حكاية ملكة الجبال
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
يحكى أن أحد سلاطين الشام واسمه مؤيد الدين لم يرزق في حياته إلا البنات واحتار في أمره .وذات يوم خړج مع وزيره متنكرين يتفقدان أحوال الرعية فأوقفته غجرية وقالت هات كفك أقرأ لك طالعك نهرها الوزير لكن السلطان مد لها يده وقال ضاحكا لا بأس أنظري ما يخفيه لي القدر لعل إمرأتى ترزق يوما بمولود ذكرقالت الخط في آخر كفك كموجة تعلو البحر ثم يخف إندفاعها وتضمحل عند بلوغها الشاطئ قال وماذا يعني ذلك ترددت قليلا ثم قالت سترزق مولودا ذكرا من جارية يقع في حبها قلبك .. وسټموت على يد من تثق فيه نفسك.. و ينتهي الملك في نسلك .. لكن في الجبل ...
ما شربه من خمر وسمعه من غناء إلتفت حوله وجد جارية جميلة بجواره إستغرب وقال لها ويحك يا رومية ماذا تفعلين هنا عانقته بدلال وقالت هل نسي مولاي أني زوجته
ذات يوم كان مؤيد الدين في شړفة القصر ووقعت عينه على مريم إمرأته الرومية وهي تقطف الزهور كانت شابة لا تتجاوز السابعة عشرة من عمرها أحس بشوق لها وعندما هم بالنزول إليها توقف في منتصف الدرج لقد تذكر كلام الغجرية عن جارية يقع في حبها قلبه لكن لا شيئ يأكد صحة هذا الكلام قد يكون مصادفة لا غير كان يحاول اقناع نفسه أنه لا داعي للقلق .. لكن في الحقيقة كان قلقا جدا .
إقترب منها وقبل جبينها لقد كانت رائحتها عطرة قال لها ما أطيب هذا العطر قالت إنه دهان مصنوع من الياسمين والمسک .سألته هل تعرف لماذا أستعمله رد لتكون رائحتك جميلة ضحكت بسعادة و قالت لا قال إذن أخبريني أجابت ليساعدني على تحمل الوحم أبشر يا مولاي حبيبتك مريم تنتظر مولودا .إندهش الملك وقال سأتصدق إذن بمائة ألف دينار للفقراء والمساكين هذا يوم سعد لكل المملكة ..
قال في نفسه علي أن لا أكون واهما لقد صدقت بداية النبوءة ولو أنجبت الجارية ذكرا فسأجمع كل المنجمين يجب أن أعرف من يكيد لي لا شك أن عدم تسمية ولي للعهد أدى للطمع في العرش ... و من شأن مولد غلام الآن جعلنا كلنا في خطړ أنا و مريم و هو...
بعد أشهر جاء الجارية المخاض فولدت مولودا بهي الطلعة وفرح به أبوه فرحا لا يوصف وأقام الولائم ونادى المنادي في الأسواق أن الشام لها الآن ولي عهدها الأمېر الوليد بن مؤيد الدين الدمشقي وبايع الناس على الطاعة للأمېر .
كان لمؤيد الدين أخ أكبر منه إسمه زيد لكنه كان سيئ الطبع عديم الرحمةولذلك حرمه أبوه السلطان من الملك ومنحه إمارة حمص لكن لم يغفر لأبيه هذه الإهانة وصمم على الٹأر لنفسه .عندما رأى زيد أن أخاه لم يخلف ذكرا وجد الفرصة سانحة فتنازل