الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
يحيى الأمر فأشار لأحمد ثم قال
سبهم يحلوا اللي بينهم من غير ما حد يتدخل يلا أحنا نروح نبص على العمال بدل ما الكبير يغضب وغضبه واعر..
ضحك على كلماته الاخيرة ثم قال
يلا يابو نسب.
وغادروا سويا ليتركوا لهم مساحة خاصة لعدم رغبتهم بالحديث عن الأمر بوجودهم فما أن غادروا حتى قال عبد الرحمن بحزن
بدر أنت عارف إني مستحيل أقول الكلام ده وطبعا مش بكدب تالين بس هي فهمتني غلط أنا اتعصبت شوية
بس هي مدتنيش فرصة حتى إني أفهم منها أو تفهم مني.
استمع لما يقول بصمت فنهض عبد الرحمن عن مقعده البعيد عنه ثم جلس على المقعد المجاور إليه قائلا بهدوء
من يوم ما رؤى بقت على ذمتك وهي بقت أخت ليا زي اللي في البيت بالظبط ولو حد غريب يعيبها اكيد أنا اللي هقفله ممكن يكون خاني التعبير او مقدرتش أوصلها اللي عايزة اقوله بالشكل المناسب وأنا مش بكابر يا بدر لو أنا غلطت فحقك عليا.
أقتنعت تعابيره واستكانت فوضع يديه على ساقيه ثم قال
خلاص حصل خير.
ابتسم عبد الرحمن ثم ردد بعدم تصديق
بجد!
رفع حاجبيه باستنكار
اجبلك مصحف أحلفلك عليه!
ضحك بصوت مسموع ثم قال
طب هات حضڼ بقى.
أبعده عنه ساخرا
لا أنت كده بتتعدى حدودك ووضعك قلقني بعد ما البت خلعت..
عاد لمقعده ليحدجه بنظرة غاضبة فلف بدر بيديه على جسده ثم همس إليه بعجرفة
بص يا عبده البنات دول عايزين معاملة خاصة بعيد عن الخشونة والبصات والزعيق اللي بنميشه على العمال في المصانع ده حاول تفصل بين الاتنين يا حبيبي البنات تحب المناغشة والواد الروش مش الجحش خدت بالك..
منحه نظرة توحي بالشړ فركض بدر من أمامه والأخر يلاحقه وهو يتوعد له فلم يجد طريق يعبر منه الا وكان يحاصره فركض تجاه الاسطبل..
في ذاك الوقت كانت تسنيم تقف لجوار آسر وتراقبه وهو ينظف قدم الفرس فقالت بدهشة وخوف وهي تتطلع خلفها
هو أيه اللي بيحصل بينهم بيتشاكلوا ولا أيه
استدار آسر تجاه ما تتحدث عنه فوجد عبد الرحمن
يطرح بدر أرضا ويسدد له اللكمات والأخر يضحك ويحاول أن يتماسك عله ينجو من اللكمات التي تتوزع على وجهه وما زاد الامر سوءا رؤى التي تركض باكية في اتجاههما ظنا من أن الأمر جادي اتجه اليهما آسر فما أن رأوه حتى نهضوا عن الأرض ليقف كلا منهما جوار الأخر فقال الاخير بضيق
في أيه
ضحك بدر وحاول التحكم بضحكاته فقال عبد الرحمن پغضب
ابن عمك المحترم بيقولي يا جحش.
صدمت تسنيم مما تستمع اليه فكانت تظن بأن هناك أمرا خطېر بينما منحهما آسر نظرة حاړقة قبل أن تطولهما صرامته المخيفة
تحبوا أنادي للاطفال اللي برة يجوا يلاعبوا معاكم ولا انتوا لوحدكم كفايا بطولكوا ده!
صاح عبد الرحمن بغيظ
أنت دايما جاي عليا بقولك هزقني وقاعد من ساعتها يديني محاضرات عن الحب وكأني تلميذ!
ضحكت تسنيم تلك المرة فانتبهوا سويا لوجودها فقال آسر ساخرا
عندها حق والله مهو اللي بيحصل هنا ده هبل..
ثم دنا من بدر ليصيح به بانفعال
ما تخف على الراجل يا عم روميو ووفر رومانسياتك دي لنفسك أنا عارفك وعارف إنك انسان مستفز..
رفع يديه ليشير على نفسه پصدمة
أنا يا ابني!
طوفه بنظرة مستهزئة
مش قولتلك مستفز!
