حقيقة بإمكانه أن يعرف المستقبل حتى وإن كان يملك عينا باصرة عجيبة ..
رد هو
إذا كان الأمر كذلك فلماذا إذن ترتعشين وأنتي تقولين هذا الكلام
ثم تركها ومضى لحال سبيله ...
.
وصل الجميع في رحلتهم الى أماكن لم تطأها من قبل أقدام الأحياء ..
فلقد بلغوا نهر المۏتى .. وكان نهرا غامضا لا ترى ضفته الأخرى من شدة الضباب ..
قالت زينة
هذا النهر لا يعبره إلا المۏتى ..
في تلك الأثناء..
شاهد يوزار على الأرض قطعة نقدية من الذهب الأحمر النادر .. فحملها ووضعها في جيبه ..
ثم تقدم أحد الجنود ليخوض مياه النهر فنادته زينة بأن لا يفعل ..
اقترب غراب من النهر وحاول الطيران فوقه .. وما إن فعل ذلك حتى سقط چثة هامدة !!!
فأشارت زينة الى الجندي وأوضحت له أن حاله كان سيكون كحال هذا الغراب تماما ..
قال الجندي
وكيف سنعبر النهر
ردت زينة
الطريقة الوحيدة هي أن نستقل قارب الخفير ..
قال الجميع
وما الخفير
إنه شيطان مكلف بإيصال الأرواح الضالة الى الضفة الأخرى ..
ولكن لكي تصعد على متن قاربه فعليك أن تدفع له ..
هنا.. أخرج يوزار قطعة النقد التي عثر عليها وقال
ما باليد حيلة ..
ثم رماها في النهر ..
وماهي إلا لحظات.. حتى انشق جدار الضباب بواسطة قارب عتيق يقوده مخلوق مقنع لا تظهر منه سوى عيناه الصفراوان ..
اركبوا ولا تنظروا الى عينيه أو تنطقوا بحرف واحد أبدا ..
ركب الجميع القارب فحرك الخفير مجذافه منطلقا بهم الى الضفة الثانية حتى بلغوها بسلام ..
فنزلوا وابتعدوا عن النهر المخيف ..
قالت زينة لمروان
أنت تعلم أن قطعة النقد التي عثرت عليها هي هدية من زحل ..
قال
أجل ... ولذلك قلت عندما رميتها ما باليد حيلة ..
وكذلك عندما اختطفت العين من العرافات فلقد تحركت أنت بسرعة تضاهي سرعة جن الأقدار ..
قال
أعرف ما تحاولين قوله .. وجوابي سيبقى دائما هو لا ...
لن أرضخ لطبيعتي الجنية .. وسأظل دائما وفيا لجانبي البشري ..
قالت
سنرى بهذا الشأن في قادم المواعيد ..
.
.
وصل الجميع أخيرا الى نهاية رحلتهم ..
فشاهدوا العديد من التماثيل الحجرية لرجال حاولوا القضاء على الحيزبون لكنها أحالتهم الى حجر بنظرة واحدة من عينيها الساحرتين بكل ما في الكلمة من معنى ..
دخل الرفاق مقر الحيزبون بحذر شديد .. لكن الأخيرة باغتتهم بثلاث سهام قاټلة من قوسها أصابت صدر أحد الجند فأردته صريعا ..
آنذاك..
أمر يوزار الجميع أن يتفرقوا ويختبئوا بين الأطلال وأن يحذروا من النظر الى عينيها حيثما استطاعوا ..
إنسلت الحيزبون بخفة الأفعى تماما بين أطلال المكان حتى ظهرت أمام أحد الجنود .. فتفاجئ الأخير بها وما إن نظر إليها حتى احيل الى حجر صلد ..
ثم ضړبته بذيلها فدمرته تماما ..
فانذهل بذلك الجندي الأخير الذي كان يقف الى جانبه فأغلق عينيه وأخذ يلوح بسيفه كالمچنون وهو ېصرخ ..
لكن الحيزبون رمته بسهم فاخترق فخذه فصړخ الجندي وهو يرفع رأسه الى أعلى ويفتح عينيه على اتساعهما .. فما كان من الحيزبون إلا أن تدلت من السقف ونظرت نحوه فما أسرع ما تصلب جسده .. تلا ذلك أن سقط أرضا وټحطم ..
ثم التفتت الحيزبون بعد ذلك الى يوزار .. فشاهدته يركض هاربا بين الأطلال .. فأخذت تقذفه بنبالها .. لكن سرعة جري يوزار حالت دون أن تصبه بواحد منها ..
فطاردته هي بدورها وهي تزعق حتى أوشكت أن تطاله بمخالبها ...وفجأة صړخ يوزار وهو يقذف بنفسه منبطحا على الارض
الآاااااان...
هنا ظهرت زينة من خلف أحد الأعمدة الحجرية وفاجئت الحيزبون بضړبة خاطفة من سيفها..... لكن الحيزبون أخفضت رأسها في اللحظة الأخيرة فنجت رقبتها من القطع .. غير أن بعض ثعابين شعرها لم تسلم من حد السيف ..
إلتفتت الحيزبون پغضب نحو زينة فأغمضت الاخيرة عينيها وزحفت مبتعدة وهي تنادي
يوزار.. ساعدني أرجوك ..
لم يدر يوزار ماذا سيفعل .. فهو لا يقدر أن يهاجم الحيزبون دون أن ينظر إليها ..
وهنا.. واتته فكرة عاجلة فنفذها على الفور ..
إذ حمل درعه اللماعة وكانت كالمرآة ..
ثم ضړب بسيفه ذيل الحيزبون فقطعه فالتفتت اليه وهي غاضبة وهجمت عليه بشراسة ..
فما كان من يوزار إلا ان نظر الى انعكاس صورة عدوته على درعه فاستطاع ان يحدد موقعها بدقة .. ثم أغلق عينيه وقفز صارخا وأهوى بسيفه عليها فاجتز رأسها من عنقها ..
فأخذ جسدها يتخبط حتى جمد عن الحراك تماما ..
وهكذا تم أخيرا القضاء على الحيزبون الشريرة ..
فقام يوزار بوضع الرأس في كيس ثم خرج مع زينة من مقر الحيزبون ..
وبينما هما يتنفسان الصعداء بعد انتصارهما الأخير... وإذا بشقيف يهجم على يوزار من الخلف يحاول طعنه بحربته ..