الفصل الاول من رواية أذنابُ الماضي حصري بقلم روز أمين
اللي حصل لها ملفت جدا وزود الفضول عندي
أنا بقى عندي اللي يرضي فضولك ويريحك يا أيتن... جملة نطقتها إحدى الفتيات لتتابع وهي تعدل من ياقة قميصها بتعالي مفتعل
أنا قعدت معاها إمبارح وسحبت منها الكلام بس تعبتني قوي على ما اتكلمت شكلها حويطة مش سهلة زي ما كنا فاكرين
لتهتف الأخرى بكثيرا من التلهف
ضحكت أخرى وهي تقول ساخرة
أكيد ألفت لها فيلم هندي خيبان وقالت لها أصل خالي اللي في كندا ماټ ومكنش ليه وريث شرعي غيري
أطلقتن جميعهن ضحكاتهن الساخرة لتقاطعهن تلك الأيتنبحدة وغيظ
بطلوا تفاهة بقى وإنت كملي وقولي قالت لك إية السندريلا
أجابتها الفتاة وهي ترفع حاجبها لأعلى
بتقول إنها كانت عايشة مع عمها وإن أخوها الوحيد كان مسافر ورجعوأخدها تعيش معاه
وانا بقى بذكائي توقعت إن أخوها ده كان مسافر الكويت ولا دبي وهو ده السر ورا التغيير الكبير اللي حصل لها.
داخل ذاك المنزل العريق والمليء بالدفئ والحنانتعالت أصوات تلك الغاضبة صاحبة الثلاثة عشر عاما وهي تهرول لتهبط الدرج پغضب حاد لتلاحق ذاك المشاكس ذو الستة أعواما وهي تصرخ قائلة بصياح حاد
إلحقني يا بابي تاج عاوزة تضربني...نطقها ذاك المشاكس الذي يهرول مسرعا فوق الدرج ليتسع بؤبؤ عينيعزةالتي ظهرت من العدم كعادتها لتذهل بذاك الصغيره المدلل معرضا أن تنزلق إحدى ساقيه ويخر واقعالتقفز مهرولة تلتقطه وتقوم بتخبأته بين أحضانها بينما يصيح الأخر وهو يدفن رأسه بكتفها
صړخت تلك الغاضبة وهي تحاول أن تطاله بيداها من تلك التي تراوغها
محدش هيرحمك مني المرة دي يامالك
همست عزة بأذن الصغير
هببت إيه يا شبر ونص خلاها اتحولت زي امنا الغولة كده
رفع كتفيه لينطق متنصلا من جريمته
مش عملت حاجة صدقيني
صړخت الاخرى وشرارات الڠضب تقفز من مقلتيها
إوعي يا زوزة أحسن لك
اخرجي من الموضوع وخليك بعيد
إستدارت الأخرى سريعا لتواليها ظهرها كي تحمي الصغير منها وهي تقول
عارفة ياتاج لو لمستيه محدش هيقف لك غيري أنا بقول لك أهو
ثم همست للصبي
ابوك وجدك قاعدين في الجنينة إجري بسرعة عليهم بدل ما ترنك علقة ولا تعلقك على باب المطبخ وإنت كلك على بعضك متجيش قد صباع الفينو الفرنساوي
على فكرة بقى محدش هيبوظ الولد ده غيرك يا عزة
بنظرة ساخرة طالعتها لتلوي فمها في تهكم واضح وهي تقول
إسم الله يختي على العقل اللي بيشر منك اللي يسمعك كده يقول إنك مبتغلطيش أبدا.
زفرت الفتاة لتنطق بسأم
أوف بقى
نطقتها لتهرول خلف ذاك الصغير
في الخارج وبالتحديد بالحديقة كان يجلس ذاك الشامخ علام زين الدين بصحبة زوجته ونجلاه يحتسون مشروبا باردا ليمدهم ببعضا من الإنتعاش بأيام فصل الصيف الحارإنتبه الجميع على صياح ذاك الذي يهرول باتجاههم قائلا باستنجاد
إلحقني يا بابي تاج عاوزة تضربني.
طالعه الجميع بينما نطق فؤاد وهو يدعوه لاتخاذ الحيطة
بالراحة يا حبيبي لتقع
فوجئ بتلك التي تلحق به وهي تهتف بشراسة
تعالى هنا يا مالك صدقني ما هسيبك المرة دي بالذات
إلتصق ذاك المشاكس بصدر أبيه وتحدث بصوت خاڤت
إحميني منها يا بابي
قهقه علام بصوت مرتفع وهو يعلق على حديث ذاك المشاكس
إنت مشكلة يا مالك
ليسأل فؤاد مستفسرا مدللته الثائرة
فيه إيه ياتاج
ليتابع وهو يطالعها بنظرات لائمة
بتخوفي أخوك بالشكل ده ليهمش خاېفة ليقع وهو بيجري منك!
