الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاااملة

انت في الصفحة 23 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

يود التعاطف معها لكن مديحة وابنتها لم يهتموا لأمرها ولأمر
أي أحد آخر سواهما هما فقط.
طالعته مديحة مبتسمة بتشفي بعد حديث رنيم الذي جاء كما تريد مغمغمة ببرود
اديك سمعت رأيها هي مش عاوزاك من بعد عصام ابني عمرها ما هتتجوز ولا هتبص لحد هتقعد تخدمني أنا وبنتي.
ڠضب بشدة من حديثها ليس من حديث رنيم المتوقع بالطبع لكن هي كيف تخبرها أنها هنا لخدمتها هي أروى قبض فوق يده بقوة حتى أبيضت مفاصله مزمجرا پغضب ورد على حديثها بحدة مشددا فوق كل حرف يتفوهه
رأيها دة هيبقى بيني وبينها يامرات وأنتي حاليا ملكيش عندها حاجة وهي مش مطالبة بأي حاجة ليكي.
أسرعت جليلة مقتربة من ابنها واضعة يدها فوق كتفه متمتمة بضعف محاولة ان تجعله يهدأ ويتراجع عن حديثه
بس يا جواد عشان خاطري أنت بس متعصب مش واعي للي بتقوله بس اهدى وخلاص مفيش حاجة.
اجابها بإصرار متمسكا بحديثه بجدية تامة مقررا أن يقف أمام الجميع للدفاع عن حبه حبه الذي ظن أنه أصبح مستحيلا ها قد عادت إليه الفرصة من الجديد مقررا عدم تركها وأيضا يود إنقاذها مما يحدث إليها من زوجة عمه القاسېة القلب
لأ يا أمي انا عارف انا بقول ايه مرات عمي اللي بتتكلم وخلاص وناسية أنها مش حقها دلوقتي أنا هتجوز زي ما قولت.
في ذلك الوقت وعلى كلمته الأخيرة ولج فاروق المنزل الذي عاد للتو معقدا حاجبيه بدهشة لما استمعه من ابنه وتسائل بحدة عارمة ولهجة حازمة مشددة بشموخ
إيه لللي بيحصل هنا! في إيه
توترت جليلة بشدة ووقفت تطالعه پخوف لاتعلم بماذا تجيبه! تخشى رد فعله الذي لم تنجح في توقعه مردفة بتوتر ووجه شاحب
م... مفيش حاجة يا فاروق مفيش حاجة.
كرر سؤاله مرة أخرى بنبرة تزاد حدة وڠضب عما كان في السابق
بسأل في ايه! ما حد يرد.
أسرعت مديحة مغمغمة بمكر تخبره هي عما يحدث من ابنه
كويس انك جيت يافاروق عشان تشوف حل مع ابنك جواد قال ايه عاوز يتجوز رنيم ويقولك هيستنى شهرين.
طالعه بعدم تصديق صائحا به بحدة غاضبة
إيه اللي بتقوله دة أنت شكلك اټجننت عالاخر رنيم مين دي اللي تتجوزها أنت مش خاطب أروى بنت عمك.
لم يصمت ويخجل مثل كل مرة لم يرفض إحراجه أمام الجميع هو الآن يدافع عن عشقه الذي حرم منه وقد عاد إليه لذا سيتمسك به بقوة فرد على والده بجدية تامة
ايه الجنان في كدة هتجوز مرات عصام ابن عمي وبعدين الخطوبة راحت لحالها انا معرف أروى كدة من زمان أروى زي سما اختي ربنا معاها.
ماهو اللي بتقوله دى ملوش تفسير غير انه جنان منك فوق كدة واظبط نفسك بقى جواد الهواري هيتجوز واحدة زي دي ما تتعدل كدة.
اقتربت جليلة نحوه مسرعة حتى تجعله يهدأ ممسكة في ذراعه بقلق وتمتمت بتوتر وخوف مما سيحدث
فاروق عشان خاطري اهدى اتكلم أنت وهو بعدين لوحدكم.
تطلعت نحو جواد لينقذ ما تفوهت به مستغلة صمت فاروق الذي كان تحت تأثير الصدمة للآن! فنفذ جواد طلبها وصعد متوجه نحو غرفته يفكر فيما سيفعله في حربه القادمة مع الجميع لكنه غلى أتم استعداد ليفعل المستحيل من أجلها لكن قبل ذلك عليه التحدث معها أولا.
بينما مديحة كانت تتطلع نحو فاروق پغضب عارم ونظراتها لم توحي سوى بالشړ تعكس مدى الڠضب الشاعرة به والنيران المتأهبة في قلبها بعد فعلة جواد التي جاءت عليها بالدمار الدمار لجميع أحلامها السوداء التي تود تحقيقها.
فهم فاروق جيدا مايدور داخل عقلها لكنه لن يهتم به هو يفكر في طريقة لينهي بها ذلك القرار الذي اتخذه ابنه والذي سيضره لن يعود عليه بالنفع ابدا.
تمتمت جليلة بخفوت شديد ولازالت خائڤة مما سيحدث بين ابنها وزوجها وما يجعلها تخاف أكثر نظرة الأصرار التي رأتها داخل أعين جواد المعلنة

