الإثنين 25 نوفمبر 2024

بقلم شاهندة

انت في الصفحة 31 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


أن ظهر الحزن على ملامحها وهي تقول
طب ملامحى وممكن ترجع يامراد لكن إبننا هنرجعه
إزاي
وهو يقول بحنان
كل شئ فى الدنيا يتعوض كل اللى راح ممكن نعوضه لكن لو كنتى إنتى اللى روحتى منى كنت هعمل إيه ياشروقحبيبتى أنا من غيرك مقدرش أعيش 
نظرت إليه شروق بعيون تغشاها الدموع قائلة
وأنا كمان مقدرش أعيش من غيرك يامراد بس 

وضعت يدها على بطنها المسطحة قائلة
اللى حصل مش سهل علية يامراد طفلنا أخد منى روحى كان جزء منى ولما راح مبقتش أحس جوايا غير بالفراغ إنت متعرفش الطفل ده كان بالنسبة لى إيه ده كان أمل حياة جديدة دنيا فاتحالى دراعاتها وبتقولى خلاص مبقتيش وحيدة ياشروق 
قال مراد بعتاب
وأنا روحت فين بس من اليوم اللى إتجوزتك فيه مش بس اليوم اللى إعترفتلك فيه بمشاعرى كنتى خلاص مبقتيش وحيدة ياشروق أنا جنبك ومعاكى فى كل حاجة على الحلوة وعلى المرة أما موضوع الطفل فالدكتور قاللى إنك ممكن تانى تحملى بس مش قبل ست شهور 
أشاحت شروق بوجهها فى ألم وهي تقول بصوت متهدج
ممكن آه وممكن لأ مين عارف هقدر أحمل تانى ولا لأ
مد مراد يده وأمسك ذقنها يعيدها لتنظر إليه مباشرة يقول فى تصميم
هنستنى الشهور دى وبعدين هنحاول ياشروق وصدقينى ربنا هيعوضنا خير ياحبيبتى 
نظرت إلى عينيه بأمل ليبتسم لها مشجعا وهو يقول
خلى أملك فى الله كبير 
تسللت إبتسامة إلى شفتيها وهي تقول بإيمان تسلل إلى قلبها
ونعم بالله 
الفصل السابع والعشرون
كان يحيي واقفا فى شرفة حجرته يعقد حاجبيه بضيق وهو يتطلع إلى الأفق البعيد حين أحاطت خصره بذراعيها ومالت برأسها تسندها على ظهره تخرجه على الفور من حالة الضيق التى تعتريه وتحيطه بحالة من السلام النفسي وهي تهمس قائلة
حبيبى بقاله ساعة بعيد عنى ليه
تنهد قائلا
حبيبك ميقدرش يبعد عنك ثوانى يارحمة 
ومين بس يقدر
يبعد عن روحه ياأغلى عندى من روحى 
إبتسمت قائلة
كلامك حلو أوى بيدوبنى يايحيي تعرفأنا بقى عندى إدمان إسمه كلام يحيي الحلو لازم كل يوم لأ كل ساعة وكل دقيقة أسمعه 
قرص وجنتها بخفة قائلا بلهجة ذات مغزي
كلامى بس اللى حلو
أطرقت برأسها فى
خجل قائلة
نظرت إلى وجهه الذى تشرقه إبتسامته أما ضحكاته فتجعله ساحرا لتجد نفسها تقول دون وعي
إنت حلو أوى يايحيي 
نظر إليها بعينيه اللتين تذيبانها عشقا عيناه اللتان تبتسمان بعشق الآن وهو يقول
أنا حلو عشان عيونك حلوة يارحمتى 
نظرت
إليه بعيون رائعة وهي تقول بدهشة
أول مرة تقولى كدة 
إتسعت إبتسامته وهو يقول
عشان حاسسها بجد إنتى رحمتى من وحدة عشت فيها قبلك ورحمتى من أي عڈاب شفته فى بعدك ورحمتى اللى دايما معايا كل ما أحس بضيق واللى بتقدر تبعده عنى فى ثوانى وتبدله براحة عمرى ما حسيتها غير وأنا معاكى بس 