زفرت لتدق الأرض بساقيها تعبيرا عن ما أصابها من ڠضب عارم من تصرفات شقيقها التي أصبحت قمة الإزعاج بالنسبة لها
يا بابي بقىمالكبيتعمد يدمر لي كل حاجتي
طالعتها جدتها لتسألها بهدوء
إتكلمي بطريقة أهدى من دي ياتاج وقولي بوضوح أخوك عمل لك إيه
أشارت بغيظ على ذاك الذي ينظر إليها بترقب من داخل أحضان أبيه
استغل وجودي في التواليت ودخل اوضتي وفتح موبايلي وقعد يلعب فيه وحذف لي أكتر من تطبيق
أمسك بذقن صغيره ليجبره على النظر لوجهه وسأله مستفسرا
إنت فعلا عملت كده
أنزل بصره مدعيا الخجل لينطق بشفاه ممتدة للأمام
مش كنت أقصد يا بابي أنا كنت بلعب وڠصب عني اتحذفوا
بعينين عاتبة ناظره لينطق بحزم
أنا مش بتكلم عن النقطة دي يامالك
ليتابع مستنكرا تصرف نجله
إنت إزاي تسمح لنفسك تمسك تليفون أختك وتنتهك حرمة خصوصيتها إنت متعرفش إن ده تطفل واقټحام صريح لخصوصية الغير
يعني إيه الكلام ده يا بابي!... سؤالا وجهه بعفوية وبلاهة ليتدخل علام لائما نجله
إنتهاك واقټحام إيه بس يا سيادة المستشار اللي بتكلم عنهم ولد عمره ست سنين!
أشار الصغير بكفيه لينطق بعينين متسائلة
أنا مش عارف يا جدو
أطلقت عصمت ضحكاتا مرتفعة لتشاركها إياها فريال لتنطق من بين قهقهاتها
إنت بلوة مسيحة يا ملوك.
بينما فتح علامذراعيه لاستقبال حفيده القريب للقلب قائلا
تعالى عندي يا قلب جدو وأنا هفهمك
أفلت حاله ليسرع إلى علام حيث أجلسه فوق ساقيه وتحدث بهدوء بعث الطمأنينة في قلب الصغير
بص يا حبيبي هو ينفع حد يدخل على حد التواليت
هز الصغير رأسه نافيا ليتابع الأخر بحكمة
أهو فتحك لتليفون الشخص بالظبط زي ما بتدخل عليه التواليت زائد إنه عيب جدا تمسك حاجة غيرك لأن التصرف ده بيخليك مش محبوب بين الناس
ببلاهة أجابه
بس تاج مش متصورة وهي بتعمل بيبي يا جدو
إحتدت ملامح فؤاد لينطق بحزم وشدة
ولدإسمع الكلام وقول حاضر
ربع ساعديه بحدة وتحدث بعدما مط شفتيه للأمام كاعتراض منه على تلك الطريقة التي يخاطبه بها والده العزيز
حاضر
كانت تربع ساعديها في وقفتها وهي تتطلع على الوجوه بملامح وجه متجهمة لتنطق باعتراض
ها يا بابي وبعدين!
طالع صغيرته ليسألها مستفسرا
قولي سؤالك بطريقة مباشرة
نطقت بجدية
أوكحضرتك إتكلمت مع الأستاذ مالكوجدو كمانوميرسي ليه بجد وعدكم إنه مش هيمسك فوني تاني بس أنا مشكلتي متحلتش حضرتك
نطقت عصمت بهدوء
إنت هتعملي مشكلة من موضوع تافه ياتاجأخوك من غير ما يقصد حذف لك كام تطبيق إدخلي على جوجل ونزليهم تاني
زفرت بضيق ثم انتبهت لوجود الجميع لتشتكي والدتها لأبيها علها تجد النصر منه
بابي كنت عاوزة أطلب منك حاجة مهمة
طالعها بعينين ممتلئتين بحنان فائض وهو يقول
قولي يا حبيبي
تحركت إليه لتجلس فوق حافة مقعده ثم حاوطت كتفيه بساعديه لتستند بذقنها فوق رأسه وتقول بدلال
عاوزة أنزل تطبيق ال TikTok على الأيفون
أغمض عينيه ثم أجابها بصوت هادئ
مش إنت طلبتي مني الطلب ده من إسبوعين وقولت لك قولي لمامي
زفرت بقوة لتقول بلهجة إعتراضية
مامي رفضت
رفع كتفيه للأعلى قائلا بطريقة ناهية للنقاش
خلاص يبقى الموضوع إنتهى والنقاش فيه مجرد إضاعة للوقت
هبت واقفة لتبتعد ثم تحدثت باعتراض
يا بابي مامي بقت متحكمة جدا وبتدخل حرفيا في كل حاجة في حياتي ثم ال TikTok تطبيق عادي جدا وكل أصحابي منزلينه وبينزلوا عليه فيديوهات ليهم كمان
نطقتعصمت بجدية
إيثار معاها حق في النقطة دي يا تاج هي من حقها تتابع أي حاجة تنزليها على فونك.
مفيش ولا واحدة من صاحباتي مامتها بتمسك فونها...قالتها بحزن لتكمل بصوت مخټنق
لكن أنا تليفوني مباح لمامي طول الوقت تفتش فيه براحتها وتتابع كل حاجة باشترك فيها
تلك المرة تدخلت فريال لتقول بهدوء
يا حبيبتي التيك توك ده تطبيق خطړ جدا على