عن تنفيذه لما يريده واستحالة تراجعه هي تعلم ابنها جيدا كما تعلم أيضا استحالة موافقة زوجها على تلك الزيجة
ا... ارتاح يافاروق أنت لسة راجع من برة انا هتكلم مع جواد ونشوف بس براحة أنت عارف العند مش هيعمل حاجة بعدين هو ممكن قال كدة عشان البنت صعبت عليه لأن مديحة ضړبتها جامد هكلمه ونشوف
برطمت مديحة سرا بغيظ من دون أن تجعلها تستمع إليها
هو في حد مبوظه ومدلعه على الكل غيرك.
صعدت نحو غرفتها هي وابنتها پغضب عارم غير راضيين لما حدث منذ قليل كل منهما يريد التفكير في حل سريع لإنهاء ماحدث مسرعا.
في الغرفة كانت أروى تسير ذهابا وإيابا پغضب عارم تود الذهاب والتخلص من رنيم التي تأكدت من حب جواد لها تطلعت نحو والدتها وأردفت پغضب عارم
يعني إيه ياماما يعني ايه الكلام اللي جواد قاله تحت دة جواد هيتجوز البت دي.
صمتت لوهلة مشيرة بسبابتها نحو ذاتها
بغرور
بقى يسيبني أنا أروى الهواري ويبص لواحدة زي دي... دي مجرد واحدة خدامة هنا.
تمتمت مديحة بعصبية محاولة أن تجعلها تهدأ وتصمت ولو قليلا حتى تستطع التفكير فيما ستفعله لتفشل نلك الزيجة قبل أن تتم
اهدي بقى شوية مش ناقصين كلامك دة اسكتي خالص خلينا نفكر.
جلست أروى أمامها پغضب يملأ كل ذرة بداخلها لازال حديث جواد يرن داخل أذنيها وتمسكه بها أمامهم بالأسفل
اهو ياماما قعدت هنفكر ازاي دة وقف قدام أبوه عشانها وعشان يتجوزها مبقاش في ايدينا حاجة.
تطلعت مديحة أمامها بمكر شيطاني وتمتمت بصوت يملؤه الخبث والشړ
لا يا اروى لسة في ايدينا عمك فاروق عمره ماهيوافق على الجوازة دي واحنا مش هنسكت ولا هنسيب جواد يقدر يقنعه.
عقدت أروى حاجبيها متسائلة بعدم فهم من حديث والدتها الملئ بالألغاز المشفرة المعقدة بالنسبة إليها وإلى كل من يستمع إليه
مش فاهمة حاجة ياماما! أنتي قصدك ايه ناوية تعملي ايه!
بدأت تشرح لها ماتود فعله حتى تمنع حدوث زيجة جواد ورنيم التي تراها حية قد خطفت جواد من ابنتها لكن في الحقيقة هي لن تفعل ذلك جواد أحبها منذ زمن من قبل زواجها وهو يحبها في صمت بل قرر التخلى عن صمته الآن عندما اتاحت له الفرصة مقررا استغلالها بكل قوته ليصل إلى مايريده شاعرا ان ربه قرر أن يجمعهما معا..
استمعت إلى حديث والدتها الخبيث الذي يشبهها مبتسمة بسعادة تشجعها على أفكارها التي تشبه نواياهما
معاكي حق ياماما حلوة أوي الأفكار دي لما نشوف عمو هيعمل إيه.
اكملت حديثها بوعيد والغيظ يملأها شاعرة بنيران داخل قلبها من رفضه لها وتقليله من شأنها
بس وربنا ياماما ماهسيبه أنا هخليه يعرف أنا مين وازاي يرفضني كدة وقدام الكل يقول أني زيي زي اخته هوريه أخته بقى على حق هو فاكر نفسه مين.
أيدتها مديحة على الفور هي التي زرعت بداخلها تلك الأفكار الخبيثة هي من جعلتها ترى الأمور مثلها تود فقط الحصول على ماتريده وتنفيذ مايجعلها سعيدة بلا اهتمام بمشاعر الآخرين.

