قصة ابنة الراعي كاملة
الذهاب إلى الغار وحدك عرفت أنك من ساعده
نظرت قمر الزمن إلى مصدر الصوت وفوجأت بميسرة واقفا أمامها والشرر يتطاير من عينيه لم يكن هناك مجال للهرب فلقد أحاطت الأغوال والأقزام بالجبل وقد لاح على وجوههم الڠضب
قال لها ميسرة بعد ثلاثة أيام سيجتمع مجلس شيوخنا للنظر في أمركما وسنرسل في طلب حوريات الغابة فأنت أيضا ملكتهم
وأنت سمحت لإنسان أن يعيش هنا وعندما يرجع لقومه ويحدثهم بما رأى فلن يطول الأمر حتى يأتوا إلى هنا ويقضون علينا وعلى الأقزام أقدم سكان هذا الجبل
لكن تغلب عليك طبعك وخنت شعبك وانت تعرفي ماهو جزاء ذالك نعطيك كلمة للدفاع عن نفسك ان لم نقتنع نحن الاغوال والاقزام والحوريات فمصيرك المشنقة
وقفت قمر الزمان وقالت للدفاع عن نفسها الجبل هو وطني ومنذ مجيئي كبرت الغابة وامتلأت بالطرائد ورجعت إليه الطيور والفراشات الملونة وقد وضعت قوانين للصيادين والحطابين إحترمها كل من حول الغابة من القرى
هز أعضاء المجلس رؤوسهم وقد بانت عليهم الدهشة لفصاحة قمر الزمان
ثم قال شيخ الأغوال لقد سمعنا عن عدل السلطان وبلغنا أنه يحترم العهود والمواثيق اولأمير من أهل الفضل هذا ما لا شك فيه لكن نفس الإنسان أمارة بالسوء ونحن تعلمنا أن لا نترك شيئا للصدفة خصوصا عندما يتعلق الأمر بأرضنا وبقائنا
ولو أطلقنا هذا الرجل فلن ترتاح نفسه إلا بعد أن يأخذ أرضنا لنفسه وسيطاردنا في أنفاقنا ويستولي على آلهتنا الذهبية !!!
وعندما جاء دور الحوريات قالت عجوز منهم لتعلموا أن الملكة هي من قومنا وفيها من روحنا ولا يخفى علينا أنها عاشقة ومن حقها أن تحب وتحلم كأي فتاة في سنها وترتاح قليلا من وجوه الأغوال البشعة
كثر اللغط وتوترت الأعصاب فقام برهان الدين وقال سأبقى هنا معكم ولن أرجع إلى قومي فقط أخبروا رجالي أني بخير وأني سأتزوج من قمر الزمان ملكة الغابة المسحورة
قال الأغوال والأقزام هذا الحل يرضينا و لكن بشرط
سأل الأمير وما ذلك الشرط
أجابوه سنختبر شجاعتك في الحلبة مع العقرب الفضية
صاحت قمر الزمان إنه فخ يا برهان الدين إياك أن تقبل وإلا كان في ذلك هلاكك
لكن الأمير قال للقوم لا أخاف من عقربكم وسأقتلها وآتيكم برأسها
إبتسم شيخ الأغوال بخبث وقال غدا تبدأ المبارزة وإن نجوت تبقى معنا أما قمر الزمان فقد حكمنا أن لا تتنقل في الجبل إلا مع مرافق مرة من الأقزام ومرة معنا وبعد مناقشة حادة إتفق جميع الأعضاء على ذلك ورفعت الجلسة .
في الغد خرج برهان الدين إلى الحلبة ورمى له الأقزام بسيف صغير من سيوفهم وقالوا له أرنا شجاعتك
كانت قمر الزمان جالسة ولقد أخفت وجهها بيدها لكي لا تظهر دموعها الغزيرة
أتى أحد الأغوال بصندوق وضعه وسط الحلبة ثم انصرف وبعد لحظات سمع الأمير ضړبات عڼيفة و لم يطل الوقت حتى ټحطم الخشب وظهرت عقرب ضخمة فضية اللون ولما رأت برهان الدين أمامها رفعت ذيلها فلمعت الشوكة السامة في الشمس وأهوت بها عليه ا
لا أن الأمير قفز في الهواء وتفادى الضړبة فزاد ڠضب العقرب وفتحت مقصاتها ليقطعه فهرب برهان الدين ولاحقته الدابة حتى حصرته في أحد الأركان
قال المتفرجون لقد هلك الرجل لكن قمر الزمان صاحت عش من أجلي يا برهان الدين قاټل من أجل حبنا
تذكر الأمير أن العيون كانت نقطة ضعف الضفدعة والعنكبوتة
فأخذ حفنة تراب ورماها في وجه العقرب التي لم تعد ترى شيئا وأخذت تلوح برأسها فقفز فوقها وغرز سيفه في رقبتها حاولت إلقائه من فوق ظهرها لكنه كان متشبثا بالسيف
أخذت العقرب تجري في كل مكان وفي النهاية خارت قوتها وسقطت على الأرض فقطع رأسها ورماه وسط الأغوال والأقزام