بنت جابر الضحاك
برمح ووقفت على ربوة عالية وانشدت
أهمك قول الشين والعذال
وقلت قولا ليس بالمحال
إذا قريش عاينو فعالي
ولو اعن الحړب والنزال'
فرد عليها احد الفرسان قائلا
'ما في العشائر والقبائل مثلنا
ولنا الفخار وسائر الأكرام
ولنا الشجاعة والبراعة والندا
ولنا الهمز والاجلال والاعظام'
ولما سمعت المياسة شعره أخذتها الحمية والنخوة العربية وحملت على سادة قريش ونادت أيها السادة هلموا الى الميدان فهنا يظهر الشجاع من الجبان وبرز لها فارس بعد فارس وبطل وبعد بطل حتى حاروا في أمرها وأذهلتهم قوتها وشجاعتها
'يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها
حتى الكلاب إذا رأته عابرا
نبحت عليه وكشرت انيابها'
فتجرأت أمه وذهبت الى بيت خاله وطلبت فرسه ورمحه وسيفه فقالت لها زوجة خاله أنهم هدية للمقداد وخرج للمياسة في ميدان المبارزة وحمل عليها حملة منكرة وقال الرواة أنهما تطاعنا بالرماح حتى تكسرت وتضاربا بالسيوف حتى تلمت وعضت الخيل على المراود وعلا بينهما الغبار وأظلم النهار حتى غابا عن الابصار وهما في كر وفر وطعن وضړب وازدحم الناس حولهما ونظرا لانهم لا يعرفون المقداد الذي كان منعزلا في المراعي قالوا أنه الشيطان ولاموا جابر بن الضحاك وقالوا له ابنتك من كثرة غيها راودها شيطان من الجان ولم يزل المقداد والمياسة في كر وفر وحملت عليه المياسة وصاحت صيحة عظيمة وطعنته بكل ما تملك من قوة فتلقاها بثبات وضړب جواده بالسوط فخرج من تحته كالريح فبادرته بطعڼة أخرى فزاغ منها الى تحت بطن الجواد واقتلع المياسة من على جوادها ورماها على الارض وقامت المياسة وهي خجلانة متغيرة اللون مکسورة القلب باكية العين ومضت الى منزلها وقالت لوالدها زوجني بهذا الفارس الذي قهرني في حومة الميدان ونكبني بين الشجعان ان كان غنيا رضيته وان كان فقيرا اغنيته
المقداد ابن شقيق جابر بن الضحاك ولكنه رفض زواجه من المياسة وقال لها كفى عن هذا الكلام ولا تطمعي فيه ابدا فكيف وقد خطبك ملوك العرب وساداتهم أن ترغبي في هذا اليتيم وهو ضعيف قومك وفقير عشيرتك ولكن المياسة أصرت عليه فخرج من عندها وقد صعب عليه الامر واعتذر لسادات قريش واستشار قومه فنصح احدهم أن يغالي في المهر فيهلك المقداد في طلبه