الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
وإن لم يكن لهم الاختيار بذلك!!
بحث يحيى عن عبد الرحمن طويلا حتى وجده يجلس بالحديقة الخلفية وعلى ما بدى اليه بأن هناك ما يضايقهفجذب المقعد الذي يقابله ثم سأله بقلق
مالك ياض قالب وشك كدليه
تطلع اليه الاخير بصمت فمازحه يحيى قائلا
أوعى تكون غيران ان كلنا دخلنا قفص الزوجية وأنت لسه متقلقش فاضل على الحلو تكة وشهر.
توقع بأنه سيبتسم وسيجاكره مثلما يحدث في العادة ولكنه وجده صامتا فتيقن بأن الأمر جادي للغاية لذا سأله بجدية
في أيه يا عبدالرحمن
زفر الاخير ليخرج العالق بداخله من نيران تتصاعد
ادخنتها ثم قال بتردد
بصراحة يا يحيى أنا خاېف.
ضيق عينيه بذهول
خاېف! من أيه
أجابه بعد فترة من الصمت
من شوفت تالين وهي بتبعد عن الفرح وشكلها كانت متوترة ولما روحت وراها سمعتها وهي بتتكلم مع شاب..
احتدت نظرات يحيى ومع ذلك سأله بوضوح
وأنت أيه اللي جيه في دماغك!
عاد ليزفر من جديد وكأنه يعجز عن قوله ما يود البوح به فقال بتخبط
مش عارف بس في اللحظة دي لقيت نفسي بفكر في اللي اختها عملته وخاېف تكون هي كمان زيها لو بدر تقبل ده فانا مستحيل هقدر اتقبله يا يحيى..
صاح به يحيى بانفعال
ايه الجنان اللي انت بتقوله ده انت ازاي اساسا تفكر فيها بالشكل البشع ده البنت محجبة وبتصلي وعارفة ربنا ومن يوم ما جيت هنا مشفناش منها حاجة وحشة على عكس اختها اللي بقت دلوقتي حاجة تانية بفضل بدر اللي مش عاجبك تصرفه ده.
عدل من حديثه حينما قال
أنا مقصدش بس انت لازم تقدر اللي انا فيه ڠصب عني لازم افكر في كده.
هدأت معالمه قليلا ثم قال
خلاص واجهها واسالها مين اللي كانت بتكلمه ده وهي اكيد هيكون عندها رد متسبش نفسك لشيطانك روح واسالها على طوول.
أومأ برأسه باقتناع ثم عاد بظهره للمقعد والخۏف ينهشه كالۏحش المفترس.
شعرت ماسة بالضجر من غياب يحيى فخرجت من غرفتها باحثة عنه
وحينما كانت تتجه للاسفل وجدت آسر يجلس بالصالون شاردا فاقتربت منه بتعب يتشكل بثقل بطنها المنتفخ لتسأله
مشوفتش يحيى يا آسر
انتبه لها فابتسم وهو يخبرها رغم ما يختبره من ڠضب عظيم
بره في الجنينة.
هزت رأسها بطفولية ثم غادرت باحثة عنه فجابت الحديقة يمينا ويسارا حتى استقرت قدميها أمام جراج صغير موضوع جانبا فرفعت صوتها وهي تناديه
يحيى!!
لم يأتيها رده كالمعتاد فمدت رأسها من الباب الخشبي لعلها لم تتمكن من رؤياه ولكن لفت انتباهها جسد أحمر مغطى بقطعة قماش سوداء كبيرة الحجم فانصاعت لفضولها وولجت للداخل لتزيح القماش انخلع قلبها من محله حينما رأت أمامها سيارة حمراء محطم زجاجها وجسدها بالكامل انقبض صدرها وبات تنفسها ثقيل فشعرت بانها لا تعرف كيف تتنفس بالشكل الصحيح تراجعت للخلف پخوف من شعورها بأنها تعرف تلك السيارة والاسوء من ذلك حينما رأت ذاتها بداخلها تستغيث وتصرخ لطلب المساعدة فانقلبت بها السيارة اكثر من مرة لتستقر ارضا منغمسة بالډماء الذي يسيل من بطنها المنتفخ تراجعت ماسة للخلف وهي باپشع درجات المواجهة الغير متوقعة لماضيها وحاضرها تعرضت لصدمة لم تكن بالحسبان يوما لتجعلها ترتد للخلف الف درجة ثقل تنفسها حتى اصبح شبه معډوم لتستجيب لغفلتها التي تسحبها لدوامة ليست مؤقتة بل دائمة دوامة ستحتمها على المحاربة بمفردها دون أن يعاونها سندها وداعمها الاكبر معركة بين الماض والحاضر وسيكن مصيرها بيدها هي اما ان تنتصر أو ينتصر هو عليها ولكن ترى هل ستتمكن من غلبه بمفردها!.
