رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاااملة
لكنه توقف عندما استمع الى صوت طرقات فوق الباب ابتعد عنها مسرعا بتوتر وتمتم بقلق
ر...روحي افتحي انتي الباب روحي شوفي مين.
لم تقوى على الرفض والاعتراض بسبب هيئتها واثار الضړب الظاهرة عليها بوضوح والډماء التي تسيل منها أسرعت تفتح الباب لكنها تفاجأت بعدة أشخاص ملثمين كادت على الصړاخ لكن أسرع واحد منهم واضعا يده فوق فمها يكتم أنفاسها تماما ووضع المخدر بعدها عليها لتقع في وقتها فاقدة وعيها تماما القاټلة وهربوا تاركين المكان من دون وجود أثر واحد عليهم..
بعد الإطلاع على ما تقدم إلينا من الدفاع وإثبات صحته قررنا نحن وبإجماع الأراء براءة المدعوة رنيم أحمد السيد وإلزام النيابة بإحضار المتهم الحقيقي رفعت الجلسة.
حالة من الهرج والمرج حدثت في القاعة بعد الصدمة التي حلت على جميع عائلة الهواري بعد إثبات براءة رنيم بينما رنيم فقد ارتفع صوت بكاءها شاكرة ربها على وقوفه معها غير ما مصدقة أنها نالت براءتها بدلا من حكم الإعدام التي كانت تنتظره
لاتعلم كيف نالتها حقا!
تطلع المحامي الخاص برنيم نحو جواد مقتربا منه مبتسما بثقة ومهارة لنجاح ما يريدونه واتفقوا عليه سويا..
كان عقلها شارد يفكر فيما ستفعله في حياتها القادمة بعد خروجها من هنا ولازالت غير مصدقة أنها قد نالت براءتها وحريتها معا لكن حريتها الحقيقية قد نالتها بمۏته نعم بمۏت عصام تلك هي الحرية الحقيقية سينتهي عڈابها وجحيمها.
بجد أنا متشكرة جدا لحضرتك مش عارفة أقولك إيه على وقوفك معايا.
ابتسم المحامي بهدوء وأجابها بعملية ومهارة بعد إنهاء جميع عمله وإجراءاته القانونية لها
لا طبعا يا مدام رنيم متقوليش كدة انا معملتش حاجة زيادة عن واجبي لو لازم تشكري حد فهو جواد باشا هو اللي عمل كل حاجة وهو اللي راح مكان چريمة وقدر يعرف مكان الكاميرا دي اللي كانت مستخبية في مكان سري هو كمان اللي اقنعني امسك القضية عمل كل حاجة بصراحة وكان واثق انك بريئة مبروك ليكي يامدام رنيم.
تسائلت بدهشة وعدم فهم حتى الأن
ط... طب هي ازاي الشرطة ولا النيابة ملقتش الكاميرا دي.
أجابها المحامي بعملية جادة
الكاميرا كانت في مكان صعب حد يلاقيه وكمان هما بالنسبالهم انتي المتهمة وفي شهود عليكي فاتعاملوا على الأساس دة وعلى فكرة جواد باشا مسكني القضية قبل ما يلاقي دليل البراءة هو فعلا كان عارف أنك بريئة.
علمت انها خرجت باعجوبة بسبب جواد الذي فعل كل شئ لأجلها رغم عدم اعترافها له بالحقيقة وكذبها عليه إلا أنه وقف معها حتى خرجت في النهاية.
تفاجأت به كان يقف ينتظرها اقترب منهما مغمغما بعملية جادة للمحامي
خلاص كدة كله تمام
اومأ برأسه أماما وأجابه محافظا على نبرته العملية هو الآخر أمامه
ايوة كدة تقدر تتفضل مع مدام رنيم.
كانت واقفة كالبلهاء لاتفهم ما يدور أمامها وتساؤولاتها قد ازدادت لكنها ستنتظر حتى تحصل على جميع إجاباته وجدته يشكر المحامي بهدوء متزن والثقة شديدة في نبرته
شكرا كدة خلاص تقدر تتفضل.
تطلع نحو رنيم مشيرا لها بيده صوب الأمام لتذهب مردفا بجدية مشددا فوق كل حرف يتفوهه
يلا نمشي يارنيم.
