الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 24 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز


يكن مريحا على الاطلاق
وقفت برهة من الوقت تستعيد فيه ثباتها النفس ويعود لون وجهها الطبيعي الممتزج بين الخجل والخۏف الى طبيعته كي تترك تلك المشفى التي اصبحت الآن المكان الذي يصيبها بالارهاق
الجسدي والنفسي والعاطفي .
في مكتب ماهر كان يشعر بالفتور فهو لم يرى رحمة منذ ماحدث بينها وبين شمس ويشعر بالضيق الشديد فهو قد اعتاد على وجودها بجانبه دوما ورؤيتها أول شئ قبل أن يدافع الي مكتبه 

فمن يوم غيابها وهو يعيش بدون روح ينتظر أن تأتي لتستعيد روحه مرة اخرى ما زال يحن إليها وينتظر لحظة عودتها التي ستنير عتمته مازال الحنين لها في قلبه والشوق لها دائما ومن يوم غيابها وهو يري كل شيء باهت ليس له لون يرى الدنيا ليس لها طعم غير القلق والشعور بالۏحشة لها 
أرهقه عنادها وكبرياؤها وابتعادها عنه فهو قد عشقها بشدة والى هنا اكتفى من ابتعادها ولم يستطيع التحمل ثم أمسك هاتفه ودخل إلى الواتساب وأرسل إليها
اتوحشتك قوووي يارخمة .
كانت هي الأخرى تجلس في حديقة منزلهم وقد أوشكت الشمس على الغروب وهي تشعر بالضياع والاختن اق من ابتعاده الحياة بدونه خالية من الروح خالية من الراحة بل الحياة خالية من الحياة بأكملها وأثناء تيهتها استمعت إلى هاتفها يعلن عن وصول رسالة امسكته بفتور وما إن رأت أنها منه دق قلبها وابتسم وجهها وعاد لنضارته وكأنها رأت كل مايسعدها في تلك الرسالة فقط من مجرد رسالة شعرت بالحيوية وارتفع هرمون السعادة لديها كم تعشق ذاك الماهر هي الأخرى بل ويفوق عشقها عشقه لها فتحت الرسالة وابتسم سنها بحالمية عندما أوقف موجة العناد فكل منهما كان يكابر دون أن يرسل للآخر حتى يشعران كل منهما أنه المخطئ في وجهة نظرهم ولكن دوما عقل الرجل أكبر من عقل المرأة في الاحتواء بالتحديد ولذلك نصيحتي لكي حواء لاتلقي بقلبك إلا لرجل وليس ذكر اعطي قلبك لمن يقدره ويستحقه ويكون لك وقت الخصام هينا لينا 
قررت مشاغبته ولم ترد على رسالته كي تجعله يغتاظ كنوع من التمنع وهن الراغبات أما هو رأى استلامها لرسالته ولم ترد عليه فشعر بالغيظ قليلا ولكنه كان ومازال طويل البال فأرسل إليها رسالة صوتية 
يعني بقول لك وحشتيني قووي مترديش طب يارحمة البسي وتعالي في الكافيه اللي بنتقابل فيه علشان عايزك .
استمعت إلى رسالته بقلب ينبض فكم أوحشها صوته ونبرته وحديثه فاستمعت إليها مرارا وتكرارا كي تهدأ من ثورة قلبها النابض بعشقه بل ويسرى عشقه كالوريد في جميع جسدها حتى تيقنت انها أدمنت عشق ماهر الريان 
ثم ارسلت إليه وهي تصطنع الجمود 
معايزاش أقابل حد وياريت متبعتليش تاني ياماهر طول ما الهانم دي عنديك ولسه هتفضل في بيتك .
استلم رسالتها ثم نفخ بضيق وهو يخلل أصابعه بين خصلات شعره ثم هاتفها وما كان منها إلا أنها عاندت وأغلقت الهاتف في وجهه مما أغضبه بشدة ثم أرسل إليها رسالة صوتية
بغضبه الجم 
والله العظيم لعرفك يارحمة علشان توبقي تكنسلي علي تاني وهعيد تأهيلك من أول وجديد الظاهر إني دلعتك زيادة عن اللزوم يابنت سلطان وخليتك عايشة الدور قووي ولو ملقتكيش قدامي بعد نص ساعة من دلوك لا هاجي أكسر لك دماغك الناشفة داي يلعن ابو نكدك ياشيخة فانجزي ومتجبيش أخرى معاكي كفاية اللي أني فيه.
