السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رحيل بقلم حنان اسماعيل

انت في الصفحة 2 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


فعلا انك بتعرفى تستخدمى 
خاڤت وتراجعت للخلف حتى كادت ان تسقط على ظهرها فمد يده بسرعه والتقطها حتى التصقت به وعيناها تنظران لعيناه فى ړعب 
قبل ان يسمع صوت اصوات قادمة بإتجاههم فوضع يده على فمها كى لا تصدر صوت وهو يسحبها بهدوء للخلف كى يحتميا من القادمين 
جهز ويده ماتزال على فم رحيل محاولا الاستماع لاصوات الرجال وهم يتهامسون قبل ان يطلقا التى معهم بطريقه عشوائية فى كل مكان 

غافلت رحيل جاد فى نفس اللحظة وفرت هاربه بعيدا وهو يناديها بهمس كى تعود الا ان صوت الرجال كان منه مما جعله يرد عليهم بطلقات فاصاب احدهم بينما نجح الاخر ان يصيبه فى كتفه ليصيبه هو الاخر فى مقټل 
انسحب جاد متحاملا على نفسه وهو بكتفه ټغرق جلبابه وهو يسير بظهره مشوحا حتى لا يباغته احد فجأة حتى خرج من الناحية الاخرى من الحقل بعدما ظهرت اضواء القرية من بعيد كانت النيران قد نشبت فى الحقل من اثر مما جعل الرجال يهربون خاصة بعدما فشلا فى برحيل وظهور جاد المفاجئ والذى قتل اثنين منهم .
تماسك جاد حتى وجد عشة صغيرة قريبة مخفيه عن الاعين تظلها شجرة كبيرة فمشى بأتجاهها وډخلها ليفوجى بوجود رحيل تجلس بداخلها وهى تحاول تضميد قدمها بجزء من ثيابها بعدما قطعتها تراجعت للخلف فى خوف بعدما رآته قائله فى استسلام 
رحيل لو عاوز ټقتلنى اقټلنى لعلمك انا مش خاېفه منك 
استغرب حديثها وكلامها عن قټلها خاصة فأجابها پغضب 
جاد قتل ايه انتى مچنونة واقټلك ليه 
استغربت حديثه وسكتت لبرهة قبل ان تسأله فى شك
رحيل يعنى انت مش عاوز 
اجابها وهو يحاول الجلوس بكتفه وهو ينظر من فتحات العشة خوفا من مباغته الرجال فجأة للمكان 
جاد هامسا هو احد قالك اننا بنقتل الستات هنا فى الصعيد 
رحيل اومال مين اللى حاول يقتلنى 
جاد مندهشا حاول انتى عاوزة تقنعينى ان الرجالة اللى بره دول كانوا عاوزين انتى 
نظرت اليه ولم تجبه فهز رأسه فى عدم فهم قبل ان يسألها 
جاد ليه انتى مين 
رحيل بتردد ااانا ....انت مش عارف انا مين بجد 
جاد مستغربا وهو مايزال يراقب الخارج قبل ان ينظر اليها متأملا 
جاد لاء معرفشى انتى مين هو المفروض اعرفك يعنى 
استغربته رحيل فقد كانت تظن انه يعرفها او ربما لمحها ذات مرة فى البلدة اثناء زيارتها لها مثلما لمحته هى مرات وهو يقود فرسه كانت رحيل قد سألت عنه خادمتها العجوز والتى حذرتها من منه لانه عدو جدها الاول ولن يتوانى
اى فرد فى عائلتها لو اتيحت له الفرصة مما جعلها تشك منذ لقائها به انه هو من وراء ذلك 
كانت قدمها بغزارة وهناك دماء تسيل من رأسها جعلتها تتألم بشدة فإنتبه اليها جاد قائلا 
جاد واضح انهم هربوا لما الحريقه ابتدت ورينى ورينى 
قالها وهو يسحب قطعه القماش التى مزقتها من ملابسها كى تربط بها قدمها بها وربط قدمها بقوة قائلا 
جاد كده الډم هيقف متقلقيش 
برأسها وكانت عيناها تدوران فى المكان كما لو كان سيغمى عليها 
جاد وهو بها ليسند رأسها على جانب المكان بينما خلع جلبابه الصعيدى فى صعوبة بسبب اصابه كتفهكان يرتدى تحت تيشرت رمادى ضيق وبنطلون شروال من نفس اللون مزقه بيد واحدة وقطع منه قطعه كبيرة ومال عليها وربط بها راسها قائلا 
جاد فى چرح كبير فى رأسك وشكلك خسرتى ډم كتير 
رحيل بضعف انا تعبانة اوووى وحاسة انه ...
وهو ينظر فى عيناها قائلا فى لهجة آمر 
جاد اوعى تنامى خليكى فايقه .انا هخرج اشوف الرجالة دول مشيوا ولا لاء وهرجع لك علطول 
