الأحد 24 نوفمبر 2024

بقلم شاهندة

انت في الصفحة 19 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى نفسها فى المرآه تتأمل جمالها به حقا لقد عرف
يحيي
مقاسها بالضبط وعلم ما قد يليق بها ليبدو هذا الفستان وكأنه قد صنع خصيصا من أجلها لتنظر إلى ذراعيها واللذان ظهرت عليهما علامات يد يحيي ككدمات ذرقاء كادت أن تقلل من جمال فستانها ولكنها حمدت ربها أن هذا الفستان له جاكت أبيض قصير بأكمام سيوارى تلك الكدمات بسهولة لتقول بهمس

شكله كان عارف إنها هتعلم بالشكل ده 
إنتفضت على صوته وهو يقول
إيه دى اللى هتعلم
ضمت
نفسها بيديها تخفى آثار أصابعه لينظر إلى فعلتها ويفسرها على أنها خجل منه ليقترب من السرير قائلا
على فكرة أنا شفتك قبل كدة بفستان من غير أكمام يعنى مفيش داعى تتكسفى منى لكن مش معنى إنى شفتك يبقى غيرى يشوفك
كمان أنا راجل شرقى جدا وعشان كدة جبت الجاكت ده تلبسيه عليه 
إلتقط الجاكت من على السرير وإتجه إليها ينوى إلباسه لها بنفسه ليجدها مازالت تضم نفسها بيديها ليزيل إحدى يديها وهو يقول بعتاب
قلتلك إنى 
ليصمت وهو يحدق بجزع فى علامات أصابعه على ذراعها ويدرك أنه السبب فيها ويدرك أيضا سر وضعها يدها على ذراعها ليسقط الجاكت من يده وهو يقول پألم
أنا السبب صح
نظرت إلى ألم عينيه لتدرك أن لم يكن بوعيه حين ضغط على ذراعها ولم يتوقع أن تترك أصابعه ذلك الأثر البشع المظهر عليها لتشفق عليه قائلة
دى حاجة بسيطة أنا بشرتى بس اللى حساسة وبتظهر كدماتها بسرعة أنا كنت بتعالج لشهور من علامات 
لتقطع كلامها فجأة وقد كادت ان تكشف الماضى أمامه وتعرى روحها لتطرق برأسها قائلة
دى حاجة بسيطة يايحيي وهتروح بسرعة متقلقش 
لم تمر كلماتها بسلام أدركت هذا وهي تستمع إلى صوت يحيي وهو يقول بحيرة
كنتى بتتعالجى من إيه يارحمة
رفعت رحمة إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك
لما كنت يعنى بقع من على السلم أو أتخبط فى حاجة كنت بضطر أتعالج من كدماتهم اللى كانت بتسيب أثر جامد على بشرتى 
لم يقتنع يحيي بكلماتها يدرك أن هناك ما هو أكثر من ذلك يراها الآن ترتدى الجاكت وتعدل مظهرها بأيد مرتعشة من التوتر لذا لا يجب أن يزيد من توترها وهي مقبلة على حفل هام كهذا الحفل سيتركها فى الوقت الحالى لينوى بعد إنتهاء الحفل أن يسعى إلى الحقيقة سيدفعها لقولها دفعا 
تأملت نهاد بأسى صديقتها شروق التى تجلس شاردة فى الشرفة تنظر إلى الأفق البعيد تنهمر دموعها بصمت لتقترب منها قائلة
مش تروقى كدة ياشوشو وتمسحى دموعك عشان خاطر البيبى اللى جواكى ده على الأقل 
مدت شروق يدها تمسح دموعها وهي تنظر لنهاد قائلة فى حزن
ڠصب عنى يانهاد مش قادرة اصدق إن مراد اللى حبيته وإديتله قلبى وعمرى وكل حاجة جوايا جاي يخيرنى دلوقتى مابينه وبين إبنه مش قادرة أصدق إنه باعنى بالرخيص أوى كدة 
قالت نهاد وهي تربت على يدها
يمكن الصدمة كانت جامدة عليه شوية ياشروق أنا مش بديله عذر على كلام فارغ قاله فى ساعة صدمة او ڠضب انا بديله فرصة يفوق ويفكر صح ووعد منى إن مجاش وصلح غلطته وإعتذر عن اللى قاله لأنا بنفسى اللى هقفله وأجيبلك كل حقوقك منه 
قالت شروق بحزن
أنا مش عايزة منه حاجة 
قالت نهاد بحزم
لو متنازلة عن حقك فمتتنازليش عن حق إبنك فى فلوس أبوه 
تنهدت شروق قائلة
أنا كان نفسى لإبنى فى حب أبوه وعطفه وحنانه مش فلوسه يانهاد 
قالت نهاد بشفقة
إذا مقدرتيش تجيبيله حقه فى دول فعلى الأقل هاتيله حقه فى أملاك أبوه عشان يستقوى بيها على الزمن اللى إحنا فيه واللى بينداس على أمثالنا فيه لمجرد إن مش معانا فلوس ياشروق 
