الإثنين 25 نوفمبر 2024

بقلم شاهندة

انت في الصفحة 28 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


الله على تلك الصديقة التى تشاركها كل شئ أحزانها وأفراحها 
نظرت بشرى بإشمئزاز إلى هذا المبنى القديم والذى يوجد به سلاحھا القاټل لرحمة ترغب فى العودة من حيث أتت ولكن رغبتها الشديدة فى إزاحة رحمة عن طريقها دفعتها للدلوف إليه لتقف أمامه وتطرق بابه لم يجبها أحد كادت أن تطرق بابه مجددا لينفتح الباب فى تلك اللحظة ويظهر على عتبته سيدة فى الخمسينات من عمرها تأملتها بشرى لتدرك أنه رغم ملابسها البالية إلا أن تلك الملابس لم تقلل أبدا من جمالها جمالا لم تأخذ منه السنون كثيرا لتنظر تلك السيدة إلى بشرى وهي تعقد حاجبيها قائلة

أفندم حضرتك مينوعايزة إيه
إبتسمت بشرى قائلة وعيونها تلمع خبثا
أنا بشرى بشرى الدرملى 
لتتسع عينا تلك السيدة فى دهشة وتزداد إبتسامة بشرى خبثا 
الفصل الرابع والعشرون
تأملت بشرى ملامح تلك السيدة جيدا تلاحظ هذا التشابه بينها وبين غريمتها لتدرك سر كره الجد هاشم لرحمة فهي تذكره بمن خانت إبنه وقضت عليه كلية بينما تأملتها تلك السيدة بدورها لتقطع حاجز الصمت وهي ترفع حاجبها الأيسر قائلة
شبه رباب يابشرى فى الشكل بس إنما الطبع فحاجة تانية خالص غالبا طالعة لأبوكى محسن الدرملى 
إبتسمت بشرى قائلة بثقة
يشرفنى إنى أبقى شبه ماما فى الشكل لكن مختلفة فى الطبع يابهيرة لإنى لو كنت طلعت زيها كنت مخدتش حقى وضاع زي ماهي ضاع حقها لكن بابا عرف ياخد حقه كله 
جلست بهيرة وهي تضع قدما على قدم تخالف حركتها تلك مظهر ملبسها البالي وهيئة منزلها المتواضعة جدا وهي تقول
بسخرية
وفى الآخر ضيعه على القماړ وماټ فى حاډثة عربية 
نظرت إليها بشرى شذرا ثم تجاهلتها تماما وهي تنظر إلى أركان المنزل وأثاثه البالي لتدرك وضع بهيرة المالى بكل سهولة لاحظت بهيرة نظراتها لتقول بسخرية
عفش البيت مش عاجبك
صحأعمل إيه بقى ماهو لو كان خالك كتبلى حاجة بإسمى قبل مايموت كنت عرفت أشترى
بيت حلو فى حتة راقية 
نظرت إليها بشرى قائلة بسخرية
كنت عايزة تخونى خالى وتهربى مع السواق ويكتبلك كمان أملاك بإسمك تؤ تؤ تؤ كنتى فاكراكى أعقل من كدة 
إبتسمت بهيرة ببرود وهي تنظر إلى عيون بشرى مباشرة قائلة
الحال من بعضه يابشرى قوليلى بقى إتجوزتى مين فى ولاد خالكومستنية منه إيه
نظرت إليها بشرى بإضطراب لم يدم سوى ثانية ولكنه كان كافيا لتلاحظه بهيرة لتتمالك بشرى نفسها قائلة
أنا عمرى ماهبقى زيك يابهيرة إنتى لعبتيها غلط وخسرتى كل حاجة فى النهاية أنا بقى بلعبها صح وبكرة تشوفى إن أنا اللى هكسب فى الآخر 
زفرت بهيرة قائلة فى ملل
إختصرى يابنت رباب وقولى جايالى ليه وعايزة منى إيه
