الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
لتخربي على نفسك وأنتي لسه على البر..
تعالت ضحكاتها وهي تحاول جاهدة السيطرة على ذاتها وبعد لحظات نجحت في ذلك فتطلعت لها لدقيقة ثم قالت بحزن
سيبك مني وقوليلي مالك انتي كمان
إرتبكت حور للغاية فحاولت البحث عن حجة مقنعة تهرب بها من سؤالها ولكنها أمنت بأنها لن تصدق ما ستقوله لها لذا قالت بإنكسار
عرفتي إن كتب كتاب أحمد وفرحه هيكونوا في يوم واحد... بعد فرحكم باسبوعين على طول..
ومسحت بيدها دموعها التي أوشكت على ڤضحها ثم اكملت قائلة
أنا عارفة اني غلط وتفكيري فيه أصلا هو أكبر غلط بس والله يا تسنيم ڠصب عني أنا مش عارفة إزاي اتعلقت بيه بالطريقة دي... وأنا أصلا مش من حقي أفكر فيه وهو لواحدة تانية!
ليست بحاجة للتبرير
فصديقتها تعرفها جيدا وتعلم أخلاقها السامية ولكن ما يحدث فعلا رغما عنها ودون ارادة منها فمتى ملكنا التحكم بقلوبنا حتى تتحكم هي بقلبها!
سحبت تسنيم نفسا مطولا قبل أن تخبرها
أنا عارفة إن اللي بيحصلده ڠصب عنك يا تسنيم بس أنتي على الأقل منحاوليش تفكري فيه وحاولي بكل ارادتك تخرجيه بره حياتك عشان خروجه ميبقاش صعب عليكي فيما بعد..
وبابتسامة هادئة أردفت
خليكي متأكدة إن ربنا هيبعتلك الأحسن منه اللي يستحق يكون زوج ليكي وهيبقى نصيبك..
ظهرت بسمة رقيقة من وسط بحر دموعها لتردد بحبور
آن شاء الله...
استغلت روجينا انشغال الجميع ثم أخرجت هاتفها لترسل رسالة نصية لأيان كتبتها بتوتر شديد
أيان فرحي اتحدد بعد آسر باسبوعين مش عارفة هعمل أيه بجد أنت لازم تأخد قرار بخصوص علاقتنا..
انتظرت ما يقرب الخمس دقائق حتى أتاتها رسالة منه
مټخافيش يا حبيبتي أنا لا يمكن أتخلى عنك أبدا المهم بلاش تفتحي انتي موضوعنا لحد وسبيني أنا أتصرف
قرأت رسالته وهي تغلق هاتفها بارتباك وخوف من القادم تخشى تلك اللحظة حينما يقترب موعد زواجها فكيف ستتزوجه وهي على ذمة رجلا أخر!
بالأعلى...
جلس آسر بأخر المقاعد ثم وضع قبعته على وجهه لتحميه من أشعة الشمس الحاړقة مستندا بقدميه على أحد المقاعد في محاولة منه أن يغفل قليلا فالطريق طويل فشعر بحركة لجواره فأزاح قبعته ليجد بدر ويحيى يجلسان لجواره ويشيران بيديهم تجاه عبد الرحمن الذي يجلس في المقدمة بمفرده فتساءل بصوت منخفض
ماله!
قال يحيى بابتسامة ساخرة
متضايق إن خالك قاله يستنى شهرين لحد ما مراته تقدر تخلص ورقها عشان تحضر الخطوبة لانها زعلانه انها مش هتلحق فرح بنتها التانية...
هز رأسه بابتسامة شبه عابثة ليشير لهما قائلا
طيب والمطلوب مني أيه
أجابه بدر بحدة
تقوم تطيب خاطره بكلمتين ولا اي حاجة ده ابن عمك برضه..
عبث بعينيه بتكاسل وهو يجيبه بملل
حاضر نوصل بس وهشوفه ممكن بقا لما ده يحصل تسبوني ارتاح شوية..
أشار له يحيى بحنق
هتنام وهتسيب الراجل مكتئب كده..
حدجهما بنظرة عابثة ثم قال پغضب وعينيه تحمل انذار صريح اليهما
انزلوا اشترلوه شوية تسالي وعصير وهو هيفرفش على الاخر ومحدش يحاول يصحيني تاني مفهوووم
كبت يحيى ضحكاته وهو يردد
عريس ومن حقه يتدلع..
لوى بدر شفتيه بسخط
هو عريس وانا أيه!
جذبه يحيى لينهض كلا منهما من جواره وهو يعاتبه
ده وقته يعني انزل قول للسواق يقف في اقرب استراحة لما نشوف اخرتها..
أومأ له برأسه ثم هبط ليبلغ السائق الذي إختار مكان مناسب لهما فهبط بدر ويحيى لشراء ما يلزم الجميع فانتبه لهما أحمد من الاعلى فنادى على يحيى قائلا
متنساش تجبلي بيبسي حجم كبير..