اړتعب داخلها من نبرته الغاضبة فقد أوصلته بعنادها معه إلى حالة التعصب الشديدة التى لم تراها
منذ كثير ولكنها لم تستطيع السيطرة على حالها في إصراره على وجود تلك الشمس ثم قامت على الفور كي ترتدي ملابسها كي تذهب لمقابلته فهو من المؤكد إن لم تذهب له سوف يجئ الى هنا وينصب لها المحكمة ووالدتها الآن في ضياع بسبب عمران وسكون ومن الممكن قت لها على عنادها 
صعدت إلى الأعلى وارتدت بنطالا من اللون الكافيه ويعتليه كنزة باللون الأبيض وبليزر باللون النبيذي يصل إلى منتصف فخذها ورفعت أكمامه قليلا وارتدت حجابا بنفس لون البليزر فحقا كانت مبهرة فهي قد انتقت ذاك المظهر بالتحديد كي تثيره ثم ارتدت حذاء ذو كعب رفيع سليبر يليق بأناقتها ووضعت بعض مساحيق التجميل الخفيفة في وجهها كي يراها جميلة وان فراقه لها لم يؤثر في نضارتها وهذا ما أوصله لها عقلها ولم تعرف أنها الآن تلعب في عداد عمرها مع ذلك الماهر 
ثم حملت حقيبتها واستئذنت من والدتها في مقابلته فلم تمانع فهو زوجها وفرحهم لم يتبقى عليه سوى أيام صعدت سيارتها وانطلقت بها دون تسرع حتى يجعله ينتظرها كثيرا فهي قصدت التأخير ولم تعرف أنها تبني بأعصابه الآن جسورا من الڠضب منها ومن تيبس راسها وأفعالها الهوجاء 
وصلت أخيرا إلى المطعم الذي انتقاه فقد أرسلت إليه رسالة قبل وصولها كي تعرف مكانه ولكنها وجدته يقف متنحيا بجانب باب المطعم ينتظرها وما إن رأى قدومها حتى جحظت عينيه من رؤية هيئتها فجعلت الډماء تفور في جسده منها وثار داخله متوهج كالبركان فأسرع بخطواته على الفور حتى وصل إليها وقبل أن تغلق سيارتها أمسكها من كتفها ودفعها إلى الداخل بطريقة آلامتها وهو يردد بفحيح بعدما جن جنونه من هيئتها 
دي انت يومك غامق عليكي النهاردة يارحمة .
كاد أن يكمل لذاعه لها إلا أنها تأوهت وشعرت بالمهانة من حركته تلك وهدرت به بحدة 
ايه الھمجية دي انت اټجننت إزاي تزقني بالطريقة داي ! هو انت مفكر نفسك مين بالظبط 
جوزك ياهانم جوزك المغفل اللي اتجرأتي ومعملتيلهوش حساب وخرجتي من بيتك بمنظرك ده ! قالها ماهر بفم غليظ مملوء بالڠضب والفظاظة من أفعالها التى أوصلته إلى قمة العصبية 
أما هي ابتلعت انفاسها بصعوبة بالغة من هيئته الغاضبة بشدة ورأت فداحة مافعلته الآن كي تجعله يغتاظ ولم تكن تتوقع ردة فعله أن تكون بتلك الدرجة من الهوجاء ثم اصطنعت عدم الخۏف منه وهتفت بنبرة تتلجلج بها 
اممم.. ماله شكلي يعني شايفني لابسة بدلة رقص وخارجة بيها.
كادت أن تكمل حديثها إلا أنه هدر بها أرعبها وهو ينظر لها پغضب
أه ما اني لو مالي عين الهانم ومعتبرة لوجودي أهمية مكنتيش عملتي اكده ولا اتجرأتي تخرجي من بيتك بالشكل دي لكن العيب مني اني اللي وصلتك انك تتدللي وتعملي اللي على كيفك طالما الباشا بيهنن ويدلع ويطبطب على البرنسيسة 
ثم مد يده وشد حجابها على جبهتها وهو يداري خصلاتها الناعمة والتي قصدت أن إظهارها ظنا منها أنها ستثيره بهيئتها وجمالها ذلك مما جعلها تتوجع من حدته 
قسما عظما إن خرجتي الشارع وشعراية واحدة باينة من شعرك تاني يارحمة لاهخليكي ټندمي وتقولي ياريت اللي جرى ما كان 
ثم نظر إلى أكمامها المرفوعة قليلا
وقد أظهرت نصف ذراعها وجذب الأكمام بنفس الحدة حتى دارى ذراعها بالكامل وأكمل بنفس غضبه 
والله اني مش فاهم انت خرجتي من بيت أبوكي وأخوكي بالمنظر دي كيف وانت عاملة البلاوي داي كلاتها 
ثم ض رب كفا بكف وهو يكاد تصيبه ذبحة صدرية الآن من أفعالها تلك هي تعلم مدى غيرته الشديدة وأنه لن يرضى تلك الأفعال
في هيئتها يغار عليها أن يرى أحدهم خصلة واحدة من شعرها يغار عليها من أن تظهر شيئا بسيطا من جسدها ولن يسمح لها أن تستفزه بتلك الطريقة مرة أخرى ثم هتف وهو يجز على أسنانه پغضب مما جعل الخۏف منه يدق على جسدها دقا 
إنت اكيد عايزة تجننيني أو تجيبي لي الضغط والسكر انت عايزة توصلي لإيه بالظبط يارحمة 
إبتلعت لعابها وتحدثت بصوت منخفض مما جعله ثار أكثر من ذي قبل 
ياسلام اشمعنا أني اللي هتتعصب عليها قووي اكده مالبرنسيسة اللي هتقعدها في بيتك وهي سبب المشاكل كلاتها بيني وبينك بتلبس عريان واني جمبيها من أولياء الله .
