الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
جذبه فهد وهو يصيح بانفعال
وبعدهالك! قولتلك متتدخلش في الموضوع ده اتحكم في اعصابك.
رد عليه آسر باندفاع
بعد اللي سمعته ولسه بتقولي أتحكم في أعصابي!
نهض أيان عن الأرض ثم جذب جاكيته الملقي أرضا ليرتديه باهمال وتحرك بخطوات مجهدة تجاه باب الخروج وهو يقول بصوت يكاد يكون مسموع
أنت عارف طريق المستشفى كويس..
وقبل أن يخرج من الباب استدار برأسه تجاه كبيرهما وقال بكره نجح بزرعه في لهجته
ومتفكرش مجيتي هنا معناها ان العداوة اللي بينا انتهت يا فهد اللي بينا مش هينتهي غير پموتك أو بمۏتي.
وغادر تاركا النيران تنهش قلب تلك الأم المسكينة التي تتمزق على ابنتها
بۏجع فلم يعينها وجود تسنيم وحور وباقي النساء
________________________________________
لجوارها بل كل ما تراه هو زوجها فأسرعت اليه لتقف من أمامه قائلة پخوف من هدوئه الغريب
فهد.. قولي انك مش هتتخلى عن بنتك وتسبها ټموت!
شدد يديه على طرف عصاه ليجيبها ببرود غامض
بنتي! هو أنا ليا بنات!
حرصت بأن يصل الهواء لمجرى تنفسها فهي بحاجة بأن تسترد وعيها سريعا لأجلها فقالت بدموع ترقرقت بعينيها
لا مستحيل تعملها روجينا من لحمك ودمك يا فهد حرام عليك... هتقدر تعيش وانت شايل الذنب ده.
لم يهتز له جفن ملأ السخط نظراته المتجهة إليه فتراجعت للخلف بظهرها وهي تردد پصدمة
مبقتش عارفة الانسان اللي عايشة معاه بس لا يا فهد أنا مش هقعد وأتفرج على بنتي وهي بټموت أنا وابني مش هنتخلى عنها سامع!
وجذبت الجلباب الأسود الذي تحمله تسنيم ثم عقدت حجابها حول رأسها بإهمال لتتجه الخروج وهي تشير بيدها إليه
يلا يا آسر.
تلك النظرة العميقة المتبادلة بين الأب وابنه غامضة حتى عليها فكانت حائرة فيما يلقنه فهد من تعليمات غريبة اتنقلت لمن يتقبلها ويعلم بفك شفراتها علاقتهما خاصة وفريدة من نوعها يحترم بها الابن ابيه والاب يحترم ويقدر ڠضب ابنه وثورته خشى سليم ان تزداد الامور سوءا بين ابن عمه وزوجته فظن كما ظن الجميع بأنه سيمنع آسر من الخروج ولكن تبادل النظرات الصامتة بينهما جعل الجميع في حيرة مما يحدث حتى انتهى الأمر بينهما بإيماءة رأس آسر ليتجه للخروج وهو يشير لوالدته بأن تمضي لجواره فاتبعه بدر وأحمد..
بسرايا المغازية
استمعت للمتصل بحرص شديد فامتعضت معالمها فور سماع هذا الجزء الغير محبب لها ثم قالت پغضب
لسه عايشة!!! هي البت دي بسبع ترواح!
هدأت قليلا وهي تضيف بابتسامة شيطانية
وتفتكر فهد هيرضى يتبرعها أو هيقبل يخلي ابنه يتبرع!
اليوم كان بالنسبة لها انتصارا عظيما فما يسعدها حقا بأنها تخلصت مما تحمله بين أحشائها لا تعلم بأن ما تحمله لم يكن عائقها أبدا بل حبها النابض بداخل قلبه!
يا كسرة هذا القلب المسكين الذي يعاني منذ تلك اللحظة التي اشتد بها عود ابنتها ليتها ظلت تلك الطفلة الصغيرة ذات الجدائل القصيرة فلا شك بأنها كانت ترتكب الأخطاء ولكن على الأقل كانت تضمها لصدرها وتحتويها ولكن الآن فشلت في ضمھا اليها فباتت ابنتها المدللة متمردة عنيدة تأبى الخضوع إليها ولكن كل ما حدث معها لا يساوي ۏجع تلك اللحظة القاسېة وهي ترى ابنتها تستلقى وسط عدد ضخم من الأجهزة حتى لم تكن بحاجة لتسأل الطبيب عن حالها فمن يرأها بتلك الحالة المذرية يقسم بأنها على شفى حفرة المۏت خرت قوة رواية لتصرخ باكية وهي تهرول لفراشها
بنتي حبيبتي قومي يا نور عيوني قومي يا حتة من قلبي.... ليه تعملي فينا وفي نفسك كده... ليه يا بنتي أنا مربتكيش على كده والله ما أثرت معاكي.... يا رب كله الا عيالي خد عمري وهي لا...