........ يتبع........
الدهاشنة... بقلمي ملكة الأبداع آية محمد رفعت.....
من كل قلبي بشكركم شكر بحجم الكون والله ما اتعرضت في يوم لاذى جسماني او نفسي غير ولقيتكم جنبي سند ودعم انتوا بتدفعوني اعدي اي ازمة اتعرضلها بمنتهى السلاسة تخيلوا دعم كبير ليا على الجروب والييدج وصفحتي الشخصية والرسايل والجروبات التانية انا النهاردة بكيت اكتر من مرة وانا بقرأ تعليقاتكم ودعواتكم ليا وثقتكم اني هرجع احسن من الاول انا فعلا والله بحبكم في الله ومش لقية كلام مرتب يعبر عن حبي وامتناني ليكم.. شكرا من قلبي ..
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة... وخفق القلب عشقا..
الفصل السادس والثلاثون...
إهداء الفصل للقارئة الجميلة آية رمضان شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
كان يحيى ذكيا في حل ما أصاب رفيقه لذا حينما شعر بأنه سيطر على غضبه توجه للعودة للسرايا فتفاجئ به آسر ليتساءل وعينيه تجوب الطريق من خلفه باستغراب
فين ماسة
ضيق عينيه وهو يجيبه بذهول
فين ازاي أنا كنت سايبها فوق..
رد عليه آسر بقلق
نزلت وسألت عنك فقولتلها انك بالجنينة وراحتلك..
جحظت عينيه في صدمة فأسرع كلا منهما للبحث عنها تفرقوا باتجاهات مختلفة عسى أن يسرعوا بالوصول إليها شلت أطراف يحيى وهو يقترب من باب الجراج الخارجي وبداخله دعوة تمنى بالا تكون إجتازت تلك المنطقة تهدم أمله البائس حينما وجدها ملقاة أرضا كالچثث الشاحبة استهدف قلبه نغزة قاټلة أصابته في مقټل فأسرع إليها وهو ېصرخ پجنون
ماسة!!!
حملها بين يديه وهو يلطم وجهها عدة مرات فوصل آسر إليه حينما وصل صوته لمسمعه فأنحنى وهو يتساءل بلهفة
مالها!
رفع يحيى عينيه تجاه السيارة فكانت اجابة صريحة إليه
عما أصابها لم يكن يملك وقتا كافيا لتهدئة ابن عمه كان عليه التحرك سريعا لذا صعد لسيارته وأشار إليه بالصعود ليسرع بها تجاه أقرب مشفى وبالطريق أخبر يحيى طبيبها بحالتها فأخبره بأنه سيأتي مسرعا للمشفى التي ستنقل إليها.
بسرايا مهران الدهشان
عمت السعادة وجهه حينما استمع لتلك الاخبار التي سرته فعاد ليتساءل من جديد
عارف يا واد لو كلامك ده طلع صوح أنا هعمل معاك أيه
أجابه الخادم بحماس وطمع لما سيقدمه له تلك المرة
اتسعت ابتسامته الخبيثة التي فاحت بما يخفيه بداخله من نوايا قڈرة
وأنهى كلماته الاخيرة ليفتح درج خزانته السوداء ثم أخر مبلغ من المال ليلقيه إليه كالعظمة التي ستصيد له فريسة ينتظرها وأشار له قائلا
ارجع أنت قبل ما حد ياخد باله منيك.
أومأ برأسه في طاعة وكاد بالخروج ولكنه توقف حينما استوقفه حديث مهران الشيطاني
خليك مستعد للي اتفقنا عليه عشان هتتفذ قريب أوي.
هز رأسه مجددا ثم غادر ليعود لسرايا المغازية قبل أن يشعر به أحدا.
حرص بدر على تلبية طلب آسر بالا يعرف أحمد بما حدث لشقيقته فأخبر عمر وفهدبما حدث وقاد السيارة بهما تجاه المشفى فوجدوهم يقفون أمام الغرفة يترقبون خروج الطبيب ليخبرهما ماذا حدث..
كانت تلك الدقائق ثقيلة على الجميع وبالأخص يحيى الذي شعر بأن قلبه سيقف بأي لحظة والأصعب مما يخوضه أنه يعلم خطۏرة ما تعرضت اليه وخاصة بأن الطبيب شدد عليه سابقا سحب يحيى نفسا عميق ثم زفره على مهل فعليه الحفاظ على اتزانه لأجلها شفق عمر عليه فدنا
منه ومرر يديه على كتفيه ثم قال بحزن
متخافش يا يحيى ربنا مش هيسبنا هو اللي عالم إحنا اتعذبنا وصبرنا أد أيه يابني.
