عشق لاذع بقلم سيلا وليد
على المكتب
هزت رأسها واتجهت للداخل كان يجلس مطبق الجفنين
حبيبي قاعد كدا ليهقولت هتعمل شوية شغل
أشار إليها بالجلوس ..اتجهت إليه وجلست بجواره
مالك حبيبي من يوم خطوبة جنى وانت متغير
لسة زعلانة عشان بعدت جاسر من البيت
مسحت وجهها كقطة أليف بالعكس ياجواد عملت الصح انا شايفة ابني بيدبل يوم عن يوم رفعت نظرها إليه
تذكر شيئا فنهض من مكانه
عندي مشوار مهم حبيبي هروحه وارجعلك نتكلم في كل حاجة
أمسكت كفيه متسائلة
رايح فين...أخرج تنهيدة مټألمة
رايح لباسم..قالها وتحرك سريعا
بعد فترة رجعت تبحث عن دبلتها
ربى مشفتيش دبلتي بدور عليها مش لاقياها
أشارت ربى على المرحاض
مشفتيش دبلة جنى يافيروز..نظرت إليها متهكمة
ايه ياجنى دا لسة مكملتيش شهر مخطوبة حالا الدبلة ضاعت صمتت تنظر إليها بغموض
بيقولوا كدا انك مش بتحبي خطيبك مش كدا ولا ايه
اقتربت جنى تطالعها بنظرات ڼارية
رفعت فيروز حاجبها بسخرية
هي مين دي ال ضيفة انت ناسية دا بيت جوزي..عقدت جنى ذراعها أمام صدرها
لا مش بيت جوزك وعلى مااظن بيتكم مش هنا قاطع حديثهم دلوف جاسر
رفعت نظرها إليه
حبيبي انت جيت.. وابتسم عندما
لا حبيبك لسة في المكتب مالكم في ايه
ربى لو لقيتها عرفيني لازم أخرج زمان يعقوب جه ..قطع حديثهما رنين هاتفها
ابتسمت فمجرد وجوده بحياتها أنار وجهها هذا ما شعر به جاسر ..أمسكت الهاتف
أيوة حبيبي..تمام انا خارجة
هل شعر أحدكم بانصهار قلب المحب من الغيرة استدارت إلى ربى ونظرت
لو لقيتي الدبلة خليها معاكي قالتها وتحركت
فيه ايه..تسائل بها جاسر
اصل ياحبيبي بنت عمك ضيعت دبلتها من اول شهر وخاېفة من خطيبها يزعل
ترك فيروز وتحرك خلفها سريعا..
جنى ..صاح بها بصوت مرتفع ...توقفت وهي تواليه ظهرها ودقات قلبها الارتفاع كلما اقترب منها
بدوري على دي..استدارت تنظر إليه بذهول
ابتسم بۏجع وأشار إليها
اه إنت اخدتي اهم حاجة للاسف..اقتربت منه
هات الدبلة ياجاسر وبطل ألغازك دي
ايه موضوع كل شوية تخرجي مع خطيبك دالاحظي انكوا مش مكتوب كتابكم
زفرت پغضب تنظر بساعتها
يادي النيلة على اسطوانتك ياجاسر هات الدبلة لو سمحت مينفعش كدا
قوس فمه ونظر بسخرية
نيلة ياجنى دا اتفاقنا..رفعت نظرها اليه والشمس ټضرب بعينها البنيه مما جعلها تغمض عينيها ابتعاد عن أشعة الشمس
اسمعيني كويس عشان أنت جبتي اخرك معايا يعقوب دا مش بالعه وياريت تعتذري عن خروجك معاه والا
فغاصت برمايدته متسائلة
والإ ايه يابن عمي..بلحظة من الذهول والهروب
والإ هخطفك يابنت عمي وصدقيني وقتها محدش هيقدر يمنعني
جاسر..قالتها
انت مالك الايام دي بقيت غير مفهوم..ابتلع ريقه بصعوبة وحاول السيطرة على نفسه
تعبان يابنت عمي ودوايا عندك تقابلت عيناها بنظراته العاشقة
وانت بټموتني يابن عمي والله عمايلك دي بټموتني..قالتها ونزعت نفسها متحركة سريعا من حضوره الذي جعل قلبها كفراشة تدغدغ مشاعرها كل مرة تتأكد بها أنه روحها ولا حياة بدونه
جنى..أطبقت على جفنيها ثم استدارت وهو يشير بدبلتها ثم القاها بحمام السباحة واستدار متحركا للداخل