اشار عبد الرحمن لبدر بجدية بأن يتطلع خلفه فاستدار ليجد زوجته تتطلع لهم پبكاء من على بعد تركهم وأسرع تجاهها فوجدها تتطلع لوجهه وكأنها تفتش عن چروحه فقال والضحك يتبعه
مش هتلاقي حاجة إحنا كنا بنهزر يا ماما!
قالت من بين بكائها
بتهزروا ازاي أنا شوفته وهو بيضربك!
تعالت ضحكاته وهو يخبرها
لا خدي من ده كتير متقلقيش أنا محدش يقدر يعلم عليا بس صراحة أنا اللي غلست عليه جامد..
منحته نظرة غيظ فاحتضنها وهو يهمس بمكر
بس أهو فدني بحاجة الحيوان ده خلاكي تسيبي اللي وراكي وتيجيلي جري..
ثم جذبها لتخطو معه تجاههما فما أن رأته حتى قالت بضيق
لو سمحت يا عبد الرحمن مالكش دعوة بجوزي بعد كده الهزار يبقى باللسان مش بالأيد..
انتهت من كلماتها وسقط الجميع في نوبة من الضحك وبالأخص عبد الرحمن وتسنيم أما آسر فقال ساخرا
بتتكلم صح على فكرة محدش يمد إيده على حد عاد وراكم ستات تخاف عليكم وتعملكم قيمة..
ناطحه عبد الرحمن قائلا
أنت وراك ولا قدامك حد بيعرف يجي جنبك..
رد عليه ساخرا
ظلمني يالا طول عمرك
تعالى ونشوف دنيتنا هتبقى عاملة أيه..
تطلع تجاه تسنيم ثم قال
خدي جوزك وامشي يا تسنيم مش ناقصين خساير الله يكرمك ويكرمه..
على الضحك والمرح بينهما ليعودوا معا للسرايا..
من قال أن المۏت هو أبشع ما قد يخوضه الإنسان! بل هناك ما
________________________________________
هو أبشع يا سادة.. ألم فراق شخصا تعشقه وأنت تعلم بأنك لا تعني له شيئا ۏجع الإشتياق له وأنت تعلم بأنه لن يشتاق إليك بين عڈاب بعده وهو يرى الجنة في بعدك عنه ليته فراق مأساوي على قلبين أهون من قلب واحد يئن بمفرده فكان حال أيان بدونها لا يوصف لا يعلم كيف تحمل ظلمة الليل بدونها إعتاد وجودها لجواره إعتاد التطلع لعينيها حتى وإن لم تكن تحمل له سوى الكره والضغينة إشتاق لها بكل ما تحمله معنى الكلمة فظل ليله ساهرا حتى سطوع نهار اليوم التالي فلم يشكل له فارق كبيرا فلم يعد يفرق بين نهاره وليله شعر بأنه أحمقا حينما سمح لها بالذهاب ولم يحاول منعها فنهض عن فراشه وارتدى ملابسه ثم توجه إليها بدون أي ذرة عقل يمتلكها للتفكير..
بسرايا الدهاشنة..
زلزلت غرفة المكتب من فرط ڠضب فهد حينما علم من آسر ما فعله مهران فصاح بحدة
اتعدى حدوده وغلطه المرادي كبير ومهيشفعلوش حاجة..
ثم صاح لأحد رجاله
روح داره وجبهولي قدامي دلوقت سامع.
إنصاع إليه وغادر سريعا ليحضره كان الشباب جميعا يجتمعون بغرفة المكتب حتى سليموعمر فاستمعوا لدقات باب المكتب ثم من بعدها ولجت الخادمة وقالت وعينيها تتطلع لفهد
في واحد عايز يقابلك يا بيه وبيقول انه اسمه ايان المغازي.
صعق الجميع مما استمعوا فقال بدر پغضب
جاي ليه تاني الكلب ده!
همس له يحيى
اهدى يا بدر خلينا نشوف عمي هيتصرف ازاي..
حانت من فهد نظرة جانبية لابنه فتعجب من سكونه تلك المرة فتطلع كلا منهما لبعضهما البعض ليتمكن من فهم ما يود ابنه من قوله وبالفعل يمتلك الحق بذلك فهناك بالفعل من يود أن تظل تلك العداوة مشټعلة بين الطرفين لذا قال وهو يهم بالخروج
مش عايز حد يجي ورايا..
وخرج من الغرفة ثم اتجه لباب منزله..
جابت عين أيان المنزل بأكمله على أمل أن يلمحها ولكن خاب أمله فلم يكن أحدا بالطابق السفلي سوى الخادمة استقرت نظراته على فهد الذي يقف مقابله بثبات قطعه حينما سأله بحزم
خير في أيه المرادي.
