الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
سمحتلي اني أدخل كنت هدخل لاني اتعودت على الشباب.
ضحك فهد بصوت مسموع ثم أشار له بالاقتراب فضمھ لصدره وصعد به للأعلى فولج من باب سراياه الخاصة يدا بيد فوجد الجميع بانتظارهما بالداخل وكأنهم يتوقعوا وجوده كونه جزءا من العائلة لا ينكر بأنه كان ينوي المغادرة بصحبة زوجته لسراياه ولكن فرصة تواجده بصحبة من أصبحوا عائلة له ثمينة وبالطبع لن يخسرها وخاصة اليوم لانه مميزا بالنسبة لعبد الرحمنفاليوم هو زفافه كما وعده فهد من قبلبأنه لن يخطو بداخل سراياه دون أن يعلن زواجه وما فعلته تالين جعل الجميع يحترمها حقافقد رفضت أن يقام لها حفلا ضخما مثلما اعتادوابل طالبت الاحتفال بوجود العائلة ومن ثم تسافر بصحبة زوجها لاداء عمرة أفضل من كل تلك الترتيبات المعتادةلذا استقبل عمروسليمخالدوريماس من مطار القاهرة الدولي لحضور تلك المناسبة السعيدة فما أن توقفت السيارة حتى أسرعت رؤى وتالين لأحضان والدتهم التي بدت بصحة متحسنة عما قبلفكانت تعاني من مرضا خبيث أخفته عنهما طوال تلك المدة فكان يصر خالدعلى البقاء بالخارج لاجل علاجها ولكنه لم يرغب أن يبوح لابنتيه بما يعلمه ضمتريماس تالين لاحضانها وهي تردد بسعادة بالغة
الف مبرووك يا روح قلبي...كنت خاېفة أموت قبل ما أحضر فرحك وقبل ما أشوف اختك..
بكت على صدرها وهي تردد بحزن
متقوليش كده يا ماماربنا يخليكي لينا يا ررب..
انضمت لهما روايةفاحتضنتها بفرحة وهي تلومها بضيق
ده كلام تقوليه لبناتك في يوم زي ده انتي كويسة وزي الفل اهو ده اللي يشوفك يقول عليكي اختهم مش امهممش كده ولا ايه يا نادين..
اتت من خلفها لټحتضنها هي الاخرى وهي تخبرها بمرح
شيلي العين عنك شيلي لو اعرف ان السفر بيحلي كده كنت سفرت من زمان انا وابو العيال..
تعالت الضحكات بينهنفقالت ريم
تسفري وتهميلنا كيف وبعدين انتي عايزة ايه تاني ما انتي خدتي بنتها لابنك
بدر!!
ضحكت نواره ثم قالت
بناتها الاتنين خطفناهم ولو في واحدة تالته كنا هنجوزها برضه من هنا..
اشرق وجهها المجهد لوجودها بصحبهم فمالت على رأس رواية وهي تهمس لها
انا مش هسافر تاني كفايا غربة بقى انا عايزة اقعد وسط بناتي..
احتضنتها رؤى وهي تتوسل لها برجاء
ياريت يا ماما كفايا كده..
فصلتهما نادين وهي تعنفهما بعتابانتوا جاين تعيطوا في فرح البت لا بقولكم ايه فوقوا كده ورانا ليلة طويلة مش كده ولا ايه يا بنااات..
اتجهت نظراتهن تجاه حور وماسة فرفعوا من صوت الموسيقى وجذبت تسنيم وروجينا تالين للرقص فجلست ريماس لجوار هنية التي ربتت على يدها بحنان
افرحي ببناتك ومتزعليش على اللي فاتك ربنا هيعوضك بلمتهم حواليكي يا بتي..
منحتها ابتسامة مشرقة ثم صفقت بيدها مثلهما وهي تتابع رقصات الفتيات..
بالصالون..
انتبه آيان لإشارة آسر له بالجلوس لجواره فدنى منه ثم جلس بدأت الفتيات بتوزيع الحلوى وأكواب العصائر عليهما واختاروا الجلوس بركنا جانبي يمكنهم من رؤية وسماع الجميع وبذات الوقت يبعد عن الأعين فقال فهد لخالد حينما قال بثبات
اللي حصل من كام شهر كان خير لتجديد السرايا وتقوية علاقتنا بابن المغازي..
ابتسم آسر ثم قال بإعتراض
من قبلها وهو أثبت ده.
ضحك سليم ثم قال
من أول ما جيت اهنه وأني كنت خاېف عليك من ولدي بس اللي مصدقتهوش انه اتقبل وجودك وحابه.
انتقلت النظرات تجاه بدر الذي تنحنح قائلا
ما أنت اللي عملته زمان مكنش هين.
مازحه آيان
خليك محضر خير إحنا جاين نتكلم عن الحاضر.. هتنبش باللي فات ليه..