نظرت لها شروق قائلة بإستنكار
إنتى اللى بتقولى الكلام ده يانهاد إنتى أكتر واحدة عارفة إن الفلوس مبتجيبش قوة ولا سعادة وان الحب بس هو اللى بيحققهم 
أطرقت نهاد برأسها لا تستطيع دحض كلمات صديقتها فهي تعلم علم اليقين أن معها كل الحق لتتنهد قائلة
طيب أنا هقوم أعمل كوبايتين لمون يروقوا دمنا وبعدين نقعد نشوف هنعمل إيه ونحل مشكلتك دى إزاي ياشروق
لتنهض تتابعها عينا شروق التى نظرت إلى الأفق البعيد مجددا وقد اغروقت عيناها بالدموع تقول بهمس مرير
مشكلتى ملهاش حل يانهاد مع الأسف مش شايفالها أي حل 
أجابت بشرى هاتفها قائلة
أيوة يامراد 
قال مراد بهدوء
إنتى فين يابشرى
قالت بشرى
لسة عند علا وإنت
قال مراد وهو يشغل سيارته
رايح خلاص الحفلة 
قالت بشرى
طيب يامراد بالتوفيق 
كادت ان تغلق الهاتف لتتوقف يدها عن إنهاء المكالمة وهي تستمع إلى صوته يناديها لتعقد حاجبيها قائلة
فيه حاجة يامراد
زفر مراد قائلا
لأ مفيش بس متتأخريش يابشرى 
مطت بشرى شفتيها قائلة
ماشى يامراد مش هتأخر سلام 
إستمعت
إلى صوته وهو
يقول بهدوء
سلام 
ثم أغلق الهاتف لتغلقه بدورها وهي تشرد قليلا لتفيق على صوت مجدى يقول بحيرة
مالك يابشرى
نظرت إليه وكأنها تنتبه لوجوده للمرة الأولى لتقول بحيرة
مراد 
ظهر الضيق على وجه مجدى وهو يقول
ماله سي زفت
هزت بشرى كتفيها قائلة
أول مرة يتصل بية ويسألنى عن مكانى وأول مرة يقوللى متتأخريش 
نظر إليها مجدى قائلا بإستنكار
وده بقى مفرحك ولا محيرك
نظرت إليه لتنتبه إلى غيرته وتقول بإبتسامة
وانا بس هفرح ليه يامجدىمن حبى فيه مثلا
قال مجدى بسخرية
مثلا
إتسعت إبتسامتها وهي تقول 
متبقاش عبيط يابيبى مراد ولا فى دماغى أصلا بس تحس من صوته كدة إنه مخڼوق وكأن فيه حاجة مش ظابطة معاه أو حاجة حصلت مش عارفة بس الموضوع ميريحش 
قال مجدى بحنق وهو يربت على كتفها
بقوة
بقولك إيه يابشرى سيبك من سي مراد بتاعك ده وركزى فى اللى إنتى رايحة تعمليه عشان متوديناش فى داهية ماشى 
نظرت إليه قائلة فى حنق
بالراحة طيب وعموما لو إتكشفت أنا بس اللى هروح فى داهية ياسي مجدى 
قرصها مجدى فى وجنتها بخفة قائلا
وأنا وإنتى إيه ياروحى
تجاهلته قائلة
طيب مش إحنا خلاص ظبطنا مع فتحى وكله تمام مش فاضل بس غير إنى أدخل البيت زي ما إتفقنا ورايحة متأخر أهو زي ما
قلتلى
على بداية الحفلة تمام عشان الكل يبقى مشغول و محدش يقفشنى وساعتها هحط السم فى كوباية عصيرها وهتأكد إنها بتشرب منه وهمشى بسرعة هلاقيك برة بعربيتك هتاخدنى ونهرب قبل ما حد يكشفنى كدة تمام يامجدى
أنزل مجدى نقابها لتظهر فقط عيونها الجميلة من خلاله ليتأملها قائلا بعشق
كدة تمام ياقلب مجدى خدى بالك بقى من نفسك 
ظهرت إبتسامتها فى عيونها وهي تومئ برأسها ليتجها سويا إلى الخارج لتنفيذ خطتهما الشريرة والتى تتناسب مع قلوبهم السوداء تماما
الفصل السابع عشر
كانت رحمة تتهادى كالفراشة بين جنبات المنزل تبتسم بدبلوماسية فى وجوه الحاضرين تتابعها عينا يحيي بشغف بغيرة من تلك العيون المسلطة عليها حتى إستقرت بين مجموعة من الحاضرين تتحدث معهم بأريحية ليتعرف فيهم على نهى تلك الصديقة القديمة لرحمة وزوجة عيسى أحد شركاءه فى تلك الصفقة الجديدة ليقترب من رحمة ويضع يده على ظهرها لتلتفت إليه تمنحه إحدى إبتساماتها الدبلوماسية لييبتسم بداخله هي تخبره بإبتسامتها أنه بالنسبة إليها مثلهم ولكن إرتعاشة جسدها تحت يديه وفركها لتنورة فستانها يخبرانه العكس تماما ليمنحها هو إبتسامة خلابة سحرت لبها وجعلتها أسيرة عينيه ليظهر للجميع أنهما عاشقين فيبتسموا بدورهم بينما أشاح مراد