مني ابو زيد
ما قرأ كل الرسائل السابقة ليفهم أكثر لا يجد سوي اسم سنان فقط نظر إلي نقطة ما يتذكر الماضي
ألقت حقيبتها على الفراش بسعادة وقالت بحماس
أصيل عندي ليك خبر حلو
أغلق التلفاز الذي يشاهده وزع بصره عليه ليسمعها في هدوء
قولي
قفزت على الأرضية صفقت بيدها قات بفرحة
مراتك بقت دكتورة في مستشفي سنان التخصصي أكبر مستشفي في مصر
الو
الو
أزيك يا مرام
الحمد لله
كنت عايزك في موضوع مهم بخصوص اللي حصل لأختك
بدأ القلق يظهر على نبرتها
وصلت لحاجة
مش بالظبط
مش فاهمة
قص لها من معرفة حسابها على Gmail قرأته للرسائل التي كانت تتواصل مع أحد الأشخاص وذكر اسم سنان وعلمه أنها كانت تعمل في مستشفي سنان التخصصي وعاد يسألها
اها بشتغل هناك هحاول أعرف حاجة
صمتت لبرهة ترتب الأحداث فهي لا تفوز بسنان في
يوم لعب بها حتى لا تعترف للجميع بكل شيء لا يشغل باله سوي مصلحته فقط قررت أن تقف بجوار زوج أختها فأردفت قائلة
أنت ممكن تستفاد من الايميل اللي بيعتلها رسايل ودي هتبقي أول خطوة هنمسك الخيط من أوله
طيب أنت تعرفي حد
شوف بمعرفتك وأنا هساعدك من ناحية تانية
اوكي سلام
نظر وليد إلي عقارب ساعته في معصمه تمني أن يلحق حمزة قبل ذهابه إلي المستشفي صعد الدرج بسرعة قرع جرس الباب وهو يتمني من الله ما يريد استجاب الله أمنيته عندما فتح له حمزة الباب بوجه يكسوه الدهشة والقلق معا بسبب مجيئه إلي بيته في هذا الوقت فقال متسائلا
خير في حاجة حاجة حصلت
طيب مفيش أتفضل
أفسح له الباب لكي يعبر بارتياح ومازال وجهه تحت أثر الصدمة سار خلفه بتردد ينتظر جواب لسؤاله ثم هتف بحنق
أنجز بقي عايز ألحق أروح المستشفي
جلس على الأريكة أرخي ظهره على مقعد ثبت نظره عليه يتأمل ملامح وجهه القلقة قال بنبرة يعتليه الهم
سبتك و دورت براحتي مكنتش عايز أقولك عشان أنت مندفع حنان مرات دكتور سنان صاحب مستشفي السنان التخصصي اللي هي فيها
بتهزر صح
هز رأسه بالنفي استرسل له معرفته بكل الأخبار عن طريق بواب العمارة المجاورة للعمارة التي يسكن فيها سنان طليق حنان فقال بجدية
فهمت
حاول ترتيب الأحداث لبعضها البعض من السهل معرفة وجودها في المستشفي يليه يأخذ أبنه في المستشفي ترتيب منسق لا يجوز الشك فيه قال بفهم
نهض من مكانه ربت على كتفه عينيه تشع رجاء قبل أن ينطق
عشان خاطري أبعد بقي لأحسن وجودك يخليه يأخد الولد منها أنا فهمت أن معاملته ليها كانت وحشة أوي
أخرج تنهيدة من صدره قدر ما يحمله من شعور بتأنيب الضمير كره اليوم الذي قابله فيها ظل يتتبعه ويلاحقها حتى لقاها بكلماته فسارت في الطريق لا تري أمامها مما أدي إلي ارتطامها بالسيارة قرر كلماته كثيرا
ياريتني مشيت ولا قربت منها ياريتني مشيت ولا قربت منها ياريتني مشيت ولا قرب
قطع حديثه باندفاع ليقلل الڠضب الذي احتل ملامح صديقه لكي يخفف عنه تحمله
كل شيء نصيب ومكتوب وربنا بيخلق الأسباب حتى لو البشر اللي عليك أدعيلها وراقب من بعيد
أومأ رأسه باستسلام ليس في يديه شيء سوي الرضوخ ملئت ملامح وجهه بالضعف وقال بوهن
حاضر
رفع رأسه لأعلى يحمد الله على تفهم صديقه واستمراره في العند فهو كان يدخل في دائرة خسرانه بالتأكيد وسوف تدمر الجميع
