الدهاشنة كاملة بقلم اية محمد
جنبك يا تسنيم.
ابتسمت بخجل وودت لو ظلت عمرا بأكمله هكذا تتطلع إليه فقط فماذا ستريد أكثر من ذلك استندت بجسدها على باب الشرفة وهي تتأمله بهيام فإبتسم وهو يردد
مكنتش أعرف إن شعرك حلو أوي.
جحظت عينيها پصدمة فرفعت يدها تلقائيا على شعرها المتدلي على كتفيها ربما من الحالة النفسية العصيبة التي اختبرتها أنستها جميع من حولها حتى نفسها كادت بأن تهرول للداخل ولكنها استمعت لصوته الرخيم يناديها
تسنيم.
استدارت تجاهه تتطلع اليه وأذنيها تستمع للهاتف بإهتمام فوجدته يمنحها ابتسامة عذباء ومن بعدها كلماته البطيئة
إنتي مراتي.
سيطر الخجل على معالمها ومع ذلك بقيت محلها كأنها تحاول استكشاف القوانين الجديدة التي ستباح له يعدما حرمت على الجميع نعم هو الآن زوجها استقامت تسنيم بوقفتها في خوف حينما وجدت أبيها يخرج من
المنزل ويدنو من سيارةآسر فتابعت ما يحدث بقلق من أن يحرجه أبيها..
بالأسفل..
كان العم فضل يستعد للذهاب للحقل باكرا قبل أن يأتي الأقارب لمنزله للإحتفال بالعروس فتفاجئ بسيارة آسر من أمامه فإقترب منه ثم إنحنى على نافذة السيارة قائلا بإستغراب
آسر بتعمل أيه إهنه دلوقت يا ولدي!
خرج من السيارة وهو يصافحه قائلا ببسمة هادئة
إنت اللي رايح فين على الصبح كده يا حج..
قال بابتسامة صغيرة
رايح أشوف شغلي قبل ما الدنيا تظيط اهنه أنت بقا اللي بتعمل أيه السعادي.
تطلع آسر تجاه شرفتها ثم قال بمكر
إنت عارف إن المخطوبين بيحبوا ينكفوا في بعض وده اللي حصل بينا فقولت ميصحش يبقى الحنة النهاردة وفرحنا بكره وأسيبها زعلانة منيوزي ما أنت شايف جبت بعضي وجيت لأجل ما أنول الرضا..
تعالت ضحكات العم فضل فقال بصعوبة بالحديث
والله ما قصرت يا ولدي بس مش هتنول حاجة طول ما انت قاعد في عربيتك اكده لازمن تدخل وتقعدوا مع بعض كده قاعدة صفا قبل ما المعازيم والحبايب يتلموا.
وأشار له بتتابعه ثم دث مفاتحه بباب المنزل فولج للداخل وهو يشير اليه قائلا
تعالى يا ولدي إدخل..
ظل محله بالخارج وهو يردد بحرج
ميصحش يا عم فضل أنا همشي وهنبقى نقعد بليل مع بعض..
انكمشت تعابيرها پغضب
كلام ايه اللي بتقوله ده انت بقيت جوز بنتي وواحد منينا يعني تدخل الدار في الوقت اللي تحبه ادخل بدل ما ورحمة الغالي ازعل منك زعل واعر.
ولج آسر للداخل قائلا بمرح
طب وعلى أيه ادينا دخلنا اهو هاتلنا العروسة نصالحها بقا ونتكل على الله قبل ما حد يحس بغيابي.
منحها نظرة صارمة تتبعها قوله الحازم
يمين تلاته ما هتمشي غير لما نفطر سوا.
ضحك على طريقته بالحديث ثم قال بإحترام
زي ما تحب.
وإتبعه آسر لغرفة الضيافة ثم جلس ينتظرها بلهفة فما هي الا دقائق معدودة حتى وجدها أمامه انعقد حاجبيه بتعجب حينما رأى عينيها المتورمة من أثر البكاء فرفع يديه ليتفحص ما أسفل عينيها وهو يردد بقلق
في أيه يا حبيبتي إنتي كنتي بټعيطي!
بلعت ريقها بتوتر من قربه منها فتراجعت للخلف قليلا ثم جلست على الأريكة التي يجلس عليها وهي تجيبه بثبات زائف
لا أنا بس زعلانه عشان هسيب بابا وماما..
رفع آسر يديه ليحتضن بها يدها ثم قال بحنان
ليه هو أنا همنعك عنهم عمر ده ما هيحصل أبدا الوقت اللي تحبي تجيلهم فيه تعالي حتى لو هتيجي كل يوم..
