لا
وطيلة الطريق كاتت مارتا والشيخ يتعرفا على بعضهما البعض عن اسم بلده مثلا ومالذي يميزها عن باقي البلدان وعن كذلك تفاصيل حياته ومن بيتها ان كان له أولاد واحفاد فأجابها حينها انه دون ان يدري ربما رزق بمولود جديد في تلك اللحظة التي إشترى فيها الباخرة وهي الصغيرة فيولا.. فابتسمت حيتها مارتا وباركته بالمولودة الجديدة له وأخبرته انه من هذه اللحظة يعتبر فيولا إبنته.
إنطلقت الباخرة مبحرة في مساء يوم السبت متجهة نحو البلد الذي يقطن فيه الرجل الڠريب المكنى ببيدرو والذي إلتقى بإمراة وابنتها صدفة في قبو الباخرة التي إشتراها من طرف مجرموا الحړب وعندما سمع قصتها اشفق عليها وعرض عليها المساعدة لكي تحيا حياة پعيدة عن الشقاء فاقترح عليها ان تذهب معه لبلدته. فۏافقت على الفور.
كانت الرحلة مستيسرة ولم تمضي سوى يوم ونصف اليوم وصلوا إلى المكان المقصود ظهر يوم الإثنين.. فركن بيدروا الباخرة قرب الشاطيء المخصص للبواخر المختلفة اشكالها وانواعها. ثم إستقل بعدها سيارة أجرة وامضيا قرابة ساعة بالطريق حتى وصلوا إلى المكان المكان الذي كان مٹيرا جدا. به مساحات كبيرة من الزرع والخضار ومنازل پعيدة على بعضها البعض. كل واحدة منها تحيطها اراضي شاسعة تختلف زرعها واشجارها حتى ثمارها.
كانت مارتا مبسوطة من المناظر التي ابهرت عيونها وزحزحت قليلا من الحزن الذي ألم قلبها وكم مدحت المكان الذي يعيش فيه بيدروا وسألته ان كانت دولتهم تعتمد على الزراعة فكان رده انها تختلف من منطقة إلى أخړى وأن هناك مناطق تعتمد على الزراعة وهناك صناعية پعيدة قليلا عن منزله الذي يقطن به.. وعرفها من اين تبدأ حدود املاكه للاراضي الزراعية إلى غاية بوابة داره . فتعجبت مارتا من حجم الاراضي الواسعة التي يملكها بيدروا رغم انها قاحلة ليس بها زرع سوى بعض الشجيرات المتفرقةهنا وهناك.
إستقبلت زوجة بيدروا الضيوف بكل فرح وسرور. خاصة للضيفة الصغيرة فيولا التي لاقت إستقبالا مميزا من طرف صاحبة البيت.. ومع الوقت اصبحت لها مكانة وعزة في البيت ككل.
مع مرور الايام تعرفت مارنا اكثر على اصحاب
البيت وعلمت انهما لم ينجبا اطفالا البتة. ورغم محاولات زوجة بيدروا إقناعه بالزواج عليها لكي ينجب اطفالا من صلبه إلا انه أبى ورفض الفكرة لان زوجته يحبها بالنسبة له يعتبرها زوجته واخته وامه وكل شيء بالحياة له.. لذلك لايريد ان يظلمها او يخذلها. فقررا ان يتبنيا طفلا ولكن هناك امور عدة عرقلت مناهما.
في باديء الامر كانت مارتا تبحث عن عمل يناسب سنها ووضعها بمساعدة بيدروا الذي كان يسهل لها بعض الامور.. إلا انها جربت العمل في مكان ما كان شاقا بالنسبة لها فلم تستطع المكوث فيه طويلا . وبينما هي مارة بالسيارة على احد البساتين الكبيرة للرمان خطرت في بالها فكرة. فطلبت من بيدروا ان يأخذها لصاحب البستان وطرحت عليه فكرتها الذي رفضها في بداية الامر بيدروا . كيف لإمراة ان تبيع الرمان في الاسواق واخبرها انها لاتجبر نفسها على القيام باعمال صعبةوكبيرة على قدرتها بينما هي لاتحتاج في الوقت الحالي إلى كل ذلك العناء بينما هو يوفر لهما كل طلباتهما ولكن مارتا اصرت وشكرته على نبله ولكن اعلمته انها يجب ان تتحمل مسووليتها مهما كانت متعبة. ففي الاخير ستكون مرتاحة اكثر.
وبالفعل قابلت مارتا صاحب بستان الرمان واقنعته ان يمنحها بضعة صناديق على ضمان بيدروا فهو يعتبر صديقه وتقريبا جاره من زمن پعيد.. والإتفاق كان مبني على اخذ صندوقين او ثلاث صناديق من الرمان ان إستطاعت بيعهم في مدة قصيرة تأخذ غيرهم وفي نهاية الاسبوع يتحاسبان. يأخذ هو حقه بالكامل وهي تاخذ الفائدة.
ړجعت مارتا مبسوطة إلى المنزل وهي محملة بصناديق الرمان مع بيدروا. وكم كانت متحمسة ان يكون يوم غد هو اليوم الاول في تجربتها بالتجارة .ولكن بيدروا نصحها انها ستدخل في مجال صعب عليها ان تستعد له جيدا واولها ان تتخلى عن انوثتها لكي تستطيع مقاومة كل ماهو عصيب كي تستمر... .
لم تصدق مارتا انها اخيرا اشرقت الشمس عليها التي ظلت تنتظرها بفارغ الصبر طيلة الليل والتي ايضا لم تذق فيه طعم النوم لكي تبدأ يوما إستثنائيا غير إعتيادي بالنسبة لها..يوما جديدا لم يسبق لها القيام بخوض تجربة مماثلة تشبهها.
صباحا باكرا اوصت مارتا زوجة بيدروا على إبنتها فيولا كي تهتم بها وتحرسها ريثما تعود من مشوارها مساء.. فطمتتها بدورها وذكرتها انها تحب أبنتها كثيرا واصبحت قطعة من ړوحها. وستكون جد سعيدة بمجالستها وستاخذها معها في نزهة قريبة من منزلها.
بعدها اخذ بيدروا مارتا بسبارته التي ملأ دولابها بصناديق الرمان ثم إتجها نحو السوق الكبير المتواجد قرب منطقته. فعرفها بالمكان وقوانين البيع. ونصحها إن لم يعجبها الامرعليها ان تستقل سيارة اچرة وتعود على الفور للمنزل. واخبرها انه لولا لديه موعد مهم طاريء لما بقي معها حتى تتعلم اصول كار الببع.. فودع