بوجهه عنهما وهو يأخذ كوبا من العصير ليتجرعه مرة واحدة كما إعتاد تجرع ألمه فها هو زوج لإثنين ويحب ثالثة ومازالت السعادة غائبة عن حياته والأدهى أن من يحبها هي زوجة أخيه كما كانت دائما فى البداية هشام والآن يحيي ليتوقف فجأة عن التفكير وهو يلاحظ شيئا غريبا ألم قلبه الغريب هذا ليس ناتجا عن الغيرة كما كان بالماضى بل هو نتاج شئ آخر أم أنه يهيأ لهفقد رآها تبتسم للجميع ورأى الجميع عيونهم مسلطة عليها ولم يتألم قلبه غيرة تألم قلبه غيرة فقط حين رأى سعادة وعشق تنبعث من عيونهما تجاه بعضهما البعض كأنه يود لو حظي بمثل هذا الحب لو غرق فيه حتى الثمالة أتراه لم يعد يحب رحمةأتراه كان وهما تزول آثاره من قلبه ببطئ ترى ما السبب الذى جعله يرى رحمة الآن كإمرأة عادية تعشق زوجها وزوجها يعشقها لا يتأملها كإمرأة لا يتأمل ملامحها قوامها فقط يتأمل عيونها العاشقة نظرتها لقد قالها سابقا لقد أصابه مس من الجنون ومن الأفضل أن يغادر الآن أن يذهب بعيدا إلى واحة راحته إلى شروق لعله يجد عندها جوابا لأسئلته او على الأقل راحته 
كانت بشرى فى نفس الوقت تتابع هذا النادل الذى سلمته العصير ونفحته مبلغا من المال ليسلمه لرحمة رحمة فقط لتبتسم بإنتصار حين أمسكت رحمة كوبها وبدأت تشرب منه لتلقى عليها نظرة أخيرة شامتة قبل أن تبتعد مغادرة بسرعة لتجد مجدى بالفعل ينتظرها بالخارج فى سيارته لتسرع بالركوب فى حين قال لها
عملتى إيه
خلعت نقابها وهي تقول
كله تمام يلا بينا من هنا 
إبتسم وهو ينطلق بسيارته يسابق الريح 
إرتطم أحد الحاضرين برحمة وهو يتراجع محدثا أحدهم ليسقط كوب العصير من يدها منكسرا بينما كادت هي ان تسقط لولا تلك اليد القوية التى جذبتها إنتى كويسة
أومأت برأسها بهدوء دون أن تبتعد تنعم بدفئه ليعتذر الذى صدمها قائلا
أنا آسف والله مكنش قصدى يايحيي آنا آسف يامدام رحمة أنا بس 
قاطعه يحيي قائلا
خلاص يافوزى محصلش حاجة 
ليعتذر فوزى مجددا بإحراج وقد لاحظ نبرات يحيي نافذة الصبر ثم إبتعد بسرعة بينما إعتذر يحيي
من الحاضرين ثم إتجه بها إلى المنزل وهي مستسلمة له وهو يقودها تشعر ببعض الضعف يزحف إلى جسدها ليأخذها يحيي إلى حجرتهما وهو يلاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق ما إن دلفا إلى الحجرة
رحمة إنتى بجد كويسة
نظرت إليه وقد بدأ بعض الألم يظهر على وجهها وهي تمسك معدتها قائلة بضعف
الخبطة كانت بسيطة بس مش عارفة فيه ۏجع فى بطنى والۏجع بيزيد يايحيي 
نظر يحيي إلى معدتها التى تمسكها بقلق ليقول بسرعة
أنا هكلم الدكتور رءوف ييجى يطمنا عليكى و 
لم يكمل كلماته وهو يراها تجرى على الحمام ليتبعها بقلق ليراها تفرغ محتويات معدتها تكاد أن تسقط ليسندها بسرعة وهو يحضر تلك المنشفة الصغيرة ويبللها قليلا يمسح به فمها و وجهها المتعرق ثم يحملها ويتجه بها إلى السرير يمددها عليه قائلا
دكتور رءوف تعالى دلوقتى ع الفيلا بسرعة 
ليغلق الهاتف يشعر قلبه ولأول مرة بالخۏف 
كان يحيي يجلس أمام حجرة العمليات فى هذا المستشفى
الخاص بصديقه الطبيب رءوف بوجه شاحب عيونه معلقة بتلك اللمبة الحمراء المضاءة وقلبه ينتفض بين ضلوعه ړعبا على تلك القابعة بالداخل بين الحياة والمۏت 
حالة ټسمم ويجب ان تنقل فورا إلى المشفى
كلمات قليلة قالها له رءوف ولكنها كانت كنصل حاد إخترق قلبه جعله يعانى ڼزيفا من الألم ېموت ببطئ وهو يشعر أنه ما بين اللحظة والأخرى قد يفقدها مجددا ولكن تلك المرة للأبد 
لماذا يقسو عليه القدر هكذا لماذا يحرمه منها دائما
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 35 صفحات