قصه خديجه كاملة
لأمها ثم استحمت وجاء الجيران فزينوها وجلست تنتظر زوجها وهي خائڤة أن تسخر منها نساء الحي
فلقد سمعت أنه رجل خشن
لكنه لما دخل رأت فتى حليق الوجه جميل الملامح فسلم عليها وأعطاها هدية ملفوفة
فقالت في نفسها لقد كدت أن أرفضه لفقره الشديد والحمد لله أني لم أفكر بمنطق الدنيا ولاحظت أن الفتى يسترق النظر إليها فلم يكن يتصور أنها جميلة بهذا الشكل
يتبع
... في الصباح نهض عبد الله باكرا وخړج إلى الحي يبحث عن عمل ودار في كل مكان حتى ناداه تاجر لېصلح له سور داره فشمر الفتى عن ذراعه واشتغل بكل حماس وهو يفكر في خديجة التي تركها دون طعام
ذهب الفتى للسوق واشترى كيلو الكسكس مع ما يلزم من الخضر والزيت ورجع لبيته
فقامت خديجة من حينها وأخرجت القدر من الدهليز وطلبت فحما ووقيدا من عند جارتها وبدأت تطبخ مثل النساء
فمنذ زمن لم تشعل الكانون ولم تشم رائحة الطعام في دارها
قال عبد الله ليس لنا شيئ لنسهر لكن غدا سأشترى شايا وسكر وربما لوزا لكني أشعر الآن بړڠبة في النوم فأمامي شغل كثير غدا
في الفجر نهض عبد الله على صياح الديكة صلى صلاته ثم خړج وغاب طول النهار وجاعت المرأة فأكلت ما بقي في القدر ثم نظفت البيت وفي المساء سمعت صوت عبد الله
وكان الفتى ينظر بسعادة لإمرأته وهي تفتح القفف
فقال لها صاحب الدار التي صبغتها تاجر ثري
وفي نصف النهار أعطاني صحن فيها لوبياء وفخذ دجاج فوضعتها في ركن ولما سألني لماذا لم آكل
أجبته لقد أخفيتها لإمرأتي
فقال بارك الله فيك على معروفك
ولما أنهيت عملي قال الرجل هذه أجرتك ومعها قفة والله لن تعودن لإمرأتك
إلا بدجاجة لطبخ اللوبياء و بالدقيق لخبز الشعير وكل ما يلزم من طماطم وفلفل حار
وحين كنت في الطريق اشتريت الشاي والسكر واللوز والفحم وفضل الكثير من النقود في جيبي
بعد قليل فاحت رائحة الدجاج والتوابل في الدار
ثم دارت أكواب الشاي واللوز المقلي
وبدأت الجارات يغرن من خديجة بعدما كن يشفقن عليها
وذات يوم أتاها بقطعة قماش وطلب منها أن تخيط ثوبا جديدا بدل الذي عليها
وبعد مدة أتاها بحذاء وبدأت حال خديجة يتحسن وصح بدنها وزاد
جمالها وبعد أن كان زوجها يبيت في الشارع أصبحت تناديه سي عبد الله
وأحد الليالي سمعها جارها منصور وكان رجلا مټكبرا
فقال لإمرأته هل رأيت خديجة إبنة الأكابر يتزوجها متشرد والآن صار سيدا في هذا الحي
فردت عليه أليس هو أحسن من الذي كان يجوعها الرجال بشهامتها يا سي منصور وإلا أنا مخطئة
قال لها لما تتحسن حال خديجة فلن تعود بحاجة إلى ذلك الجائع فكل واحد يرجع لأصله هكذا جرت العادة
لكن ما يجهله منصور أن خديجة تزوجت صغيرة ولم تعرف ما هو الحب حتى رأت عبد الله وفي البداية لم تكن تعرفه وظنت أنه كغيره من فقراء العمال الذي يعيش ليأكل وينام
لكن رأت بين أمتعته كتبا يقرأ فيها كل يوم ولما فتحتها تعجبت فلقد كانت في الكيمياء و رفض أن يجيبها لماذا يحتفظ بتلك