الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية الاسكافي و الاخوات الثلاثة

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

فلما دخلا منها وجدا نفسيهما في قصر وقادها إلى طاولة كبيرة عليها أصناف الإوز المشوي واللحوم والسمك وكل ما تشتهيه العين من الأشربة والفواكه ففركت زينب عينيها وقالت لزوجها أنا في يقظة أم في حلم أجاب الإسكافي ما ترينه هو الحقيقة ثم صفق فجاءت الجواري وألبسنها الحرير ووضعن القلائد في عنقها والأسورة في معصميها وقال لها هلم بنا نأكل ونشرب وسأروي لك حكايتي!!! قالت له لا أريد سوى بعض الثمار فلقد شبعت ثم قطع فخذ إوزة وقضم منهاوبعد ذلك قال لقد كنت رجلا ثريا أصنع النعال وأصلحها وذات يوم جاءت فتاة جميلة لدكاني فأعجبت بها ولم يمض وقت طويل حتى تزوجنا وإشتريت دارا كبيرة أثثتها بأفخم الأثاث وذات يوم مرضت ولم أعد قادرا على العمل .
وطال هذا الحال وأصبحت أبيع من أثاث الدار وفي الأخير بعتها كلها وجئت لتلك الغرفة في دكاني وبعد أيام تركتني إمرأتي وأنا في أمس الحاجة إليها فاستبد بي اليأس وقررت أن أقتل نفسي لأرتاح فدققت حلقة من حديد لأربط فيه حبلا لكن الحائط إنهاروظهرت حفرة لما دخلت منها وجدت هذا القصر الكبير فمشيت فيه وأنا متعجب مما أرى وكانت هناك صناديق مملوءة بالذهب والفضة وناس تمشي وتجيئ وبالرغم من كثرة الخيرات لم ألمس شيئا وبينما أنا واقف جاءني رجل وقال لي أنا جارك ملك الجان وكنت أسمع ما يجري مع إمرتك فأحزن لأجلك ولما رأينا أنك تنوي المۏت قررنا أن نعطيك فرصة ثانية والقصر وما فيه لك لكن هذه المرة لما تنوي الزواج عليك باختيار امرأة لها طباعك فالنساء كثيرات لكن قلة منهن تحمد الله على القليل وتتحمل ضنك العيش وإذا فشلت يرحمك الله .
وبالطبع لم أكن مستعدا لتكرار نفس الخطأ لهذا أقسمت أن لا أتزو إلا من ترضى بفقرى وتحبني لذاتي وليس لمالي وامتحنت كثيرا من البنات وطلقتهن جميعا لجشعهن وكنت آخر فتاة قررت أن أتزوجها ولو فشلت اليوم لتوقفت عن التفكير في ذلك فتوقفت زينب وقالت ما أعجبها من حكاية قال لها تعالي الآن لنذهب إلى غرفتنا في القصر وقولي لي إن أعجبتك لما دخلت زينب فتحت فمها من الدهشة فقد كان الفراش من خشب الصندل والواائد من ريش النعام والأغطية من الحرير وكانت صناك صينية عليها براد شاي بالنعناع واللوز في الصباح جاءت العجوز وفطومة وبناتها لتهنئه العروسين فأدخلتهم زينب للقصر ولما رأت أختاها كل هذا الخير الذي عنده إشتدت غيرتهما وقالت مفيدة لرابحة لقد خدعنا ذلك الإسكافي اللعېن ولا بد أن يعوض لنا عن ما فعله بنا
راقبت الأختان الإسكافي حتى خرج ثم ذهبتا إلى زينب فألحتا عليها لتدخلهما إلى القصر للفرجة عليه لكن أخبرتهما أن زوجها أوصاها أن لا تستقبل أحدا هناكفوثبتا عليها وضړبتاها على رأسهاوقيدتاها بحبل ثم رفعتا الستارة ودخلتا وبينما هما تتجولان شاهدتا صناديق الذهب والمجوهرات فقالت رابحة لمفيدة سنحصل على حقنا ثم أخذتا كيسا وضعتا فيه من إشتهته نفسيهما ولما رجعتا إلى الحفرة لاحظتا أنها إنغلقت عليهما وأصبحتا سجينتين .
