السبت 23 نوفمبر 2024

رواية جراح الماضي بقلم سارة الزعبلاوي

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

بل راجل عاشق ..
استندت بكفيها علي المكتب الذي يترأسه و هي تقول پصدمه
أية اللي انت بتقوله دة يا فارس !! شريكي ازااى يعني 
هو إية اللي شريكك إزااي دي مفيهاش إزاي .. الفلوس بتعمل أي حاجة يا ليلو .. و خصوصا بقا ان محمود طلع بيحب الفلوس و وافق انه يخدعك 
قالها فارس و هو ينهض من علي كرسي مكتبها ليسير حتي يتقدم منها و هي ثابتة فأصبح الفاصل بينهما خطوة واحدة فقط 
و يا ليته بالفعل الفاصل بينهما خطوة واحدة .. بل الفاصل بينهما بحور من النيران المتوهجة لا شيء يستطيع عبورها و لا حتي إخمادها !!
هزت رأسها غير مصدقة

رفعت يديها تضغط علي رأسها بقوة و هي تجبر عقلها علي إستيعاب تلك المصېبة التي ترمي علي عاتقها فوق جبل من الهموم 
و كلما ازداد هذا الجبل قوة كلما ازدادت الارض الحاملة له تصدعا !!
انت بتعمل كدة ليه يا فارس .. احنا اللي بينا انتهي .. لو في بينا حاجة حلوة متضيعهاش انت باللي ناوي تعمله !
هتفت بها ليلي بنبرة يشوبها شيء من الرجاء لا يدل علي ضعفها .. بل يدل علي رغبتها في احتفاظها بذكرياتهما معا
ليلوي هو جانب شفتيه بسخرية و هو يقول
أي حاجة كانت حلوة بينا أنتهت يا ليلي بمجرد ما عملتي اللي عملتيه !!
ازداد خۏفها و أيضا تيقنها مما هو مقبل علي فعله .. فالقسۏة التي تتسل من بين كلماته تنذر بعاصفة لا يستطيع إيقافها سوي الخالق !!!
طيب ممكن افهم انت ناوي علي أية دلوقتي !
عادي انا بقيت شريكك في المستشفي .. يعني هدير معاكي المستشفي زي ما محمود ما كان بيعمل
ثم هبط لمستواها و اردف بلهجة خاصة بهما فقط
و متنسيش ان أنا استاذك برضو
انا مش مصدقاك انت لا يمكن تكون فارس اللي انا اعرفه.. انت مجرد مسخ شايل جسمه بس روحه ضاعت.. يا خساره يا فارس!!!
لمعه عيناه بضعف سرعان ما محي اي اثر له و قال بجدية
أظن بقا كفاية كلام عن الماضي لحد كدة يا دكتور و نبدأ شغل و عايزة اقولك علي حاجة مهمة.. انا هنا شريكك و بس يعني مفيش مجال لأي علاقات اجتماعية يا دكتور.. فهماني طبعا!
ظلت متسمرة في محلها فزفر هو بضيق و اردف
يا ريت بقا تفوقي من الصدمة اللي انتي فيها دي و تتفضلي معايا دلوقتي عشان توريني مكتبي..
ماشي يا فارس
قالتها بصوت متحشرج.. ليلتفت هو لها بعد أن كان علي وشك المغادرة و هي تسير خلفه ليصطدم بها فيلطقتها و هي علي وشك السقوط..
نظرة قاسېة يد حديدية لا تحمل أي لين قسمات وجه مخيفة
لا يدل هذا علي اي عاطفة حب يكنها لها!!
قال بصوت كفحيح الافعي
اسمي دكتور فارس..
هزت رأسها بړعب..
ليلي سويلم التي لا تخشي احد و يخشاها الجميع.. تخشي أقرب شخص إلي قلبها تخشي فارسها!!!
يا له من زمن غادر... فمن يصدق ان قصة حبهما الخرافية تتحول الي كره و خوف!
كانت تظن أنها تملك زمام الأمور جيدا حتي ظهر هو و عبث بقلبها فانفلتت منها الأمور مجددا
خرجا معا و توجهت ليلي نحو احد العمال قائلة
عم سلامة.. معلش عيزاك تجهزلي اوضة المكتب اللي في الدور الرابع
كاد ذلك العامل أن يتحدث فقاطعه فارس بلهجة صارمة أخافته قائلا
لا انا عايز اوضة مكتب اللي كانت بتاعة محمود اللي جنب مكتبك..
نفس عميق يدان مرتعشتان قلب متمرد

يكاد يغادر تلك الأضلاع.. 
فيبدو انه علي علم تماما بكل خطوة يخطوها.. فقد علم أن هذه الغرفة التي يطالب بها مطلة علي مكتبها
بمعني أن بها باب داخلي يؤدي لمكتبها
لم ترد مجادلته.. فهي تعلم جيدا أن أي نقاش بينهما سيستحوذ هو عليه نتيجة لاطلاعه علي عقلها و امتلاك قلبها!
طيب يا عم سلامة.. جهز المكتب اللي الدكتور قالك عليه
ثم توجهت إلي السكرتير الخاص بها و قالت بنبرة جاهدت لتخرج بذلك الثبات
انا عايزة اجتماع عاجل يا مراد
ثم التفتت إلي فارس و قالت
اتفضل في مكتبي يا دكتور لحد الاجتماع ما يجهز 
__________________________________________
كانت عيناها زائغة و الصدمة استحوذت عليها و هي تتذكر حديثها مع الطبيب
منذ أقل من ساعة 
إلي جانب مرضها بالقلب الذي يتآكلها يوما تلو الآخر.. كانت قد بدأت أعراض أخري تظهر عليها.. فمهما زاد قسطها من الراحة دائما ما تشعر بالتعب الشديد ټنزف بسهولة تظهر كدمات في مناطق مختلفة في بدنها دون أن تتعرض لاي كدمة!! 
كان لا بد من معرفة نهاية لذاك التعب 
فتوجهت إلي المشفي و قام الطبيب بعمل فحوصات كثيرة و قد بدأ القلق يتسلل إلي قلبها 
و بعدها بأيام معدودة ذهبت مرة أخري لتعرف نتيجة تلك الفحوصات
ها طمني يا دكتور!
بلل الطبيب شفتاه و قال بتلعثم
انا مش هقدر اخبي عليكي يا مرفت هانم...
نظرت له بتوجس فخفض هو الآخر بصره.. فبماذا يخبرها ! 
أخبرها أن مرضها يزداد! 
ام يخبرها أن أيامها أصبحت معدودة في هذه الحياه!!
اكمل حديثه بتوتر باد
دمعة حارة سقطت منها وشعور لا يوصف و هي تنهض تاركة الطبيب متجاهلة لندائاته
مرفت هانم.. يا مرفت هانم!!
إذا كان عمري سينتهي قريبا فلا بد من فعل أشياء كثيرة جدا.. ففتياتي أهم من أي شيء آخر!!
عودة للواقع 
كانت داخل سيارتها حينما انتبهت لحديث سائقها الخاص الذي يقول متعجبا من تلك الحالة التي انتابتها
هنطلع علي فين يا مرفت هانم!
اطلع علي العنوان اللي هقولك عليه دة يا سيد 
________________________
الفصل الخامس 
فهد بيه دكتور ليلي اتصلت و قالت إن معادها مع حضرتك هيبقي النهاردة الساعة 5 في المستشفي
ابتسامة حالمة ظهرت علي وجهه و هو يرفع راسه من الأوراق المنكب عليها و يقول
طيب اتفضل انتي يا مني..
لمحة حزن ظهرت علي وجه تلك المسكينة ما إن رأته يبتسم و هو يسمع اسم ليلي 
يبدو أنه اسم يؤرق العديد.. فقد امتلكت قلبه منذ الوهلة الأولي.. أصبح يتمني أن يقضي بقية حياته بجانبها 
و

