قطة في عرين الاسد بقلم مني سلامة
الله نخرج فى الويك اند مع بعض
قالت نرمين بتحدى
كل مرة تقولنا كده وتيجي فى الويك اند تقول مشغول
قالت ناهد بنبرة محذرة
نرمين عيب تتكلمى مع أخوكى الكبير كده
التفتت نرمين الى أمها قائله
يا ماما مش قصدى بس زهقت من الأعده فى البيت ولسه شهر بحاله على الجامعه .. مش معقول هقضى الشهر ده محپوسه
قالت سارة مبتسمه
نظر اليهما مرد وتنهد قائلا
خلاص هحاول بجد أفضى نفسي وأخرجكوا .. بس مش عايز زن
قالت ساره مبتسمه
أنا عن نفسي مبحبش الزن .. قول ل نرمين الكلام ده
التفتت اليه نرمين قائله برجاء
خلاص مش هزن بس حضرتك يا ابيه التزم بكلامك المره دى
قال مراد بصرامة
قالت نرمينبخفوت
أنا آسفه يا أبيه مش قصدى
نظر اليها وقال بجديه
يلا افطروا
شرعت الفتاتان فى تناول طعامهما فى صمت
دخلت مريم مكتبها وألقت السلام على مي
السلام عليكم .. ازيك يا مى
وعليكم السلام يا مريم
جلست مريم وشرعت فى فتح حاسوبها .. اقتربت منها مي قائله
أيوة هفنشها بس وأرفعها على الميل وأبعتها لصاحب الشركة
ممممممم كويس
التفتت مى لتعود الى مكتبها .. لكن مريم أوقفتها قائله
مى عايزة أطلب منك خدمه
التفتت مى قائله
خير أأمرى
صمتت مريم قليلا ثم قالت
بصى .. عايزاكى تيجي معايا النهاردة مشوار مهم
قالت مي بإستغراب
بدا على مريم التردد .. ثم عزمت أمرها قائله
هنركب مركب ونتفسح فى النيل
ضحكت مى وقالت
انتى حلمتى بمركب ولا .. اشمعنى يعني ايه اللى طلعها فى دماغك
ظهت سحابة حزن فى عينيها البنيتين .. وتبللت عينيها قليلا وقالت بتأثر
ماجد طلب منى كده
اختفت ابتسامه مى ونظرت الى
مريم فى أسى .. فحاولت مريم التماسك وقالت
قالت مي بإستسلام
ماشى هاجى معاكى
قالت مريم وهى تعاود الإلتفات الى حاسوبها
تمام .. نروح بعد الشغل ان شاء الله
أومأت مى برأسها وعادت الى مكتبها وهى ترمق مريم بنظرات مشفقه
اجتمع رجال القبيلة لتقديم العزاء فى ياسين .. توجه سباعى الى عبد الرحمن وسلم عليه قائلا
شد حيلك يا عبد الرحمن .. والبقاء لله
البقاء لله وحده .. ربنا أعطى ودلوجيت بياخد عطيته
ربت سباعى على كتفه قائلا
متجلجش ان شاء الله هنعرف مين اللى جتله .. والشرطة مش ساكته .. وان شاء الله جريب هتبرد نارك على
ابنك لما يتمسك اللى عمل اكده
قال عبد الرحمن بأسى
على الله يا سباعى .. على الله .. هو اللى جادر يكشف الظالم اللى جتل ابنى وحرج جلبي عليه .. انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها
بعدما انصرف الرجال اجتمع كبراء عائلة السمرى معا .. قال أحد الرجال فى ڠضب
مين اللى يجدر يعمل اكده .. مين اللى يجدر يجف أدام عيلة السمري ويعاديها
قال آخر
مفيش الا عيلة الهواري أكيد حدا منهم هو اللى عيملها
أكد آخر
اييوة مفيش الا عيلة الهواري .. جلبهم اتحرج اكمننا كسبنا المناجصة .. وهناكلهم فى السوج .. عشان اكده بعتوا حدا من حداهم يحرج المخزن ويجتل ياسين ولد عمى
قال عبد الرحمن بحزم
مش هنتهم الناس من غير دليل .. طول عمر العيلتين واجفة جمب بعضيها .. وبينا مصالح اكتير .. مش هنظلم حدا منهم طالما مفيش دليل .. ان بعض الظن اثم .. ومش عايز كلام فى الموضوع ده كتير .. ولسانكم يرطرط فيه .. لان لو الكلام وصل لعيلة الهوارى أكيد النفوس هتشيل
ثم قال بحزم أكبر وهو يمعن التفكير
ربنا جادر يكشف المستور .. وينتجم من الظالم
جلس سباعى مع ابنه جمال وبعض رجال العائله .. وقال فى أسى
ضاع الراجل فطيس .. لا حول ولا قوة الا بالله