وقف عند الباب يسمع صياحها مازلت لم تفهم شيء كل صړخة تقتله على الرغم من معاملته السيئة في بعض الأحيان مازال قلبه ينبض وينطق باسمها أمسك مقبض الباب وحركه ليفتح الباب لتنظر هي اتجاه الباب بعد صړاخها حتى ظهر أمامها خفق قلبها بشدة الړعب احتل كيانها دار في عقلها العديد من الأسئلة حتى نطقت پخوف
سنان
أخذ مقعد باندفاع وضعه أمامها بحرص جلس عليه ببرود قاتم تعبيرات وجهه مرسوم عليها شيطان على هيئة بشړ لا يوجد عليه الرحمة كفي القسۏة والمصلحة ظل صامت لا ينطق بحرف واحد فعادت هي الحديث مرة أخرى
أنت عرفت مكاني أزاي وعايز مني إيه
كان يعلم بقصة دخولها وزيارة أحد الرجال لها دون أن يعرف هويتها شبك يديه لبعضهما البعض أنحني بجسده قليلا طالعها بنظرات ممېته أدت إلي دب الفزع داخلها قال متسائلا بنبرة شيطانية
مين اللي بيزورك هنا
اټهامات من الباطل يلقيها عليها دون مقدمات ويريد إجابات تقنعه وإذا ما حدث كأنه لم يسمع منها شيء فهي العلاقة المستنزفة تبدد كل طاقتك
حاولت حنان تجمع أقواله كانت في نقطة المتاهة بالنسبة له حاولت إخراج ما يدور في عقله قائلة
قصدك إيه أنا مفيش حد بيزوني أنا محپوسة هنا أخري حد يجبلي الأكل والشرب بس
أومأ رأسه بتأكيد ظل عينيه ثابته عليها يقرأ ما تظهره وبالفعل وجد الجد على ملامحها لذلك قال بجدية
عارف كل ده بس في حد جابك المستشفي هنا وكل يوم بيزورك
سارت وراء الهراء الذي يقوله حتى تثبت عدم معرفتها بأي شيء فقالت باستسلام
لو افترضنا كلامك صح ليه مش بشوفه
وضع في مأزق من جديد أي كلام يقوله هربت كل الحروف من لسانه التزم الصمت صمته طال عن المفروض عادت كلامها مرة أخرى لعل يفهم هذه المرة
لو افترضنا كلامك صح ليه مش بشوفه
مازال الصمت يخيم عليه فهمت الدنيا من حولها كيف يعرف مكانها متى علم بدخولها للمستشفي لماذا يسأل عن الشخص الذي يزورها أسئلة كثيرة تدور في ذهنها الإجابة المشتركة بينهما أنه صاحب المستشفي ضړبت رأسها لعل تخرج تلك الأفكار السيئة من عقلها لكن هيئته تؤكد لها ذلك هتفت بشك
سنان أنت صاحب المستشفي
نهض من مكانه بعد ما تبدد ملامح وجهه للشيطان الذي يوصف تصرفاته اقترب منها كالثعبان الذي يغرس سمه في البشر همس في أذنها
هكون صريح معاكي أيوة أنا صاحب المستشفي مش بس كده يحيي معايا ومش هتعرفي تاخديه تاني
أرادت أن تأكل لحمه بأسنانها كسر قدميها ويدها هي التي منعتها على الرغم من هذا ملامح وجهها مليئة بمخالب الأمومة التي تظهر وقت الخطړ قالت بشراسة كالقطة التي أخذت أطفالها منها
ھقتلك
وضع سبابته على فمه بإشارة الصمت حرك يده ليشرح لها قال بنبرة فحيح الأفعى
مش هكدب عليك أصل عرفت أنك مروحتيش البيت خد الولد قولت أنك سبتي أبنك وطفشتي تخيلي سمعتك بقي بقت عامله أزاي ومش هتخرجي من هنا غير لما
تفكي الجبس أصل حالتك مش خطېرة كسر في رجل والأيد وچرح بسيط في جبينك تقريبا اللي بيسوق كان بيحاول ميخبطكيش وهقدر أخفي كل حاجة استسلمي للأمر يا حنان وفكري كويس
مرت الأيام على نفس الوتيرة مازالت حنان تحت رحمة سنان حتى يقرر يطلق سراحها خاصة بعد عدم زيارة هذا الرجل لها ضبط الأوراق كاملة أمحي وجودها من دخولها المستشفي أثبت جريمته دون تردد
بينما عند مرام رفضت تذهب إلي العمل سابحة في تلك الذكريات القديمة مع أختها من جهة ومن جهة أخرى ذكرياتها مع سنان حتى تعرف ماذا تفعل
كمل حمزة حياته كأن شيء لم يكن أستمع إلي نصيحة وليد أن يترك الأمور تسير كما تريد الدنيا ويعيش حياته ولا يشغل باله بالآخرين
