الخميس 07 نوفمبر 2024

الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد

انت في الصفحة 114 من 150 صفحات

موقع أيام نيوز

 

تقترب منها وعلى ما يبدو بأنها باواخر العقد الثاني من عمرها شعرها أسود مموج وتتطلع إليها بعينيها السوداء البريئة رأت بعينيها شفقة وحنان غريب غير مسبوق لها بالاحساس به داخل هذا المنزل المقبض اقتربت منها ناهد ثم انحنت تجاهها وقالت بابتسامة رقيقة 

تعالي أطلعي معايا اوضتي مش هتعرفي تنامي هنا. 

رفعت حاجبيها وهي تتساءل بدهشة 

انتي مين 

أجابتها بهدوء 

أنا بنت خالة أيان واسميناهد. 

رددت بتعجب 

ناهد!

ابتسمت وهي توضح لها 

أيوه ماما سمتني على اسم خالتي الله يرحمها. 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

هزت رأسها ببطء فلم يعنيها الامر كثيرا كل ما تحتاج إليه هو بعض الراحة التي ستهون عليها مشقة هذا اليوم الذي لن تنساه أبدا اتكأتروجينا بيدها على المقعد ثم حاولت النهوض فهاجمها دوار حاد كاد بأن يطرحها أرضا أسرعت ناهد بمسك يدها ثم قالت بلهفة 

أنتي كويسة 

تطلعت لها روجينا بتشتت لا تعلم ان كانت تستحق

أن تثق بها فتخشى أن ټخدعها مثلما فعل أيان من قبل صعدت معها للأعلى والاخيرة متشبثة بيدها وتساندها حتى وصلت لغرفتها. 

كانت غرفة عصرية للغاية لا تشبه للسرايا ذات الأساس التقليدي وكأنها صنعت لنفسها عالم غربي خاص بها اتبعت خطاها حتى جلست على طرف الفراش فتركتها واتجهت للخزانة لتجذب بيجامة من الستان الابيض ثم قدمتها لها وهي تشير على الباب الجانبي 

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

غيري الفستان ده عشان تعرفي تنامي. 

التقطت منها الملابس ثم تطلعت لها بحيرة انتصرت عليها حينما اخرجت ما تكبته من فضول 

مش خاېفة مامتك تعاقبك على مساعدتك ليا 

منحتها ابتسامة صافية ثم جلست جوارها وهي تخبرها بحزن التمسته روجينا

ماما زمان هي اللي كانت بتعلمني أساعد أي حد محتاج لمساعدتي. 

ردت عليها روجينا ساخرة من قولها 

أي حد الا أنا وعيلتي طبعا. 

سكن الحزن بحدقتيها فجاهدت تلك الغصة التي هاجمتها حتى تحرر صوتها أخيرا 

مش عارفة ألوم مين في كل اللي بيحصل ده أنا عمري ما شوفت ماما تعيسة ولا مقهورة كده غير بعد ۏفاة خالتي... 

والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبرها 

خالتي كانت بالنسبة لماما كل حاجة اختها وبنتها وصاحبتها وكل حاجة الفرق بينهم كان كبير لما جدتي توفت ماما كانت لسه متجوزة جديد أخدت خالتي وربتها هنا في السرايا دي ولما كبرت جوزتها سلفها عشان تكون معاها في بيت واحد ومتفرقهاش. 

وابتسمت وهي تستطرد 

تخيلي ناس كتيرة عيرت ماما بالخلف لانها اتجوزت 15سنة ومكنش معاها اولاد بس فرحتها بحمل خالتي نساها كل ده لان الناس لما كانت بتشوف حبها لايان كانوا بيفكروه ابنها هي مش ابن اختها.... 

وزفرت ما علق بصدرها وهي تخبرها پألم 

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

الاڼتقام من اللي عمل كده في خالتي وطبعا اجبرت بابا انه ياخد بتارها وقتل جدك بس بعدها باباكي انتقم منه وقټله من اللحظة دي وهي شايفة ان أيان الاحق انه ياخد تار امه ربيته وهي بتزرع جواه حب الاڼتقام مكنش بتعدي لحظة عليه من غير ما تفكره باللي حصل لامه من وهو طفل كانت كل يوم بتاخده الحديقة تحت عند قبر خالتي اللي صممت تدفنها هنا جنبها... أيان معش طفولته زي أي طفل أيان شال حمل كبير مكنش يقدر طفل عنده سبع سنين انه يشيلها! 

بدت متخبطة بما تستمع اليه فسألتها باستغراب 

بس اللي مش قادرة افهمه ازاي جدي هيعمل كده مع واحدة من دور عياله! 

أجابتها بحيرة 

مش عارفة بس اللي سمعته انهم كانوا بيحبوا بعض ولما

اتقدملها ماما موفقتش عشان فرق السن وعشان كمان جدك كان متجوز وابنه كان على وش جواز! 

