رواية عازف بنيران قلبي كاملة بقلم سيلا وليد.
الحادة.. كل حركة وحرف يخرج من بين شفتيها يراقبه بتلذذ..
تبسم بمكر وطالعها بشموخه
غلطانة يا... هز رأسه وهو ينظر لنوح فتحدث بسخرية
قولتلي إسمها ايه يانوح.. رفع كفيه يمسد على لحيته وتحدث
ليلى قالها بتهكم ثم تحرك مغادرا وهو يرمق نوح
مش هتلاقي وكيل نيابة حنين وطيوب زي كدا يانوح... أفتكر دا
عارف والله!! وصل حمزة بتلك الأثناء يوزع
نظراته بينهم.
فيه إيه يانوح وقضية إيه اللي بتقول عليها دي
رفع بصره للتي تجلس تضع رأسها بين يديها تنتظر والدها ثم اتجه لحمزة
نوح قريبه متهم بالأختلاس ياسيدي وجايبك علشان تجبله البراءة.. رفع يديه يربت على كتفه ثم تحدث متهكما
هبت فزعة عندما استمعت لحديثه ووصلت إليه وتحدثت پغضب عارم
هو ليه حضرتك مش عايز تصدق ان بابا مظلوم.. ليه مصر على الظلم.. مش من واجب حضرتك ترد المظالم.. ولا الدنيا اتشقلب حالها وبقيتوا تحكموا بالظلم ولا خلاص
استدار ورمقها بتهكم كأن كلامها لم يرف له جفن متجاهلا حديثها تماما.. فاتجه لحمزة وحدثه
جلست ودموعها ټغرق وجنتيها بقوة وهي تتمتم
بابا مظلوم... وصل والدها إليها.. بينما اتجه حمزة ونوح لضابط المسؤل للأطلاع على أوراق القضية
بعد ثلاث أيام وتحري حمزة وتحريات راكان وضغطه على الشهود.. جلس عاصم أمام راكان.. فاتجه راكان للكاتب الخاص بكتابة القضايا وتحدث
تبسم عاصم بإرتياح وهو يحمد ربه ناظرا لحمزة
شكرا ياأستاذة حمزة.. مش عارف أشكرك إزاي يابني.. ابتسم حمزة بحبور وهو ينظر لراكان
ليه الراجل دا بيتهمك... دي تهمة كبيرة هنا توقف عاصم وهو يطالع راكان
معرفش ربنا يهدي عبيده.. أشكرك ياحضرة النايب.. ممكن أخرج علشان بنتي زمانها قلقانة
أومأ برأسه دون حديث.. ولكن تابعه بعيناه حتى خرج... توقف حمزة أمامه
مط شفتيه رافعا منكبيه
الله وأعلم بس الراجل دا شكله متهدد بحاجة اللي يخليه ساكت كدا ومرديش يقدم بلاغ فيه تعويض على اللي حصله... هنا اقټحمت ليلى الباب وهي تدفع الشرطي الذي يقف أمام الباب
توقفت أمامه تنظر اليه بإزدراء
شوفت حضرتك بابا طلع برئ مش زي ماكنت بتقول تحت السواهي دواهي.. بيقولوا عليكم بتنصفوا المظاليم وانتوا أكتر ناس بتظلموا
أخذ نفسا من سيجارته ورفع بصره إليها عندما تصاعد غضبه ولكنه تحكم بغضبه عندما جذبها والدها وهو يهز رأسه لراكان
أسف ياحضرة المستشار.. بنتي لسة صغيرة ومش عارفة حاجة.. قالها والدها وهو يحاول أن يجذبها
انتزعت نفسها من والدها ووقفت تطرق بقوة على مكتبه
دلوقتي ممكن تجبلي حق كرامة أبويا والشرطة وخداه وبتعامله كمچرم.. دلوقتي تقدر تجيب كرامتي بين زمايلي في الشغل والكل بيبص إني بنت الحرامي المختلس
هتقدر ترجع وجعنا طول تلات أيام اللي فاتوا وأنا بحاول أقنع حضرتك إن والدي برئ وحضرتك كل اللي بتقوله.. القانون مابيخدش بسيرة الناس إحنا اهم حاجة عندنا دلايل
دنت منه حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى سنتيمترات وهي تنظر داخل مقلتيه ثم أردفت
إنما ايه أخبار دلايلك ياحضرة المستشار... قالتها بتهكم.. ثم سحبت والدها الذي حاول إيقافها ولكن كأنها صم لا تسمع شيئا
وقف حمزة ونوح الذي وصل للتو أمامها
آنسة ليلى والدك خرج بفضل سيادة المستشار المفروض تشكريه.. علشان هو اللي وصلنا للدليل الأقوى ولولا الدليل دا مكنش والدك خرج