قال بشرى فى هدوء
رحمة 
إعتدلت بهيرة قائلة بلهفة
سألت عنىعايزانىطلبت أرجعلها طيب مجتش معاكى ليه
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
رحمة مين اللى تيجى معايا رحمة أصلا مش طايقة تسمع إسمك عملتك السودة أثرت على حياتها عمر بحاله وخليتها منبوذة من الكل معتقدش حتى إنها حابة تشوفك 
ظهرت خيبة الأمل على وجه بهيرة لتتخلى عنها فى ثوانى وهي تعود لتضع قدما فوق الأخرى وهي تقول ببرود
أمال إيه اللى
جابك يابشرى وياريت تتكلمى علطول من غير لف ولا دوران 
جلست بشرى قائلة فى هدوء
الموضوع مصلحة هتطلعى منها بمبلغ محترم هيعيشك عمر بحاله مرتاحة ومش محتاجة لحد 
نظرت إليها بهيرة وقد بدا على ملامحها الإهتمام قائلة
مصلحة إيه دى
إلتمعت عيون بشرى بخبث وهي تقول
مصلحة هنضرب بيها عصفورين بحجر واحد وأنا واثقة إنك مش هتطلعى منها خسرانة أبدا 
كانت رحمة تهدهد هاشم تشعر به كما لو كان طفلها هي كما قال يحيي نعم تمنت لو أنجبت طفلا من يحيي يحمل قطعة منها ومنه ولكنها إرادة الله إرادته أن لا تنجب أطفالا لكنه عوضها عن حرمانها من الإنجاب بهاشم ذلك الطفل الذى تعشقه وتشعر به كما لو كان لها تماما قبلته فى رأسه بحنان فضحك ضحكة خاڤتة إبتسمت على إثرها لتدندن له بكلمات أغنيتها المفضلة قائلة
ماما زمانها جاية جاية بعد شوية جايبة لعب وحاجات 
تذكرت أختها فى تلك اللحظة لتترحم عليها فى سرها وتعدها ان تكون أما حقيقية لطفلها بينما تتذكر كلمات تلك الأغنية التى ترجعها لطفولتها تلك الأغنية التى كانت تتمنى لو سمعت مثلها يوما من أمها أمها التى هجرتها دون أن تنظر مرة إلى الوراء لم تتساءل كيف أصبحت طفلتها أو كيف تعيششعرت بالحزن فى أعماقها لتنفضه بسرعة وهي تضم هاشم إليها بحنان تغمض عينيها و تكمل تلك الأغنية التى يبدو وكأنه أحبها مثلها قائلة
جايبة معاها شنطة فيها وزة وبطة بتقول واك واك واك 
لتمد يدها تمسح دمعتها التى سقطت منها وهي تستطرد بصوتها العذب قائلة
عارف الواد اللى إسمه عادل جا الدكتور وعمله إيه
لتنزل دموعها فى صمت وهي تقول بصوت مخټنق
لقى رجليه كانوا زي البتلة بص شوية جوة عنيه 
إستمعت إلى صوته الهامس وهو ينادى إسمها بصوت مخټنق بدوره قائلا
رحمة 
فتحت عيونها تنظر إليه ليتوقف الزمن للحظات يإن قلبه لمرأى دموعها ويإن قلبها لإنه يراها دائما فى لحظات ضعفها ليقترب منها حتى وقف أمامها تماما تتابعه بعينيها مد يده ليأخذ هاشم منها ليقول هو بصوت حان
أنا مش قلتلك إن هاشم هو إبننا وإن الموضوع ده مش لازم يقلقك
أو يخلى دموعك تنزل بسببه مش قلتلك إن دموعك دى بتوجعنى ليه مصرة توجعينى يارحمة ليه مصرة تخلينى أحس بعجزى لإنى مش قادر
أسعد قلبك 
وضعت يدها على فمه تقول بصوت قاطع النبرات
