الاخ و الاخت
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
في سالف العصر والأوان عاش سلطان شيخ مع ابنه وابنته.
ولما وافته المنية خلفه ابنه على العرش ولم ينقض وقت طويل حتى
بدد الوريث الشاب كل تركة أبيه التي أورثه إياها. وذات يوم
قال لأخته عزيزتي لقد بددنا كل ما ورثناه. ولو عرف الناس
أننا لم نعد نملك مالا فإن علينا أن نغادر موطننا لأننا لن نقدر على
النظر في وجه أي أحد من الخير لنا أن نرحل الآن في صمت
وهكذا جمعا معا حاجياتهما وغادرا القصر في جنح
الظلام.
ارتحلا دون أن يدريا لهما وجهة محددة حتى وصلا سهلا
عظيما لا حدود له ولا أبعاد. وبعد أن أدركهما التعب والحر ولما
أوشكا أن يستسلما للإعياء لمحا بركة فقال الأخ يا أختاه
ما عدت قادرا على أن أخطو خطوة أخرى من دون أن أروي
عطشي.
ردت الأخت لكن من يدري يا أخي إن كان ما في البركة
قليلا فقد نعثر على الماء.
غير أن الأخ اعترض قائلا لا لن أمضي أبعد من هذا لابد
من أن أشرب إن أردت البقاء حيا.
فاغترفت الأخت جرعة شربها الأخ بنهم وما إن فعل حتى
تحول إلى أيل.
ندبته الأخت بحړقة. ماذا عساها تفعل الآن فما حدث قد
حدث ولا مناص من مواصلة الرحلة. ظلا يجوبان السهل حتى
قال الأخ مخاطبا أخته تسلقي الشجرة يا أختاه وسأذهب
للبحث عن الطعام.
تسلقت الأخت الشجرة وراح الأيل يجوب المنطقة المجاورة
بحثا عن الطعام. وسرعان ما أمسك بأرنب بري أعدته الأخت
لوجبتهما. وهكذا عاش الأخوان يوما بعد يوم لعدة أسابيع.
ثم صادف أن جياد السلطان كانت تسقى من ذلك النبع
يسقونها في حوض أبصرت الخيول صورة الفتاة على صفحة
المياه الصافية فأجفلت. فظن العبيد أن الماء غير نظيف فأفرغوا
الحوض وأعادوا ملأه لكن الخيول ظلت تجفل رافضة أن
تشرب فأخبر العبيد السلطان بهذه الحاډثة الغريبة التي لم يجدوا
لها تفسيرا.
فقال السلطان لعل الماء آسنة. فرد العبيد لا لا لأننا
فقال عودوا وانظروا لابد من أن شيئا ما في الجوار قد
أفزع الجياد.
عاد العبيد إلى النبع واقتربوا من الماء فلمحوا الفتاة على
الشجرة. عادوا من فورهم إلى سيدهم بأخبار اكتشافهم. استثير
الملك إلى حد بعيد فأسرع إلى المكان ونظر إلى الشجرة فأبصر
الفتاة الجميلة التي تشبه البدر في كمال بهائه وما كان له أن
صاح الملك مخاطبا الفتاة أأنت ملاك أم جنية فردت
الفتاة لست ملاكا ولا جنية بل أنا إنسية.
الجزء الثاني
صاح الملك مخاطبا الفتاة أأنت ملاك أم جنية فردت
الفتاة لست ملاكا ولا جنية بل أنا إنسية.
وعبثا توسل إليها الملك أن تنزل إذ لم تجد الشجاعة الكافية
لتفعل فاستشاط الملك ڠضبا وأمر أن تقطع الشجرة. أخذ