اليوم مميز لدي أصيل منتظر المكالمة التي يستطيع من خلالها أن يعرف من صاحب الايميل ظل ينظر على عقارب الساعة من حين لآخر اخترقت أذنيه صوت رنين الهاتف المحمول صدح في المكان كأنه صدح في قلبه أشعله باللهفة والشغب ألتقطه على الفور وهتف
الو
أيوة يا أصيل بيه
وصلت لحاجة
طبعا أنت جاي على سمعتي وعرفت إن شاطر في الحاجات دي
عرفت الايميل بتاع مين
بتاع دكتور اسمه علي البارودي
مين علي البارودي
لا دي بتاعتك انت بقي اللي عليا عملته
متعرفش حد مصحصح يساعدني أوصل بسرعة أهم حاجة يكون بسرعة أنا مش عايز أظهر في الصورة
في هديلك رقمه 01 قوله أنك تابعي
بجد مش عارف أشكرك أزاي
مفيش شكر ولا حاجة ده
شغلي وأي حاجة تعوزها أنا موجود
أكيد سلام
أغلق الهاتف المحمول خطو اتجاه الصورة عينيه تشع لوم وعتاب بسبب عدم اخباره بكل شيء يحدث لها لو قصت له مشكلتها ما لم تجد منه سوي المعاونة أخرج نفسا مطولا قبل أن يحدث نفسه كأنها تقف أمامه ويلقي عليها الحديث
خلاص هانت والحق هيظهر وهتنامي أنت وأبننا مرتاحين
خرج من الحجرة كان في طريقه إلي حجرته عينيه وقعت للأسفل أخر مكان تجمع فيه جده وجوهرة أحتفظ بنظراته لفترة من الوقت يتذكر التفاصيل التي أجراها معهما مع ابتسامة عارمة تبدو على شفتيه سرعان ما تحول للبؤس أصبح وحيد في الدنيا الجميع يرفض حديثه وهو مازال محتفظ بكرامته أتجه إلي غرفته بعد أن ارتوي من خيلات الذاكرة
جلست جوهرة تقرأ القرآن الكريم في المستشفي بعد أن حدد معاد العملية تركت القراءة عندما سمعت صوت طرق على الباب أغلقت القرآن حركت عينيها على الباب ثم قالت بنبرة رسمية
أدخل
دخل سنان الحجرة بخطوات ثابتة قرأ كشف حالته اليوم من مستوي الحرارة والضغط المعلق في أخر الفراش قال بنبرة عادية
كل حاجة مظبوطة إن شاء الله هنعمل العملية كمان ساعتين
ألقت عليه سؤالا لتفهم أكثر
ليه جينا بدري
أجاب عليه بابتسامة تعتلي شفتيه
عشان في إجراءات طبية لازم تتعمل قبل دخول العمليات بس الحمد لله هو كويس
حمدت الله سرا مرات متتالية وجهت حديثها بها بوجه يبرزه الخجل وقالت بتمني
مش عارفة أشكرك أزاي يا دكتور ربنا يجزيك على قد أعمالك
عاد الكشف في موضعه مرة أخرى قال باعتراض
من فضلك بلاش تقولي كده
سؤال سيطر على عقلها تريد إجابته ألقته عليه بسرعة ليهدأ قلبها من
روعتها
هي العملية خطېرة
رد عليها بتهكم ليبث الأمان نحوها اتجاهه
أنت كده بتهنيني مسمعتيش عني قبل كده
أحمر وجهها من الخجل أرادت أن تختفي قبل أن تبوح بتلك الكلمات السيئة حاولت تحسين صورتها أمامه قائلة
مش قصدي يا دكتور ده أنا عشمي فيك بعد ربنا سبحانه وتعالى
بلحظة ارتخت ملامحه لترسلها نظرة رضا ويبعد عنها أي شكوك من خطړ العملية ردد في ثقة
ونعمة بالله العملية مش خطېرة متقليش عن أذنك أشوف اللي ورايا
خرج من الطبيب اقتربت والدها الذي كان يتابع الحوار في صمت ربتت على صدرها لتخفف عنه القلق وقالت بتأكيد
سمعت يا بابا بنفسك كلام الدكتور أطمن
ابتسم قائلا
حاضر
بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الأخرى بغزارة دون توقف ترسم طريقا على وجنتيها سرعان
ما تغير طريقها إلي الوسادة التي شاركتها في الحزن في الأيام الأخيرة ألقت نفسها عليها تعانقها لتستمد منها الحنان مر عليها بضع دقائق وهي