عشقت جواد ثائر بقلم دينا الفخراني
أمامها وقالت بطيبه
ما تقلقيش كل البنات بتقول كده لما يقرب الفرح بتحس ان خلاص دخلت فى الجد ..بس المشكله ان البنات دى بتفرح فى الاول
بتفرح لفتره بحاجه جديده كان نفسها فيها ..بس انتى ما فرحتيش انتى حسيتى بالقلق بدرى اوى يا حبيبتى ..افرحى يا بنتى افرحى انتى فى اول حياتك ما تفكريش ان الهزار والضحك هما الحل ده بيزيد عليكى الۏجع يا بنتى...
على فكره مفتاحى فى الشنطه وانا نسيتها فى العربيه مع حسام ..وهو كان عندوا مشوار مهم فعشان كده راح ومكملناش مشاويرنا وكمان انا كنت عاوزه انام فعشان كده كنت بخترف يعنى ما تخديش على كلامى
وبإبتسامه مغصوبه رسمتها على وجهها ودعت والدتها ودلفت حجرتها تترنح كالسكارى وتلتقط أنفاسها بصعوبه ..حاولت التماسك لكنها فشلت ..فأجهشت فى بكاء مرير ..تبكى حالها وما وصلت اليه
ليه ..ليه بيحصل فيا كل ده ..بقى ده جزاتى انى بحاول اساعد انسانه واسعد قلبها ..ليه بفضل اتجرح وما اتكلمش وحتى لما بتكلم ما حدش بيفهمنى ..ليه .ليه مش بيراعى مشاعرى ويحترم وجودى فى حياته ..ليه
يحترم وجودك فى حياته ..ولا يحترم حبك ليه
ازاحت الوساده ببطئ لتلقى فتاه تجلس بأريحيه فوق فراشها تعبث بخصلات شعرها وبنظرات واثقه تخبرها
پغضب هادر اجابتها
لأ ...انا مش انانيه ..انا اه غبيه لأنى حبيت واحد زيه بس مش انانيه ..لو كنت انانيه ما كنتش قبلت بالوضع ده عشان خاطر واحده تانيه تبقى مبسوطه
اقتربت منها تخبرها بفحيح كفحيح الافعى
كانت الدموع قد جفت على وجنتها وهى تستمع لما تقول لكنها ما لبثت ان اڼهارت مره ثانيه وهى تقول
سلمى ...اصحى يا بنتى
كانت اول ما فعلته عندما استيقظت ان اطفأت الأنوار ...لا تريده ان يرى بقايا دموعها المتعلقه بأهدابها
يا بنى انت متعرفش انه مينفعش تدخل اوضة حد من غير ما تستأذن
انا اصلا لسه جاى من بره وكنت داخل انام
لم تمهله الفرصه ليكمل ..فأكملت عنه
وجيت تتطمن عليا قبل ما تنام كالعاده ...محسسنى انى بنتك ..ده حتى بابا ما بيعملهاش
اعمل ايه ما بعرفش انام غير لما اطمن انك نايمه فى سريرك
يابنى خلينى احس انى الكبيره ...وبعدين اصلا ورينى هتنام ازاى لما اتجوز
رفع وليد كتفيه ببساطه
عادى... هاستأذن من جوزك اقوله لما مراتك تنام قولى عشان اجى اشوفها وهى نايمه
ضحكت وهى تنهض من فراشها بكسل
لو هو وافق انا موافقه..هى الساعه كام
الساعه واحده
يا خبر ابيض انا نمت كل ده ...وبعدين انت ايه اللى مصحيك لحد دلوقتى ...روح نام عشان كليتك الصبح ..يالا امشى
حاضرر ..تصبحى على خير
وانت من اهله
تنهدت بعمق وهى تتذكر كل ما مر بها اليوم فلم يعلق بذهنها سوى جمله واحده افرحى يا سلمى ...افرحى يا بنتى
معك حق امى حان الوقت لكى افرح ...