قطبت جبينها وسارت بصمت معه حتى وصلت نحو سيارته فتوقفت متسائلة بذهشة متعجبة لما يفعله
استنى كدة هو انتي موديني على فين ولا عاوز مني إيه مش خلاص على كدة يا جواد باشا ولا إيه
وزع نظراته الحادة عليها اخترقتها وأجابها بحدة وڠضب منها متذكرا كذبها عليه
بقولك ايه اركبي واخلصي خلينا نمشي.
شعرت بالخۏف عنوة عنها وتمتمت بقلق مبتعدة عنه لبضع خطوات متوقعة الأسوأ كعادة حياتها التي بلا حظ تماما
ن... نمشي ايه بقولك ايه ابعد عني شكرا عاللي عملته وخلاص واعتقد عرفت اني معملتش حاجة لابن عمك هو اللي عملي وض ربني سيبني في حالي انت وعيلتك دي كلها.
فقد السيطرة على ذاته فصاح بها پعنف غاضبا
بقولك ايه اتعدلي عشان متعصبش عليكي مش كفاية انك كدبتي عليا كان ممكن تروحي فيها بسبب كدبك استفادتي إيه.
كان يتحدث هكذا لخوفه عليها فلو لم يظن ببراءتها وأنها لن تستطع فعل شئ هكذا وسار مستمعا الى قلبه باحثا عن دليل براءتها لكانت الآن حصلت على حكم الإعدام بدلا من براءتها وحريتها كيف لها أن تكذب في أمر هكذا!
اجتمعت الدموع بضعف داخل مقلتيها
لم تعتاد منه على التعامل معها بتلك الطريقة لكنها حاولت الثبات أمامه وأجابته ببرود
ملكش دعوة بيا مكنتش ساعدتني اصلا بعدين انا مكدبتش انا لو كنت اقدر اعملها كنت هعملها فعلا وبقولك ايه
سيبني امشي وابعد عني.
قبل أن تستمع إلى رده ذهبت مبتعدة عنه لبعض الخطوات فأسرع هو قابضا فوق يدها پعنف مانعا إياها من الذهاب وغمغم بعصبية حادة
بلاش جنان تعالي اركبي واخلصي يلا عشان نروح وتلحقي ترتاحي شوية.
طالعته مترددة پخوف يبدو عليها وتمتمت بضعف وعقلها يصور لها العديد من المشاهد المرعبة التي تنتظرها عند عودتها معه
ب... بس انا مش عاوزة اروح معاك مش عاوزة ارجع تاني في العيلة دي لا مش عاوزة عشان خاطري أنا خلاص هبعد ومحدش هيشوف وشي تاني.
جملتها الأخيرة ألمته بشدة جعلت قلبه يعتصر بداخله تود الإبتعاد حقا كيف له سيعيش من دون رؤيتها لن يستطع بالطبع وسيموت اشتياقا وعشقا لها لكنه يريد راحتها حتى وأن كانت لن تتطابق معه لذلك غمغم متسائلا بهدوء
طب عاوزة تروحي فين اوديكي عند أهلك.
حركت رأسها مسرعة نافية پخوف لا تريد رؤيتهم مرة أخرى في حياتها فتمتمت بخفوت
ل... لا لا بلاش اهلي عشان خاطري مش عاوزاهم وديني اي حتة بس أهلي لأ.
طالع رؤيتها بحزن عالما بتخليهم عنها ووقوفهم ضدها دوما من دون اهتمام لها ولمشاعرها لذلك غمغم يرد عليها متعقلا باتزان
طب بصي هو ابويا كان قايل اني اجيبك على هناك فانتي تعالي شوفي الدنيا اسبوع ولا حاجة مرتاحتيش او في حاجة ابقي امشي واهي فترة كويسة اشوفلك فيها شقة.
لم تقوى على الرفض لأنها بالفعل ليس لديها مكان تعيش فيه أغمضت عينيها بقوة وسارت معه بضعف وقلة حيلة تفعل مثلما أخبرها قاد سيارته متوجها نحو المنزل مبتسما بهدوء على وجودها معه محاولا ايضا التحكم في انفعالاته التي ستكشفه بالطبع.
