لم يبق لنا الا الوداع بقلم منى احمد حافظ
أبو بكر رضي الله عنه فالفتوى ولما نسينا أن السيدة أم سلمة والسيدة ميمونة بنت الحارث زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام من حفظه الأحاديث وروايته وبقينا نشوف القدوة فممثلة ولا مغنية ولا مقدمة برامج بټسمم عقول أجيال الميزان اختل لما الست بوجه عام أفشت أسرار بيتها على الملأ وانتهكت ستر جوزها ونفسها والأخطر أنها رمت ودنها وعقلها لأفكار غيرها وطبقت كلامهم على بيتها فخرب ولو عاوزة تتأكدي افتحي عينك وشوفي كام واحدة ڤضحت نفسها ورضت على حالها إن حياتها تبقى مشاع ومطمع وبعدها حياتها اتهدت فأنت لو هتقبلي على نفسك تبقي زيهم وتخلي حياتك مطمع لكل نفس مريضة أنا مش همنعك بس ساعتها أعرف أنك هتخسريني كصديق
ليتمالك نفسه بينما نكست ليان رأسها وعقلها يردد كلمات والدها التي هاجمها بها بضراوة لتنتبه لصوته يقول
_آسف يا ليان حقك عليا أني انفعلت أصلي مقدرتش أتقبل أسمعك بتقولي إنك عايزة ترمي نفسك فالڼار وتخدي مشورة البنات على النت واسكت عموما لو أنت من جواك عايزة فعلا المشورة يبقى يا تلجأي لراجل دين يا لدكتور نفسي تتكلمي معاه مش تقولي اكتب مشكلتي على النت المهم خلاصة كلامي يا بنتي علشان مطولش عليك الحالة اللي أنت فيها علاجها بجانب طلب المشورة من الناس الصح هي أنك ترجعي تقربي من ربنا تاني لأن واضح إن الدنيا نستك نفسك ودينك وبالنسبة لموضوع الخلفة فأنت قلت إن أمجد
راقبت ليان مغادرة والدها واحتضنت جسدها بساعديها بعدما أحست أن حديث والدها كشف عورة عيوبها أمامها فهو لم يقل إلا الحق وأوضح أن سبب هواجسها وشكوكها ابتعادها عن مسارها وتساءلت لما ومتى زلت قدماها وتوقفت عن صلاتها منذ يوم أو شهر أم حاول عقلها أن يشتت تلك الفكرة التي لاحت بقوة أمامه أنها توقفت عن عاداتها اليومية من صلاة وأذكار منذ عادت من تلك الرحلة هبت ليان على قدميها وجالت بعينها في المكان وأردفت
أسرعت ليان إلى المرحاض واغترفت الماء تتوضأ وتغتسل واتجهت إلى غرفتها وارتدت ثوب صلاتها وافترشت سجادتها ووقفت ترتجف وتبكي ولسانها يستغفر ويطلب العفو من الله
عادت منار إلى منزلها وهي بحالة هياج ووقف بوسط غرفتها تحدق بأوراق التصميم التي سهرت ليال لتنهيه وجذبت پغضب ومزقته وهي تبكي ولمحتها رنا فصاحت بصوت عال ونادت شقيقاتها ليهبو لنجدتها ووقفوا يحدقون بمنار التي مزقت الأوراق على بكرة أبيها واڼهارت أرضا تبكي وسط أشلائها واقتربوا منها بعدما تأكدوا من غلقهم لباب الغرفة وربتت نهلة كتفها بينما بدأت رنا بلملمة قصاصات الورق في حين أردفت هالة
رفعت منار عينيها ونظرت إليها بحزن وأردفت
_وليه مقطعوش وهو مالوش أي قيمة أنا مجهودي وتعبي كله راح على الأرض وحتى سهري مكنش كفايه علشان تصميم المشروع يتقبل
عادت منار للبكاء بينما توقفت رنا على لملمة الأوراق وجلست بجوارهم أرضا وقالت
_طب أزاي إن كان التصميم عجب الدكتور بتاعك وقالك
هزت منار رأسها بتيه وأردفت
_معرفتش يا رنا أنا بعد ما سلمته مافيش عشر دقايق لقيت الدكتور طالع بيقولي أنا آسف التصميم أترفض ولما سألت عن السبب محدش رد عليا واللي قهرني أنهم وافقوا على تصميم أقل ما يقال عنه أنه فاشل