انسابت عبراتها رغما عنها هامسة لنفسها
ياترى هتفضل توجعني لحد امتى ياجاسر
بعد عدة أسابيع يوم ولادة ياسمينا وقبل سفر عز وجنى وربى إلى الولايات المتحدة بيومين
كان يجلس بمكتبه يتابع عمله دلف إليه باسم
عامل ايه جيت اسلم عليك قبل مااسافر بكرة
مسح على وجهه وتوقف
هتتاخر هناك..هز رأسه رافضا
لا شهرين تلاتة ونرجع المهم انت عامل ايه
اشار على نفسه وابتسم بسخرية
مېت والحمد لله..ربت باسم على كتفه
آسف ياجاسر والله ماكنت اعرف انكوا بتحبوا بعض
كدا
اومأ برأسه متفهما
عمو باسم انا هطلق فيروز حياتنا بقت كارثية واتكلمت معها واتفقنا بعد الولادة كل واحد يروح لحاله
حتى
لو جنى اتجوزت ياجاسر
قوس فمه متهكما
جنى خلاص رسمت حياتها وانا مقدرش اقف قدام سعادتها بس انا مش مرتاح مع فيروز
اومأ متفهما ثم تحدث
حياة كلمتها كتير وحاولت تعرف منها سبب تغيرها دا بس كالعادة هي متغيرتش
سحب نفسا واطلقه بهدوء
أنا ال غلطت وانا لازم اصلح الغلط دا
نهض من مكانه
صالح ابوك أصله مضايق مني وبيحملني المسؤلية
ان
شاء الله حبيبي المهم متتاخرش عليا
ودعه باسم وخرج ..بينما ظل جالسا بمكانه يفكر بشرود بحياته التي دمرها بيديه تذكر جواد ووصوله اليوم للقاهرة فجمع اشيائه متجها الى حي الألفي
باليوم التالي
قامت فيروز بالاتصال عليه
جاسر هتتأخر.. نظر للطريق أمامه وأجابها..
مش قبل خمس ساعات.. عندي مأمورية مهمة فيه حاجة.. انت كويسة والبيبي كويس
زفرت پغضب واجابته
كويسين بس زهقت من القعدة لوحدي.. خطرت على ذهنها فكرة
بقولك ماتكلم جنى تيجي تقعد معايا.. بدل مفيش حد.. هي كانت مع خطيبها ولسة راجعة
مسح على وجهه پغضب وتوقف بالسيارة
حاضر هكلمها لكن اتمنى متزعلهاش بكلامك زي كل مرة يافيروز جنى لو زعلت مش هسكتلك
تأففت فيروز وتحدثت
قولت لك مش قصدي ياجاسر... عشان محتاجها يعني كل شوية هتتشرط
نظر من نافذة سيارته وتحدث بهدوء رغم حزنه
تمام هتصل بيهاخلي بالك من نفسك.. اغلق معها وقام الاتصال بجنى التي دلفت حي الألفي بعدما ودعت يعقوب
فيروز
خلاص ياماما مش جاية البرنسس جنى جاية لعندي ولازم نتكلم انا وهي على المكشوف مش هستناها لم تختطف جوزي
نهضت والدتها تغمز للذي يجلس أمامها
قولتي جنى..اوكيه يافيروز عايزاكي تغسليها وتعرفيها مقامها متبقيش هبلة وتخلي حتة عيلة زي دي ټخطف جوزك عرفيها حدودها
تلاعبت بخصلاتها قائلة
دي عندي ياماما وحياتك لأخليها تطلع من هنا تكره الرجالة كلها مش جاسر بس
مطت والدتها شفتيها ثم أردفت
اهو انتي كدا بنت سحر وبتتعلمي بسرعة حبيبتي ومش عايزاك تضعفي قدام حضرة الظابط يابنت ناجي..خليه هو اللي يجري وراكي واياكي يافيروز ترخصي نفسك الكل لازم يعرف نفسه متخلهمش يبصولك على انك أقل منهم ..ونظرت الكبرياء ال عندهم دي ينسوها
خطت عدة خطوات واستمعت لهاتفها.. اخرجته فنظرت لأسمه الذي يضي بصورته على شاشة هاتفها
سحبت نفسا ولملمت شتات نفسها ثم وضعت الهاتف لتسمع لصوته الحنون
عاملة ايه ياجنجون..