لم تعلم ان عينى وليد كانت لاتزال تتابعها متنهدا بصمت .. لا يا سلمى انتى ما تعرفيش تكرهى انتى اه تغضبى ..تزعلى ..لكن تكرهى ..مستحيل
صباح يوم جديد بنسمات عليله يخبر الجميع انه مازال هناك امل فكما اتى اليوم سيأتى الغد ..وكما طلعت شمس يوم جديد ستشرق شمس حياتك
خطت بمهل داخل المكتب بعدما استئذنت للدلوف ببسمه هادئه قالت
صباح الخير يا مستر
فيطالعها بنظرات غريبه لم تعتدها منه وببسمه واسعه قال
صباح النور على احلى عيون
ابتسمت بحرج وبخجل شديد تلعثمت فلم تعتد هذه النبره فى كلامه بينما لايزال هو يتابعها بنفس نظراته وما زالت البسمه تزين ثغره اكثر واكثر
وكأنما يتلذذ بخجلها وتوترها
ثم بصوت حاول ان يعيد به الجديه
اتفضلى الملف ده... ياريت تفحصيه كويس اوى وياريت تبلغينى ردك عليه
بحيره سألت
هو ده ملف صفقه جديده
فيرد بهيام
اهم صفقه فى حياتى
حاولت ان تجمع شتات نفسها مره اخرى
من كلامه
طيب ..ليه انا ارد عليه
يهمنى اعرف رئيك
حاضر...عن اذنك
استدارت تتمتم من بين شفاها القرمزيه النحيفه
هو مستر اشرف ماله انهارده ..ده زى ما يكون اټجنن
خرجت ولم
تلحظ اتساع بسمته التى كادت تصبح ضحكه عاليه من توترها ثم ما لبث ان قام متجها لها
كانت تجلس على مقعدها تقلب الملف بين يديها ..ثم ما لبثت ان فتحته لتصتطدم عينيها بكلمه واحده زينت الصفحه بأكملها
تأملتها كطفل يتعلم القراءه ..فتحت عينيها الخضراء واغلقتها اكثر من مره وهى غير مستوعبه ما قرأت
الكلمه كانت كفيله بأن تطمس على عينيها فلا ترى بعدها شئ ..لكن تردد صداها لتسمعها فتطمس اذانها
تتجوزينى
انطلقت الډماء تغزو وجهها فلم تشعر بشئ ثوى حراره ملأت وجهها فقامت سريعا تطلب الهواء
كادت تهرب لولا انه استوقفها بيديه
تتجوزينى ولا لأ
كادت العبرات ټخنقها ...بما تجيب ولسانها عاجز عن الحركه فعاود سؤاله
اه ولا لأ
هزت رأسها بشده وهى تنظر للأسفل فأزاح يديه عنها لتخرج بسرعه تتبعها نظراته وبسماته لتصطدم بالغريب القادم الذى قال
اسم الله عليكى يا شابه ..مالك واخده فى وشك كده ليه
لم تمهله فرصه فركضت بعيدا عن مجراه ..ليدلف للداخل قائلا لمن مازال على وضعيته وبسمته حتى بعدما رحلت
ان كنت متأكد ان ده هايحصل لازم كل اللى يشتغل معاك يعمل كده ويهرب ..بس هو انت بتضحك على ايه
اخيرا قد استفاق فقال ببشاشه
سامح ..انت جيت امتى
يعنى انت لسه شايفنى دلوقتى ..وبعدين هى دى حمدالله بالسلامه بتاعتك
حبيبى يا سموح وحشتنى والله
عليك وعلى سموح فى ساعه واحده يا بعيد ..يا ابنى انت مابحبش الدلع ده ابوس ايدك غيره ولا اقولك مش عايزك تدلعنى خالص
خلاص مش هادلعك بس انت ايه اللى جابك
سامح بشهقة تعجب
ايه اللى جابنى ...لا ونعم الاستقبال الصراحه بدل ما تخدنى تعزمنى على اى حاجه تغدينى ..تنيمنى..او حتى تحمينى ..اى حاجه اجدع ده ما كنتش صحوبيه دى
هههه...ده انت ناقص تقولى فلينى
اعمل ايه ما مكتبك هو اللى شبه الجبلايه
رافق صديقه للداخل وما ان جلس حتى التمعت عينيه بخبث
بس ما قولتليش مين الحلوه اللى خدت فى وشها وخرجت دى
حدقه بنظره ناريه قائلا
اتكلم عنها بطريقه افضل من كده ...دى خطيبتى
ليقول سامح پصدمه
خطيبتك!!!!!
اه خطيبتى ...طلبت ايدها انهارده وهى وافقت وهاروح لاهلها واطلبها رسمى وتبقى خطيبتى ومراتى وام عيالى فى المستقبل ان شاء الله
مازال سامح عند زهوله وكأن عقله توقف عند معرفة ان صديقه سيخطب فتمتم مره ثانيه
خطيبتك !!!