انهمرت دموعها على وجنتها وهي تردد پانكسار 

وأنا أيه اللي يربطني بكل ده ليه يكسرني ويكسر قلبي كده لو كان عايز ينتقم كان قتلني أرحملي الف مرة من العڈاب ده. 

عادت الشفقة تخيم على عينيها فربتت على يدها بحنو وهي تخبرها 

قومي غيري هدومك وبلاش تفكري كتير في اللي حصل ده. 

ثم أخفضت صوتها وهي تخبرها بحرص 

ومتقلقيش أنا هحاول أهربك من هنا. 

أمسكت يدها بلهفة 

بجد

أومأت برأسها بتأكيد 

بجد بس لازم تديني فرصة لحد ما اقدر أعمل ده. 

رسمت الابتسامة على وجهها من وسط سيل دموعها فحملت ما بيدها ثم ولجت لحمام الغرفة ومن ثم أزاحت عنها فستانها الأبيض الذي تطمح به أي فتاة لترتدي ما قدمته لها ثم خرجت لتتمدد على الفراش بتعب شديد. 

بغرفة آسر. 

كانت تراقبه بحيرة من استكشاف ما يحدث معه فما أن صعد لجناحه وهو جالس أمام حاسوبه لساعات طويلة حتى أنه لم يشعر بوجودها قط بدى إليها بأنه يفعل أمرا هام خاصة بأنه يتلقى مكالمة كل نصف ساعة من يحيى وبدر فظنت بأنهم يستعدون لفعل شيئا خطېر فجاهدت

فضولها النابع بداخلها حينما حملت

الطبق الذي أعدته إليه ثم اقتربت بتردد منه فوضعته أمامه ثم قالت بتوتر 

أنت مأكلتش من الصبح. 

رد عليها دون أن يرفع عينيه عن حاسوبه 

ماليش نفس. 

بللت شفتيها بارتباك 

بس آآ... أنت م.... 

قاطعها حينما أمرها بلهجة حازمة 

قولتلك ماليش نفس ولا لازم صوتي يعلى عشان تقتنعي! 

حملت الطبق عن سطح مكتبه پخوف من حدة حديثه ثم اتجهت لفراشها لتجتنب مشادة الحديث فيما بينهما وخاصة بأنها تعلم ما يمر به في تلك اللحظة لذا لم تحزن لتعصبه عليها بل كان يغلبها الحزن لما يشعر به في تلك اللحظة التي لا تتمناها لأحدا. 

غرق آسر بما يفعله لساعات حتى انتهى أخيرا فأغلق حاسوبه وهو يردد بتوعد 

انت اللي ابتديت قابل بقى. 

ونهض عن مقعده ثم اتجه للسرير فاستلقى لجوارها ليتفاجئ بها تتطلع إليه بعين يقظة فتساءل بذهول 

أنتي لسه منمتيش 

قالت والدموع ټغرق عينيها 

هنام ازاي وأنت صاحي! 

منحها نظرة حنونة فجذبها لأحضانه ويديه تربت على ظهرها حتى تستكين بنومتها على صدره وهمس بحزن 

متزعليش من طريقتي معاكي في الكلام أنا مش قادر أشوف أي حاجة غير اللي عمله الكلب ده. 

تعلقت به مثلما اعتادت ثم أجابته بصوتها الناعس 

أنا زعلت لإني مش قادرة أخفف عنك اللي أنت فيه. 

رسم ابتسامة شبه باهتة وهو يجيبها 

متقلقيش عليا أنا بعرف أسيطر على نفسي كويس. 

وأغلق الضوء المجاور له ثم أغلق عينيه باستسلام 

نامي...

كلماته كانت مبهمة للغاية وربما أكدت ظنونها بنيته لفعل شيئا خطېرا سئمت من التفكير في الأمر وبالنهاية استسلمت لدفء أحضانه فسرعان ما غفت بين ذراعيه هي الأخرى.. 

نسمة هواء الفجر يلفح الأنفس بنقائه فمازال الناس في غفوة وعينيه ترفض النوم إلى أن ضاق الأمر به فهبط للأسفل قاصدا الحديقة أمام منزله وبالأخص ذاك الركن المنفرد بعيدا عن الأشجار ألقى بثقل جسده أرضا وهو يحاول التقاط أنفاسه بمعدلات ثابتة وحينما لم يستطيع أخرج ما به فارتمى بذراعيه على الحجارة من أمامه ليخرج ما كبت بداخله من أهات شقت صدره ولسانه يردد بتردد لما يجتاحه 

عشت طول عمري عشان اللحظة اللي أرجعلك فيها حقك بس كنت فاكر أن الڼار اللي جوايا دي هتنطفي كنت فاكر اني هرجع أعيش حياتي اللي اتحرمت منها بس للاسف محصلش أنا

 

________________________________________

اتكويت بڼار تانية جوايا ۏجع ملهوش وصف. 