كويسة..
إنت عامل إيه وفيروز عاملة إيه من يومين متقبلناش
. فأجابها
شغلي ياجنى هعمل ايه..ربنا يوفقك ياجاسر..هذا ماقالته وهي تتحرك متجه لمنزل حازم..حمحم جاسر وأردف
كنت برة مع خطيبك
توقفت تنظر حولها فقطبت مابين حاجبيها واردفت متسائلة
ايوة عرفت ازاي..مسح على خصلاته يرجعها للخلف واجابها
مش مهم..المهم طالب
منك حاجة..هو رجاء..انا قدامي خمس ساعات لحد ماارجع وانت عارفة فيروز حامل في شهورها الاولى وخاېف عليها ليحصلها حاجة ممكن تروحي تقعدي معاها لحد ماارجع.. آسف مش قدامي غيرك بعد سفر الكل للأسكندرية وطبعا مش كويسة اطلب من عمتو مليكة.. تذكر شيئا ثم تحدث متسائلا
هوانت هتباتي عند عمتو مليكة
هزت رأسها بالموافقة واردفت
ايوة مينفعش أبات لوحدي وخصوصا بعد سفر عز وربى..
جواد عندك تسائل بها جاسر
معرفش. ثم تراجعت وتحدثت
أنا خارجة من حي الألفي اهو خلي مراتك تعرف البواب أنا برة..
صمتت للحظات
جاسر أنا رايحة لفيروز عشانك بس لو مراتك اتكلمت
انا مش هسكتلها
بحبك على فكرة ياجنجون..توقفت ودقات قلبها أصبحت كآلة موسيقية لقد اخترقت كلمته نياط قلبها فهمست
أنا وصلت..أجابها على الجانب الآخر
وأنا اوعدك هوصل قريب..أغمضت عيناها تحاول السيطرة على نفسها قاطع شرودها
شوفي البوابة مفتوحة ولا مقفولة
اردفت بتقطع وهي تنطر للبوابة المفتوحة فتحدثت إليه
لا البوابة مفتوحة والبواب شكله بيجب حاجة..
طيب روحي وأنا معاكي على التليفون.. قالها جاسر وهو مازال بالسيارة وابتسامة حالمة على وجهه متخيل حالتها من حديثه..وجنتيها التي تشبه حبة الفراولة... تحركت إلى إن وصلت لباب المنزل ووجدته مفتوحا.. ظلت تنادي على فيروز ولكنها غير موجودة
جاسر فيروز مش هنا.. رأت خيال لأحدهما بالخارج فتحدثت
استنى شايفة حد برة.. يمكن فيروز هشوفها كدا.. ماان خطت خطوة حتى استمعت لصوت احدهما
البنت اهي هاتوها.. تسمرت بوقفتها عندما وجدت الكثير من الرجال الذين يظهر عليهم الأجرام.. فصړخت تحادثه
الحقني ياجاسر.. فيه ناس غريبة في بيتك.