فيه ايه يا بنى انت علقت
لأ ..بس ازاى انت تخطب وتتجوز طب ازاى افهمها دى بقى
ضحك اشرف بشده وهو ينظر لصديقه ثم حدثه بثقه
وفيها ايه البنت حلوه وبتشتغل معايا من فتره و اخلاقها معلهاش غبار الصراحه وانت عارف العمر بيفوت والواحد نفسه يكون بيت واسره قبل العمر ما يعدى
كان سامح لا يزال تحت تأثير الصدمه فلم يستوعب ما قاله له صديقه ...انتبه لذلك اشرف فقال محاولا تغيير مجرى الحديث
بس انت صحيح جاى ليه.. رخامه ولا وحشتك
ابتسم سامح وقال
لا دى ولا دى بنت عمى وصلت مصر وكان لازم ابقى هنا عشان اخد بالى منها
فيطالعه اشرف بعدم فهم تبدل الى دهشه وهو يقول
بنت عمك مين ..اوعى تكون البنت اللى عملالكوا مشاكل كتير دى
تنهد سامح بضيق
ايوه هى
ودى ايه اللى جابها دى ...مش كانت فى تركيا باين... ايه اللى نزلها مصر
جايه تحضر فرح بنت خالتها ..اه وبالمناسبه بنت خالتها بتشتغل عندك هنا ..سلمى ..تقريبا بتشتغل فى الحسابات
اه اه عارفها ...دى حتى لسه واخده اجازه عشان فرحها ..بس هو انت ناوى تراقبها ولا ايه
لا ده انا هاخد بالى منها بس.. وهتولى فرع الشركه اللى هنا بالمره ..بس هو صحيح انت من امتى بقيت بخيل ..ده انا من ساعة مادخلت المكتب وحتى كوباية المايه ما عزمتش عليا بيها
ضحك اشرف ثم قال يود مداعبته
تصدق عندك حق ..ثوانى بس واحلى كوباية مايه مشبره تكون عندك
اجتمعت الفتيات حيث اعتادوا وجلسن يتبادلن الاحاديث والمزاح الذى مالبث ان اوقفته رحمه لتقول برجفه
مستر اشرف طلب يتجوزنى
فتتبدل ردود الافعال من سهيله التى كادت تختنق بالماء الذى تشربه ..وايمان التى قالت بلا مبالاه وعدم استيعاب اتبعه صډمه اه وماله ...ايه انتى قولتى ايه!! وسلمى التى تخطت الصدمه سريعا فقالت
وانت قولتى ايه
هزت لها رحمه رأسها بخجل تبعه همس رقيق
وافقت
لتنتشلها ايمان من بحر هيامه هاتفه
لا انا ماليش فى الكلام الفاضى ده ..انا عايزه
تفاصيل
طالعتهم سلمى بإستغراب ثم قالت بغيظ
يا سلام مهتميين اوى تعرفوا ..بس ليه انا ما استناتوش تعرفوا رأيى وسألتونى على معاد الفرح على طول
فتجيبها سهيله الجالسه بجوارها
لأننا كنا عارفين رأيك وعارفين انك موافقه
طالعتها سلمى بإستغراب ورفعت احدى حاجبيها
يا سلام وعرفتوا
منين بقى انى موافقه
فتجاوبها هذه المره رحمه التى قالت بهدؤ
لو ما كانش عاجبك ما كونتيش جيتى تقوليلنا عليه ..وكنتى طفشتيه من بره بره زى ما بتعملى مع كل العرسان اللى بيتقدمولك
كادت ايمان ټنفجر من الغيظ وهى تتابعهم
خلاص خلصتوا ..سيبك بقى من البت دى واحكيلى تفاصيل ...تفصوله تفصوله ..يالا
ضحكت سهيله وهى تقول
بقى فى مدرسة لغه عربيه تقول تفصوله
فتبادلها ايمان النظرات بغيظ كالأطفال
اه فيه ...انا ...ويالا يا بنتى احكى بدل ما اديكى قلم يخلى وشك قدام وقفاكى ورا
على رغم مشاعر الحنق بداخل سلمى الا أن الفضول قټلها لتعرف هى الأخرى ما حدث
بدأت رحمه تقص عليهم ما حدث منذ دلفت لمكتبها صباحا حتى اصتدمت بذلك الغريب وهربت من المكان بأسره
اتسعت البسمه على وجوه الثلاث فتيات وهن يسمعن ما تقصه عليهن..وكأن كل واحده منهن هى بطلة الحدث يبتسمن ويفرحن لها ويخجلن ايضا معها.. وما ان انتهت حتى تنهدن بعمق متمتمات
عقبالنا يارب
لتظر سهيله الى سلمى قائله
عقبالنا احنا...انتى خلاص راحت عليكى
فتبتسم لها سلمى بمشاغبه
ولا راحت