تنهد حمزة وهو ينظر لنوح بهزة من رأسه
قولها يانوح لولا مساعدة راكان اللي وصلني للمچرم الحقيقي كان زمان الاستاذ عاصم محپوس
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض ولمعت عيناها بذهول عندما استمعت لحديث نوح فاردفت بين نفسها
معقول المغرور دا هو السبب في براءة بابا.. هزت رأسها رافضة فاتجهت ببصرها لوالدها.. الذي أطبق على جفنيه وهو يهز رأسه بالموافقة
حل الصمت بالغرفة بينهم للحظات حمحم نوح وهو يرفع حاجبه لليلى
اعتذري ياليلى.. قالها هامسا
هنا اعتصرت عينيها پألما ورغم ذلك لم تستدر إليه وضمت ذراع والدها الذي علم بحالة ابنته.. رفع بصره لراكان
أنا آسف بناءا عن بنتي ياسيادة المستشار
أومأ برأسه دون حديث
نهاية الفلاش خرجت من شرودها عندما أستمعت لرنين هاتفها
أيوة ياآسر.. لا أنا بشتغل عليه مفيش داعي.. إن شاءلله بكرة هيكون خلصان
باليوم التالي... بمزرعة نوح
صباح لاح بالأفق ليعلن عن شروق شمس جديدة... تستيقظ كعادتها مبكرا.. تقوم بأداء روتينها اليومي من قضاء فريضتها ثم جلست تذكر ربها لبعضا من الوقت
بعد فترة اتجهت بين الحقول تنعش بالهواء المنعش النقي... ظلت تتحرك وتنظر باستمتاع للحقول والطيور التي تغرد في الصباح الباكر إلى أن وصلت لمكانها المعتاد
جلست بوجه يكسوه الحزن عندما تذكرت حديث والدها بالأمس... وضعت يديها على صدرها تحاول أن تتنفس بهدوء... وكأنها تريد البوح عما يعتريها من الآم الماضى
قطع شرودها رنين هاتفها
صباح الخير يالي لي... دا الصباح الجميل دا.... على الجانب الاخر أجابتها ليلى
كنت عارفة هلاقيكي صاحية دلوقتي... عاملة إيه.. معرفتش أكلمك امبارح خلصت التصميم متأخر ونمت ودلوقتي بجهز ونازلة..
أرتسمت أسما إبتسامة هادئة على ملامحها الجميلة
فتسائلت بهدوء
مقولتيش.. عملتي إيه مع راكان.. قالك حاجة
أطبقت ليلى على جفنيها.. ثم سحبت نفسا طويلا وطردته بهدوء
كنت مفكرة إنه نسي.. ابتسمت وأكملت
طلع فكرني وبيقولي الأولى تعتذري
ضحكت أسما بصخب فتحدثت متهكمة أنهي اعتذار بالظبط يالولا.. بتاع الحفلة ولا بتاع قسم الشرطة.. معرفش يابنتي حاسة أني هشوف بينكم حب أفلاطوني
هزة عڼيفة أصابت عمودها الفقري من حديث أسما.. وشعور بسعادة يدغدغ قلبها لا تعرف لما شعرت بذاك.. ورغم ماأحسته
صاحت بصوت متقطع
أسما.. إيه اللي بتقوليه دا.. أنا يوم ماأحب أحب الطاووس دا.. دا عليه غرور يابنتي زي غرور فرعون وهو بيقول أنا ربكم الأعلى... إلهي يعدمه ياشيخة
قهقهت أسما على حديثها.. ثم صمتت فجأة وأردفت
بس عيونك مابتقولش كدا ياليلى.. إيه هتخبي على أسما..
اتجهت أسما بأنظارها للحدائق الواسعه تستنشق رائحة الزهور والخضرة بها ثم أكملت حديثها
شوفت نظرة إعجاب منك له يوم الحفلة.. على رغم إنك متكلمتؤش بحاجة.. بس شوفت لهفة عيونك عليه.. صمتت للحظات ثم أستطردت ماجعل قلب ليلى يخفق بشدة
ليلى إيه حكاية راكان البنداري.... أوعي الراجل دا يشدك..انا حاسة إنك معجبة بيه.. حاسة بيكي.. هو يتحب الصراحة.. لكن حياته غير حياتنا.. وأنا حكتلك عنه وعرفتك بنزواته
جلست ليلى على فراشها وهي تضع يديها على صدرها حينما أختلج صدرها بكثيرا من المشاعر المتناقضة حوله.. حب أم كره
ولكن هناك حقيقة حدثها
قلبها بها
لماذا يخفق هذا القلب پعنف بجانبه..