رفعت يديها تحيط بها وجهه قائلة
وإنت كمان عوض ربنا لية عن كل حاجة حصلتلى مبحسش بالسعادة غير وأنا وياك بس يايحيي 
صحيح إنت خرجت النهاردة روحت فين وراجع مضايق كدة ليه ياحبيبى
لاحظت رحمة لمحة من القسۏة مرت بعينيه تعجبت لها خاصة وأن صوت يحيي لم يحملها وهو يقول
كنت مع مراد فى المستشفى 
إتسعت عينا رحمة بجزع وهي تقول
ليه حصله حاجة تانى
قال بنفي وبصوت شعرت فيه بحزنه
لأ مراد كويس الموضوع بس إن شروق حصلها حاډثة وخسړت البيبى 
شهقت بقوة وهي تضع يدها على فمها ثم رفعتها قائلة پصدمة
وهي عاملة إيه دلوقتومراد عامل إيهمخدتنيش معاك ليه بس يايحيي
أمسك يديها بين يديه قائلا
إهدى بس هما بخير أكيد الموضوع مش سهل عليهم بس مع الوقت هيتقبلوه وهيعوضوا اللى راح منهم ومكنش ينفع آخدك ولسة حالة شروق النفسية مش مستقرة ده غير رجوع مامتك النهاردة والأمور كانت متلخبطة شوية 
أومأت برأسها قائلة
معاك حق طيب انا عايزة أشوفها يايحيي وأطمن عليها
بنفسى 
قال يحيي
هوديكى ليها بس يومين كدة على ماتبقى أحسن على الأقل نفسيا يارحمة 
أومأت برأسها موافقة ثم تنهدت وهي تنظر إلى عينيه قائلة
طيب الوقت متأخر مش هتنام ياحبيبى إنت شكلك بجد تعبان 
دلفت شروق إلى تلك الشقة الجديدة مع مراد الذى صمم أن يحملها رغم أنها تستطيع المشي جيدا فالحمد لله لم تصب بكسور من ذلك الإعتداء الذى أصابها فقط فقدت جنينها وإمتلئ جسدها ووجهها بالكدمات أدخلها مراد إلى الحجرة الرئيسية ومددها ثم جلس بجوارها قائلا
حمد الله على السلامة ياشوشو نورتى بيتك 
تأملت المكان حولها قائلة بضيق
مكنش ليه لزوم تنقلنا شقة تانية يامراد واضح إن الشقة دى أغلى كتير من التانية 
إبتسم قائلا
مفيش حاجة تغلى عليكى ياحبيبتى النقل كان ضرورى أولا عشان الأمان الشقة اللى كنا عايشين فيها مبقتش أمان خلاص ثانيا الشقة التانية هتفكرك بكل حاجة حصلتلك وعشان كدة نقلتك هنا ثالثا إحنا مش هنقعد فيها كتير فترة كدة وهنروح حتة تانية 
قالت فى لهفة 
هنرجع شقتنا
قال فى غموض
لأ هنروح مكان كان المفروض كنت أعيشك فيه من زمان 
نظرت إلى عينيه فى حيرة قائلة
مكان إيه ده
قرص وجنتها بخفة قائلا
متشغليش بالك دلوقتى وقوليلى أخبارك إيه
إبتسمت قائلة
أنا بخير طول ما إنت فى حياتى يامراد وجودك جنبى هون علية كل حاجة 
أمسك يديها بين يديه قائلا
أنا جنبك وهفضل طول عمرى جنبك أنا ماصدقت لقيتك ياحبيبتى 
إبتسمت وهي تتأمله بعشق لتقول بعد لحظة
على فكرة على أد ما كنت بغير من رحمة على أد ما بحبها دلوقتى زيارتها لية فى المستشفى وكلامها خففوا عنى كتير 
إبتسم قائلا
رحمة ما تفرقش عنك ياشروق انتوا الاتنين ملايكة مكان مابتكونوا بتنشروا فرحة وراحة وحب 