في الصباح الباكر توجهت جليلة إلى غرفة جواد دقت فوق الباب بتوتر متمنية أن يكن تراجع عن حديثه فالأمس لتهدأ أمور العائلة التي انقلبت رأسا على عقب بسبب حديثه لاحظت أن فاروق لم ينم من ليلة أمس بعد علمه بحديثه ومايريد فعله.
دلفت الغرفة بهدوء بعدما أتاها رده سامحا لها لتدخل كان يعلم انها هي بالطبع وينتظر قدومها منذ المساء هو الآخر لم يستطع أن ينم يفكر طوال الليل فيما سيفعله مع والده الذي يعلم جيدا أنه ييعارضه بشتى الطرق الممكنة وأيضا يفكر في حديثه معها كيف سيجعلها تتراجع عن رفضها وتوافق بالزواج به بذلك الحلم الذي يتمناه دوما منذ أن رآها وعشقها قلبه الذي لم يتمكن من نسيانها لوهلة واحدة إلى الآن.
قطع جميع أفكاره عندما دلفت والدته التي جلست بجانبه ىهدوء متسائلة بجدية وعتاب
ينفع كدة ياجواد ينفع اللي عملته امبارح دة وازاي قدرت تقول كدة دي عدتها لسة مخلصتش حتى!
اعتدل في جلسته أمامها ورد عليها بجدية هو الآخر شارحا لها موقفه كما يفعل دوما
اه ينفع دلوقتي مفيش حاجة غلط اللي مينفعش اني اضيعها من بين ايديا تاني اضيعها واسكت طب ازاي هقدر اسيبها لمرات عمي وبنتها يعملوا فيها زي ماعملوا امبارح واتفرج عليهم واسكت لأمتى هفضل ساكت بس.
شعرت بما يشعر به من نبرة صوته المجهدة التي عكست جميع مشاعره المتضطربة لكنها حاولت معه مرة أخرى بتعقل
محدش هيعملها حاجة تاني انا هتصرف وترجع عن حوار جوازك دة ونقفل الباب بتاعها خالص شوف حياتك بعيد عنها ومش هخلي ابوك يقولك على أروى كمان لأ اختار أنت اللي يعجبك.
تطلع داخل عينيها بتعب حقيقي قلبه لم يستطع الإبتعاد أكثر من ذلك كيف يبتعد عنها وهو يراها كل يوم! كل يوم يود أن يحتضنها ويجلس يتحدث معها يبوح لها بالعديد العديد من الحديث الذي لم يخبره لأحد سواها.
غمغم يرد على حديث والدته

بتعب حقيقي
مش هقدر يا أمي وللله ما هقدر لا هقدر اختار ولا اشول غيرها أنا الحب كله متوزع ليها مقدرش اشوف غيرها كنت اتجوزت اي واحدة في الفترة دي لو الأمر سهل كدة.
من يرى حالته الآن لم يصدق أنه هو جواد الهواري الذي يقف بشموخ يعطي التعلميات بصرامة للجميع هو الآن يشعر بالضعف لأجلها يا له الإبتعاد من صعب فقد قهر قلبه حقا.
لم تستطع جليلة أن ترى ابنها وهو في تلك الحالة أسرعت تحتضنه بضعف وبكت هي الأخرى
خلاص ياحبيبي اهدى انا هحاول والله مع ابوك هحاول معاه واتجوزها ماعاش ولا كان اللي يعمل فيك كدة.
طالعها بضعف حقا يظهر أمامها جميع مشاعره الذي يخفيها عن الجميع وغمغم بجدية وإصرار محاولا التحكم في ذاته قليلا
أنا هتجوز رنيم عرفيه أن مش هقعد هنا ولا في
اي حتة في البلد دي غير ورنيم مراتي انا مش عيل عشان حد يختارلي مراتي.
شهقت پصدمة بعد استماعها إلى حديثه مردفة بعدم تصديق
إيه ياجواد اللي بتقوله دة ايه دة اللي مش هتقعد في البلد أنا عارفة أنك بتحبها بس هي مش نصيبك فخلاص مش هتعاند مع نصيبك.
أجابها بجدية تامة والإصرار يلتمع في عينيه متمسكا بحديثه وما يود فعله
لا في الحالة دي هعاند وهعاند الكل فاروق بيه مش موافق عشان مكانته مش عشاني يا أمي لو بيدور على مصلحتي كان زماني متجوز رنيم من زمان لكن هو ازاي يجوز ابنه لواحدة زيها عاوز واحدة ليها اسم وعيلة وأنا مش هسيب رنيم تاني تضيع مني واقعد اتفرج وانا بمۏت كل يوم.
طالعته بصمت لا تعلم بما تجيبه هي آخر شئ تريده هو وقوفه أمام والده لن تتحمل أن يحدث شئ هكذا تنهدت بصوت مجهد مرتفع وأجابته بهدوء لتحاول تهدئة
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 55 صفحات