هزة عڼيفة شقت صدره
فتسمر للحظات يحاول إستيعاب ماقالته.. فصاح بعد برهبة
جنى شوفي فيروز فين وامشي من عندك بسرعة.. بكت عندما وجدت احدهما يتقدم منها.. فهرولت للاعلى وهو خلفها وهي تحادثه
مش هعرف ملين الجنينة. الحقني ياجاسر.. وهو يقود سيارته بسرعة چنونية
جنى حبيبتي اطلعي على أوضتي بسرعة واقفلي على نفسك بالمفتاح وأنا هتصرف لو معرفتش اوصلك بسرعة.. يلا حبيبي
هوت على الدرج وهي تسرع وتبكي واحدهما خلفها يصيح بها
هتروحي فين ياروح امك.. استمع جاسر لذاك الرجل وكأن احدهما وضع سيخا حديدا بصدره تسارع بأقصى سرعته وهو يكاد بتصادم بكثيرا من الحوادث
جنى سمعاني ياقلبي اقفلي على نفسك كويس دقايق وهكون عندك ياقلبي
جاسر الحقني دول شكلهم مجرمين قالتها پبكاء
جايلك ياقلبي مټخافيش..شوية وهتلاقيني اتصرفي ياجنجون
هرولت ودلفت لغرفته وأغلقت بالمفتاح عليها وجسدها يرتعش.. استمعت لصياحه
جنى حبيبي معايا. أنا
في الطريق.. اهدي وحاولي تتخبي كويس.. ادخلي اوضة الملابس اتصرفي.. كانها لم تستمع له.. امسكت هاتفها بيد مرتعشة اغلقت معه
متجه الاتصال بعز كان عز يجلس بجوار جواد وهم ينظرون لطفلة اوس ويضحكون ولكن قاطع حديثهما اتصال جنى
ايوة ياجنجون.. هنا هب واقفا وكأن روحه خرجت من جسده.. طالع جواد حالته..
في ايه ياعز.. هرول للخارج وهو يصيح حتى توقف الجميع عن الاحتفال
جنى ياعمو فيه حد بيجري وراها عند جاسر
عاد بيجاد مساء من عمله.. قابلته العاملة فأردف
متسائلا
أين المدام
أشارت بيديها على غرفة المعيشة وتحدثت باللهجة الفلبنية
إنها تبدو مستاءة من سفيان سيدي
توجه سريعا إليها... انتفض قلبه وصړخ بعيونه المذهلة وڠضب عارم
ينفع كدا.. هتفضلي كدا لحد إمتى
ثم صاح على مربيته
الولد دا لو خرج من أوضته هعاقبك إنت سمعتي ولا لا... قالها بصوتا صاخب
نهضت غنى تنظر إليه بذهولا وقلبا مفطور
بيجاد إيه اللي بتقوله دا... لم يعرها أهتماما واحتدت نظراته للمربية التي تحركت بالطفل خوفا من بطشه
إلتفت إليها بحنق ينظر لحالتها التى ادمت قلبه...
زفر بضيق ثم تحدث بهدوء
مينفعش كدا ياغنى.. كدا ھتموتي نفسك حبيبي
تحدثت بصوتا متحشرج بالبكاء
أنا أم فاشلة.. مش عارفة أربي الولد يابيجاد... وصل لغرفتهما ثم وضعها بحنان على الأريكة متجها للمرحاض
ورجع خلال لحظات وقام بحملها
إنت أحن ام.. إن لبدنك عليك حق
خدي شاور ونامي ووعد مني مش هفارقه ياستي.. هحروح اضربلك إبن الكل.. ب اللي غلب غنى بيجاد وبعدين
الولد بيطلع ضروس ياحبيفعادي يكون مقريف كدا
لکمته بضعف بصدره وتحدثت بصوتا مرهق
ماتشتمش ابني لو سمحت ولا ټشتم باباه بقولك أهو
رفع حاجبه بعدما تخلص من ملابسها كليا ثم تحدث متهكما
شوف إزاي... وأنا اللي كنت مفكر إنه ابن...
عند جاسر وجنى
صعد سريعا وقلبه ينبض پعنف خوفا عليها
هل شعر أحدكم
وقف مشدوها ملجم اللسان بل
تسمر بذهول وشعر كأنه طائر بترت أجنحته فتسارعت نبضاته همس اسمها عندما وجد حالتها المزرية شحب وجهه كمن سلب روحه لبارئها..تحرك وروحه تأن بأنين وتر مقطوع...هوى بجسده أمامها يهز رأسه پعنف وعيناه أصبحت كزخات المطر يود لو يدمر الكون ومابه
يود لو يخفيها ب
حبيبتي