نظرت إلى عينيه قائلة بلهغة
يعنى انت بجد شايفنى
زيها يامراد
قال مراد بعشق
أنا دلوقتى شايفك غير الكل إنتى بالنسبة لى دلوقتى وعلى رأي كاظم بتاعك ده ست النساء 
أدمعت عيونها قائلة
بجد يامراد
رفع يده يمررها على خد شروق السليم قائلا بحب
بجد ياقلب مراد 
تعالت ضحكاتها ليتيه فيها ثم نهض قائلا
لأ أنا همشى بقى قبل ما أتهور يابنت الناس 
توقفت عن الضحك وهي تقول بحزن
إنت هتمشى وتسيبنى 
ڠصب عنى بقالى كام يوم غايب عن البيت والشغل هروح أظبط شوية حاجات وهرجعلك ونهاد جت أهي هتقعد معاكى لحد ما أرجع وأوعدك مش هتأخر 
إبتسمت تعلن بإبتسامتها موافقتها على ذهابه ليقبل رأسها ثم ينظر إليها نظرة أخيرة قائلا
لا إله إلا الله 
إتسعت إبتسامتها وهي تقول
محمد رسول الله 
ليغادر تتبعه عيناها بعشق قبل أن تتنهد قائلة
بحبك يامراد بحبك أوى 
قالت بشرى بعصبية
قصدك إيه يابهيرة
تلفتت بهيرة حولها تتأكد من عدم وجود أحد يمكنه سماعها وعندما إطمأنت قالت بهدوء
زي ما قلتلك اكيد محتاجة وقت عشان أكسب ثقتها من تانى وبعدين يحيي آخد باله منى كويس حاساه مش مرتاحلى ومراقبنى فمينفعش أتسرع عشان مغلطش 
زفرت بشرى ثم قالت
تمام يابهيرة بس إنجزى على ما أشوف مراد كمان ده راح فين بس خليكى جاهزة عشان ممكن أتصل بيكى فى أي وقت مفهوم
قالت بهيرة 
مفهوم 
أغلقت بشرى الهاتف بوجهها لتقول بهيرة بضيق
بتتكلم كدة ليه وبتتأمر بس على إيهأمال لو مكنتش محتاجانى كانت عملت فية إيه حاجة تجيب الضغط 
لتبتعد بخطوات غاضبة ليظهر يحيي من أحد الأركان يتابع إبتعادها بعيينه ليتأكد تماما من حدسه وتقسو عينيه وهو يتوعد لها ولمن خلفها بعذاب شديد 
كانت بشرى تجلس على الأريكة تمسك مجلة الموضة تتصفحها بلا مبالاة فمزاجها اليوم غير رائق بالمرة حين فتح الباب ودلف مراد لتقول بشرى بسخرية
لسة بتفتكر إن ليك زوجة وبيت تسأل
عليهم يامراد 
نظر إليها مراد مطولا للحظات لتشعر هي رغما عنها بالإضطراب من نظراته الخالية من المشاعر والتى تمتلئ ببرودة كالجليد تماما تتساءل هل عرف بفعلتها لتنفض هذا الإحتمال فأنى له أن يعرفليقاطع أفكارها قائلا ببرود
بشرى أنا لسة راجع البيت وتعبان ومش فاضى أبدا لتلميحات سخيفة عن تقصيرى معاكى 
لتنهض قائلة بعصبية
أمال فاضى لإيه بالظبط هاكنت فين يامراد المدة اللى فاتت دى كلها
نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول ببرود
كنت مسافر فى شغل 
رفعت حاجبيها قائلة بسخرية
شغل بردهشغل إيه اللى الشركة متعرفش عنه حاجة وشغل إيه
اللى مخلى شكلك كدة وكأنك منمتش من شهور 
قال بهدوء يحمل بعض السخرية
مظنش إن الوقت يسمح أشرح لسموك الشغل ده ده غير إنك قولتيها بنفسك انا فعلا منمتش ومحتاج أنام عن إذنك 