جذبه يحيى من رفوف البراد الخاص بالسوبر ماركت ثم اقترب ليشير اليه بأن يهبط للاسفل ليلتقطه لحين يذهب هو لمساعدة بدر في حمل الاغراض فردد بتكاسل
لسه هنزل!
ثم توجه تجاه حقيبته ليخرج منها الاداة الخاصة به للصيد ثم أنزل اليه الصنارة ليعلق بها الكيس بما يحمله من مشروبات غازية فجذبهما أحمد للاعلى تحت نظرات آسر المراقبة لما يحدث فابتسم وهو يشير اليه بمكر
الصنارة دي تلزمني..
منحه اياهها وهو يجيبه
تحت أمرك يا كبيرنا..
ابتسم ساخرا على كلماته الاخيرة ثم جذب ورقة صغيرة ليدون بها كلمات عجز أحمد عن رؤيتها جيدا ثم علقھا ليتجه ناحية الباص الأيمن ليحركها للاسفل على مهلا حتى وصلت للنافذة الخاصة بها فزعت تسنيم حينما وجدت خيطا رفيع ملتصق
بذراعيها فجذبته لترى ورقة صغيرة معلقه به فتجتها باستغراب فارتسمت على وجهها ابتسامة خجولة وهي تقرأ محتوياتها
متفكريش إني عشان قاعد فوق أبقى بعيد عنك.... بحبك....
آسر...
ضمت الورقة لصدرها بابتسامة
واسعة ثم مدت يدها في حقيبتها تبحث عما ستدونه بظهر الورقة فلم تجد سوى قلم الكحل الخاص بها فجذبته لتكتب بظهرها
حاسة بوجودك عشان كده قلبي مطمن
وجذبت الحبل بيدها عدة مرات حتى جذبه ليقرأ المدون به فابتسم بعشق يدندن كأقصوصة الغرام...لينهي هذا العڈاب حينما تسلل للاسفل من الباب الخلفي ثم أسرع ليجلس جوار حور فأشار لها باستياء
مزهقتيش من القعدة جنبها قومي بقا وادي فرصة لغيرك...
ضحكت بصوت مسموع فانحنى آسر خلف المقعد سريعا وهو يشير لها بحزم
الكبير هياخد باله مننا الله يخربيتك... بشويش..
أومأت برأسها بخفة وتسنيم تتابع حديثهما بارتباك فاتنقلت حور بالمقعد الذي يليهما لتستقر جوار رؤى وتالين فما أن رأتها حتى تساءلت باستغراب
سبتي تسنيم ليه..
أشارت لها بأن تتطلع للخلف فرأت آسر يجلس جوارها ابتسمت كلا منهن باستحياء ثم تطلعت للامام وكأنهن لم يروا شيئا فانتفضت كلا منهن مجددا حينما وجدوا بدر يتبع نفس
سياسة آسر فأشار لهما بالتقدم للمقعد الذي يليه همست له حور بضيق
ما ترمونا على الطريق ونخلص!
لكزها پغضب
اتحركي وانتي ساكتة يام لسان ونص.
لوت شفتيها بسخط وهي تنتقل بصحبة تالين للمقعد الذي يتقدمه فباتوا على قرب من روجينا التي تطلعت خلفها باستغراب فضحكت حينما رأتهم يختبئون بالمقاعد جوار زوجاتهم فعادت لتجلس بشكل مستقيم فوجدت ماسة تقترب منها وهي تشير بما بيدها
تأكلي شوكولا
ابتسمت على عفويتها ثم التقطت ما بيدها لتتناوله وهي تردد
بتلذذ
شكرا يا ماستي..
منحتها ماسة ابتسامة طفولية ثم تركتها وتوجهت للخلف في محاولة للوصول لآسر فكادت بالتعثر والسقوط على بطنها لتجد يدا تعيق احتكاك جسدها بالارض فما أن رفعت أعينها حتى وجدت آسر من يساندها ليخبرها بلهفة
رايحة فين يا ماسة مينفعش تتحركي والباص ماشي ده خطړ ليكي..
أجابته بطفولية وهي تشير على ما بيدها
كنت جاية اديك شوكولا.. تأخد
حانت منه التفاتة جانبية تجاه تسنيم فوجدها تتابع ما يحدث بينهما باهتمام فعاد ليتطلع لها وهو يرسم ابتسامة هادئة
أخد مخدش ليه..
وفتح يديه فوضعت له قطعتين ثم جذبت قطعة لتقدمها لتسنيم التي التقطتها منها بابتسامة جذابة فالتفتت لتعود لمقعدها فأمسك آسر بيدها وهو يحذرها قائلا
استني هتقعي كده تاني..
وظل متشبث بيدها حتى جلست على احد المقاعد فعاد لمقعده...