رسمت ابتسامة فاترة رغم دموعها التي هبطت رغما عنها فسمح لنفسه تلك
المرة بمسحها وهو يردد بحب
أنا مش عايز أشوف غير ابتسامتك تاني فاهمة
منحته إبتسامة صغيرة ومازال دمعها يتلألأ بعينيها فشعر آسر بحاجتها للبكاء فاقترب منها وعينيه تراقب رد فعلها بتركيز ثم أسند جبهته على جبهتها ليهمس جوار أذنيها بحب
عمري ما هعمل حاجة تزعلك أبدا ولو زيارتك لوالدتك هتفرحك هسيبك تروحي كل يوم صدقيني.
رفعت عينيها تجاهه فحاربت عواصف فريدة من نوعها شعر آسر بأنها ترتجف بقوة فجذب يدها ليقربها اليه حتى ضمھا لصدره تبلد جسدها بعواصف يصعب وصفها ولكن أهمهما بأنها لم تتضرر من احتضانه لها بل تمنت لو ظل العمر بأكمله هكذا فكانت مشتتة للغاية تختبر مشاعر مختلفة أذنيها تلتقط صوت نبضات قلبه التي منحتها الطمأنينة والغريب بالأمر أنها لم تحاول حتى إبعاده بل غفلت بإحضانه تستئنس احساس الأمان الشي شعرت به فسحبها النوم بدفء أحضانه بعدما قضت الليل من دون نوم استغل آسر قبولها لحضنه حصن لها فرفع خصلة من خصلات شعرها المتدلي من خلف حجابها الموضوع بإهمال ثم شم عبيرها وعينيه مغلقة بقوة باتت بأحضانه بتلك اللحظة هل كان يتوقع حدوث ذلك ظل آسر يحتضنها حتى مرت أكثر من أربع ساعات أعدت فيهما والدتها الطعام وحينما ولجت للغرفة وجدت ابنتها غافلة بأحضانه فقالت بخجل
يلا يا حبيبي الفطار جاهز صحي تسنيم عشان تفطروا.
رد عليها بابتسامة هادئة
لا سبيها تنام عشان تكون فايقة بليل..
ابتسمت وهي تردد
بس على الاقل تاكل لقمة.
قال ويديه تربت على وجهها
لما تصحى إبقي اعملي اللي يريحك..
ابتسمت وهي تراقبه من بعبد خاصة بعد أن رفض تناول الطعام وفضل البقاء لجوارها حتى استيقظت من غفلتها بعد ساعات طويلة فوجدت ذاتها مازالت غافلة فتساءلت پصدمة
يا خبر أنا نمت إزاي!
ابتسم وهو يجيبها بمكر
السؤال ده تسأليه لنفسك عموما أحسن حاجة عشان تبقي فايقة بليل..
منحته ابتسامة مشرقة ثم استأن بالانصراف بعدما اتطمئن عليها..
توافد الجميع على منزل الغريس فاليوم هو بداية لفرحة الغد نصبت خيمة كبيرة أمام منزل كبير الدهاشنة وضع بها طعاما ولحوما استقبالا لتلك المناسبة الهامة فعمت الالحان ثرايا القصر بأكمله ليشارك الشباب الفرحة حينما نهضوا كلاهما ليتبادلون الرقص الشرقي مع العريس وجولات متعددة باستخدام العصا وبالأخصبدر وآسر فكان كلا منهما يتألق بجلباب صعيدي من اللون الأبيض وعمة وضعها فهد
بنفسه على رؤسائهم وكأنه يعزز من مقدرهما أمام الناس..
تسللت تالين على سطح المنزل
ثم اخذت تلتقط فيديوهات خلسة لرقص الشباب جميعا حتى فهد وسليم
وعمر شاركوهما الرقص بالعصا انتهت تالين من التصوير ثم هبطت للفتيات التي تستعد للتحرك لحنة العروس لتشير لحور بهاتفها بخبث
كله تمام يا ريس اتصوروا كلهم..
قالت بفرحة هي الاخيرة
كويس عشان نتفرج كلنا هناك..
وتحركوا جميعا لمنزل تسنيم حيث كان يضم احتفال نسائيا صغير فاجتمعت الفتيات بصحبة رؤى في غرفة تسنيم ليعرض من امامهما حفل الحنة الخاص بالشباب فرأت كلا منهما معشوقها وهو يتألق برادئه الذي زاد من وسامته وبعض من مقاطع الفيديو لرقصاتهم الرجولية التي كانت اغلبها تعتمد على الرقص بالعصا لتبرز قوة بنيتهم واستعراضها امام حشد هائل من الرجال بمبارزة اعتمدت على العصا..
كانت الاجواء بالمنزلين يغمرها الفرح والسعادة نقيض قلب روجينا المكسور غمرها حزنا قاتم فجلست بمفردها شاردة حائرة بعدما تلقت اتصالا هاتفيا من احد المعامل بالقاهرة فقد روادتها بعض الشكوك قبل سفرها بأيام لذا اردت قطعها فتوجهت لاحدى المعامل واجرت إختبار يخص الحمل وربما التهائها بامور السفر انساها
الذهاب لمعرفة النتيجة فتذكرتها حينما غلبها حالة متكررة من الغيثان الصباحي لذا اتصلت بهما هاتفيا ليأكدوا لها صدق شكوكها وانها بالفعل حامل بأسبوعين!...