كاد ان يغادر متجها لغرفته حين إستوقفه صوتها وهي تقول پغضب
إنت هتستعبط يامراد
ليلتفت إليها يمسك ذراعيها بيديه قائلا بقسۏة
إنتى إزاي تتكلمى معايا بالشكل ده إنتى نسيتى نفسك ولا إيهانا مراد الشناوي واللى يطول لسانه علية أقطعهوله مفهوم
نظرت إليه پصدمة ليهدر قائلا
مفهوم
اومأت برأسها لينظر لها ببرود ثم يتركها ويبتعد متجها لحجرته تتابعه بعينيها بغيظ
قبل أن تقول بغل
والله وطلعلك صوت يامراد بقى عايز تقطع لسانى طب نهايتك هتكون على إيدى وبكرة تشوف 
قالت رحمة بإستنكار
إنتى بتقولى إيه بس ياماما لأ طبعا يحيي مستحيل يتجوز علية أو يفكر حتى يعملها 
قالت بهيرة بهدوء
وليه لأ يارحمة ماباباه عملها قبل كدة وإتجوز مامة هشام وباباكى عملها بعده وإتجوزنى ويحيي نفسه إتجوزك بعد راوية إيه اللى يمنعه يتجوز تالت ده شئ بيجري فى دمهم ياحبيبتى مجرى الډم 
كادت كلمات بهيرة ان تفتك بقلب رحمة شكا فبالفعل حدث كل ما قالته والدتها ولكن لوالد يحيي ويحيي ظروفا أجبرتهم على الزواج وهو ۏفاة زوجتهم الأولى وإضطرارهم للزواج مرة ثانية أما أباها فخضع لسحر أمها ولم يكن له حق أبدا فى ذلك ولكنها لن تلومه الآن وقد واراه الثرى لتتساءل بقلق ترى هل من الممكن أن تأخذه منها أخرى خاصة وهو يعلم بعدم قدرتها على الإنجاب كادت بهيرة أن تبتسم إنتصارا وهي ترى ملامح الشك على وجه إبنتها ولكنها مالبثت أن شعرت بالصدمة حين إختفت تلك الملامح ليحل مكانها يقينا وهي تقول
مستحيل أصدق إن يحيي ممكن يتجوز علية أنا بحب يحيي ويحيي بيحبنى ياماما ومستحيل يعمل كدة عن إذنك أنا رايحة لهاشم عشان ده ميعاد أكله 
تابعتها بهيرة بعينيها يتآكلها الغيظ وهي تقول
طالعة هابلة زي أبوكى 
بينما إبتسم يحيي بعشق وهو يتابع صعود رحمة بعد ان إستمع إلى كلماتها ليدرك انها أصبحت تثق بعشقه لها لينظر إلى بهيرة ويدرك أنها أصبحت أيضا خطړا شديدا لابد من إقتلاعه فورا 
الفصل الثامن والعشرون
كانت بهيرة تقف فى الحديقة إلى جوار رحمة التى كانت تلاعب هاشم بالكرة ينتابها التوتر الشديد فقد هددتها بشرى فى الهاتف اليوم إن لم تحضر رحمة إليها بعد ساعة من الآن فلتعتبر إتفاقهما لاغى وسترسل ليحيي ورحمة كل تسجيلات محادثاتهما مع حذف صوتها بالطبع لتخشى بهيرة غدر بشرى وټهديدها وها هي تتحين الفرصة لإحكام خدعتها حتى حانت من رحمة إلتفاتة لوالدتها لتتظاهر بهيرة بأنها على وشك الإغماء لتصاب رحمة بالجزع وتسرع إليها تسندها وهي تقول بقلق
ماما مالك فيكى إيه بس
قالت بهيرة بصوت حاولت أن تبث الضعف به
قعدينى بس يابنتى وأنا أقولك 
أجلستها رحمة وهي تجلس بجوارها تضم يدها بين يديها قائلة
طمنينى ياماما إنتى
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 35 صفحات