قال أحد الرجال
هتجنن مين اللى يعمل حاجه بشعة زى اكده ويجتل ياسين المسكين .. كان راجل طيب والله
قال آخر
الله يرحمه .. فعلا كان راجل طيب
قال سباعى
اللى عمل اكده حدا من الجبيلة
قال أحد الرجال بدهشة
ايه اللى خلاك تجول اكده يا حاج
قال عبد الرحمن بحزم
لان لو كان حدا غريب كان زمان حدا شافه واتعرف عليه وسطينا .. لكنه واحد من الجبيلة وعرف يندس وسطينا لما الناس اتلمت والشرطة اجت
قال جمال پحده
يمكن استخبى منينا يابوى .. ومشى من البلد من غير ما حدا يشوفه
قال سباعى فى حيرة
الله أعلم يا ولدى .. بس أكيد الشرطة هتعرفه وتمسكه
ثم قال پغضب
لازمن يتجتل فى ميدان عام على عملته دى .. بجلنا سنين طويلة ما حدا احدانا فى الجبيلة ماټ بطلجة رصاص .. ودلوجيت هنرجع لمرار الجتل والتار عاد .. ربنا ينتجم منييه
ثم قال بقلق
ياخوفى يتهموها فينا ولاد السمري
قال جمال پحده
وليه جولت اكده يابوى .. واحنا ايه دخلنا فى جتل ابنهم
يخوفى يا جمال الشيطان يوزهم بسبب موضوع المناجصة ويفتكروا اننا عملنا اكده عشان خسرنا .. خصوصى اللى عمل اكده كان جاصد يحرج المخزن .. لولا ياسين اللى راح وكشفه ولد ..
قال أحد الرجال يطمئنه
لا اطمن يا حاج .. الحاج عبد الرحمن عاجل ودماغه توزن بلد .. مستحيل يسيب الشيطان يلعب فى دماغ حدا من عيلته .. خصوصى ان مفيش دليل ضدينا
تنهد عبد الرحمن قائلا
على الله يا ولدى .. على الله
هتفت مريم بحنق
ده بيستهبل ده ولا ايه بالظبط
نظرت اليها مى قائله
خير فى ايه
قالت مريم بعصبيه
صاحب شركة دييبس بعتله التصميمات على الميل .. رد عليا وطالب ليستت تعديلات هتاخد منى على الأقل اسبوع .. والمفروض أبدأ من دلوقتى فى حملة شركة المقاولات
قالت مى مبتسمة
قولتلك انه متعب
قالت مريم بضيق
أوف .. كان لازم أعد معاه من الأول ويقولى على اللى عايزه .. بدل ما يسيبنى أشتغل وبعدين ييجي يعدل كل التصميمات ويحط التاتش بتاعه .. ما كان من الأول
قالت مى مقترحه
خلاص روحيله الشركة بدل ما تتعبى فيهم تانى والآخر برده يعدل
قالت مى بحزم وهى تنهض
انا هعمل كده فعلا .. هروح أقول لأستاذ عماد على اللى حصل .. وهطلب
اذن عشان أروح أشوف أخرتها مع الراجل ده
طبعت مريم صور التصميمات على الطابعة ووضعتهم فى أحد الملفات وتوجهت الى مكتب عماد الذى نظر الى تصميماتها ثم قال
تصميمات ممتازة يا مريم
قالت بضيق
بس معجبتش صاحب الشركة وطالب تعديلات هتاخد منى وقت كبير
كان لازم من الأول تعدوا مع بعض ويقولك على اللى عايزه بدقه عشان ميضيعش وقتك ومجهودك على الفاضى
وعشان كده يا فندم بطلب من حضرتك اذن انى أمشى دلوقتى عشان أروحله الشركه
رفع عماد مساعة الهاتف قائلا
لأ خليكي يا مريم أنا هتكلم معاه وأخليه يبعتلنا حد من عنده يقولنا على الطلبات بالظبط ويكون الكلام أدامى عشان ميرجعش ويطلب تعديلات تانى
ذهبت مريم الى مكتبها دقائق وكلمتها صفاء سكرتيرة عماد قائله
أستاذ عماد بيقولك مدير تسويق شركة دييبس هييجى بكرة يتفق
معاكى على التصميمات يا مريم
خلاص ماشى فى انتظاره
التف الرجال الأربعه حول طاولة الإجتماعات لمناقشة مشروعهم الجديد .. قال طارق
بصوا يا جماعة .. زى ما اتفقنا عايزين نهتم بنقطتين .. الأولى ان السعر يكون مناسب للطبقه المتوسطة .. وتانى نقطة نهتم برده بالجودة .. يعني مش عشان نقلل فى السعر نقوم ننزل بمستوى الجودة بدرجة كبيرة .. يعني عايزين توازن ونجمع بين الجودة والسعر وبكده هنتميز عن غيرنا فى السوق