فبدأتا تصرخان بقوة لكن لم يجئ أحد إليهم وحل الظلام وأحستا بالجوع فجاء ملك الجن فوضع أمامهما صحفتين في أحدهما لحم الأخرى خبز جاف فأكلتا اللحم فقال يا لكما من طماعتين لو أكلتما الخبز لإنفتحت الحفرة وخرجتما أما الآن فستتحولان إلى كلبين عقاپا لكما على جشعكما ولما رجع الإسكافي وجد زوجته مضړوبة ومقيدة اليدين والرجلين وبجانبها كلب انففك قيودها وجرى إلى القصر فأحضر منه مرهما من الأعشاب دهن به چروح وجهها وجسدها وبعد قليل فتح فمه من الدهشة فقد بدأ الجلد يزيد نعومة وصفاء وعينها تكبران حتى أصبح جمال زينب يخطف الأبصار ولم يعد بالإمكان أن يراها أحد دون أن يسبح لله وأطلق الكلبان عواءا حزيناوربضا على الأرض تحت قدميها .
قال لهما الإسكافي إعلما أن ذلك الذهب مجعول لامتحان الأنفس وكل من يلمسه يسجن هناك ولأني لم أخذ شيئا منه رغم حاجتي أعطاني ملك الجن القصر بكل ما فيه . ما زلتما لم تفهمان أن الجشع داء بني آدم وأن القناعة أول الفضائل وستبقيان كلبين طول حياتكما هذا ما تستحقانه!!!! 
لكن
زينب بدأت تبكي وترجت الإسكافي أن يكلم ملك الجن ليعيد إليهما صورتهما قال لها سأفعل هذا لأجلك لكن لا أريد رؤيتهما أمامي !!! هل فهمت دخل الإسكافي للقصر ثم أحضر عشبة فقال لهما ضعاها في الماء ثم اشربانه ولما فعلتا ذلك رجعتا كما كان فأطردهما الإسكافي من دكانه وهددهما بالويل والثبور لو رآهما مرة أخرى في دكانه .
رجعت الفتاتان وهما تتميزان غيضا وقالت رابحة لأختها أردنا أن نفسد حياتها لكن تلك اللئيمة إنتصرت علينا وزاد جمالها وحب ذلك الرجل لها هل رأيت كل ذلك الذهب والأحجار الكريمة لا أصدق أن كل ذلك المال من نصيبهما !!! سألتها مفيدة وماذا سنفعل هل تذكرت ما حصل لنا أجابت رابحة لهذا سنحرق الدكان بما فيه وهكذا لن يكون فرق بيننا وربما تركت زينب زوجها لما يفلس ولا ببقى له شيئ !!! وفي المساء أقفل الإسكافي دكانه وخرج مع إمرأته فكسرت رابحة زجاج النافذة وصبت الزيت وألقت مشعلا في الدكان لكن الڼار لم تشتعل ولما أطلت برأسها فوجئت به ينحصر في النافذة وجاءت الفئران فمزقت وجهها حتى بان العظم ثم سحبتها أختها وغطت رأسها ورجعتا إلى المنزل ولما سألتهما فطومة عما حصل لم تقولا شيئا لكن الجيران أتوا إليها وأخبروها أنهما كانتا تحاولان حړق دكان الإسكافي .
قالت الأم لمفيدة لقد عاقب الله أختك الكبرى وأرجو أن تتوبين علن فعل الشړ !!! أجابتها من اليوم سأرضى بأي رجل يتقدم لي حتى ولو كان فقيرا وقد تعلمت أن الأدهى من كل شيئ هو النفس الأمارة بالسوء والتي تجعلنا لا يشبع ونسعى دائما وراء الدنيا أما أختى فسيكون أمامها وقت طويل لتتعلم القناعة وكلما ستنظر في المرآة ستتذكر ما فعلته في حق أختها الصغيرة فاللعڼة على متاع الدنيا وعلى من يجري خلف المال يا ليتني قبلت بصحن الزيتون الذي قدمه لي الإسكافي فليس أجمل من الحياة البسيطة وليس أحسن من راحة البال ..
إنتهت

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات