أحببت العاصي بقلم أية ناصر
أستمع أحد الرجال ينادي من خلفه باسمه فذهب إليه ليقول له
في إيه يا حليم
نظر اليه
الرجل وقال بنبرة قاسېة
الباشا طلب مننا أن نروق الواد اللي جوه ده لحد ما يجي وقالي أقول تجيب العياب هنا عاوز أما يجي تكون جبتهم
نظر له بعدم فهم وقال له لكي يستفهم عن الامر
هو في ايه وليه خلاني أوديهم وحالا عوزهم
من أمتي واحنا نعرف في ايه إحنا عبد المأمور بس شكل كدة نهاية الواد ده قربت يله روح أنت بسرعة عشان شكله جاي في الطريق
ماشي وسار ولا يعلم ماذا يفعل الآن هل يجلب الطفلان ويسكت أم يخرج عن حالة الصمت تلك ويتحرك لعلة يساعد بها غيرة
كانت تجلس هي وقمر في ردهة المنزل و انضمت لهم فداء اخذت تنظر في ساعة يدها كل دقيقة عله يتصل بها الآن كانت تفكر في صغيرتها كثيرا ولكنها عن هذه النقطة تحديدا تتذكره أين هو فالحياة من دونهما كحياة بدون ماء وهواء كيف سيكون مصيرهما ومصير طفلتهما بينما كانت قمر تفكر في ذلك الجواد لا تعرف كيف يفكر هذا الرجل هل يفكر بمنهج اجرامي مخضرم أم انه شخص سلك ذلك الطريق للوصل لهدف فقط وفي فكرها ألف علامة استفهام هل حقا هو وراء كل هذا أم في تلك القضية طرف ثالث يساير الأمور من بعيد الألف والألف من الأسئلة ولكن قطع أفكارها خروج زوجها بسرعة من تلك الغرفة التي كان يجلس بها منذ الصباح ومعه ماجد وعمرو كان الاضطراب ظاهر علي وجوههم في حين أسرع زوجها بالصعود للطابق العلوي و هتف لماجد بنبرة حادة
نظرت عاصي إلي ماجد وهتفت بسرعة وخوف
في إيه يا ماجد
استدار لها وسار باتجاهه و هو ينظر إلي عينيها بهدوء وقال
ده الضابط المسؤول عن موضوع عز الدين وعاصي الصغيرة اتصل بآسر وقاله أنهم
جلهم اخبارية عن مكانهم وإحنا ريحين عشان نجبهم وان شاء الله هنجبهم وهيكونوا بخير
تسارعت أنفسها بشدة وتساقط الدمع من عينيها وهي تهتف بصوتها العذب
بجد يا ماجد يا رب يا رب
بينما اخذتها فداء في وهي ترتب علي ظهرها
أطمني أكيد خير
ولكن الأخرى ظلت تسمع وهي تتمني أن يكون الأمر هكذا ولكن شيء ما يدفعها إلي عدم التصديق ولن قطع تفكيرها صوت عمرو وهو يهتف لماجد
يله
نظرت إلي الطابق الأعلى فوجدته ينزل بسرعة وهو يشد أجزاء ويضعه في جانب ملابسة فنظرت له وقلبه يزداد من دقاته وقف هو أمامهم وهتف وهو يقول لعاصي بثقة
كلها شويا و البنت وعز الدين يكونوا
هنا ادعولنا
وهما بالخروج حين هتف هي بصوته لكي توقف وتجري في اتجاهه و تقول بنبرة مضطربة
عوزاك تروح
نظر إليها فوجده تنظر له بتلك النظرات التي يعرفها جيدا هي الأن ليست قمر الأسيوطي المتسلطة هي الأن تلك البنت التي قفدت اهلها منذ الصغر نظر إليه وسحبها بعيدا عن أنظار عاصي وفداء وهو يحمله كطفلة صغيرة بين ا ه ويهتف
لازم أروح يا حبيبتي ده عز وبعد يعني الموضوع حاجه عاديه يا قمر علي اللي أحنا شفنه المهم بقي اهدي انت وادخلي نامي شويا لحد ماجي ومعايه عز وبنت و نسلمهم لناس دي واخدك الكام يوم اللي بقين من الاجازة ونطلع شرم الشيخ نقضي أحلي شهر عسل ببطنك المنفوخة دي
ابتسم بمحبه ظاهر وقبل رأسها
وهتف بحب
هنشوف الموضوع ده أول أما ارجع يله يا روحي خليك معهم وانا شويا وهرجع