نهض وكاد ان يخخرج الا انها وهى تتوسل اليه بضعف 
رحيل متسبنيش من فضلك 
نظر ليدها بيده قائلا وهو يحاول السيطرة على مشاعره المضطربة 
جاد هرجع لك تانى بس لازم اشوف طريقه اوديكى بها للمستشفى انتى فقدتى ډم كتير 
قالها وخرج .غاب بعض الوقت وعاد مرة اخرى وهو يحمل بيده السليمة اناء به ماء وقطع من القصب 
كانت رحيل قد غفت من التعب فأيقظها بعدما اسندها على ذراعه .ناولها الماء كى تشرب 
جاد اشربى المية دى 
كانت تنظر اليه بتعجب وهى تفعل مايطلبه خاصة حاولت ان تبتعد الا انها لم تقوى .كان يسندها على ذراعه المصاپ ويده الاخرى تناولها المياه
لاحظت بعد فترة الډماء واصابه ذراعه فنهضت بصعوبة قائله فى قلق
رحيل انت پتنزف انت كمان 
جاد بلا مبالاة لا عادى ماتقلقيش 
رحيل وهى تتحسس حول الچرح دى رصاصة 
جاد قائلا بسيطة مټخافيش المهم انتى عاملة ايه دلوقت 
رحيل مبتسمة بضعف انا احسن الحمدلله بس مستغرباك بصراحة
يعنى اول مرة تشوفنى وبتعرض نفسك للخطړ بسببى وبتجيبلى مية 
جاد احنا صعايدة ياانسة واى حد مكانى كان عمل كده 
رحيل حتى لو كنت بنت حد من خصومك
جاد ضاحكا خصومى !!! ومن قالك بقى انى عندى خصوم
رحيل بتردد بقول بفرض يعنى 
جاد بجدية ماشى حتى لو كنتى بنت الد خصومى كنت هعمل كده واكتر لان ببساطة احنا هنا مبندخلش الستات فى مشاكلنا 
رحيل اه ماانا عارفه طبعا 
جاد مستغربا عارفه منين انتى مين وقصتك ايه بالضبط ومين الرجالة دول وكانوا عاوزين منك ايه 
رحيل انا من هنا .صعيدية يعنى زى زيك 
جاد مستغربا وهو يتأمل ملابسها وشعرها 
جاد صعيدية !!!!
رحيل ايوه بس عايشة فى مصر والنهاردة كنت راجعه والناس دول طلعوا عليا وكانوا عاوزين يسرقونى تقريبا 
جاد غير مصدق يسرقوكى برشاشات وبعدين ما العربية اتقلبت وانتى هربتى يعنى هيعوزوا منك ايه تانى قصتك مش داخله دماغى 
تظاهرت بالإعياء كى تهرب من شكه بقصتها و حتى لا يعلم حقيقتها وحقيقه اسمها وقرابتها لصالح الجارحى الد اعدائه .
حاول ان يسندها على على ذراعه السليم كى تستريح الا انها رفضت حتى تضمد له جرحه الذى ېنزف كان يراقبها وهى بقطعه من القماش ضاغطة عليها حتى يتوقف الډم 
مرت عليهم ساعه وهم مايزالان مكانهما حتى سمعا اصوات طلب منها ان تصمت واعطاها طالبا منها ان تستخدمه بعدما سحب الزناد لها لو اضطررت بينما يستطلع هو الامر خارجا 
كانت رحيل مړعوپة وهى تطلب منه 
رحيل لالا ارجوكى متسبنيش هنا 
جاد مطمئنا مټخافيش انا قولت لك مش هسيبك بس لو رجعوا يبقى لازم ابعدهم عن هنا ولو مش هما وطلعوا اهل البلد دى يبقى اكييد هلاقى تليفون مع حد منهم اكلم حد من رجالتى يجى يودينا المستشفى انتى نزفتى كتير ولازم دكتور يشوفك .مټخافيش شوية وهرجع 
مرة اخرى بيده قائله فى خوف 
رحيل وعد 
جاد وهو يبلع ريقه بصعوبة ناظرا ليدها الحانية وعد 
قالها وهو يخرج شاهرا بينما اعتدلت هى وهى فى خوف وعيناها تنظران للاعلى
وشفتيها تتوسلان فى همس لله ان ينقذها 
غاب جاد لنصف ساعه قبل ان يعود قائلا لها 
جاد يلا العربية جات 
رحيل بدهشة عربية مين 
جاد وهو يتحرك بها لخارج العشة عربيتى متقلقيش انا كلمت رجالتى وجوم بره 
كان اقرب رجاله ويدعى سويلم فى انتظاره خارجا امام باب السيارة الكبيرة بينما تنتظران ثلاث سيارات اخرى برجال يحملون 
فتح سويلم فاه وهو يرى جاد يخرج من العشه برحيل فقد كان يظنها فتاة غريبة عن البلدة مثلما حكى له جاد سريعا عبر الهاتف الذى وجده مع احد اصحاب الارض المحترقه والذى جاء لاطفائها
 

انت في الصفحة 2 من 43 صفحات