رواية اسلام بقلم ساره منصور
فى عيناها
قدم اليها هاتفا جولا بدون كلمة واحدة
نظرت اليه لتراه انه ليس الهاتف الذي سحبه منها منذ أخر مرة بل هاتف جديد
أخذته مرغمة فقد كانت بحاجه الى جوال معها
باقى الطلاب كانوا مصعوقين مما سمعوه لكن كلما ينظرون اليها يروا فتاة جميلة مثل الأميرات فكانت الغالبية معها يحترمونها ويقدرونها وفئة قليله بقت حاقدة بنظراتها فقط لا تعلم أهو بسبب جمالها أم تفوقها عليهم أم بسبب انها كانت
لا تعلم كيف أصبحت تريد أن تتفوق على الجميع لا تعلم كيف أصبحت تحب نفسها أمام مرآتها
لم يتوقف رامي عن الذهاب الى الجامعة ولم يتوقف عن النظر اليها علمت فيما بعد أنه لم يحضر ماحدث لها من تعنيف بسبب عرض كاميرات المراقبة على الشرطة لأن عمها أثر على سجن الطلاب الذين قاموا بمهاجمتها وبالفعل لم يتركهم حتى جعلهم قامو بدفع الثمن غاليا هم وعائلاتهم
اقترب الامتحان وبقت ايام قليلا على الاختبار
وعند أخر محاضرة قام رامي بايقافها وهى تسير خارج المدرج وطلب منها أن يتحدث معها ارادت أن ترفض لكن لم تستطع بسبب
فوقف الاثنان فى مواجهة بعضهما
_ أسمع يرامي أولا أن محولتش نفسي أنا أتولدت بعيب خلقى وبسبب الظروف بقيت اسلام وبعدين صلحت نفسي
التفتت ياسمين وابتعدت عنه بعد ان قام برمى تلك الكلمة لكن أوقفها وهو يقول
_ عاوز فلوسي
توقفت عن الخطى والتفتت اليه وقد تحقق تخوفها
_ هرجعهم ليك فى اقرب وقت اصبر عليا شوية
_ أنا معيش فلوس دلوقتى وبصراحة مش هعرف أكون المبلغ دا غير بعد فتره ياريت تعمل اعتبار لصحوبية اللى كانت بينا قبل كدا
التمعت عين رامي بالخبث فقال وهو يرفع حاجبا عن الاخر
_ انا عارف
تردهولى بسرعة ازاى
ضيقت عيناها وهى تنظر الي عيناه الزيتونية وتتنبأ بشئ لن يعجبها
الفصل الرابع عشر
_ مالك بتبصيلي كدا
أنت أخر واحد ممكن أبصلك
انتبهت له بنظراتها المتفاجاة تنتظر كل كلمة تخرج من شفتاه السميكة تريد أن تفك شفرة عيناه وما بها من نوايا تعلم أنه سيد الخبث يتلوى كالأفعى عندما يريد شيئا
_ تيجي تشرح ليا المواد لو أنا نجحت مش هطلب منك اى فلوس
لم تتوقع ابدا صدور تلك الكلمات من رامي خاصة أنه شخص غير محب لدراسة فكثير ماكان يهرب من الفصول الدراسية ولا يذهب الى الدروس الخاصة فبدأ الشك يجول داخل عقلها بتساؤلات غامضة
فقالت له وهى ترفع حاجبا وتنزل الأخر بغرور
_ هفكر
_ بكرة الساعة أتنين هستناك فى كافية الجامعة
عضت شفتاها بضيق فدائما مايضعها أمام الأمر الواقع بدون شروط فردت عليه معترضة
_ نعم دا معاد محاضرة
_ لو مجتش فى المعاد دا هاروح لعمك أطلب الفلوس
_ خلاص خلاص بكرة الساعة أتنين بس بشرط
_ وهى تفرق إيه
_ تفرق كتير
رد عليها رامي
_ خلاص يامهندسة ياسمين قال حروف إسمها بطريقة تعطى لكل حرف حقه من السخرية
فنظرت اليه باستحقار وذهبت فى طريقها تحت نظراته المتفحصة
كان يشعر بالضيق من تصرفاتها العدوانية معه وخاصة بعد أختفاء بعض بزلاته الانيقة لكن زاد أكثر عند ملاحظته لإختفاء ساعته الذهبية التى أحضرتها له أمه فى أول وأخر لقاء جمعهما وكان يحتفظ بها يلثم رائحتها كل ليلة
لم يعد يحتمل ماتفعله به وقد انعدم الامان بينهما فقد كان يخفى ما مر به طويلا بسبب صغر سنها ودخولها الى عش الزوجية فى سن صغير لكن نضجت الان ولم تتغير برغم صبره عليها
فأنتظرها فى غرفتهما يمشي پغضب وعندما ودخلت عليه وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة هتف بغيظ
_ مش ملاحظة أنك زودتيها حبتين يالبني طب مش خاېفه من أنى أعرف أنك تنهيدة
_ بتكلمنى كدا ليه ياأدم وبعدين متتكلمش بالألغاز خليك واضح وصريح
أطلق زفرة طويلة وقال پغضب
_ يعني مش عارفة أنا بتكلم عن إيه قالها وهو يلقي بجانبها صندوقا فارغا الخاص بساعته الرقمية
لمح نظراتها المترددة وتشتت كلماتها المبهمة فأردف
_ لو كنت طلبتي منى فلوس مكنتش أتاخرت عنك وأنت عارفة كدا كويس لييه تسرقي لييه وكمان تتهمي البت اليتيمة الغلبانة أنت ليه بتعملى كدا
وقفت لبني وقد أنقلبت قسماتها للڠضب وتهتف به
_ يتيمة وغلابة !!! قولى بقي الحرباية ضحكت عليك بكلمتين وجاي تطلعهم عليا أنت عمرك ماهتتغير يا أدم هتفصل حطيتني بدور المتهم