وافقه مراد على كلامه قائلا
بالظبط كده يا طارق .. هى دى
المعادلة اللى لو حققناها هنهزم كل منافسينا فى السوق .. لان كل المصانع والشركات المنافسه اما بيهتموا بالجودة على حساب السعر أو بالسعر على حساب الجودة .. لكن احنا ان شاء الله هنقدر نحقق المعادلة الصعبة دى ونهتم بالسعر والجودة مع بعض
قال حامد بإستخفاف
طيب بدل تعب القلب ده ليه منحددش الطبقة الراقية كفئة نوجه انتاجنا ليهم
قال مراد شارحا
لان أغلب المصانع الكبيرة والماركات العالمية وأغلب المستوردين بيهتموا بالطبقة دى .. يبقى ايه الجديد اللى احنا هنقدمه لو عملنا زيهم .. الفكرة هى اننا نعمل اسم وماركة بس تكون فى مستوى العامل والموظف والطبقة العاملة دى .. وفى نفس الوقت جودة معقولة وتصميم راقى
هز سامر رأسه قائلا
كلامك صح يا مراد .. احنا عايزين يبقى لنا اسم فى السوق ونتجاوز كل النافسين فى فترة صغيرة وده مش هيتحقق الا لو تميزنا عنهم
قال حامد مبتسما
ماشى يا شباب وأنا معاكوا ان شاء الله .. امتى بأه هتبدأ ساعة الصفر
قال طارق
لما ننتهى من أول خط انتاج ونتأكد اننا وصلنا للمواصفات المطلوبة للمنتج ساعتها هنبدأ الحملة الدعائية على طول
توجهت مريم مع مى الى المصعد لمغادرة الشركة فأوقفها أشرف قائلا
آنسه مريم لو سمحتى
التفتت مريم اليه وهى تشعر بالضيق .. وقف أمامها قائلا
سمعت ان شركة دييبس تاعبينك فى شغلهم
قالت مريم بهدوء
لأ مفيش مشاكل .. شوية تعديلات بسيطة
قال وهو ينظر اليها
يعني لو تحبي أساعدك فيها .. مفيش عندى مشكلة أنا فاضى حاليا
قالت مريم بجديه
شكرا يا أستاذ أشرف .. زى ما قولت التعديلات بسيطة .. بعد اذنك
خرجت مع مى من العمارة وركبا المترو .. قالت لها مي الجالسه بجوارها
ليس دايما بتقطمى معاه الراجل حابب يساعدك
قالت مريم پحده
وأنا مش محتاجة مساعدة .. دى مش أول مرة عميل يطلب تعديلات على الشغل
مريم واضح ان الراجل مهتم بيكي
نظرت اليها مريم وقالت بعصبية
قصدك ايه بمهتم بيا
قالت مى بنبرة ذات معنى
مهتم بيكي يا مريم أشرحهالك ازاى يعنى .. وبعدين أشرف انسان محترم وكويس وابن حلال و
قاطعتها مريم پحده
مى لو سمحتى اسكتى .. مش حبه أبدا أتكلم فى الموضوع ده
نظرت اليها مى بأسى قائله
لحد امتى .. لحد امتى يا مريم
لم تجيبها مريم بل التفتت لتنظر من الشباك فى صمت
دخل طارق الى مكتب مراد المنهمك فى عمله قائلا
ها يا مراد مش هتمشى
قال مراد دون أن يرفع نظرة من الورق الذى أمامه
لأ .. لسه عندى شغل
طيب خد بريك طيب
الشغل كتير يا طارق
طيب خلاص براحتك أنا ماشى
ماشى سلام
سلام أشوفك بكرة
خرج طارق وترك مراد المنهمك فى عمله .. بعد لحظات دخلت السكرتيرة وقالت
أستاذ مراد لو سمحت عايزه أمشى بدرى النهاردة
رفع نظرها اليه قائلا پحده
ليه
قالت بتردد
يعني عندى حاجه مهمة
ايه هى الحاجه المهمة اللى أهم من شغلك
صمتت قليلا ثم قالت
بصراحة عيد ميلادى النهاردة وخارجه مع صحابي عايزين يحتفلوا بيا .. وأنا
اصلا خلصت كل الشغل اللى ورايا
صاح بها غاضبا
امشى يا آنسه على مكتبك بلاش دلع
بهتت الفتاة وقالت بإضطراب
أنا مش قصدى يا أستاذ مراد .. أنا بس ....
قاطعها قائلا بصرامة
هنفضل فى تضييع الوقت ده كتير .. اتفضلى على مكتبك .. لما ييجى معاد الإنصراف ابقى اخرجى اعملى اللى انتى عايزاه
أومأت
الفتاة برأسها وخرجت .. جلست على
مكتبها فى عصبية قائله پغضب
راجل قليل الذوق.
داعبت مريم الماء حول