ضحك أحمد ثم قال
هو بدر كده طول عمره عصبي وحمش على الرغم من ان أنا اللي المفروض كنت أعاملك بالعصبية والكره ده
بس اتقبلتك أسرع منه..
ضحك الجميع ولكنه بتر على وجه أحمد حينما لمح الحزن يقبع بداخل حدقتي زوجته فانسحبت بهدوء دون أن يشعر بها أحدا.
اتجهت الأعين تجاه عبد الرحمن الذي نهض ليقترب من مقعد عمه فانحنى على ركبتيه ليكن بنفس مستوى المقعد ثم قال بعاطفة عله يستميله
عمي أنت طول عمرك راجل كريم والبلد بتحلف بكرمك..
أجابه فهد بمكر ساخر
لساك عايز ايه جواز وجوزتك لسه ايه تاني!
أضاءات مصابيح وجهه وهم بالوقوف على قدميه وهو يردد بسعادة
تديني افراج بقى عايز أطلع انا وعروستي.
تعالت ضحكات الشباب الرجولية واحتلهما مزح ساخر على ما يفعله فقال سليم بسخرية
معرفش الواد ده متصربع على الجواز كدليهالمفروض يا
كبير كنت تعاقبه شهرين تلاته عشان يتعلم الصبر..
جحظت عينيه في صدمة
شهرين تلاتهخليك محضر خير يا عمي..
ثم دفع بدر قائلا
ما تشوف أبوك يا عم..ده أحنا حتى نسايب!
رد عليه بسخط وهو يكمل تناول الحلوى
ولا أعرفك.
لكزه يحيى هو الاخر پغضب
ما تلم نفسك يالاانا حاسس ان شوية كمان والكبير هيديك حبس انفرادي في الاسطبل مع عمي ذكريا..
هز رأسه نافيا
محدش يقدر يحبسني انا قتيل النهاردة..
كاد آسر بخنق رقبته فقال وهو يكز على أسنانه
البنات قاعدين هتحترم نفسك بالذوق ولا نظامك أيه
كاد آيان بالاختناق فقد كان يتوسط جلستهمالذا فصل بينهما وهو يردد بضيق
عبده المرادي مش هشيل عنكفاحترم نفسك واقعد في جنب..
كاد بأن يجيبه ولكن كممت الأفواه حينما نهض فهد عن مقعده ثم أشار لهما وهو يتجه للدرج
الوقت اتاخر كل واحد ياخد مرته و يطلع أوضته.
نهض عبد الرحمن عن مقعده وتساءل بضحكة تكاد تصل للاذن
وأنا يا كبير
ضحك جاسم وهو يقول
لا الواد ده مش طبيعي.
ردد خالد پخوف مصطنع
أنا ابتديت اخاڤ على البت..
منح فهد نظرة صارمة لعبد الرحمن ثم قال
خد عروستك واطلع وخد بالك لو جالي منك شكوى انت عارف عقابك هيكون أيه!
أعدل من جرفاته وهو يجيبه بارتباك
ربنا ما يجيب مشاكل..
فصعد بها للأعلى ومن خلفه الشباب فكأنما منحهما الأذن لنيل حرية بعد قيد احتجزهما لأشهر كانت بالنسبة لهم كالأعوام لذا صعد كلا منهما بصحبة زوجته للأعلى ليعود عاطفة الشوق الذي تمكنت من حجر القلوب العاشقة برباط قاس!
بغرفة أحمد الخاصة..
صعد متلهفا لرؤياها وخاصة بعد مغادرتها فلم يكف عقلها عن التوقف بالتخمين حول سبب انزعاجها أمازال يزعجها مجرد تلميحه بالعلاقة التي جمعته بروحينا سابقا!
كل ما بحس إنك بتتضايقي لما بتكلم أنا أو أي حد عن العلاقة اللي كانت بتجمعني بروجينا بحزن إنك مش واثقة في حبنا..
ثم ارتفع بجسده قليلا ليتمكن من محاصرة خديها بيديه واقترب بوجهه منها وهو يهمس
أنتي الوحيدة اللي عارفة اني كنت بحبك من البداية بس اللي ماسة عملته خلتني عاجز أني أرجع وأعيد نفس الغلط لأن ده كان هيكسر أبويا للمرة التانية وأنا مقبلش بده.
هزت رأسها نافية ثم ابتعدت للخلف حتى يتمكن من سماعها ورؤية عينيها الصادقة
عارفة كل ده يا أحمد ومالوش لزوم نتكلم فيه لأن روجينا دلوقتي بقى ليها حياتها الخاصة وإحنا لينا حياتنا.