أغمضت عيناها ثم تحدثت بصوت متقطع
أسما إتأخرت على الشغل.. هكلمك بعدين
أومأت أسما برأسها دون حديث.. وظلت جالسة بمكانها.. ثم همست لنفسها
للأسف ياليلى حبه باين في عيونك ياصاحبتي.. ربنا يستر عليكي من القلب المطعون
تكملة البارت الثالث
في الشركة وخاصة بمكتب راكان
كان سليم يجلس بجوار راكان على طاولة دائرية وأمامهم الكثير من الأوراق المتعلقة بالشركة
جذبت نورسين مقعد جلست بجواره تضع ساقا فوق الاخرى وأضافت بنبرة ذات مغذى تدرك إنها ستنجي ثمارها
المهندسة الجديدة دي ياسيلم كله بتمسح فيها ليه... وحساها كدا مش كويسة
قاطعها سليم
نورسين متنسيش إنك بتتكلمي عن مهندسة في شركة البنداري وبعدين ليلى مش جديدة ليلى بقالها تمن شهور هنا والكل بيحترمها غير حبهم ليها
عقدت ذراعيها
اي ياسليم اللي يشوفك يقول إنها عجباك... هنا اعتدل راكان مضيقا عيناه.
إيه يانور ماسكة البنت من ساعة ماشوفتيها كأنها عدوتك... رفعت حاجبها بسخرية وتحدثت
والله مين بيتكلم... روكا حبيبي أنزل يديها من على كتفه ووقف يردف پغضب
مېت مرة أقولك بلاش أسلوب الإستهبال دا... وبعدين أنا معرفش إنت هتفضلي لحد إمتى كدا... ايه حبيبي دي
قاطعهم سليم
ممكن تهدوا مفيش حاجه حصلت لدا كله
قاطعهم دلوف يونس
ازيكم ياولاد البنداري.. جذب مقعد وجلس بجوار نورسين.. ثم ضيق عيناه مالكم انتوا كنتوا بتضربوا بعض وأنا قطعتكم
رمقه راكان بنظرة غاضبة أخرصته... قاطعهم حينما دلفت ليلى بعد السماح لها بالدخول...
عزمت امرها ودلفت حيث مكان جلوسهم
وضعت بعض عملها أمامها سليم على المكتب
حضرتك دا شغل المهندسة نورسين... طلعت منه بعض الديفوهات... وكمان المهندس عامر...اعترض علي بعض النقط... ودا شغلي المهندس أسر هو اللي راجعه
هبت نورسين متجه لها
اټجننتي إنت ولا إيه... إنت مين علشان تطلعي ديفوهات في تصميماتي... دا انا نورسين النمساوي أكبر مهندسة هنا
تدخل يونس عندما وجد الڠضب على وجه سليم ... أمسك يديها وتحدث
نور تعالي نشرب قهوة فيه موضوع عايزة أخد رأيك
دفعت ذراعه وتحدثت پغضب
إيه يايونس إنت مش شايف المهزلة دي... سليم جايب حتة عيلة من برة بتعمل عليا ريسة وبتراجع ورا نورسين النمساوي
كان يجلس يطالعهم بهدوئه غير المعتاد
اتخذت نفسا طويلا تشحن رئيتها باالاكسجين ثم نظرت لها وتحدثت بثقة
اولا حضرتك غلطي فيا مرتين.. فدا مش مسموح... إنك أهنتيني بعملي الوظيفي بغض النظر أنا قولت إيه عن الشغل اللي مطلوب مني... ثانيا ودا الأهم
حضرتك ياريت بدل ماتعلي صوتك وتسمعي الناس كلها عندنا حاجة إسمها ثقافة الحوار... تقولي الغلط بس باسلوب مهذب... ثالثا ودا من عندي ياحضرة البشمهندسة... أنا مش عيلة قدامك أنا مهندسة كبيرة وواعية عندها ستةوعشرين سنة يعني مش عيلة... والعيلة اللي حضرتك بتتريقي عليها دي واخدة دكتوراه في الهندسة يعني من شغلها تراجع ورا اللي بيغلطوا... اتجهت بنظرها لسليم
آسفة حضرتك بس كان لازم أعرف الباشمهندسة إزاي تعرف تتعامل مع اللي قدامها
أمسكتها من ذراعها تحدجها والشرر يتطاير من مقلتيها
إنت اټجننت يابت إنت... متعرفيش بتتكلمي عن مين... دا إنت لسة مكملتيش غير كام شهر هنا... لا فوقي ياقلبي وأعرفي انك واقفة قدام نورسين النمساوي
اللي بتاخدي مرتبك منها
دنت ليلى منها وتحدثت
وأنا متنازلة من المرتب اللي حضرتك بتدهولي نظير تعبي ومجهودي مش صدقة منك..
إقتربت منها