رواية اسلام بقلم ساره منصور
تخرج ياسمين من المشفي ولم يخرج من ثغرها كلمة واحدة مهما بكى لها عمها ناجي مترجيا بأى كلمة
فقط تنظر الى زراعها ولا تتوقف عن البكاء
وجسدها يرتعش بالكامل
حتى فقدت الوزن مع بريق عيناها
وباتت كاللوحة الباهتة التى أختفت الوانها بل لم يعد لها الصلاحية لتتلون مجددا
ألم تكفى معاناتها وثقل الايام التى تصب داخل فمها بمرارة والان زراعها بالكامل تشوه
تسألت مئة مرة مالذي فعلته لحتى تأذيها لبني الى هذا الحد وكان الجواب واحد أدم
كلما تتذكر كل كلمة قام بكتابتها لها يصيبها صداع يجعل نبضاتها تضعف أنفاسها تقل وعيناها تعم بالضباب
ياسمين أتكلمى عاوزة أسمع صوتك أرجوك
هتفت بها هالة الى ياسمين بحزن وبقت تأتى لزيارتها فى المشفي ولم تتوقف عن التحدث لا عن نادر ولا عن أدم
وياسمين تجلس بملامحها الباردة تنظر أمامها فقط
أخبرهم الطبيب أنها بأحسن حال لكن ياسمين لا تريد الخروج من المشفى كما أنها لا تتحدث مع أى أحد
_ هتفضلي متتكلميش لحد امته زعلانة على دراعك هنعملك عملية تجميل وهتبقي كويسة
بطلى دلع بقي
قالها أدم وهى يجلس بالقرب منها على فراش المشفي ويقرب وجهه منها يرنوا الى ملامحها الباردة
_ ها الفرح الاسبوع الجاى
كان يتابع ملامحها الهادئة يريد أن يجعلها تخرج عن شعورها
فاردف
_ تعرفي أن الجواز مفيد جدا للحالتك النفسية
وأنا نفسي أعالجك يعني مثلا تيييييت تييييت هتبقى كويسة
إبتسم وهو يري عيناها تتحرك اليه پغضب
ولكن تلك البسمة اختفت مسرعة وهو يراها تبصق على وجهه وتقوم بصڤعة بقوة
!! تقابله بنظرات ڠضب مشټعلة أكثر
_ قولى بحبك ياادم وأنا ابعد
ولم يتركها حتى هتفت
_ بكرهك يا تييييت
ابتعد عنها وهو يراها تبكي بصياح فقال لها ساخرا
ولم تتوقف عن البثق عليه
_ بكرة أجيلك
_ وأنا اللى زعلان عشانك قولت ياعيني زمانها جالها حالة نفسية وهتعد سنه متتكلمش
وعند أخر يوم للخروج من المشفي جهزت ياسمين اشيائها وما ان انتهت صدمت وهى ترى رامي يدخل عليها فى غرفة المشفي ويرنوا اليها بقلق
_ ياسمين إيه اللى حصلك قالاها رامي وهو يجلس أمامها على فراشها ممسكا يدها بقلق
_ أنت عرفت منين أنى هنا
_ سألت عمك أنت كويسة
زفرت ياسمين بقوة وهى تقوم بالكشف عن زراعها الذي ټشوهه تماما
فاردف
_ أنا اسف على كل حاجة ياسمين سامحيني كنت وحش فى حقك بس ڠصب عني كنت فاكر اللى بينا هيخليك تقولى على اسرارك
لما عرفت باللى حصل وأنك مقلتيش ليا حسيت أنى غريب عنك برغم أنى اخذت الفلوس من بابا بصعوبة بس كان عشانك ممكن أعمل اى حاجه
أنت غالية عندى ياياسمين والله
لو خيرونى بالدنيا هختارك أنت عشان خسارتك مش هقدر استحملها
أنت أحسن حاجه فى حياتي
كانت تنصت الى كلامه الذي كان فى يوم ما حلما صعب الوصول ليه لكن الأن عندما تحقق لما لا تشعر بأى شئ
_ أنت فكرتي فى عرضي
لمح رامي ترددها والتفات وجهها الى الجهة الاخرى بتوتر فقال
_ ياسمين أنا فعلا بحبك أنت حياتي اللى هعيش ليها وبس
عارفة هاخدك ونروح نعيش مع جدي وتوفى على البحر أنا عارف انك بتحبي البيت دا
وهشيلك جوا عنيا وهنبقي بعيد عن كل الناس
أتمنى توافقي أنت بقيتي محتلة كل تفكيري ومعتش بشوف غيرك أنا بوعدك من دلوقتى عمرك ماهتشوفى أو تسمعي حاجة تزعلك أنا هحافظ عليك
قال جملته الأخيرة وهو يقوم بعناقها
فابعدته عنها برقه
وتنهدت وهى تقول بابتسام
_ رامي أنت كنت احسن صديق ليا وكنت سعيدة جدا معاك عشان أنت الوحيد اللى وقفت جنبي
_ كنت
_ للأسف يارامي أنت بقيت مجرد صديق
_ متتسرعيش انا هديلك الوقت اللى عوزاه
_ أنا استنيتك كتير يارامي مستعجلتش بالعكس أنت اللى أتأخرت أوى يوم ما تسرعت فى الحكم عليا وكنت محتجالك
_ ياسمين انا بحبك
_ أانا أسفة
_ تبقي متعرفنيش انا لايمكن أضيعك من ايدي ابدا
وتمضي الايام
تململ على الفراش الواسع وعقله يرسم خيالات له معها فطرق الاشتياق قلبة بلوعة فقام من فراشة ذاهبا الى شرفته ومن ثم نزل الى شرفتها بتوجس ليراها نائمة فى الفراش فاقترب مسرعا منها يجث على ركبتيه ويتأمل ملامحها الهادئة
بسط يده الى شعراتها الحمراء يمررها داخل خصلاتها الرطبة جحظت عيناه وهو يستمع الى اضطراب انفاسها ليعلم انها ليست نائمة فابتسم بخبث
ومرت الساعات