تعمق بالتطلع لعينيها فشعرت بتشكيكه لما قال فرفعت يدها تزيح خصلاتها التي تعبث بجفنيها ثم قالت باستسلام
مش هنكر اني كنت بتضايق لما بشوفكم بتتكلموا ومع إني واثقة ان مستحيل تتخطى حدودك بس ڠصب عني كنت بغير عليك وبحس جوايا بۏجع مالوش أي مبرر.
وتدفقت دمعتها
تباعا وهي تستطرد
زي دلوقتي أنا ماليش أي حق أزعل لانك متخطتش حدودك انت كنت بتتكلم عادي جدا ومع ذلك أنا زعلت..
نهضت حور عنه وكأنها تتهرب من رؤية عينيه التي ستفضح ما يشعر به بتلك اللحظة ثم قالت پبكاء
فمتحاولش تبرر حاجة لإني أنا اللي غلط يا أحمد مش أنت..
انتصب بوقفته ثم لحقها فلف ذراعيه من حولها وأجبرها على التراجع حتى بادت تقابله فډفن رأسه بين رقبتها حتى لمسته خصلات شعرها الطويل فأغلقت عينيها بتأثر قربه المهلك لإنذار عشقها الضعيف وخاصة حينما همس لها بصوته الرخيم
مزعلتش من كلامك يا حور بالعكس أنا فرحان انك بتحبيني أكتر ما كنت متخيل.
بغرفة عبد الرحمن
بيضاء ويهبط باتساع من الاسفل خلع عبد الرحمن جاكيته الاسود وجرفاته بضيق فلم يعتاد على ارتداء الحلى من قبل اړتعبت تالين مما يفعل فتراجعت للخلف وصوتها المرتعش يهمس پخوف
أنت بتعمل أيه!
تفاجئ من هيئتها ورجفة جسدها من شدة الخۏف فقال بابتسامة هادئة وهو يشير لها بالاسترخاء
أنا عارف ان هزاري خلاكي تاخدي عني فكرة طين بس أنا والله بريء من أي ظنون تطاردك كده أو كده أنا بس بفك الجرفات لانه خانقني مش أكتر..
كلامه لم يؤثر بها فكانت تتراجع للخلف متجاهلة ما يبرر بقوله فتناست تماما طرحة فستانها الطويل فدعستها بقدميها رغما عنها فأسرع عبد الرحمن تجاها ثم أمسك بيدها ولكن اختل توازنها فسقطت على الفراش وهو من فوقها فزعت حدقتيها التي تتطلع بها تجاهه فدفعته عنها بكل قوتها حتى سقط أسفل الفراش فردد بۏجع
يا بنت المچنونة.. ضهري آه.
ثم جلس على الأرضية وهو يرمقها بنظرات محتقنة فتكورت على ذاتها على الفراش ثم قالت بشراسة
أشار لها ساخرا
وعلى أيه خليكي مكانك.
ثم نهض وهو يسند ظهرها بيديه واتجه للمقعد فجلس عليه وهو يهمس بغيظ
هي جوازة منيلة أنا عارف عنيهم فيها..
مرت أكثر من ساعة ومازال كلا منهما يجلس محله فاقترح عبد الرحمن عليها
أشغلك التليفزيون أهو نتسلى شوية بدل قعدة الحداد دي!
أجابته بحدة
مش عايزة أتفرج..
زم شفتيه بسخط
طب تيجي نخرج في البلكونة نتهوى شوية بدل الكبتة دي..
قالت بنفس نبرتها الحازمة
مبخرجش اخرج أنت..
ردد بملل
أمممم. لا كده مش هينفع..
ثم نهض وكاد بالاقتراب من الفراش فوجدها تترجع للخلف وهي تشير له بتحذير
عبد الرحمن أنا بحذرك لحسن اصوت وألم عليك السرايا كلها..
ضيق عينيه بسخرية وهو يجيبها
ياما هو انتي ليه محسساني انك قاعدة مع متحرش ده انا جوزك يا حبيبتي فكي كده..
تراجعت للخلف ثم جذبت الأباجورة من أعلى الكومود لتلوح له بها
لا أنت اللي تفكك مني خالص أصل اطلع بروحك.
تطلع لها پصدمة ثم ردد
فكك مني انت جاية من بولاق!
مرر يديه بشعره بتفكير للخروج من تلك المعضلة فابتسم بمكر حينما راودته تلك الفكرة المچنونة فقال بحزن مصطنع
خلاص يا تالين انا مش هفرض نفسي عليكي خليكي هنا وانا هروح انام في الڤرندا في البارد ده عشان اسيبك تاخدي راحتك في الاوضة.
وحمل الوسادة ثم توجه للخارج بابتسامة شيطانية فتطلعت له
________________________________________
بنظرات مرتبكة وهو يبتعد للخارج فتسللت لحافة الفراش ثم جلست تراقبه بتوتر طال بها لدقائق معدودة حتى اتبعته ووقفت على باب شرفة الغرفة تتأمله بحزن وقلب موجوع لنومته أرضا