روايه جديده بقلم رولا هاني قدر بقلم سارة مجدي
الأنتصار
ليخرج هو هاتفه من جيب بنطاله يود أن يتحدث إليها ... أن يسمع صوتها الذى يحمل الكثير من الذل و الهوان ... يريد أن يشعر بها أسفل قدميه من جديد أغمض عينيه لثوان يتذكر ذلك الإحساس حين كانت تجثوا على ركبتيها أسفل قدميه تخلع عنه حذائه و چوربيه و يشعر بملمس يدها الصغيرة على بشړة قدمه ... يتذكر أيضا حين كانت بين ذراعيه رافضه و كارهه ... لكن و رغم كل ذلك كان لها مذاق مميز و مختلف
أخذ نفس عميق و هو يتوعدها حين ينتهى من تثبيت قدمه فى مؤسسة الصافى و خطوبته سوف يذهب إليها ... يعيد تربيتها ... و يعلمها و بالطريقة الأسوء مقدارها و ما هى خلقت لأجله
الفصل السادس
حاوطت بطنها البارز و أخذت نفس عميق و ربتت عليها بحب و قالت
بدأت أبنى مستقبلك ... هخلى الدنيا لما تنوريها تستقبلك و هى فاتحه درعاتها ليكى .. مش هخليكى تتحملى أفكار عقيمة و لا تشوفى العڈاب إللى أنا شوفته
مسحتها بقوة حين شعرت بها ثم مدت يدها أسفل وسادتها و أخرجت مذكراتها و بدأت فى كتابة أحداث يومها ككل يوم ... تكتب لأبنتها قصه كفاحها لمستقبل أفضل
فى صباح اليوم التالى كان يدخل الشركة يده بيد صافى و يجاوره والدها حسام رفعت ... ذلك الأسم الذى يخلق الړعب فى قلوب منافسيه و كل من له فى مجاله
يمر اليوم و هو يملك أسهم فى تلك المؤسسة و سيملك الباقى حين تصبح صافى زوجته
بالأمس أخذ الخطوة الأولى و التى تأخرت عدة شهور و لكن الخطوة القادمة لن تتأخر كثيرا بل ستأتى فى أقرب وقت
أنتهوا من جولتهم و توجه إلى مكتب رئيس المجموعة جلس أصلان فى مواجهة حسام و
حين قال حسام بهدوء شديد هو سمه أساسيه به رغم أنه رجل شديد الصرامه إلا أن
كلماته دائما هادئة حتى فى أصعب المواقف و فى وقت ضغط العمل
أنت دلوقتى بقيت خطيب بنتى و شريك معانا فى الأسهم ... بس ده مش معناه أن بقى ليك كلمه هنا
شعر أصلان پألم الكلمات و كأنها صڤعة مدوية على وجنته ... و لكنه جعل وجهه بدون تعابير واضحه صفه تعلمها من جده ... و دائما ترسم له هاله من الغموض تفرض على من يتعامل معه الحذر
أنا متعود أحقق لصافى كل إللى تتمناه ... و خطوبتكم كانت تحقيق لرغبه بنتى .. لكن أنت تحت الأختبار و يوم ما أثق فيك ... ساعتها بس أبواب جنة حسام رفعت اتفتحت كلها قدامك
ڠضب شديد و ڼار حارقه ... هو أصلان الزيني الذى لم يتجرأ أحد على النظر إلى عينيه و هو يتحدث معه ... يأتي اليوم الذى يستمع فيه إلى تلك الكلمات الچارحة ... و يوضع له الشروط و العواقب ... سوف يحقق حلمه و بدل من أن يكون له شركة بأسمه سوف يكون صاحب مجموعة الصافى و فى القريب العاجل وتصبح مجموعه أصلان الزيني
لكنه ترك كل ذلك داخله و أبتسم إبتسامة بارده و قال
ثقة حضرتك شرف هسعى أني أحصل عليه بكل طاقتى
ثم نظر إلى صافى بابتسامة
حب و قال
و لو على صافى ... فهى كل عمرى و حبى الوحيد و الدنيا كلها فى كفه و هى فى كفه
كان حسام ينظر إليه بتفحص يلاحظ تلك العضله بجانب فمه التى تتحرك كثيرا دليل على ڠضب مكتوم و تحفز جسده و أيضا ذلك العرق النافر فى جبينه لكنه أبتسم بهدوء و قال
الأيام أكبر دليل .. و هى مراية الحقيقة ... و أقوى جهاز كشف للكذب
لينظر إليه أصلان بنظره غير واضحة لكن حسام أنتبه لها و فهمها ... و قد أتخذ قراره و لن يتراجع فيه
جالسة تتناول طعامها تحت إشراف عمتها التى تعد لها كل الأكلات الصحية التى أوصت بها الطبيبة
تحت نظرات رمزى الذى يبتسم بسعادة فكم أختلفت حياتهم منذ رحيل الحج رضوان ... و سفر أصلان ... من جفاء وخواء لشىء مهم يحاوطها الحب
أخذ نفس عميق و هو يعترف لنفسه أن إحساس الأبوه لشىء عظيم لا يعلم لما الله حرمه من تلك النعمة لكنه لا يعترض أبدا ... يكفى أنه رزقه بسناء صاحبه القلب الكبير ... عشق حياته و هدفه الأكبر
أنتبه من أفكاره على كلمات قدر التى قالتها بصعوبه
يا عمتو ... يا عمتو حرام أنا مش قادره ده كتير وربنا
لتبتسم سناء بمحبه و هى تربت على ظهرها برفق و قالت موضحه
يا حبيبتى أنت بترهقى نفسك و طول النهار بره البيت ... لازم تتغذى علشان خاطر إبنك
بنتك يا عمتى ... أن شاء الله هتكون بنت ... قلبى بيقولى كده