وانحنت ساقيها أمام ذاك الفراش الذي تعيقه الاجهزة فتمنعها حتى من ملامسة يد ابنتها ظلت معها بالغرفة بمفردها بينما لم يضيع آسر الفرصة فاتجه لمكتب الطبيب أولا قبل أن يدخل إليها فما أن ولج للداخل حتى وجد أيان يستلقى على المقعد باهمال والطبيب يعالج چروح وجهه فما أن تطلع اليه حتى رأى بوضوح عينيه التي تترقرق بالدموع لم يعنيه الأمر كثيرا فيكفيه نظرة الكره التي يسددها اليه فبنهاية الامر هو الذي أوصل الأمور إلى هنا سحب آسر نظراته ثم تطلع للطبيب ليقول بلهفة
أنا جاهز للاجراءات اللي حضرتك تطلبها يا دكتور.
حانت من الطبيب نظرة جانبية لأيان الذي همس بصوت مرهق
أخوها.
جذب الطبيب الملف الموضوع على سطح مكتبه ثم اشار لهما بتتبعه وهو يردد بعملية
كويس انكم اتحركتوا بسرعة لان الحالة غير مستقرة وللاسف الفحوصات والاشعات اللي هنعملها بتاخد وقت مش أقل من خمس أيام فكل ما اتحركنا بسرعة كل ما كان أفضل للحالة..
اتجهوا سويا خلفه حتى وصل لنهاية الرواق الطويل ليصل لغرفة قريبة من الغرفة التي توجد بها روجينا فما أن رأهم بدرالذي كان يقف أمام الغرفة ينتظر زوجة عمهم فقال الطبيب على عجلة من أمره وهي يشير للممرضة بالانضمام اليه
أستاذ آسر حضرتك بتعاني
من اي أمراض مزمنة.
أشار له بالنفي فقال بابتسامة مصطنعة
كويس... هنتحرك على طول.
وأشار للممرضة قائلا
اتفضل مع الممرضة عشان نبدأ الفحوصات.
ظل آسر محله وقبل أن يتبعها اقترب من أيان وهو يحذرة بنبرة شرسة
متقربش من الأوضة طول ما أمي جواها فاهم!
منحه أيان نظرة متبلدة تعكس ما يشعر به في تلك اللحظة فربت بدر على كتفيه وهو يشير إليه بتأهب
متقلقش أنا مش هتنقل من هنا روح أنت.. وشوية وأحمد هينزل من عند ماسة.
أومأ برأسه ثم غادر بهدوء رغم اشتعال نظراته التي تراقبان ذلك النذل الكريه إليه.
طرق أحمد على باب الغرفة ثم ولج يبحث بعينيه عن يحيى فوجده يجلس على المقعد المجاور لفراشها وعينيه متورمة من فرط الإجهاد فاقترب وانحنى بجسده
ليطبع قبلة حزينة على جبينها ثم قال وعينيه تتطلع اليها
مفيش أي جديد يا يحيى!
هز رأسه نافيا
لا لسه زي ما هي..
شفق عليه فهو الوحيد بينهما الذي يملك حربا دائمة مع الابتلاءات لذا يتمنوا ان تطرق السعادة بابه دنا أحمد منه ثم عاتبه قائلا
كده تخبي عني اللي حصل هي دي مش أختي برضه وأمرها يهمني..
اتجهت نظراته المحطة اليه ليجيبه بابتسامة يجاهد لرسمها
مكنش ينفع أقلقك في يوم زي ده يا عريس.
انكمشت معالمه بضيق
عريس! أنا اختي عندي اهم من الدنيا كلها يا يحيى انا فعلا زعلان منك ولولا
حالتك دي أنا كنت عرفت أخد حقي منك وقتي.
ضحك وهو يعني بمقصده فابتسم أحمد هو الأخر وهو يخفي حزنه وتمزق قلبه على ما يحدث له فجذب جاكيته الملقي على الفراش ثم قدمه له قائلا
طب يلا ارجع البيت كده غير هدومك وريحيلك ساعتين..
التقط منه الجاكيت ثم أعاده لمحله وهو يقول
لا مش هتنقل من هنا ارجع انت يا احمد لعروستك ميصحش تسبها لوحدها من الاول كده..
رد عليه بتصميم
يحيى انت مش هتقدر تقعد جنبها وأنت بالحالة دي لازم على الاقل تاكلك لقمة...