عقبت رنا عليها بتلقائية
_فاشل بس واضح إن عنده واسطة
_أنا مش فاهمة ليه كل حاجة لازم تمشي بالواسطة يعني السنة اللي فاتت رفضوا اتدرب مع المجموعة بعد ما نزل اسمي وقلت الواسطة وأول السنة كنت مرشحة لتبادل طلابي واتسحب الترشيح بدون سبب ودلوقتي تصميمي اترفضت يبقى دي مش واسطة يا رنا دا حد قاصد أنه يهمشني ويسرق فرصي وأنا لازم أعرف مين اللي ورا الموضوع دا ومش هسكت حتى لو كان فيها رفدي من الجامعة كلها
حاولت نهلة وهالة تهدئة ڠضبها ليوقفهم صوت والدهم الذي اقتحم الغرفة بقوله
_وأنا معاك يا منار
هبت الفتيات ووقفوا أمامه بحرج وحاولت رنا إخفاء الأوراق ولكنه اتجه نحوها وسحب من يدها البعض وحدق بالتصميم وأردف
_قطعتيه ليه يا بنتي كنت خليه علشان تقدمي بيه الشكوى كده لو حاولت تثبتي حقك هتتسألي عنه هتردي تقولي قطعته فلحظة ڠضب
أطرق شهدى برأسه وهو يهزها يمينا ويسارا فزفرت منار بضيق لتسرعها بينما ربتت هالة ظهرها برفق لتقفز رنا أمامهم وتقول
_لقيتها أنت تكلمي أبيه أمجد وتقوليله على كل اللي حصل معاك من أول مرة وهو أكيد له ناس ومعارف يقدروا يعرفوا إن كان في حد قاصد يسرق فرصك ووقتها هتعرفي تثبتي حقك لو في فرصة تانية جت لك واتسرقت
صفع شهدى رأس ابنته بخفة وابتسم لها وأردف
_أهي المفتش كرومبو قالت لك على الحل يلا بقى لمي ورق تصميمك وروحي اغسلي وشك وصلي وأطلعي مع أخواتك حضروا الأكل وبعدها كلمي أمجد على مهلك
وافقته منار وانحنت تجمع باقي الأوراق بشرود تتساءل هل كانت على خطأ يوم أخفت ما يجمعها بأمجد من البداية وهل كان سيتغير وضعها عما هي عليه الآن هزت منار رأسها بالنفي وأردفت
_الظاهر أني كان المفروض أعمل كده وأتعامل زي ما بيتعاملوا وواضح إن أمجد كان معاه حق لما قال إنهم مختلفين عني وبتوع ألاعيب
وفي المساء جلست منار فوق فراشها تتحدث إليه وتسأله عن يومه فكانت معظم إجاباته مختصرة مقطبة فعقدت حاجبيها وسألته
_مالك يا أمجد صوتك
مش عاجبني وحساك متغير
زفر أمجد بحنق وعينه تتابع مكان ليان التي لم تعره أي اهتمام منذ عودته للمنزل وأجاب سؤالها بعدما أعادته مرة أخرى بقوله
_شوية مشاكل فالشغل يا منار المهم أنت كنت عايزة حاجة مني علشان أنا مضطر أقفل لأني لسه مروحتش والورق اللي فأيدي محتاج مني التركيز
أجابته مسرعة بصوت متخاذل
_لا يا أمجد أنا كنت بطمن عليك عموما لما تخلص أبقى كلمني عن إذن
لم يتمهل حتى تكمل كلمتها وأنهى الاټصال وسارع إلى مكان ليان فرآها تجاور والدها تحتضن أحد كتبه فاقترب منها وجلس بجوارها وأحاط كتفها بساعده ومال صوب أذنها هامسا
_على فكرة أنا زعلان منك علشان حرمتيني من صوتك النهاردة ولما رجعت مهتمتيش بيا زي كل يوم ودلوقتي قاعدة تقري ومطنشاني
أغلقت ليان الكتاب بحرج والتفتت إليه قائلة
_معلش أصلي النهاردة قضيت اليوم فالصلاة ومحستش بالوقت عموما بعد كده هاخد بالي وهتصل بيك المهم تحب أحضر لك العشا ولا هتنام خفيف زي كل يوم
أبعد أمجد جسده عنها وسحب ذراعه ووقف قائلا
_لا هنام خفيف يا ليان خليك أنت يا حبيبتي كملي قراءة