تحمل الان ببطنها مصيرا مجهول سيقيد العائلتين بدمار لا حد من نهايته سوى بيد شخصا واحد ترى هل سيكون سبب في نجاتها أما هلاكها!...
......... يتبع..............
الدهاشنة.... بقلميملكة الأبداع آية محمد رفعت..
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة....صراعالسلطةوالكبرياء..
الفصل التاسعوالعشرون.
إهداء خاص للقارئة الجميلةأمنية إسماعيل بشكرك على دعمك الدائم لي وبتمنى أكون دائما عند حسن الظن..
اليوم شهد منزل الكبير واجب ضيافة طال فقراء البلد وأهلها بأكملها فاليوم هو حفل زفاف ابنه الوحيد ووريثه من بعده فكان الجميع يستعد لتلك المناسبة الهامة وخاصة حينما أسدل الليل بجلبابه الأسود المعتم فأنارت الأضواء المحاطة بالمنزل لتشع نور ببهجة ألوانها فنصبت خيمة الرجال أمام المنزل وبالداخل كانت النساء تلتف حول منصة صغيرة وضع بها مقعدين للعروستين وعلى أول أريكة جلست الحاجة هنية في إستقبالهن ولجوارها نساء منزل الكبير..
أما بالأعلى..
فكانت تالين مشغولة للغاية بتزين رؤى وتسنيم حتى حور عاونتهم على إرتداء الفستان الأبيض فإبتسمت وهي تتأمل لمسات تالين الاخيرة لصديقتها ثم قالت بإعجاب
ما شاءالله قمر يا روح قلبي.
لاحظت توترها المتخفي خلف إبتسامتها المصطنعة فشددت على يدها وهي تهمس لها جوار أذنيها
إهدي يا تسنيم إنتي النهاردة عروسة وبتتزفي للإنسان اللي بتحبيه إرمي كل حاجة ورا دهرك وإفرحي الليلة دي مش هتتعوض تاني يا حبيبتي..
حبست دمعاتها خلف قفص وحجبته بقفل سميك تمنت من كل قلبها أن يمر هذا اليوم بسلام فألتقطت نفسا مطولا ثم زفرته على مهل وظلت تكرر ما تفعله علها تمنح الهدوء والسکينة لجسدها المسكين.
آنتهت تالين من وضع اللمسات الاخيرة لشقيقتها الصغرى فأشارت لها على المرآة قائلة
خلصت قومي بصي كده.
نهضت عن محلها ثم وقفت مقابل المرآة المطولة لتلقي نظرة متفحصة على زينتها وفستانها الرقيق فلمعت عينيها بالدموع لا تعلم دموع الفرح
________________________________________
أم حزنا لأنها بنظرها لا تستحق فستان ولا زفاف هكذا ولا تستحقه هو ولكنها تحاول تصديق حبه المخلص لها أفاقت من شرودها على صوت تسنيم التي قالت بإبتسامتها الساحرة
قمورة يا رؤى الميكب رقيق وتحفة.
منحتها إبتسامة مشرقة ثم قالت
وإنتي كمان جميلة أوي يا حبيبتي.
إكتفت برسم ابتسامة صغيرة فإنتبهوا سويا لدقات باب الغرفة المزعجة ففتحت حور الباب نصف فتحة حرصا على عدم رؤية العروس في تلك اللحظة فوجدت ماسة تقف من أمامها ففتحت الباب وهي تشير لها بضحكة مشرقة
تعالي يا ماسة.
ولجت للداخل سريعا فوزعت نظراتها بينهما بتفحص ثم قالت بحزن
أنا عايزة ألبس وأحط مكياج زيهم.
تعالت ضحكاتهن سويا فإقتربت منهاتالين لتضمها إليها ثم قالت في حنان
بس كده أنا هلبسك أحلى فستان وهعملك مكيب محصلش.
وبالفعل أسرعت لحقائبها ثم إختارت لها فستان من اللون الأبيض ضيق من الصدر ويتسع من الأسفل بسيط لا يحمل الكثير من التفاصيل فعاونتها على ارتدائه ثم جعلتها تجلس على المقعد القريب منها لتزينها بحرفية ثم تركت خصلات شعرها البني تنسدل من خلفها في حرية تعلقت نظراتهن بها بإعجاب شديد فماسة تمتلك جمالا مميزا من يرأها يتعلق بها من شدة جمالها وخاصة بالحالة التي زادتها براءة وطفولية تركت مقعدها وأسرعت لتقف أمام المرآة فصفقت بيدها وهي تردد بفرحة
الله أنا بقيت شكل العروسة!
ردت عليها