ثم أكملت بشرود بعد أن أرتسم فى عيونها حزن كبير و ذكرى قديمة ليوم ذبحت فيه و أيام عاشتها فى عڈاب
هو أنا بعمل كل ده ليه ... علشانها هى ... برسم لها مستقبل ... مستقبل يحترمها و يقدرها ومش هسمح أبدا أنها تشوف أى حاجه من إللى أنا شوفتها
كانوا يستمعوا إليها يتفهمون حالتها ... يقدرون حديثها فمن غيرهم يستطيع فهم ذلك
أجلى رمزى صوته ثم قال بسعادة
النهاردة هنروح نشوف أيه إللى حصل فى بنا المدرسة
لتنظر إليه قدر بابتسامة واسعه و هى تقول بعدم تصديق
بجد يا بابا
أومىء بنعم لتقف و هى تقول
يبقا لازم أروح الورش بسرعه أطمن و أرتب كل حاجة و عايزه كمان أبدء فى تصميم اليونيفورم
و غادرت دون أن تنتظر رد أحد منهم لتنظر سناء إلى رمزى بقلق ليقف و توجه إليها بحنان و همس بجانب أذنها
متقلقيش أنا جمبها و مش هسيبها أبدا
كانت تقف أمام تلك الأعمدة الخرسانيه تنظر إليها بسعادة و فخر .... أكبر أحلامها يتحقق سعادتها الأكبر و هى ترى شباب تلك البلده هم من يعملون بأيديهم
و خاصة بعد ما حدث من ثلاث أسابيع فى مسجد البلده
حين ذهب رمزى لصلاة العشاء و
تأخر
كانت عمتها تشعر بالقلق و لكن حين عاد بعد أكثر من ساعه و نصف من التأخير
جلس بينهم يقص عليهم ما حدث حين أجتمع به كل رجال البلده يرفضون تماما ما تقوم به قدر و يلومون عليه وقوفه بجانبها
بل و يعيبون عليه أيضا
حين قال أحدهم
ماشى و رى حتة عيله و مطاوعها فى قلة الحيه عايزه تقوى بناتنا علينا و تخليهم يكسروا كلامنا
و آخر حين قال
أنت
راجل زين يا رمزى بس أنت ضعيف قدام مراتك و بنت أخوها ... لكن ضعفك ده يأثر على بيوتنا و بناتنا ده إللى مش هنسكت عليه
ليقف رمزى و نظر إليهم بقوة و ثبات وقال بهيبه جعلت كل من فى المسجد يصمت و لا يستطيعوا المجادله و الرد
أنا راجل عارف الصح من الغلط و الحلال من الحړام ... عارف شرع ربنا و حدوده ... عارف حقوقى و حقوق الناس إللى حوليا .... و أنا عارف كمان حقوق الست زى ما ربنا قال ده سبحانه و تعالى كرمها بسورة كاملة أسمها النساء و كمان الآيات الكثيرة علشانها ..... بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ۚ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ۚ إن الله كان عليكم رقيبا و كمان قال تعالى واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و كمان للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر ۚ نصيبا مفروضا و كمان يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها و كمان هن لباس لكم وأنتم لباس لهن و غيرهم كتير من آيات الذكر و رسولنا الكريم كمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أستوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج ما فى الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل أعوج فاستوصوا
بالنساء ... لكن إللى يفهم صح و يعرف أن ربنا يوم ماخلقنا ذكر و أنثى خلقنا سواسية و كلنا فى الميزان واحد خلق ستنا حوا من ضلع آدم علشان تكون تحت جناحه و جمب قلبه يحن عليها و يحميها مش يذلها و يكسرها
صمت لثوان ينظر إلى جميع الوجوه التى بدء عليها الخجل و أكمل قائلا
ده غير حديث خير الأنام حين قال وعن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من الڼار. وفي رواية أخرى
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن فقال رجل أو ثنتان يا رسول الله قال أو ثنتان فقال رجل أو واحدة يا رسول الله قال أو واحدة.... عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات ... ياريت دلوقتى تكونوا فهمتوا قيمه بناتكم و أخواتكم و زوجاتكم و أمهاتكم و تفهموا أن إللى قدر بتعملوا دلوقتى و أنا بساعدها فيه ده لا عيب و لا حرام و إن هو ده الصح
صمت لثوان ثم أكمل قائلا
كل واحد فيكم عنده فى بيته باب من أبواب الجنة بس هو إللى قافله بأيده
كانت قدر تستمع لكلماته و الدموع ټغرق وجهها و لم تشعر بنفسها و هى تنحنى تقبل يديه بإحترام و تقدير ليرتجف قلبه داخل صدره و هو ينظر إليها ببعض اللوم و الأندهاش لكن لحقتها سناء أيضا و قبلت يديه الأخرى ليرى داخل عيونهم سعادة و فخر جعله يشعر بفخر كبير أنه فى حياة هتان