الأحد 24 نوفمبر 2024

بقلم الهام رفعت

انت في الصفحة 18 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


علشان فرق العمر بينا و....
ايه يا بت انتي فيه ايه .
الحق يا سي عمار الست مارية بيسقطوها .
حدجها عمار بنظرات مرعبة هتف باهتياج وهو يتحرك ناحيتها
هي فين انطقي .
ازدردت الفتاة ريقها بارتباك ملحوظ ردت بنبرة متزعزعة 
عند الست فريدة الداية اللي هتسقطها بلغتني أقولك .
تشنج جسد عمار واحتقن وجهه پغضب وجه نظراته الغاضبة ناحية مكرم وحدثه بحدية 

روح ناديلي راشد بسرعة خليه يحصلني على هناك مبقاش ينفع اسكت اكتر من كدة .
قالها عمار وركض ليتوجه إلى هناك وذلك لقروب المسافة وعن مكرم هرول هو الآخر لتنفيذ ما أمره به فهو على علم بتأزم الوضع ناهيك عن حالة عمار وهيئته التي يخشاها من حوله ..
عودة للوقت الحالي ..
تقدم راشد من أخته المتصلبة موضعها وتنظر له بتقاسيم عابسة وقف أمامها بهيئته الطيبة قال لها بعقلانية 
فريدة أنتي لازم تفهمي كل حاجة علشان كل اللي بتعمليه ده غلط ومالوش لازمة .
التوى ثغرها بابتسامة مستهزئة سخرت بحنق
تحامل عمار على نفسه والتزم الهدوء من اجل زوجته اكتفى فقط بالنظر لأخيها راشد ليتابع حين اشار له برأسه أنه لا يمانع كشف السر اومأ راشد رأسه بتفهم وجه بصره لأخته وتابع حين امسك ذراعها ليجبرها تنظر إليه 
صبري اللي بدافعي عنه مكنش زي ما انتي فاهمة جوزك كان متجوز رجاء في السر علشان يخليها تتجسس على سلطان اخوها وتديله اسرار شغله علشان يبوظهوله ولما عرف أنها حامل راح قټلها وقال دا مكنش يقصد .
حملقت فيه فريدة پصدمة جمدتها موضعها غير مستوعبة ما تفوه به وظنت أنه يهذي بالحديث اقنعت فريدة نفسها بذلك ولكن قلبها لم يقتنع كان الصدق في حديثه فلما يشوهون سمعته هذا أخيها من يخبرها وهو ذراعه الايمن ويعرف عنه ما تجهله هي هذة هي حقيقة زوجها المخادع عاد لذاكرتها بعض الشكوك حيال ما كان يفعله ابتعدت مارية عن عمار ونظرت لوالدتها بقلق
فهي تخشى صډمتها فهي لن تتحمل همت بالتحرك نحوها ولكن منعها عمار نظرت له واشارت بيدها كأنها تقول أنها لن تفتعل لها شيئا تفهم وأخذ يتابع ما يحدث بترقب دنت مارية من والدتها ووقفت بجانبها نظرت لها لتجد الشحوب غطا وجهها حزنت عليها ومدت يدها لتضعها عليها قالت بنبرة قلقة
ماما أنتي كويسة .
هنا تنبهت فريدة ونفضت يدها پخوف كأن كهرباء لمستها للتو نظرت لها مارية بحزن على حالتها فبالفعل لم تكن فريدة بوضع جيد وقعت عليها الحقيقة المرة لتجد أن من أحبته وفعلت ما بوسعها لټنتقم ولم تتزن في وقفتها قلقت مارية أكثر عليها واحتضنتها لتحيل دون سقوطها وكذلك عمار الذي انضم لهن ليحملها قبل أن تنفلت من مارية وتسقط على الأرضية حملها عمار بين ذراعيها وانتفض راشد من موضعه قلقا على اخته الصغرى كانت مغيبة عن معرفة الحقيقة ولكن عليها معرفتها نظرت مارية لعمار وقالت بنبرة مذعورة اختلط بها بكاءها الوشيك
ماما حصلها ايه اوعى تخليها ټموت ....
لاحقا جاء الطبيب وفحصها تبين أنها تعاني من صدمة أدت لفقدانها الوعي طمأنهم الطبيب على حالتها وذهب كانت مارية ملازمة لفراش والدتها وتنظر لها بحزن حيث جلست على الفراش بجوارها تتأمل وجهها بشفقة كانت هي مثلها مخدوعة في والدها ما حدث لحبيبها حين اخبرها بحقيقته أنساها الصدمة واكتفت بإنقاذه مما كانت ستفعله معه فهو لا يستحق أن يعاني بسبب خداع والدها للجميع وقف عمار بجانب ابن عمه وكذلك راشد يتطلعون عليهن في صمت فما حدث ليس بالهين ولكنها الحقيقة ولا يمكن أخفاءها أكثر من ذلك لم يتحمل عمار رؤية زوجته هكذا وجد أنها لابد لها أن ترتاح فهي ما زالت مجهدة فما حدث لها هي الأخرى ليس بجيد تنهد بهدوء ودنا منها وضع يديه على اكتافها من الخلف وانحنى عليها ليهمس بنبرة أكثر عقلانية 
مارية حبيبتي قعدتك دي ملهاش لازمة تعالي ارتاحي شوية زعلك مش هيعمل حاجة والدكتور طمنا مټخافيش .
ادارت رأسها ناحيته ونظرت له بشبح ابتسامة نهضت معه فهي تحتاج للراحة خاصة أنها تعاني من تقلصات في بطنها نتيجة صړاخها وبكاءها الذي اضعف قواها وانهكها أخذها عمار وتحرك بها للخارج اعترضت بنبرة ضعيفة 
لا يا عمار انا هنام هنا جمب ماما
مش هقدر اسيبها ويمكن تفوق ومتلاقيش حد عندها تقوم تعمل في نفسها حاجة .
حرك رأسه بتفهم ابتسم وقال وهو يتحرك بها للأريكة 
يلا يا حبيبتي علشان ترتاحي وتناميلك شوية .
تحركت معه بحذر وجلست على طرف الاريكة نظرت له واستفهمت بمعنى
وأنت يا حبيبي هتنام فين .
نظر حوله يبحث عن مكان ملائم رد وهو يشير على الأرض 
هنام جمبك هنا يا حبيبتي ما أنا مش معقول هيجيلي نوم وأنتي بعيدة عني .
هتفت باستنكار 
هتنام على الأرض تتعب يا حبيبي .
ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي أنا من غيرك ولا حاجة .
تابع بهدوء 
يلا بقى علشان ترتاحي .
ابتسمت له وتسطحت على الأريكة أخذ هو وسادة صغيرة ووضعها