انا محستش بالسعادة غير لما بقيت ملكك يايحيي محستش بطعم الفرحة غير وأنا معاك إنت وبس 
أنا بس وجعى كبير وڠصب عنى بوجعك بيه صدقنى ڠصب عنى أنا مستحيل أوجعك عن قصد يايحيي 
رفع يده الحرة والتى لا تحمل طفله يمررها 
وإيه اللى واجعك ياقلب يحيي
فضفضى باللى فى قلبك صارحينى باللى جواكى ومتخبيش حاجة علية 
إفتكرت ماما يا يحيي وإزاي سابتنى وهربت ومبصتش للحظة وراها ولا سألت علية مفكرتش للحظة فى بنتها وأحوالها مسألتش نفسها ياترى عايشة أو مېتة وجعنى قلبى على نعمة بتمناها ومش طايلاها ربنا رزقها بيها وهي رفضتها وإتخلت عنها بكل سهولة 
مهدئا إياها وهو يشعر بالمرارة فى حلقه يود لو يخبرها حقيقة أمها الأكثر بشاعة لتنساها كلية ولكن يخشى تأثير تلك الصدمة عليها يود لو يأخذ ألمها بعيدا ولكنه يظل عاجزا أمام حجم مصابها فۏجعها أكبر من أن يمحيه فى لحظات او أيام تلزمه سنوات ليستطيع رأب صدوع قلبها ليعود تماما كما كان ليهمس
لها قائلا 
أنا عايزك تنسى الماضى بكل ألمه يارحمة وتركزى بس فى حياتك اللى إنتى بتعيشيها دلوقتى عايزك تحاولى تنسى كل حاجة ممكن تسببلك ۏجع وتفكرى بس فى الحاجات اللى ممكن تسعدك أنا عايزك ترجعى رحمة بتاعة زمان 
إبتعدت تنظر إليه بأمل يمتزج بالحزن قائلة
تفتكر ممكن أرجع رحمة بتاعة زمان يايحيي بعد كل اللى شفته ومريت بيه
تأمل ملامحها الطفولية التى تتعلق سعادتها بكلماته التى ستخرج من شفتيه الآن ليبتسم قائلا بحنان
أوعدك إنى أرجعلك ضحكتك اللى راحت وعيونك اللى كانت بتلمع وأشفيلك قلبك من كل چروحه طول ما أنا عايش وفية نفس يارحمة 
أغروقت عيناها بدموع السعادة التى إرتسمت على شفتيها بإبتسامة خلابة
أنا بحبك أوى بحبك أوى يايحيي 
إتسعت عينا بهيرة فى صدمة لتنهض قائلة بإستنكار
وإيه اللى يخليكى واثقة أوى إنى
ممكن أشترك معاكى فى حاجة زي دى إنتى ناسية إن اللى هتنضر دى بنتى
نهضت بشرى بدورها وهي تقول بسخرية
اللى خلانى متأكدة سنين عمر بنتك اللى محاولتيش فيهم مرة واحدة تشوفيها اللى خلانى متأكدة المعلومات اللى قريتها عنك فى الفايل اللى يحيي جمعه عنك لما حاول يفاجئ رحمة فى عيد ميلادها العشرين ويجمعها بمامتها المعلومات اللى ساعدتنى كتير فى إنى أفرق بينهم بعد ما قريتها وأبين ليحيي إن رحمة زي مامتها تمام بتمشى ورا غرايزها وبس وزي ماكنتى السبب فى فراقهم زمان هتكونى السبب فى فراقهم دلوقتى وكل ده فى سبيل مبلغ هيعيشك العمر كله مرتاحة على الأقل مش هتضطرى تشتغلى تانى خصوصا إن الشغل دلوقتى قليل ومش زي زمان ولا إيه
أطرقت بهيرة برأسها للحظات قبل أن ترفع وجهها إلى بشرى قائلة بهدوء
وتفتكرى الحيلة دى ممكن تمر على يحيي مرتين
تحولت ملامح بشرى الجميلة فى ثوان إلى ملامح شريرة وهي تقول فى حقد