شعرت روجينا بدوار يهاجمها فور ان تناولت قطعة الشوكولا واحساسها بالغيثان بدى قريبا منها للغاية تماسكت بصعوبة فاحنت رأسها على المقعد المقابل لها ويدها تضغط على بطنها پألم ظنت تلك البلهاء ان ربما ما يحدث معها لانها لم تسافر للصعيد منذ فترة طويلةلذا تشعر بالتعب..
فركت أصابعها بتوتر تحاول اخفاءهفلهت بقطعة الشوكولا التي بيدها بشرودشعر به آسرفوضع بيدها المفروضة القطعتين خاصتهفتطلعت له تسنيم باستغرابفقال بابتسامة جذابة
مبحبهاش..
رفعت حاجبها وهي تتساءل بذهول يخفي ضيقها الشديد
طب أخدتها منها ليه لما أنت مش بتحبها
اتسعت ابتسامته بالنصر لاستدرجها بالحديث عما
________________________________________
يضيقها فقال بعد ان التقط نفسا مطولا
ماسة ليها وضع خاص يا تسنيم هي بالنهاية بنت عمي يعني زيروجينا وحور بالظبط..
ارتخت معالمها وقالت بحزن وعينيها تراقب ماسة الجالسة على بعد منهما
هو أيه اللي وصلها للحالة اللي هي فيها دي
شاركها الحزن وهو يرد عليها
الحاډثة اللي اتعرضت ليها مكنتش سهلة عليها جسديا وكملت بمۏت ابنها ده خلاها تدخل في حالة نفسية سيئة وزي اي واحدة بتحتاج وجود أقرب شخص ليها والشخص ده هو آآ..
قطعت حديثه حينما قالت
يحيى..
ابتسم على تركيزها بما يخص ابنة عمه ثم قال
بالظبط بس للاسف يحيى في التوقيت ده كان بره مصر وخبر مۏت ابنه مكنش سهل عليه هو كمان فمكنش قادر يواجهها وده خلاها تتعب اكتر وتهرب من واقعها بالحالة اللي انتي شايفاها دي..
شعرت بالشفقة تجاهها فتبددت غيرتها لسراب لا وجود له بداخلها ابتسمت بحزن على التهائها بتناول الشوكولا بطفولية نبعت من اوصالها فتخلت عما يضيقها الآن واستمعت لحديثه باهتمام ولهفة لسماع المزيد عنه...
جلست ماسة بالمقعد المنفرد الذي يلحق بمقعد ريم ونادين فاستدارت لتطمئن عليها وخاصة حينما لم تعود للجلوس جوارهما فاطمئنت حينما وجدتها تجلس خلفهما تناولت ماسة ما بيدها وعينيها مسلطة على الدرج الجانبي للباص باعجاب شديد فاستغلت انشغال الجميع ثم تسلقته للاعلى بلهفة لاستكشاف ما بالاعلى فرددت يفرحة
يحيى..
التهى بالحديث بصحبة عبد الرحمن وأحمد حتى انتبه لصوتها المنادي فصدم حينما رآها تقف أمامه فأسرع تجاهها وهي ېعنفها
ازاي طلعتي هنا من غير ما حد ياخد باله إنتي مش كنتي قاعدة مع ماما!
اړتعبت من صوته الصارخ بها فدنا منهما أحمد ثم قال
خلاص يا يحيى هي الحمد لله كويسة أهي..
وجذبها أحمد وهو يشير اليها
تعالي اقعدي جنبي يا ماسة..
جذبت يدها منه ثم قالت بضيق
يحيى قالي متمسكش ايد ماسة انت مبتفهمش..
ضحك يحيى بعدم تصديق بينما ردد أحمد بسخرية
بقا بخلصك منه وتقوليلي كده خلاص ولا كأني قولتلك حاجة ياعم..
وتركهم وعاد ليجلس جوار عبد الرحمن بالخلف أما يحيى فجذبها لتجلس جواره لتتابع ما تراه من منظر رائع وهي تشير له بيدها بابتسامة سړقت اهتمامه بها وجعلته شاردا بتفاصيل وجهها الذي يعشقه..
وأخيرا مضت الساعات ووصل الباص لباحة منزل الكبير فكانت هنية ونواره باستقبالهما وقد أعدوا اليهما وليمة ضخمة تليق بكرم ضيافة عائلة الدهاشنة حتى ان العمال المنشغل عملهم بتزين المنزل استعدادا للغد كان لهما نصيب من جانب الضيافة.....
وبعدما خيم الليل على الارجاءاستأذنت والدتها بالعودة لمنزلها لتستعد هي الاخرى لحنة ابنتها فأصرآسر على توصيلهما بسيارته الخاصة فما ان وصلوا للمنزل حتى وجدوا أبيها وخالها بانتظارها فما أن رآها العم فضل حتى احتضنها قائلا بفرحة
اتوحشتني يا بتي..
ابتسمت تسنيم وهي تجيبه بحنان
وانت كمان يا بابا وحشتني اوي..
وما كادت باستكمال حديثها معه حتى وجدت من يحتضنها ويديه تشدد من ضغطه على