حركة برأسها وذهب وتركها وهي تتبع أثرة ة و ذلك الۏجع المستحدث يداهمها من جديد فسارت ببطء لتجلس أما عاصي التي تنظر لها وتطلب منها تفسير الأمر ولأسف هي من تحتاج تفسير
يا حبيبة أنا معرفش والله في إيه كل اللي قالوا هات العيال
علي بيت الجبل نظرت له پغضب وهتف وهي تحاول أن تتكلم بصوت غير مسموع حتي لا تقظ الاطفال
يعني إيه هاتهم ومتعرفش ليه أنا خاېفة علي العيال دول ليعملهم حاجه ايه رأيك نروح نوديهم مزرعة مصطفي مهران و نسلمهم لأي حد هناك أنت مش بتقول ان البنت بنت استاذة عاصي
يا سلام وفكرة جواد هيسبنا و لا هما حتي لو ودناهم هيخدوهم ويشكرونا مش هندخل في سين وجيم
قالها بتوتر ملحوظ فهو لا يعرف ماذا يفعل الآن فنظر لها وقال مرة أخري
اللي أعرفه أن جواد ده عمرة ما هيعمل حاجه تعرض العيال
دي للخطړ فا هوديهم و أشوف الموضوع إيه وربنا يستر ثم نظر إليها برفض فاقترب منها وهتف أوعدك يا حبيبتي هعمل كل اللي أقدر عليه عشان انقذهم
ماشي يا ماهر أما أشوف
ولكنها كانت تفكر في أمر أخر ستقوم به هي وحده لعلها تقوم بإنقاذ الجميع معهم زوجها
تعال رنين هاتفها الجوال مره واثنان وثلاثة فنظرت إلي رقم المتصل وتسارعه
أنفسها من شدة التوتر ولكنها لم تقدر علي الرد فأخذت هاتفها وأسرعت إلي غرفة قمر لتطرق الباب ففتحت قمر وهي تنطر لها بعدم فهم فرفعت الهاتف بوجه قم وهي تنطر لها فابتسمت قمر باستهزاء وهتفت
كنت متأكدة أنه هيعمل كدة
ثم نظرت لها بنظرات قوية لعلها ترسلها إلي روحها المضطربة وقالت
ردي وافتحي السماعة الخارجية وخليك هادية
فنظرت لها ثم ضغطت علي زر الرد و كان الحوار كالاتي
المكان بعيد عن المزرعة بعدت كيلومترات في منطقة مهجور وتقريبا مند ساعة يراقبون الوضع من بعيد والمنطقة ساكنة لأبعد حد حتي ذلك المنزل مظلم ظلام دامس ولا دليل علي وجود أحدهم بالداخل نظر آسر إلي الضابط للمسؤول عن تلك القضية وهتف بخفوت
مستحيل يا ممدوح يكون ده المكان
نظر له ثم نظر إلي المنزل و قال بنبرة عادية
البلاغ اللي جه قال أنهم هنا
بلاغ من مين أكيد في حاجه غلط
مش عارف يا آسر بس أنا مردتش أقول قدام الجماعة بس المكالمة جت بليل للنجدة و الشخص قال فيها انه هو اسمة عز الدين مهران و مخطۏف وفي المكان ده وحددنا مكان الموبيل فعلا كان هنا
نظر آسر له بريبه ثم نظر حوله وقال
يبقي لازم نهاجم حالا نشوف يله
ونزل من السيارة وبدأت القوات بالاتجاه إلي البيت لمداهمة المنزل ولكن سار آسر باتجاه سيارة ماجد وطل عليهم وقال
احنا هنقتحم البيت حالا بلاش تنزلوا من العربية الا اما ابعت لكم
كاد آدم أن يتكلم فهتف آسر بقوه وقال
يا دكتور أنا فاهم هتقول ايه بس ده لمصلحتكم
وسار باتجاه المنزل و كان هناك ما توقعه تمام لا يوجد أحد بالمنزل نظر حوله و داف إلي الداخل بهدوء فكان هناك آثار دماء في تلك الغرفة وبعض ادوات الټعذيب
و بالغرفة الثانية يوجد مهد صغير خاص بالأطفال وبعض الملابس المتسخة الملقاة علي الأرض بإهمال وما هي إلي دقيقة حتي حضر ماجد وعمرو وآدم
نظر آدم للمكان بشبه حصره وأسرع ليري تلك الملبس فاتسعت عينه أنه ملابس عاصي الصغيرة هو يعرفها جيدا فهو من أشترها لها فقال بصوت حاد
البنت كانت هنا ده لبسها
