الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم نسمة

انت في الصفحة 38 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


بأنفاس لاهثه.. 
وماله 
لم يستطع التوقف عن التحديق في أعين زوجته.. كانت عينيه متوسعة..متوهجة..
ينظر في عينيها مباشرة دون أن يزيح نظره عنها..
همساتها المتوسله جعلته يتوقف عن غمرها بعشقه ولكنه لم يبتعد عنها انش واحد.. هي محض انتباهه الكامل..
بينما إسراء التي أصبحت بحالة يرثي لها كعادتها مؤخرا كلما ضمھا لصدره.. متمسكة به بكلتا يديها.. قابضه على قميصه بكفيها بقوة.. تبادله نظرته بأعين متسعه أيضا وصدرها يعلو ويهبط بشكل ملحوظ..

تحاول قرأه ما يدور بخاطره.. على ثقه انه لن يجبرها على القيام بأشياء لا تريدها فقط لتحقيق رغباته.. تقر لنفسها أنه دائما يحترم قراراتها.. صبور معها لأقصي حد..
هو يكن لها مشاعر حب حقيقي ولذلك يظل صبورا ولطيفا معها طيلة الوقت.. 
حتي عندما يتشاجران مؤخرا يظل هادئ وحنون عليها فقط لإصلاح الأمور حتى لو لم يكن ذنبه حيث أن خوفه من فقدانها أكبر من رغبته في إثبات أنه على حق..
يعمل بجد لمساعدتها بأي طريقة.. قام بتأمين مستقبل ابنتها بوضع مبلغ خيالي بحسابها.. يحتضنها بحب أبوي صادق ويوفر لها كل سبل الراحة والأمان.. 
بل إنه مستعد للتضحية بالوقت والنوم والمال فقط لجعل حياتها مريحة.. 
كما أنه لن يستغلها لتلبية احتياجاته الخاصة..
على علم هي بكل هذا.. تري فيه الرجل العاشق الذي يضاعف جهده دائما ليجعلها تشعر بأنها مميزة رغم أنه لا يفعل هذا ليثير إعجابها بل لأنه يريدها أن تعلم مقدار حبه لها.. 
شعرت بخزي وإحراج شديد من نفسها حين داهمها ذكريات كل ما يفعله معها.. وهي بالمقابل تخبره بكل جحود أنها لا تستطيع أن تنسي زوجها السابق.. 
غبيه يا إسراء.. 
هكذا نهرت نفسها وهي تزيد من ضمھ لها أكثر واخفت وجهها بحنايا صدره هروبا من عينيه المحاصره لها..
بصيلي يا إسراء.. 
أردف بها داخل أذنها بصوته المدمر جعلها تنكمش على نفسها داخل أضلاعه أكثر وبدأت تبكي بصمت..
أطبق جفنيه پعنف حين شعر بارتجاف جسدها بين يديه ووصل لسمعه شهقاتها الخافضه..
اعتدل جالسا بها وعدل وضعها داخل حضنه أصبحت جالسه على قدميه ووضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له..
قوليلي فيكي أيه يا روحي.. ليه كل الصراع اللي جواكي دا!..
اجهشت بالبكاء أكثر تتذكر حديثها مع خديجة وما اخبرتها به بخصوص خطوبته من تلك ال ديمه والخسارة الكبيرة التي سيتعرض لها إذا أنهى هذه الخطبه والتي من الممكن أن يعلن عن إفلاسه بسببها..
.. فلاش باااااااااااك..
انتي حبيتي فارس يا إسراء!.. 
أردفت بها خديجة بابتسامة رقيقه.. 
توردت وجنتي إسراء بحمرة الخجل وخفضت عينيها وهي تقول بستحياء.. 
مش عارفه يا ديجا.. أنا لما بكون معاه ببقي في دنيا تانيه خالص.. بحس انه بيحبني أوي.. لا بحس انه بيعشقني..
صمتت لبرهه وتابعت بتنهيده.. 
مش هكدب عليكي مافيش حد يقدر يقاوم عشق زي عشق فارس وبصراحة أنا حبيت عشقه ليا.. 
ترقرقت عينيها بالعبرات وبأسف تابعت.. 
بس خاېفه أكون مجرد نوع جديد عليه مجربوش قبل كده ويجي يوم عليه ويمل أو يزهق مني وعشقه دا ينطفي.. ساعتها هتقهر ومش بعيد أموت فيها..
ربتت خديجة على وجنتيها بكف يدها بحنان وتحدثت بثقه قائله.. 
اطمني فارس بيحبك بجد وعمره ما هيزهق ولا يمل منك في يوم..بدليل انه مستعد يخسر كل ثروته علشان يكسبك أنتي يا إسراء ..
اعتلت ملامح إسراء الدهشه وبعدم فهم أردفت.. 
يخسر ثروته علشان يكسبني إزاي!! مش فاهمه يا ديجا.. فهميني..
أخذت خديجة نفس عميق وبأسف قالت.. 
انتي عارفة ان فارس خاطب ديمة بنت رئيس الوزراء.. 
حركت إسراء رأسها بالايجاب مردده.. 
أيوه عارفه وهو قال إن الخطوبة دي مجرد شغل وبس ومش هيتم جوازه من ديمة دي..
بكت خديجة بنحيب وتحدثت بصوت يملؤه الآسي.. 
لو فارس متمش جوازه من ديمة هيخسر كتير أوي فوق ما تتخيلي.. مشاريع و صفقات كبيرة تعتبر أساس رأس المال عنده هيخسرها ولو دا حصل ممكن تخليه في فتره قصيرة جدا يعلن إفلاسه.. دا غير أن ديمة وبابها مش هيسبوه في حاله وممكن يوصل بيهم الأمر أنهم ېقتلوه يا إسراء..
جحظت أعين إسراء پصدمة وانقطعت أنفاسها پخوف ظهر على محياها التي شحبت فجأه وانسحبت منها الډماء وهمست بصوت متقطع من شدة فزعها قائله.. 
معقوله ېقتلوه! ..
حركت خديجة رأسها ايجابا متمتمه.. 
أيوه ومش لوحده كمان وممكن ېقتلوني
معاه لأني شريكته ودا بزنس كبير ومافيش فيه هزار ولا تراجع بالساهل كده ولو صمم إننا نتراجع عنه يبقي هندفع شرط جزائي برقم خيالي هيخلي كل أسهم شركتنا ټنهار..
أغلقت إسراء عينيها كمحاولة لكبح عبراتها ورسمت ابتسامة حزينه على ملامحها مدمدمه.. 
اممم.. يعني أفهم من كلامك دا انه لازم يتجوز ديمة..
اجابتها خديجة بلهفه..
اطمني.. هيبقي مجرد جواز صوري على ورق.. بس فارس مستعد يخسر كل ثروته عشانك
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 64 صفحات