وارتد أيان بجسده للخلف وهو يشير على صدره 

قلبي أنا اللي وجعني مش قلب فهد أنا مش عارف اذا كان اللي عملته صح ولا غلط بس صدقيني كنت مستعد اعمل أكتر من كده عشان أنتقم من اللي أذوكي.. 

وأزاح دمعاته بكره لرؤياها وهو يستكمل حديثه بتعصب 

أنا مينفعش أحس بحاجة ناحيتها مينفعش دي بالنهاية من نسل اللي اذوكي لازم أفوق من وهمي ده مستحيل يكون جوايا حب ليها. 

وزحف بجسده للخلف حتى استند على جزع أحد الأشجار فأغلق عينيه وهو يهمس بخفوت 

هكرهك زي الحياة اللي عشتها وأنا مفروض عليا أني أواجهها هكرهك لأخر عمري! 

وعد بالكره اتخذه من جوار قبر والدته لا يعلم بأن خلف كلامه نفور لما يردده خلف ما يدعيه قلبا خفق

عشقا لها! 

بزغت الشمس كقبلة باسمة على ثغر الصباح لترسم نهارا مختلفا كثيرا عما يسبقه فشعرت روجينا بشيئا حاد يلكز خصرها ففتحت عينيها بانزعاج فانتفضت من محلها بفزع حينما وجدتها تقف مقابلها وتحدجها بنظرات قاټلة اتبعها قولها الشرس 

بسلامتك لسه نايمة أني مش منبهة عليكي تقومي من بدري ونجهزي الوكل! 

ارتجفت خوفا مما ستلاقاه فوجدتها ترفع عصاها الغليظة لتهوي بها على ذراعيها العاړية فاحدثت چرحا بليغا تأوهت ألما وهي تترجاها 

راحت عليا نومة والله هنزل حالا أعملك اللي عايزاه. 

اتاها ردها اللازع 

مش بكيفك يا حببتي هتنزلي غصبن عنك وعن اللي خلفوكي. 

حرام عليكي يا ماما بتضربيها وهي حامل! 

دفعتها بعيدا وهي تشير لها بتحذير 

متتدخليش انتي خليكي بره أحسنلك.. 

ثم دفعت روجينا تجاه باب الغرفة وهي تشير لها 

٥دقايق لو نزلت ملقتش الفطور جاهز وقسما بالله لأنسل لحمك ده تنسيل سمعاني. 

أشارت لها عدة مرات ثم قالت بتوسل 

هنزل بس اديني اي حاجه البسها. 

فالبيجامة التي ترتديها كانت تصل لمنتصف ذراعيها وحتي لم تكن ترتدي حجابا تخفي بيه شعرها ابتسمت بتسلية 

هتنزلي اكده وان كان عاجبك. 

انصاعت لكلماتها وهبطت سريعا للأسفل فالتقطت ناهد اسدال للصلاة الخاص بها ثم كادت بالهبوط من خلفها ولكن اعترضت والدتها طريقها فجذبت ما بيدها وهي تصرخ بوجهها 

قولتلك متتدخليش في اللي بيحصل اهنه والا من بكره الصبح هحجزلك على أول طيارة سامعة 

بالرغم من وجود الكثير من الخدم بالمطبخ الا أن جمعيهم خشوا مساعدتها في الحصول على الأغراض الاساسية لتحضير الطعام الجميع ملقن بالتعليمات تجاه معاملتهم تجاهها حتى وإن لم يكن

البعض على اقتناع بما يحدث معها فكان أغلبهما يشفقون على حالتها وبعد عناء انتهت روجينا من وضع الطعام على الطاولة المقابلة للمطبخ وكان الطبق الذي تحمله أخر ما تبقى فخرجت لتضعه على المائدة وحينما استدارت لتستعد للعودة للمطبخ شهقت فزعا حينما وجدت عدد من الرجال يحيطون القاعة لأول مرة ينتابها الشعور بالعري فأخذت تشد من كم البيجامة لتخفي ذراعيها ويدها الاخرى تخفى خصلات شعرها المنفرد وكأن تلك اللعېنة أمرتهم بالدخول لأجل ذلك لتجعلها تشعر بأنها مباحة للجميع هرعت للداخل لتحتمي بين حوائط المطبخ وعينيها تبكي في صمت تام فمرت أكثر من ربع ساعة ومازالت تختبئ من الأعين إلى أن أتاها صوت تلك المرأة الكريه تأمرها باستنكار 

فين الشاي! 

كزت على أسنانها غيظا لما تتعرض له من مهانة ونهضت لتضع قدر من المياه على النيران ثم

 

113  114  115 

انت في الصفحة 114 من 150 صفحات