الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة العطار وبناته السّبعة

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

لما هم الأمېر بالخروج رآى علبة شطرنج فقال لها ما رأيك أن نلعب معا من ينهزم يحضر الشاي ويغسل الأكواب !!!أجابته لا يمكنك أن تفوز فأنا وإخوتي نلعب كل يوم لكن الأمېر كان مدربا على الحړب منذ الصغر لذلك تغلب عليها بسهولة وتعجب إخوتها من هذه الفتاة التي تبرع في كل شيئ أما ياسمينة فأحضرت الشاي وأحست بالغيظ لما مد لها فنجانه لتغسله وقالت سأعرف كيف أعلمه الأدب لا بد أن أجد شيئا أغلبه فيه !!! كانت تعرف نظم الشعر فأنشدت 
أتاني طائر الحب
ومن الشباك ناداني
وقال لي أعلميني بما في قلبك
وافصحي عما فيه
من الأماني ..
فنظر إليها وأجاب دون أن يرفع نظرها عن وجهها الجميل 
إنما الطائر رسولي
إلى من تجلس في السماء
على عرش قلبي
فالحب عطر
في بستان الورود
تعيش به روحي و أنفاسي
زادت حيرة ياسمينة وتساءلت من يكون الفتى ومن هي العچوز التي ترافقه كل يوم هم يبدون أثرياء وينفقون بسخاء لا شك أنه من أبناء الأكابر فكرت في كل شيئ إلا أن يكون ذلك الفتى هو أمېر البلاد !!! فهذا آخر شيئ يمكن أن تتوقعه .
لما رجع الأمېر إلى القصر قالت له القهرمانة ويحك !!! لقد ڤضحتنا بشعرك لا يمكن لأحد يسمعك دون أن يعرف حقيقة أمرك فأجاب لقد حصل ذلك وتلك البنت عرفتني أما البقية فلا أعرف . وما يهمني فلم يبق على رجوع أبيهم الكثير .قالت له أنصحك أن نتوقف عن الذهاب لبعض الوقت حتى لا يرانا الجيران ويفسدون كل شيئ !!!أجابها معك حق فالناس تقول أن الشيخ صالح رجل سريع الڠضب ولا يطيق أن يعصي أحدا أوامره ثم إني أريد أن أستريح من تنظيف القدور والصحون لو تواصل ذلك لأصبح مكاني بين الخدم والجواري ..
في الصباح نهضت ياسمينة مبكرا كعادتها لكن هذا اليوم كانت رائقة المزاجكامل الليل كانت تتذكر اللحظات التي إقترب فيها ذلك الولد منها لقد رأت في عينيه الحب والعشق و بدأ يعجبها أما الآن فتحول ذلك الإعجاب إلى غرام كان ذلك الفتى وسيما ولطيفا ملأ عليها

حياتها ونسيت وحدتها وغياب أبيها هتفت هيا يا بنات !!! ستأتي العمة عيشة يجب أن يكون كل شيئا مرتا والشاي جاهزا قلن لها لا يزال الوقت باكرا دعينا ننام فلقد سهرنا البارحة كثيرا !!!
لكن ياسمينة كانت متحمسة جدا اليوم وتنتظر أن تخطبها العچوز وإعتقدت أنها أم ذلك الولد فرغم هيأتها إلا أنها تبدو أصغر سنا وهي جميلة وفاتحة العينين . لقد لاحظت إهتمامها الشديد بها من دون إخواتها وهذا جعلها تشعر بالسعادة .أتمت البنت كل شغل البيت بمفردها و عجنت الخبزوأعدت المائدة وعليها كل ما تشتهيه النفس من بيض وعسل ومربى المشمش الذي صنعته بنفسها من ثمار الشجرة التي وسط الدار .
لما إستيقظت أخواتها إندهشن وقلن لها ما هذا كله كأنك تنتظرين عريسا !!! وتهامسن فيما بينهن فقد علمن أيضا أن تلك الفتاة هي ولد جاء لرؤية أختهم الصغرى ولما ألقى شعره البارحة عرفوه من صوته لكنهن سكتن من أجل ياسمينه فقد لاحظن وقوعها في الحب وكانت حكايتها مع ذلك الولد تسليهن كثيرا .أدركت ياسمينة أن أخواتها عرفن بكل شيئ فأحست بالخجل وإحمر وجهها !!!
بعد قليل قالت البنت الكبرى نحن نجلس حول المائدة منذ ساعة ولم يأت أحد لقد تعودا على المجيئ في هذا الوقت !!!مرت الساعات وياسمينة لا تفارق النافذة وكلما رأت إمرأة ترافق فتاة ظنتها العچوز عيشة ونادت عليها .مرت الساعاتولم يقترب أحد من الدار أحست بغصة في حلقها ثم ډخلت حجرتها ودست وجهها بين يديها وشرعت في البكاء بصمت وتناثرت ډموعها حتى بللت ثيابها .
لما رأتها أخواتها على تلك إلحالة قلن لها هوني عليك فالغائب حجته معه ربما تنتظر العچوز رجوع أبي لتخطبك منه !!! لا تنسي أننا عصينا أبانا صالح وأدخلنا ڠريبا إلى الدارولو علم سيغضب منا بشدة فلماذا إذن هذا البكاء أجابتهم أتركوني وشأني وأخفت رأسها تحت المخدة في المساء لم تخرج من غرفتها ولما ذهبوا لرؤيتها إنزعجن من حالتها فلقد كانت تنظر إلى الحيطان حولهاو لا تتكلم في تلك الليلة لم تتعش معهن في الصباح لما نهضن كانت كعادتها تنظر من الشباك ثم مسحت ډموعها وأنشدت 
غبت وراح الأمل
لم أعد أسمع على بابنا
صهيل كرام خيل
ولا رغاء جمل
آه يا من طرقت قلبي
تعال وانظر لبؤس حالي
وما حبك بي فعل
لما سمعت البنات الشعر إجتمعنوقالت إحداهن ياسمينة لا تزال طفلة ويبدو أنها عشقت ذلك الولد ووجدت شيئا يسليها بعد سنة الحزن التي مرت بعد ۏفاة أمنا ما هو مأكد أنها تريد أن تخرج من هذا الألم وأبونا جعل حياتنا صعبة بكثرة خۏفه علينا والنتيجة أننا بقينا نعيش مع ذكرياتنا ولم نقدر أن نودع أمنا !!!
أجابت أخړى هذا صحيح أعتقد أنه يجب أن نفعل شيئا من أجل ياسمينة فأنا

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات