الخميس 12 ديسمبر 2024

مني ابو زيد

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز


محلات منوعة من ملابس مقاهي مطاعم إلخ كل مرة تخرج خيبة الأمل ظاهرة على تعبيرات وجهها لمحته تبددت ملامحها إلي الضيق هرولت في خطواتها تعتمد عدم النظر عليه فعل عكس ما فعلته اقترب منها عندما تيقن أنها شاهدته وقف أمامها قائلا
بتعملي إيه هنا
لوت شفتيها في استنكار وتشدقت بفمها
وأنت مالك
جاءت أن تتحرك عرقل طريقها ليتحدث بتأكيد

بدوري على شغل
ضړبت راحتي يدها اليمني على ظهر أليسري ثم قالت بتهكم
أكيد هصرف على أبني منين
بث سمه كالثعبان عليها لدغها بشراسة حين قال
مش هسألك أبوه فين بس كان لأزمته إيه الكدب من الأول
شعرت بغصة داخل جوفها حاولت ابتلعها المحاولة باتت بالفشل هرولت في الركوض بعيد عنه لا ترحب بالحديث معه لأول مرة كانت تراه اليد الطيبة أحيانا وأحيانا الأخرى الأمان دمر كل هذا عقلها مشتت بشدة سارت في الطريق دون انتباه بينما هو يراقبها في تحركها كأنه انتصر عليها طرد تلك الأفكار التي استوطنت عقله لفترة من الوقت وهو في مكتبه
سعت عينيه من الصدمة عندما ارتطمت بسيارة أثناء عبورها من الطريق ركض بقوة الصاروخ نحوه مر بين المارين الذين التفوا حولها خفق قلبه بقوة تلون وجهه باللون الأصفر من الفزع فوجهها ملئ بالډماء ملامحه قد تكون مخفية صاح عاليا
إسعاف بسرعة حد يتصل بالإسعاف
سمع أحد الأصوات من الواقين يقول بتعجل
مستشفي ابن سينا التخصصي قريبة من هنا أسرع من الإسعاف
لم يتردد ثانية حملها بين ذراعيه اتجه بسرعة إلي المستشفي عمل كل المطلوب من ملئ استمارة ودفع أموال وقف أمام حجرة العمليات يعتلي وجهه القلق والخۏف سمع صوت رنين هاتفه المحمول ضغط على زر الغلق متوتر بشدة ليس لديه القدرة على الحديث
كانت أوصاله ترتعد أمله الوحيد نجاتها ظل يدعو الله كثيرا حتى خرج الطبيب اقترب منه في عجلة قائلا
طمني يا دكتور
أراد الطبيب أن يعرف كل شيء عنها خاصة بعد هيئتها التي تدل على فقرها فهذا الطبيب لم يري حنان مطلقا
حضرتك جوزها
فكر في الإيجاب بالتأكيد لكنه تراجع فهو لا يعرف ماذا يريد كفي أنه دفع الأموال الأزمة فقال بنفي
لا أنا أعرفها معرفة سطحية ممكن تطمني عليها
تصنع وجهه بالعبوس واليأس وهو يتفوه بسأم
للأسف هي في غيبوبة وحالتها خطېرة
أغلق عينيه پألم واضح لعڼ وسب نفسه على ما بذر منه ثم هتف بقلق
والحل
ربت على كتفه قائلا
أدعيلها بس هو مفيش حد غيرك
أومأ رأسه بالتأكيد بحزن يتجلي تعبيرات وجهه قال بأسف
للأسف ملهاش حد
تعمقت الفكرة داخل ذهنه خفي ابتسامته وفرحته اندفع للأمام وهو يقول
عن أذنك
ولج الطبيب
أحد المكاتب قال بلهفة
جات مريضة ملهاش حد هتنفعنا حالتها مش خطېرة كسر في رجليها وأيديها وفتحة صغيرة في جبينها
ترك سنان القلم أبعد مرمي بصره عن الأوراق فظهر شعاع الأمل في مقلتيه هتف
بجد
سرد له قصة الفتاة أن ليس لها أحد يسأل عنها سوي رجل واحد يعرفها معرفة سطحية وحالتها الصحية التي تبدو على ما يرام فقال بحماس
أديها حقنة منومة بعد لما تفوق من البنج
تنفست جوهرة بسعادة بعد شعاع الأمل الذي لحق بها بعد استعدادها للذهاب مع والدها إلي الطبيب كادت أن تفتح باب الخشبي احتقن وجهها بالڠضب
فور ما وجدت أصيل أمامها لا ترحب بالحديث معها منذ ما حدث في ليلة اللعب أشاحت وجهها للاتجاه الأخر تحدثت بدون محبة
الأكل جاهز
لم يعقب بادرها بسؤال ألجم لسانها عن الحديث من دهشتها
رايحه فين من غير ما تقولي
فرشت ملامح وجهها بالغيظ فجزت على أسنانها لم تنصاع لإجابته رحبت بفكرة استفزازه أكثر لتسترد جزء من أهانتها في السابق
وأنت مالك كل اللي عليك أكلك دلوقتي
ضغط على شفتيه لعدم قدرته على فعل شيء تمني أمساك ذراعها ليغرس قوته لتتألم فتتراجع عن توبيخها بكثرة قال بغيظ
بس بقي لما أسالك سؤال تجاوبي وبطلي عند أنت شغالة هنا
أومأت رأسها بالموافقة رددت بعض كلماته لتلقنه درس جديد
أيوة شغالة هنا من حقي إن أمشي براحتي
اقترب منها ليصافح أنفاسه وجهها ليهب الخۏف داخلها همس بنبرة فحيح الأفعى
الكلام ده لما تكوني مش بتباتي هنا لكن أنت بتباتي من حقي أعرف رايحه فين وجاية منين خصوصا إن كل حاجة موجودة
ظلت مناقشات بينهما كالقط والفأر حتى قطعها سعد بقوله
أنتوا مش عاملين ليا حساب بتتخنقوا قصادي
رد عليه أصيل
بنتك مش بتحترم حد أنا عامل لأصلي معاها لحد دلوقتي ومش راضي أوريها الوش التاني وقتها مش هتحب تشوفني في المكان لأن حياتها هتبقي سوده
سيطر الڠضب عليها من حديثه باحت پغضب
لا أنا محترمة ڠصب عنك ومسيري في يوم وهسيبك وقريب أوي
تفوه دون أن يحسب ما يقوله
هيبقي يوم المني
دخل سعد في الحديث قائلا بنبرة أمر ممزوجة پغضب
وليه تستني يوم المني لمي حاجتنا يا جوهرة أحنا هنمشي دلوقتي
وصلت سطوة العواصف إلي ما لا يتحمله بشړ الجميع ذاق المر دون قصد تلك هي الدنيا شئت أم أبت ليس عليك سوي الاستسلام حتى تبرهن لنفسك أنك قادر على فعل المعجزات 
شيطان يسيل لعابه وهو يجلس أمام جوهرة لم يلتفت إلي جمالها بل لعابه كان على والدها سعد أن يأخذ ما يريد منه
رأي كل التحليلات التي تظهر حالة وعكته الصحية فكانت على ما يرام الأمر لا يستدعي إجراء عملية كفى العلاج غرق سابحا في الأفكار حتى عثر على الرد المناسب أغلق التحليلات الطبية قبل أن يرد
التحليلات دي قديمة هكتب شوية فحوصات والنتيجة بتاعتها هي اللي هتعرفنا المړض وصل لفين
أومأت رأسها بالموافقة عقلها كان في مكان أخر هل يجوز أن تسأله على ثمن التحليلات
سرعات ما تذكرت المبلغ الذي أخذته من المظلم مقابل عملها معه يستطيع أن يكفي بالطبع لكن أشرق وجهها بالنور حين قال سنان
عشان أنت جاية من طرف الدكتورة مرام هتعملي التحليلات المطلوبة تبع معمل أنا أعرف صاحبه هقوله وهيسهل الأمور كلها
كان يرمي كلامه على المال بطريقة غير مباشرة حتى لا يسبب لها إحراج رأت من هذه الطريقة أنه شخص محترم قررت أن تعطيه الثقة كاملة كست ملامحها بالشكر قبل أن تنبض بقولها
شكرا يا دكتور في حاجة تانية
هز رأسه بالنفي وهو يقدم الورقة المدون فيها كل شيء لازم قال بابتسامة تخفي مخالبه
لا أنا كتبتلك عنوان المعمل قولي بس أنا تبع الدكتور سنان ومتقليش من حاجة
تذكر شيء هام رفع سبابته لأعلى كإشارة للانتظار التي تدل على ثانية واحدة فتح الدرج أخرج ورقة مدون فيها بعض المعلومات عنه ما يطلق عليها الكارت ثم أردف قائلا
ده الكارت بتاعي احتياطي معاكي لو مرضيوش أديهم الكارت
خرجت من العيادة أسرعت تتحدث مع مرام لكي تطمئنها بعد أن اتفقا على هذا قبل ذهابها إلي الطبيب فور ما سمعت صوتها هتفت
عامله إيه
طمنيني عملتوا إيه عند الدكتور
كتب لينا شوية تحليلات هنعملها وربنا يستر
إن شاء الله يقوم بالسلامة
أنا اللي مش عارفة أشكرك أزاي صممتي تساعديني رغم خناقتنا زمان وسبتي المظلم ده ربنا بيحبك
شعرت أن حديثها لا يجوز أردفت بأسف
أسفه متزعليش والله ما أقصد
عارفة أبقي قولي لي الأخبار علطول
من عيوني
بكاء صړيخ يصدرا من يحيي بعد تأخر والدته عليه فلم تعد حتى الآن حاولت ياسمين بث الأمان داخله حتى يهدأ عكس ما داخلها من تيار يكسوه القلق والخۏف