كان من حين إلى آخر يتطلع نحوها يدقق بها وبملامحها المجهدة يود أن يضمها ويربت فوق قلبها الحزين يخبرها أنه لن يتركها مهما حدث.
ترجلت من السيارة وسارت بجانبه بتوتر فطالعها بهدوء يطمئنها لكنها ما أن دلفت حتى وجدت مديحة تقترب منها تطالعها بنظرات غاضبة حادة والشرر يتطاير من عينيها كالسهام الڼارية أسرعت تقف خلف جواد پخوف مما ستفعله بها.
تمتمت بجمود وڠضب عارم مشددة فوق كل حرف تتفوهه بحدة
انتي فاكرة أنها خلصت لا بتحلمي مش هسيبك غير
وقف جواد أمامها يمنعها من رؤية زوجة عمه ونظراتها الحادة المرعبة مغمغما بجدية صارمة
في إيه يا مرات عمي ما خلاص رنيم طلع ملهاش دعوة وكل اللي فات كان كڈب.
رمقته پغضب وعدم رضا من حديثه ودفاعه عنها وتحدثت مردفة بعصبية
لا دي كدابة انا مش هصدق انها بريئة
حاولت أن تمسك شعرها حتى تستطع ضربها لكنها وجدت جواد يقف لها كالحاجز يمنعها من الوصول لها قائلا پغضب هو الآخر من زوجة عمه ذات فكر محدود
ايه يا مرات عمي هو ايه اللي كدابة مانتي شوفتي القاضي قال إيه وهي معملتش حاجة.
صاحت أمامه بعصبية حادة متذمرة على حديثه
يعني ايه هتسيب حق ابن عمك اللي راح بسببها.
كاد يرد عليها لكنه تفاجأ الجميع بصوت فاروق الحاد الجهوري الذي أخرس الجميع
بس خلاص يا مديحة البت فعلا معملتش حاجة وانتي يا جليلة خدي جهزيلها اوضة الاوضة اللي جنب سما.
صمتت مديحة على مضض بعدم رضا متنفسة بصعداء وڠضب تحاول التحكم به بينما جليلة فبالفعل اقتربت من رنيم التي كانت لازالت خائڤة من نظرلت مديحة التي اخترقتها وكانها ترسل لها من خلالها بعض الرسائل الحادة المشفرة.
ربتت جليلة فوق كتفها بحنان مطالعة إياها بشفقة لحالتها الخائڤة من مديحة وتمتمت بهدوء
تعالى يا حبيبتي يلا اطلعي عشان ترتاحي.
تطلعت نحو جواد پخوف فأومأ لها يشجعها على الذهاب مع والدته سارت معها بخطوات بطيئة حتى دلفت الغرفة التي أشار لها فاروق بحديثه ابتسمت جليلة بهدوء تحدثت به محاولة أن تخفف من توترها
نورتي الاوضة والبيت كله ياحبيبتي الحمدلله أن ربنا ظهر الحق متزعليش من مديحة دة ابنها برضو.
اومأت لها إلى الأمام برأسها شاعرة بالإرتياح من التحدث مع جليلة التي تتعامل معها بهدوء وحنان تفتقده طيلة حياتها ردت عليها بتوتر
والله يا طنط انا معملتش حاجة انا مظلومة والحمد لله ان ربنا وقف معايا.
اعتلى ثغرها بسمة حنونة حتى تجعلها تهدأ قليلا
الحمدلله ياحبيبتي احنا عارفين انك معملتيش حاجة والا مكانش فاروق قال انك تقعدي هنا دة مبلغ جواد من بعد الحكم وكان هيستناكي بس قولنا نحاول نهدي مديحة شوية هسيبك ترتاحي براحتك.
كان ستذهب لكن استوقفها
صوت رنيم الهامس باسمها بخجل
معلش يا طنط بس... بس ممكن اي هدوم ليا لأن مش معايا.
همهمت ترد عليها باتزان وهدوء
بس كدة عيني معلش نسيت انا دقيقة وهتبقى عندك.
دلفت سريعا غرفة ابنتها وأحضرت لها فستان طويل من اللون الاسود