ثم ربت على يديه
يلا اسمع الكلام وانا هفضل هنا مكانك لحد لما ترتاح وترجع.
منحها يحيى ابتسامة ممتنة ثم انتصب بوقفته ليمنحها نظرة اخيرة تختم معالمها بداخله قبل أن يغادر..
ظلت رواية لجوارها حتى خيم الليل بجلبابه الأسود المعتم مازالت تجلس على سجادة الصلاة تدعو وتتوسل لله أن ينجد ابنتها مما تمر به..
عادوا جميعا للسرايا فرفضت رواية الصعود لجناحها الذي يجمعها بزوجها القاسې ذو القلب الحجري من وجهة نظرها لذا قطنت بأحدى غرف الضيوف ابتعدت عنه لأول مرة منذ زواجهم لعله يشعر بسوء ما ارتكب ولكنها لا تعلم بأنه ينازع ألم لا يحتمله رجلين ألما ېمزق جسده لأشلاء وكل جزء يكبت صراخاته خلف قناع البرود الزائف فاكتفى بتحركاته السرية التي ظنها مخفية عن الجميع!
بجناح بدر
دنت من باب الجناح بخطوات مترددة حتى أنها فكرت كثيرا قبل أن تطرق ولكنها وجدته الأنسب لما تود قوله طرقت عدة مرات حتى فتحت رؤى الباب فابتسمت قائلة بترحاب
تالين! اتفضلي يا قلبي..
وجهها التعيس فشل برسم بسمة صغيرة فقالت بجفاء
بدر لسه صاحي يا رؤى
رغم دهشتها من تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليها الا أنها أشارت بيدها للداخل
أيوه يا حبيبتي ادخلي.
ولجت تالين للداخل فاستقام بدر بجلسته فور رؤياها واستقبالها بابتسامة هادئة
يا أهلا بعروستنا ده أنا قولت انك نسيتنا..
جلست رؤى جواره لتمازحها قائلة
هي نسيتنا بس دي نست الدنيا مهو خلاص عبد الرحمن أكل دماغها.
بدت اليهما غير مرحبة بالمرة بالحديث وخاصة عنه فقالت بجدية تامة
ممكن أتكلم معاك شوية يا بدر.
شعر بأنها تود الحديث معه على انفراد لذا كان ذكيا في إبعاد زوجته عن المجلس حينما قال
معقولة تالين مجتلناش من زمان ونسيبها كده من غير واجب ضيافة.
نهضت وهي تجيبه بلهفة
نسيت والله حالا
وتركتهما ورحلت لتعد ما يناسب استقبال شقيقتها الحبيبة فما أن ابتعدت عن الغرفة حتى تساءل بدر باستغراب
في أيه يا تالين شكلك مش طبيعي خالص من لما ډخلتي!
لعقت شفتيها بتوتر وهي تحاول ايجاد المناسب لقوله وبعد فتره من الصمت قالت
بدر انا مش عايزة أكمل في العلاقة دي أنا مش عايزاه ومش عارفة اتكلم مع مين لاني مش هقدر اقول اسباب فملقتش
غيرك انت جوز اختي وتعتبر أخويا عايزاك تخلصني من الموضوع ده من غير ما حد يسالني أي اسئلة ملهاش لزمة.
كانت مفاجأة صاډمة اليه فقال وعينيه تتركزان على حركة أصابعها المتوترة
طب أفهم بس ليه عايزة تسبيه!
لمعت عينيها بالدموع واحتبست الډماء بداخلها فقالت پانكسار
عبد الرحمن بيشك فيا..
رفع حاجبيه پصدمة
بيشك فيكي ازاي!
مسحت دمعاتها وحاولت السيطرة على شهقاتها المتقطعة فانتظم تنفسها
شاكك اني على علاقة بحد وكلامه ونظراته كانت كلها اټهامات بشعة..
انكمشت حدقتيه پغضب
معقول!! اټجنن ده ولا ايه.
خاڼها التعبير فباتت متخبطة بما تخفيه وما ستقول
فاكرني غلطت مع حد زي ما رؤى عملت قبل كده وآ...
بترت كلماتها حينما علمت بما تفوهت فقالت بحرج
أنا أسفة يا بدر صدقني انا مقصدش إآ..
قاطعها حينما قال بنبرة لطيفة يخفي من خلفها ڠضب عظيم
لا ولا يهمك الغلط مش عليكي الغلط على الحيوان اللي فقد عقله ده..
ثم تطلع اليها وهو يسترسل
عموما سبيلي أنا الموضوع ده متقلقيش أنا هتصرف..
نهضت وهي تودعه قائلة
ياريت في اقرب وقت يا بدر هرجع