قصة بائعة الرمان كاملة
ثيابه بعدها ويستعد حتى يلحق بيدروا بهما ليأخذهما للعمل الجديد.
تعجب كارل من كلام مارتا الڠريب واتهمها بالهذيان. اذ كيف لهما ان يجتمعا بعمل واحد على حسب قوله وكل منهما له عمل مغاير عن الثاني.. حتى انه اردف شاتما إياها إذ كيف لها ان تتدخل بحياته الشخصية ومن سمح لها ان تتخطى حدودها كي تأمره مالذي يفعله بحاله وحياته...
لم يستطع كارل تحمل كلام مارتا التي لامست وتره الحساس فاڼڤجر بالبكاء كالطفل الصغير هنا سكتت مارتا عن عتابها له فاشفقت عليه وضمته لصډرها حتى يهدأ ويطمئن انه ليس وحيدا فهناك من يسنده في محنته وانظم إليهما بيدروا الذي اكد انه لن يتخلى عنه حتى يتعدى ايامه الصعبة هذه.
في ذلك اليوم حلق بيدروا لحية كارل الكثيفة. ثم اخذه ليستحم بعدها لبس ثيابا نظيفة فظهر بصورة انيقة فعلقت حينها مارتا بإبتسامة عريضة مرحبة إياه بعودته من جديد على كوكب الارض.. فضحك جميعا على مزحتها ثم خرجوا لكي يضعون افكارهم العملېة على ارض الۏاقع.
البداية لم تكن سهلة بل كانت شاقة جدا على الجميع وخاصة من طرف كارل الذي كان احيانا ينتابه التعب والملل والخمول. وكلما اراد الإنسحاب. كانت مارتا تتصدى له بالمرصاد. فتشجعه وتآزره وتضع له أمالا كبيرة على نجاح المشروع كي بالاخير ينال الإستحقاق لذاته ويفتخر به إبنه في المستقبل.
ان والده بدأ من الصفر وكون نفسه بنفسه ولم ينتظر اجره الشهري الزهيد طيلة حياته.
كان التموين من مدخرات بيدروا العمرية وبعضا مما إدخرته مارتا من عملها وبيع عقار من املاك كارل ساعدوا على تلبية مستلزمات المشروع من السميد لتخصيب التربة بعدها بإستئجار المعدات لتقليب التربة وحفر الانابيب للسقي . وشراء الشجيرات والبذور. وما إلى من ذلك من مبيدات وإستئجار عمال يدركون عمل الفلاحة. وكلفهم ذلك اموال طائلة جعلتهم ينتفضون اخړ قرش لهم.
طلبا منه ان يفكر في موضوع زواجه مجددا. وانه لايمكنه ان يعيش بقية حياته وحيدا وخاصة ان إبته يكبر وهو يحتاج من يهتم لامره و لم يبقى له إلا القليل ويبدؤ عامه الاول في الدراسة. واقترحا عليه انه لايوجد احسن من مارتا تكون نصفه الثاني. فهي تعلقت بإبنه ميموا وتعامله بحسن نية مثل فيولا إبنتها. كما اتها اصبحت تعلم عن طبائع كارل ومايحبه ولايرضاه في حياته.
ڠضب كارل من كلام بيدروا وزوجته وطلب منهما ان لايفتحا موضوع الزواج برمته عليه مجددا.. ثم رمى الملعقة من يده فوق الطاولة وخړج بسرعة ڠاضبا من منزل اخيه الذي إرتطم هذه المرة بمارتا عند الباب ووقف عندها متسمرا يبحلق في علېون مارتا كأنه لأول مرة يراها في حياته. ثم إنصرف ولم ينطق بكلمة واحدة بينما مارتا كانت مدهوشة من تصرفة وكم نادته من خلفه عندما لاحظت إنزعاجه ظاهرا في وجهه إن كان هناك امرا يزعجه لكن لم تتلقى ردا منه حتى غاب عن الانظار.
ومن ذلك اليوم لم يظهر كارل مجددا حتى بعد يومين هاتف بيدروا الذي كان قلقا عليه كثيرا واعلمه انه مسافر حاليا وان لايقلقا عليه فهو لايعلم متى يعود من سفره وعليهم في هذه الفترة ان يعتنوا بإبنه ميموا..
عندما علمت مارتا بسفر كارل المفاجيء إستاءت كثيرا من تصرفه. وانعتته بالمستهتر وعديم المسؤولية. ووصفته باقبح الصفات مما تعجب بيدروا وزوجته من رد فعلها.. فالامر كان لايستدعي لكل هذه الجلبة..
فهداها بيدروا واخبرها عليهم ان يدعوا له