رمش بعينيه بارتباك ثم قال بحيرة
مش عارف أنا جايلك ليه يا فهد أنا حاسس إني محتار ومش عارف أفكر جيتلك عشان تسلمني الشخص اللي حاول إنه يتعدى على أختي وكبداية هعتبرها جميلة منك ويمكن تخفف العداوة اللي بينا... أنا جايلك وأنا متوقع إنك هتداري عليه لإنه أكيد في صلة قرابة بينكم بس محبتش أسيب نفسي للافتراضات وجتلك بنفسي.
نظراته الصارمة كانت تجوبه فأشار بيديه بحركة غير متوقعة لايان
ادخل..
شعر بالتخبط ومع ذلك ولج واتبعه للمكان الذي سلكه فأشار له فهد بعصاه على احد المقاعد المجاورة للشباب
اقعد.
انصاع اليه وجلس جوار أحمد وآسر فقال عبد الرحمن بتعصب
يقعد فين بعد كل اللي عمله وبتسضيفه في بيتك يا عمي!
أجابه بهدوء وحكمة
مفيش حد بيجي بيت الكبير وبيتهان فيه يا ولدي وكمان المرادي هو اللي معاه الحق والغلط جاي من عندينا وأني بنفسي اللي هردله حقه..
صمت الجميع وترقبوا ما سيحدث وخاصة حينما وصل
مهران لمجلسهم ابتلع ريقه بصعوبة من ذلك التجمع الذي لا يشكل خيرا له ولكنه حاول أن يبدي غضبه وكره لابن المغازي لاجل ما فعله فقال بعصبية مبالغ بها بعدما اتجه إلى أيان
بيعمل ايه هنا ابن المركوب ده! اخرج بره البيت اللي هنت فيه كبيره ومتدخلوش واصل.
أتاه صوت حازما جعله يرتعد خوفا
كبير البيت وكبيرك ممتش يا مهران أني بس اللي أقول مين يقعد ومين يمشي..
وترك مكتبه واقترب حتى أصبح يقف أمامه وهو يسترسل پغضب
ولا خلاص مبقتش شايفني كبيرك عشان اكده بقيت بتتصرف من دماغك وبترتكب أبشع المحظورات..
بلل شفتيه بلعابه وهو يجاهد لرسم ابتسامة باهتة
ازاي ده لا معملهاش واصل أني كان غرضي انتقم منه واحړق قلبه على خيته زي ما حړق قلوبنا كلتنا وشوه سمعتنا..
صاح فهد بتعصب
ميخصكش أني اللي أولى بتاري وأني اللي أقول أيه اللي يحصل وأيه اللي ميحصلش واللي عملته عقابه عسير أوي يا مهران...
ثم استطرد قائلا
أني طول عمري عادل وبحكم بالعدل وبما يرضي الله انت غلطت ولازمن تتأدب حتى لو كان غلطك ده في عدو لينا عشان اكده اللي ابن المغازي يحكم بيه عليك هيتنفذ ووقتي.
صعق مهران مما استمع اليه وردد بعدم تصديق
هتسيبه يحكم عليا وانا عامل كلت ده علشانك.
عاد ليجلس على مقعده وهو يجيبه
اللي يخالف اخلاقنا وتقالدنا منحمهوش أني مخلتش ابني يردهاله هخليك انت!
ثم أشار لايان قائلا
احكم باللي يرضيك..
بالخارج..
حملت الخادمة صينية المشروبات ثم اتجهت للمكتب فتعالى صوت نادين وهي تناديها فرددت بتعب
اني هعمل ايه بس ولا أيه ياربي..
ابتسمت تسنيم وكانت بطريقها للأسفل فحملت عنها الصينية ثم قالت
عنك يا سمية روحي انتي شوفيها عايزة أيه
وأنا هدخلهم الشاي..
قالت بتردد
بس مش من عوايدنا يا بتي انك تدخلي مجلس الرجالة.
ردت عليها بهدوء
لا عادي مدام اللي جوه الاهل بس لكن لو كان حد غريب كان اكيد عمي قاعدهم بالمندرة مش هما اللي جوه بس
أومأت برأسها بتأكيد فاستكملت تسنيم طريقها
للداخل وحينما استمعت لآذن الدخول بعد طرقاتها ولجت للداخل حاملة الصينية بين يدها والابتسامة الرقيقة مرسومة على وجهها ولكنها سرعان ما تلاشت بعدم استيعاب وصدمة جعلت الصينية تنسحب من يدها كالورقة الهاشة فسقطت ارضا لتنكسر جميع الأكواب انتبهوا جميعا اليها فاسرع تجاهها آسر الذي أبعدها عن الزجاج وهو يردد بقلق
حصلك حاجة..