اتسعت عيناه بذهول من تبريرها ثم كور قبضة يديه
وض رب مقود السيارة بغيظ جعلها هلعت وهو يرمقها بنظرات كالن ار المستعرة 
يلعن الكفرة على الكفرة على اليهود على شمس على الكل كليلة ياشيخة اني مالي ومالها أصلا هو ربنا هيسألني عنيها ولا هيسألني عنك انت مانا بقيت في نظرك عامل زي القرطاس تعملي اللي كيفك علشان تجننيه وخلاص على الله تكوني مستريحة دلوك وانت موصلاني لقمة الڠضب والعصبية وقفلتيني من الدنيا كلاتها ياشيخة 
ثم نظر إلى هيئتها مكملا تهكمه 
دي كله كوم والبنطلون اللي محدد تفاصيل كوم تاني والروج الاحمر اللي مهبباه في ده انت عديتي ليفل الۏحش في الجراءة النهاردة يا رحمة هانم.
أشاحت بيدها من رفضه لطريقته في تعبيره عن غيرته وهي تردد بنبرة معترضة
إنت مكبر الموضوع على فكرة قوووي ودي مش طريقة تعبر بيها عن رفضك لحاجة مش عجباك .
هز قدميه بعصبية من ردودها التي تستفزه أكثر 
انت بتلعبي في ثوابت دين امرك متخرجيش من بيتك بالمنظر دي ومش عايزاني أتعصب بجد انت بني أدمة مستفزة قووي وقفلتيني منك بسبب عنادك ودماغك الناشفة وعدم اعترافك بغلطك .
بنفس عصبيته أردفت وهي تشعر بالخۏف منه وصوتها على بعض الشئ 
يعني إنت عايز ايه دلوك انت شاطر في قلب الترابيزة قووي .
تنهد بضيق وتحدث پغضب أخافها 
شكل اليوم دي مش هيعدي على خير النهاردة اتفضلي سوقي العربية وروحي على اقرب محل ملابس حريمى 
توبقى تتكرر تاني حركاتك دي علشان المرة الجاية بإذن الله مخلكيش تعتبي الشارع وابقي افتحي بقك بنص كلمة يارحمة .
كانت صامتة تاركة إياه يفعل بها مايشاء فهي أدركت الآن مدى خطئها وبعد أن أنهى إزالة الميكب من وجهها أمرها أن تسير إلى ذلك المحل وهو ينظر إلى الطريق أمامه وقد وصل الڠضب ذروته من أفعالها 
حتى وصلت إلى إحدى المحلات الخاصة بملابس السيدات حتى وقفت بسيارتها وقبل أن تهبط من سيارتها فهي علمت لما جعلها تأتي إلى هنا أمسكها من كف يدها آمرا إياها
تدخلي تشوفي دريس محتشم ميبنش الهوا منك وتخرجي لابساه مينفعش ادخل معاكي في بنات كتييير جوة ومش حابب أحرج حد واني مستنيكي .
تمتمت بطاعة وهي تشعر بأنها أجرمت اليوم من هيئته الغاضبة وبدا عليه التعب من حالة العصبية التي ډخلها بسببها 
طيب اني هتأخر في اختيار اللبس وهتقعد كتييير.
هستناكي لو لحد الصبح اتفضلي يالا.. قالها وهو يستند برأسه على

الكرسي مغمض العينين وكأنه يستدعي الهدوء النفسي من حالة الڠضب الشديد التي سببت له ارتفاع ضغط الډم وشعر بالصداع يغزو رأسه وما إن رأت حالته تلك حتى ظلت تلوم حالها بطريقة لاتوصف وعهدت نفسها أن لا تفعلها مرة أخرى وستكن تلك المرة الأخيرة وستنتقي الملابس الفضفاضة المحتشمة في زي راقي أيضا 
دلفت إلى المحل وهي تشعر بالاستياء من حالها وعيناها تدور في المكان حتى استقرت على ركن الفساتين
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 93 صفحات