على الارضية كي يضع رأسه عليها تسطح على الأرض ونظر للأعلى يستنكر مبيته اليوم في هذا المكان تنهد بهدوء وأغمض عينيه ليذهب في النوم لم تستطع مارية النوم وهو كذلك زفرت بعدم راحة واعتدلت في نومتها نظرت له بحب فهو يفعل ذلك من أجلها ما أعظم هكذا حب ! ابتسمت وهي تمرر انظارها عليه فكم عشقت ملامح وجهه وكل ما فيه تنهدت بحرارة ونهضت من على الاريكة جلبت وسادة ووضعتها بجانبه تسطحت مارية بهدوء بجواره على الارضية تقلقلت في نومتها واعتدلت لتجلس 
بحبك ربنا ما يحرمني منك يا حبيبي ....
في الصباح افاقت باكرا كعادتها اليومية توجهت اسماء لتجهيز الإفطار لهم نمقت طاولة صغيرة ببعض الطعام الشهي ليتناوله اخذتها اسماء وولجت لغرفتهم وعلى محياها ابتسامة بشوشة ظنت كعادتها ضرورة افاقته ليتناول افطاره ولهذا توجهت إليه جلست بجانبه 
فؤاد فؤاد حبيبي اصحى علشان تفطر .
تنمل في نومته وفتح عينيه ونظر لها لبعض الوقت إلام استوعب وجودها معه ابتسم فؤاد لها بحب ورد 
صباح الخير يا حبيبتي .
ابتسمت له ليسألها باستغراب 
أنتي صاحية بدري ليه المفروض احنا عرسان يعني نصحى براحتنا .
نظرت له كأنها لا تجد ما هو غريب فهي عادتها ابتسم فؤاد حين تفهم ما فعلته اعتدل في نومته واعتدلت هي الأخرى نظر لها وقال بجدية ذات معنى 
لازم تعرفي أن دا بيتك يعني تصحي وقت ما تحبي وكمان مش
عاوزك تعملي حاجة كان فيه واحدة بتيجي تنضف البيت وتمشي انا هخليها هنا على طول علشان تشوف طلباتك .
حدقت به اسماء مستنكرة كل ذلك ردت بتساؤل 
وليه كل ده أنا مش كتير عليا اخدمك أنت ووالدك واعملكم كل اللي انتوا عايزينه .
هتف باحتجاج 
انتي مراتي عارفة يعني ايه مراتي يعني بقيتي هانم دلوقتي كل حاجة قبل كدة تنسيها شغل مش عايزك تعملي.
نظرت له بتفهم كونها كانت خادمة ردت بطاعة 
حاضر يا حبيبي .
حملق فيها بشدة قال قاطب الجبين 
حاضر يا أيه قولي تاني عاوز اسمعها .
ابتسمت بحرج وردت 
حاضر يا حبيبي .
بدا عليه المكر ابعدها ليقول ببراءة مخادعة 
هو أحنا نايمين الساعة كام .
ردت بتذكر 
الفجر كدة .
اظلم عينيه وقال بعتاب زائف 
طيب بذمتك نايمين الفجر ومصحياني بدري .
بررت بمعنى
سامحني انا قولت يمكن عندك شغل .
اندهش مما تفوه به نظر لها وهتف باستنكار 
كمان عندي شغل يوم صبحيتي .
نظرت له بوجه برئ لم تعرف بما تجيب بينما قال هو ليوافقها الحديث
عندك حق أنا فعلا عندي شغل مهم قوي وممكن يقعد كام يوم .
قال جملته لتتسلط نظراته المتمنية عليها جعلها تتسطح بجانبه و.. بادلته ما يفعله هي الأخرى وذهب الإثنان إلى عالم هو وهي فيه فقط ..............
فتحت عينيها ببطء ورمشت عدة مرات لتستعيد أفاقتها الكاملة من نومها نظرت فريدة أمامها لبعض الوقت ليعود بذاكرتها ما حدث امتلأت الدموع في عينيها فما علمت به لن يتخيله أحد اقسمت من تلك اللحظة أن تتناساه وللأبد فقد عكر فكرها ناحيته ولن تعود كالسابق مسحت باناملها عبراتها الوشيكة على النزول لتحيل بكاءها عليه تنهدت بعمق وهي تلوم نفسها فقد شارفت أن تودي بحياة ابنتها الوحيدة من أجله حمدت الله بأن مشيئة القدر وقفت معها وإلا ما سامحت نفسها بقية عمرها اعتدلت فريدة لتنهض بتكاسل هي تتنهد باجهاد تصلبت فجأة حين وقعت عيناها عليهم تجمدت انظارها الشاردة عليهم وهم هكذا ابتسمت بمحبة وهي تطالعهم بنظرات راضية كانت ستخسر ابنتها وتحرمها ممن احبها واحبته بصدق هذا هو الحب الذي لم يزعزعة أي شيء مهما كان احبتهم فريدة وتمنت لهم الخير ابتسمت بسخرية فهي الآن تتمنى لهم السعادة الابدية فقد كانت قبل سويعات قليلة تفكر في قټلهم تنهد بهدوء ونهضت من على الفراش كي توقظها من نومها ..
تقدمت فريدة منهم ودنت من الارضية لتجثو على ركبتيها امامهم هزت ابنتها بهدوء وهمست
مارية اصحي يا بنتي .
عاوزة ايه منها .
استحوذ الحزن على فريدة لظنه بأنها ستفتعل بها مكروه ما نعم هو محق فما فعلته بالأمس ليس بالهين نظرت له لتقول بطيبة تعجب
منها 
مش هعملها حاجة انا كنت بصحيها .
نظر لها بخزي من نفسه قال بأسف 
سامحيني أنا بس خاېف عليها و...
جذم جملته حين نظر لمارية وهي تفيق استيقظت مارية لتنظر له بابتسامة ناعمة قالت له بحب
صباح الخير يا حبيبي .
ابتسم لها ونظر لوالدتها بمعنى لاحظت مارية نظراته خلفها وادارت رأسها لتتفاجأ بوالدتها نهضت لتقول بتلهف شديد
ماما حبيبتي انتي كويسة .
ابتسمت لها فريدة بحزن وردت بهدوء بعدما خطفت نظرة حزم لعمار
انا كويسة يا بنتي أنا جيت اصحيكي علشان متتعبيش من نومتك دي .
اعتدلت مارية سريعا وهمت بقوة وهي تتنهد براحة مستطيرة اعتدل عمار هو الآخر ونهض ليقف ثم نظر لهم بابتسامة خفيفة مسحت فريدة على ظهر ابنتها بحنان كانت قد نسته ورسمت بدلا منه القسۏة قالت فريدة بنبرة حنونة 
سامحيني يا مارية أنا كنت مخدوعة ومش عارفة الصح فين اوعي تزعلي مني يا بنتي .
ابتعدت مارية عنها قليلا لتتمكن من رؤية وجهها عاتبتها 
عمري ما ازعل منك يا ماما أنا بحبك قوي وخفت عليكي انتي لدرجة أني اترددت كتير أقولك ولا لأ .
ابتسمت فريدة برضى وقالت 
الحمد لله أني عرفت الحقيقة في الوقت المناسب وإلا مكنتش هقدر اسامح نفسي طول عمري .
ربنا ما يحرمني منك يا ماما ويطولي في عمرك .
وقف عمار يتطلع عليهم ويستمع على حديثهم العفوي والذي لامس شيئا ما بداخله يوحي بصدق الحب المتبادل بينهم تنهد بحبور ليخرج كل ضيق مر عليهم ويحل محله المحبة والهدوء بينهم تذكر عمار في فكره موضوع عمته وسأل نفسه ماذا أن علم والده
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 21 صفحات