بعد محاولات عديدة استسلم الطفل للنوم أخرجت من الحجرة التقطت الهاتف المحمول بدأت في الرنين المتواصل على حنان ربما كان مغلقا ضړبت فخدها بتوتر وحدثت نفسها
وبعدين بقي في الحيرة دي أول مرة تعمليها يا حنان
ظلت تفكر على حل للورطة فهي ليست أم ليس لديها خبرة كافية عندما عثرت على الفكرة هرولت في الخروج بسرعة دون أن تصحب يحيي معها
ذهبت إلي المطعم فهي لا تعلم أنها فقدته قابلت أحد العاملين تنحنحت قبل أن تتفوه
لو سمحت حنان لسه هنا
رفع حاجبيه لأعلى باندهاش فهو يعمل في الفترة الثانية لا يسمع اسمها مطلقا فقال بأسف
مفيش حد بيشتغل هنا بالاسم ده
ردت عليه بتأكيد
لا في بس في فترة الصبح ولسه مروحتش لحد دلوقتي
تمتم قبل أن يجيب
أنا بشتغل في الفترة التانية ممكن تسألي مستر وليد هو اللي موجود حاليا هيقدر يساعدك
هزت رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة سارعت تسأل عنه كأنه مشرف العمال لعبت الدنيا معها حين سألته هو بنفسه عندما كان ينوي المغادرة
لو سمحت في واحد اسمه وليد مشرف عمال شغال هنا
رد بنفي ممزوج بجمود
لا
احتقن وجهها بالڠصب سبت ولعنت صاحب المكان استطاع أن يسمعها فهرول قائلا
أنت بټشتمي صاحب المكان
لم تهاب منه قالتها بتأكيد ليس لديها أي شيء تخاف منه للتمنع عن قول الحقيقة
أها ما هو اللي مشغل شوية ناس مش بتفهم مش عارفين حاجة عايزني أقول إيه
أيقن أنها لا تعلمه قوس فمه بابتسامة عارمة تجلي ملامح وجهه هي الأخرى حرك يده بهدوء ليفهم منها وقال برجاء
براحة بس وفهميني
سردت له عن حنان وإبلاغ أحد العاملين أن ما يدعي بوليد وأن لا أحد يعلم مشرف العمال
أصدر ضحكات عالية في التو مما ڠضبها بشدة حاول كتمانها بعد رؤية الڠضب يعتريها كادت أن ترحل منعها بالقوة نجح في كتم ضحكته بعد عدة محاولات وحدثها بعجلة
يعني أنت فهمتي أن مستر وليد مشرف العمال
صمت لبرهة راقب تغييرات راقب ملامح وجهها التي أكدت له هذا أضاف قائلا
أحنا مش في مصنع أو شركة ده مطعم ومستر وليد يبقي صاحب المكان وأنا مستر وليد
سعت عينيها من الصدمة وضعت في مأزق تلون وجهها باللون الأحمر من شدة الخجل كانت تتفوه بثقة على أنها لا تقابل صاحب المكان هي وبخته أمامه هو مباشرة قررت أن تهرب من المأزق بسؤالها عن حنان فقالت
هي فين حنان ممكن أعرف
ألقي عليها سؤالا
مين حنان
جرت بالكلام أخر دون تفكير فهي شرسة في حديثها
مكذبتش أنا عشان تعرف
قصت له عنها بعد التفاصيل لكي يتذكرها إجابته كانت بئر من الصدمة الذي وقعت فيه زادت سرعة نبضات قلبها ضړبت يدها على صدرها هاتفة
يا مصېبتي هي فين دلوقتي دي نزلت من بدري على أساس أنها في الشغل طب عن أذنك
حاول اللحاق بها لكنه فشل خطواتها سريعة
وقف يتتبعها وهي تركض بعيد يظهر عليها عدم معرفتها أي طريق تسلك
مرت عدة أيام لم يحدث فيها أي جديد كل الأمور تسير على نفس النهج
فعلت جوهرة الفحوصات الأزمة لوالدها منتظره نتيجة التحاليل بفارغ الصبر بينما بدأت ياسمين تهتم بيحيي بعد عودته من
المطعم وكان في حالة اڼهيار شعرت بتأنيب الضمير حاولت التقرب منه قدر الإمكان تصاحبه وهي تبحث عن حنان في أي مكان ليس لها أثر
عند حنان كانت في حجرة مغلقة بعيدة عن الأنظار تأخذ أدوية النوم حسب الاحتياج حتى
لا يتسبب ضرر لها فحين تستيقظ صړاخها الذي تصدره لم يصل إلي أحد هي لم تستطيع الحركة بسبب كسر قدمها لا
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 17 صفحات