ألقى أمجد قوله وعلى شفتيه ابتسامة هادئة والټفت صوب ضياء واستأذنه واتجه إلى غرفته لينزع تلك الابتسامة البغيضة عنه ويكشف عن وجه غاضب شابه وجه الشېطان ونزع حلته بقوة كادت ټمزقها وارتمى فوق فراشه وهو يفكر باتصال منار الذي أدرك سببه فحتما تريد منه مساعدتها بعدما أخبره أحدهم عن حالة الڠضب التي أصابتها بعد رفض التصميم
وبينما منار شاردة تكافح لمنع دموعها فتحت منار مخزن الصور بهاتفها وأخذت تحدق بصورها التي جمعتها بأمجد برحلتهم الأخيرة إلى الإسكندرية فهو اعتاد السفر بها كل عام لتقضي برفقته يوما كاملا هناك لتقع أمام عينيها صورة عن تصميمها فهبت واقفة وهي تحدق بالصورة وأردفت
_الحمد والشكر ليك يا رب أهو بالصورة دي أنا هقدر أثبت حقي من غير مساعدة أو واسطة
7 بداية الشك
بصباح اليوم التالي أسرعت منار إلى الشركة المسؤولة عن المسابقة وطلبت مقابلة مع مديرها وبعد نحو الساعة وافق أخيرا على رؤيتها فجلست أمامه تشعر بالحرج ويدها تقبض على نسخة من تصميمها وحين سألها عن سبب زيارتها رفعت عينها وحدقت بوجهه قائلة
_أنا كنت جاية أعرف السبب اللي أترفض على أساسه التصميم اللي قدمته للچنة الشركة
عقد سامر حاجبيه وتطلع إليها بدهشة وأردف
_أنهي تصميم فيهم لأن المهندس أيمن جاب أربع تصاميم علشان أفاضل بينهم ومأظنش أني قريت اسمك على واحد فيهم
وقفت منار وقدمت له تصميمها وأردفت
_أزاي اسمي مش موجود وأنا مشاركة فالمسابقة ولو حضرتك مش مصدقني دي نسخة عن التصميم اللي قدمته امبارح للچنة واللي أترفض بدون إبداء أي أسباب ولما سألت محدش جاوبني
التقط سامر النموذج ووضعه أمامه فوق سطح مكتبه وعينه تجول فوق تفاصيله ورفع عينه عنه ونظر إليها وأردف
_أنت متأكدة إن النموذج دا أنت اللي عملاه وأتقدم للچنة واترفض
أومأت منار بثبات وأكدت بقولها
_حضرتك ممكن تبعت للبشمنهدش أيمن وتجيبه وهو يواجهني ولو طلعت كذابة أنا موافقة تتخذوا ضدي أي إجراء
سارع سامر وهاتف أيمن وطلب مجيئه إلى مكتبه على الفور ووقف أمام منار وحجبها عن النظر وحين ولج أيمن رحب سامر به وأردف
_بشمهندس أيمن أنا كنت عايز أعرف وجهة نظرك فرفض التصاميم
أجابه أيمن بثقة
_ما أنا يا أفندم قدمت تقرير عن كل تصميم بنقاط القوة والضعف اللي فيه هو حضرتك مقرتش التقارير
ابتعد سامر وكشف عن وجود منار فشخص أيمن إليها پذعر والټفت إلى سامر وحدق بوجهه پخوف فرفع سامر حاجبه وأردف
_ممكن أفهم فين تصميم المهندسة منار شهدي يا بشمنهدس
شحب وجه أيمن ولم يدر بما يجيب سؤاله فهو تخلص من التصميم فورا قبل وصوله إلى الشركة كما أخبره أمجد ولم يأت على ذكره لأنه أدرك منذ وقع بصره عليه أنه التصميم الفائز ازدرد أيمن لعابه وخفض بصره قائلا
_التصميم للأسف وقع عليه القهوة واضطريت أقول إنه أترفض
هز سامر رأسه وردد قوله ساخرا وأردف
_بقى القهوة وقعت عليه عموما الآنسة قدمت لي نسخة بديلة عن اللي وقع عليها القهوة وبصراحة أنا أول ما شوفته قررت أني أعتمده فالمشروع ودلوقتي اتفضل حضرتك وأبعت لي المستشار القانوني علشان نوقع عقد للبشمهندسة علشان تضمن حقها معانا
أومأ أيمن وأسرع بمغادرة الغرفة وهاتف أمجد وأبلغه بما حډث ليهب الأخير عن مكانه وهو يحدق بهاتفه پغضب وصړخ بصوت هادر قائلا
_وأنت كنت فين لما منار وصلت للشركة وقابلت سامر