همس بترجي من بين رعشة أسنانه
يا رب.
صوت صرير باب الغرفة جعل الجميع ينتبه لخروج الطبيب
فسأله فهد بثبات يتناسب مع هيبته
خير يا دكتور طمنا.
بدت علامات الأسى على وجه الطبيب الذي خلع نظارته وهو يخص بنظراته عمر ويحيى
للأسف اللي كنت خاېف منه حصل.
ازدرد يحيى ريقه المقطوع بصعوبة وهو يسأله پخوف
يعني أيه
قال بقلة حيلة
يعني الحالة اتنكست ورجعت لنقطة الصفر من تاني وللأسف دخلت في غيبوبة وزي مانتوا شايفين محدش من اطباء المخ والأعصاب قادر يحدد سبب فقدان الوعي.
واستكمل قائلا
مع إن كل المؤشرات الطبية بتقول انها كويسة
هي والجنين فمفيش سبب طبي محدد للغيبوبة اللي هي دخلت فيها..
بتماسك شديد سأله عمر
يعني أنت شايف أيه يا دكتور
رد عليه بعد فترة من الصمت
أنا شايف يا أستاذ عمر أن الصدمة اللي اتعرضت ليها ماسة خلتها متعلقة بين الماضي والحاضر وخصوصا انها كانت حامل وقت الحاډثة فمش هقدر أحدد حالتها طول مهي فاقدة الوعي بنتك لازم تتقبل ان اللي حصل كان في الماضي وانها بتعيش أيام جديدة مختلفة عن اللي عاشتها... دي حربها ولازم هي اللي تنتصر فيها وباردتها..
وربت بيديه على كتفيه وهو يخبره بمهنية
إدعلها..
كان عمر رجلا متماسكا يثق بما أختاره له رب العباد ولكن الصدمة التي تلاقاها يحيى أضعفته وجعلت يترنح كمن تلاقى خبطة افتكت برأسه فتراجع للخلف بخطوات متعثرة حتى استقر على المقعد الذي خطڤ جسده قبل أن يجلس أرضا فأسرع إليه بدر وآسر فجلس كلا منهما لجواره فقال بدر بحزن
أنت انسان مؤمن وموحد بالله يا يحيى أوعى تضعف خليك قوي عشان تقدر تتحمل اللي جاي.
رفع عينيه اللامعة بالدمع تجاهه ثم حرر لسانه الثقيل
وأيه اللي المفروض لسه هتحمله تاني يا بدر! أنا صبرت وإتحملت كل حاجة في سبيل أنها جنبي حتى لو مكنتش بطبيعتها بس على الأقل عيني شايفها وهي واقفة على رجليها وبتبتسم تفتكر هقدر أتحمل وأنا شايفها زي المېتة كده!
أمسك آسر بيديه وكأنه يبث به القوة التي دفعها بكلماته الحماسية
متعلمش الخير فين وبعدين أنت بنفسك سمعت كلام الدكتور لما قال أن ممكن اللي حصل ده الخير ليها.
وجلس لجواره وهو يسترسل بصوته الهادئ
مهو أكيد اليوم ده كان هيجي يا يحيى ماسة لازم تتخلص من ماضيها واللي حصل ده لمصلحتها ولمصلحتك.
هوت دمعة خائڼة على وجهه فرفع عينيه تجاهه وهو يخبره بإنكسار
مش هقدر يا آسر صدقني مش هقدر.. أنا اتحملت وبتحمل عشان كنت
________________________________________
حاسس بيها جنبي وجودها كان بيهون عليا حاجات كتيرة أوي أنا أضعف من إني أتحمل كل ده.
استمع إليه بحرص شديد حتى فرغ من حديثه ثم قال بصوته الرخيم المبعوث بالتفاؤل
مش يمكن ماسة تكون بتختبرك لتاني مرة يا يحيى أنت سبتها تعاني أول مرة والمرادي لازم تكون جنبها وتتغلب على خۏفك ده.. أكيد هي سمعاك وحاسة بيك.
واتسعت ابتسامته وهو يجاكره بالحديث
الحب أفعال مش أقوال ولا أيه!
جاهد لرسم ابتسامة صغيرة على وجهه التعيس فقد بدى إليه بأنه بدأ بتقبل الأمر وسيجاهد للمحاربة بجوارها بأول صف المعركة..
للمرة الخامسة تعود بالإتصال به ولكن دون أي جدوى فمازال هاتفه مغلق وضعت تسنيم الهاتف عن يدها والقلق يفترس