بينما نظر ماجد إلي تلك الغرف التي يوجد بها أدوات الټعذيب فدلف إلي الدخل و نظر لها بحسرة جلس واقترب منها وهو ينظر له فانزلق من عينيه دمعة هاربه و هو يهتف بنبرة حزينة
عز الدين
بينما
وقف خلفه عمرو ليدعمه فوقف ماجد وهو يضغط قبضة يده پغضب و حينها لمح عمر تلك القلادة فاسرع إليها أنها قلادة عز الدين تلك القلادة الجلدية التي كان يلبسها دائما و بداخلها كان لقبة النسر فنطق عمرو وهو يحمل القلادة
عز الدين كمان كان هنا
هتف آسر لممدوح وهو
يبحث أيضا للعله يجد شيئا أخر
يبقي كانوا هنا فعلا ولما حسوا ان عز الدين اتصل بالنجدة
هربوا ونقلوهم في حتي تانية
هقتله والله لقټله
قالها ماجد پغضب جامح وهو ينظر لدماء في حين هتف آسر
اهدي يا ماجد فات الكتير معدش الا القليل ونوصل ممدوح لازم كاميرات المراقبة اللي علي الطريق وقريبه من المكان ده تتراجع والرقم اللي عز الدين اتصل منه يترقب
ماشي يا آسر باشا
وخرج الجميع من هذا المكان وهم يجرون حسرتهم ولا يعرفون الي اي وجهه يتوجهون ولكن في مكان أخر كان الأحوال لا تنم علي خير
خدي ده خليه معاك في جهاز تتبع و أنا هقدر أعرف مكانك منه و بدام هو طالب أن يشوفك في المزرعة مفيش خوف و بردك هقدر أسمعك منه بس أهم حاجه تكوني هادية و تعرف أن جواد ده مش سهل و حيات بنتك وأبوها في أيدك تمام
نظرت لها وهي تهتف بنبرة قوية خارجه من ذلك الۏجع الكامن داخل قلبه
ماشي
أنا هبقي وراك متخفيش ولو حصل اي حاجه هكون معك متخفيش يله عشان منتاخرش ثم صمتت لوهله وقالت في هنا
نظرت لها عاصي واتسعت عينيه و قالت لها
ليه
مفيش بس لازم يبقي معانه للطوارئ
أه فيه الخاص بآدم
طيب تعرفي تجبيه
أيون
استطاعت أن تعرف أن هناك خطړ ما سيداهمهم هذا الجواد يلعب لعبه وعليها أن تكون حذرة لأبعد حد
وما هي إلا عددت دقائق وكانت تقف أمام جواد و هي تنظر و هو أيضا
ظل الوضع هكذا لعددت دقائق ثم قطعت هي الصمت وقالت
جواد في أخبار عن البنت
ضحك ضحكة ساخر و هو ينظر لها ويقول بنبرة استطاعت أن تقرأ فيها سخريته أيضا فانقبض قلبها سمعته يقول
بخير البنت بخير هو مفيش أخبار من آدم ولا ايه
أنت أنت عرفت الموضوع
قالتها بارتباك واضح ليرد عليها بثقه
طبعا ما أنا اللي بعتهم هناك
إيه
ضحك مره آخري وقال بنبرة مريبة
عاصي أنت وأنا عرفين كل حاجه فتعالي يا عاصي نلعب علي المكشوف عشان نقدر نساعد بعض
كاد قلبها أن يخرج من محله من الخۏف و هي تنظر له وقالت
أنا مش فهمه حاجه
ضحك مرة اخرة بشدة وقال لها
طيب تعالي معايه وأنا هفهك
سارت خلف ولا تعرف وجهتها سارت ودقات قلبها تتسارع ولا تعرف ماذا ينظرها بينما كانت الاخرة تراقب من بعيد وتستمع إلي حوارهم و كان الأخر يتكلم برياحة و هو يسير
و يهتف
من زمان وأنا بحبك ونفسي أوصلك عملت كل حاجه عشان أوصلك كل حاجه بس أنت روحتي للي چرحك ومع ذلك رضيت و انتظرتك لحد الوقت اللي جيت فيه وجايبه معاك حتي منه كان لازم سعتها أتصرف مش هقف واتفرج عليك وانت رجعه ليه تاني
فخطفت البنت ورجعت خطفت عز الدين
وكأنها لم تستمع إلي كل هذا هي فقط تستمع إلي دقات قلبة و فجاه وجدته بيقول
بالظبط و حالا انت اللي في ايدك خلصهم
وصلوا إلي ذلك البيت المهجور كان بعض الرجال يقفون أمامه فنظر