حبه ليها وغيرته عليها هيعموه وساعتها هيطلقها وتغور فى ستين داهية 
قالت بهيرة بقلق 
وتضمنى منين إنه مش هيإذيها
قالت بشرى ومازالت نبراتها مغلفة بالحقد
رغم إن قلقك ده متأخر شوية بس هقولك ليه أنا ضامنة إنه مش هيإذيها لنفس السبب اللى قلتلك عليه بيحبها ومش هيطاوعه قلبه يإذيها 
قالت بهيرة بحيرة
ولما هو بيحبها كدة وهي بتحبه زي ما قلتيلى ليه مش 
سايباهم فى حالهم يهمك فى إيه تفرقيهماللى يسمعك كدة يقول إنك 
لتصمت بهيرة وعيونها تتسع فى دهشة
إنتى بتحبى يحيي
قالت بشرى پغضب
خليكى فى حالك يابهيرة ومتدخليش فى اللى ملكيش فيه حياتى خط أحمر بالنسبة لك ولو حشرتى مناخيرك فيها هتواجهينى وإنتى متعرفنيش كويس اللى يقف فى
طريقى بفرمه مفهوم
رغما عنها أحست بهيرة بالخۏف من تلك المرأة لتقول بصوت خرج رغما عنها مرتعش
مفهوم طيب هيكون تبريرى إيه لرحمة لو سألتنى عن سبب بعدى عنها السنين دى كلها وعدم سؤالى
هدأت ضربات قلب بشرى الغاضبة وهي تقول فى هدوء
هقولك 
لتفتح حقيبتها تخرج منها رزمة مالية وتقدمها لبهيرة التى إلتمعت عيونها لمرأى المال وبشرى تستطرد قائلة
خدى دول الاول ظبطى بيهم نفسك إشترى هدوم وحاولى تظهرى بمظهر كويس إنتى مش بس مامة رحمة إنتى حماة يحيي الشناوي 
قالت بهيرة 
عندى هدوم لزوم الشغل 
إبتسمت بشرى بسخرية قائلة
يعنى مش عايزة الفلوس
لمعت عينا بهيرة جشعا قائلة
لأ طبعا هاتيهم 
رن هاتف بشرى لتنظر إليه وتلتمع عيناها ثم تنظر إلى بهيرة بسخرية وهي تأخذ المال لتقول بهدوء
أنا مضطرة أمشى دلوقتى لكن هستنى منك تليفون النهاردة تقوليلى إنك خلاص هناك فى فيلا الشناوي عشان نظبط أمورنا الكارت ده فيه كل أرقامى أنا عايزة الموضوع ده يخلص بأسرع وقت مفهوم
أومأت بهيرة برأسها وهي تتناول منها هذا الكارت لتنظر إليها بشرى نظرة أخيرة حازمة قبل أن تبتعد مغادرة المنزل بسرعة تتابعها عيون بهيرة التى نظرت إلى محتوى الكارت تقرأ إسمها بهدوء قائلة
بشرى الدرملى 
لتبتسم فى سخرية وهي تستطرد قائلة
آل وأنا كنت فاكرة نفسى وحشة ده الدنيا دى مليانة بلاااوى 
رن جرس الباب عند شروق لتبتسم وهي تدرك أن الطارق لابد أن يكون تلك الصديقة التى نسيت هاتفها لديها ولابد أنها عادت لإسترجاعه عندما إفتقدته لتفتح الباب قائلة
عارفة 
لتصمت وقد بهتت إبتسامتها وهي ترى أمامها هاتان السيدتان
المتشحتان بالسواد واللتان ترمقاها بنظرات لا تريحها على الإطلاق لتبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول
أفندم أي خدمة
قالت إحداهما بصوت متحشرج قليلا
إنتى شروق عبد الفتاح 
قالت بقلق
أيوة 
لم تكمل كلماتها والمرأة
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 35 صفحات