كأنها تمتلك العصا السحرية التي وجهتها نحوه لتسرق قلبه
و رسمت دوائر محاطة بطلاسم سحرية تمنعه من رؤية احد غيرها.. يا لها من ماكرة !!
آية يا مني هتفضلي واقفة مكانك و لا إية!
ها لا انا خارجة اهو يا فهد بيه!!
قالتها بتلعثم و هي تخرج مهرولة فقد جرفها تيار تفكيرها بعيدا عن الواقع بكثير.. 
إلي أعماق الخيال الغريقة!!
_____________________________________
إذا باتت أحلامنا محققة جميعها دون عائق فلا قيمة للحياة!!
يقسم انه لا يريد من هذه الحياة سوي رؤيتها سعيدة حتى لو كان سيدفع سعادته هو ثمنا لذلك..
اقترب منها و هو يحيط خصرها من الخلف و قد اخفض رأسه لتصبح في مستواها و قال مقربا من أذنها
إية رأيك!
أمم.. بص هو في حاجات حلوة بس في حاجات بردو مش قد كدة!!
تنهد بعمق و الابتسامة مرتسمة علي وجهه فقد توقع هذا الرد.. فهذه فاطمة لا يمكن أن يعجبها اي شيء بسهولة حتي لو كانت لوحة عالمية للفنان الرائع بيكاسو
أدارها إليه و هو يقول بهدوء أعتادته منه
طيب يا حبي قوليلي إية اللي مش عاجبك و انا هغيرهولك علي طول.. الشقة دي مملكتك اعملي فيها اللي انتي عايزاه!!
ابتسمت و هي تحاوط عنقه قائلة بدلال
بص الدولاب دة لونه غامق اووي.. انا مش عيزاه
رفع حاجبه و مازال محتفظ بتلك الابتسامة فهو يعلم جيدا أن هذا الدولاب من اختيارها 
و لكنه اعتاد عليها.. فهي تشبه موج البحر في تقلباته.. إذا كان هادئا لفترة فلا يدل هذا الهدوء علي دوام حاله فغالبا ما يكون هدوء ما قبل العاصفة!!!
و ايه كمان يا طمطم!
أمم.. حاليا مفيش حاجة في دماغي. لكن لما افتكر هبقي اقولك!
تعالت ضحكاته و هو يشير لها قائلا
طيب يلا بقا عشان نروح نتغدي في أي حتة لأني واقع من الجوع
بعد انتهائهما من تناول الطعام نظر هو لها قائلا
فاطمة!!
تركت هي هاتفها و هي تنظر له باستفهام فقال هو بعدم رضا
يا حبيبتي احنا دلوقتي قاعدين مع بعض سيبي الموبايل و اتكلم معايا زي ما بتكلم معاكي!!
اووف يا بيبي منا مركزة معاك اهو.. بس بشوف الفستان!!
فستان إية.. مش قولتي إنك هتجيبيه من باريس!
ايوة.. ما الاتيليه مصورهولي بعد ما ادتهم المقاسات.. بص اي رايك!
جحظت عيناه و قبض علي كفه حتي لا يزمجر فتخاف هي و قال
آية دة يا فاطمة!
اية يا احمد معجبكش!!.. دة من اكتر ال designs اللي اتباعت!!
لا طبعا معجبنيش دة مبين إكتر ماهو مغطي.. يعني ضهرك كله باين و رجلك كلها و... اية دة!
طيب اهدي بس يا حبيبي.. هشوف واحد غيره بس يا خسارة دة كان عاجبني!
قالتها متصنعة الحزن فزفر هو مفرغا الڠضب المعتمل داخله قائلا
علي فكرة مقولتليش

ما تشتريهوش!
بجد يا احمد!
تهللت أساريرها.. فاردف هو هادما تلك الفرحة
بس هتقعدي بيه في البيت يا حبيبتي!!
زمت شفتيها و صمتت فقال هو
المهم خلينا نتكلم في المهم..
هو في حاجة أهم من فستان الفرح يا احمد! 
أه يا فاطمة في الأهم انا عايز ارسي علي بر!!
انت بقالك فترة بتتكلم بالألغاز علي فكرة وضح كلامك!!
بتحبيني يا فاطمة!!
إجابة انتظرها هو علي أحر من الجمر.. يعلم أنه من السهل أن تقولها له لكن شيء داخله يريد سؤالها!! 
فهي لا تفعل شيء قط يشعره بحبها له.. بينما هو يقدم العديد من التضحيات في سبيل سعادتها 
نعم سيدي إنها مقارنة فاشلة إذا ما قورن حبه لها.. بحبها له!!
اما هي فنظرت له و انعقد لسانها.. قالتها له العديد من المرات.. فلما لا تستطيع قولها الآن!
تشعر أنه اختبار صدق لنواياها و يا للأسف سترسب فيه!!
يااه.. هي صعبه للدرجادي يا فاطمة!
اهتزت شفتيها بتوتر.. أما هو فهز رأسه و قد أتضح له ما أراد..
ليس دائما ما تريد معرفته يجعلك سعيدا فربما أخفاه الله عليك لأن معرفته لا تسعدك!!
أحمد لو سمحت متضغطش عليا اكتر من كدة!!
وكقنبلة موقوتة علي وشك الانفجار قال هو
انا بضغط عليكي يا فاطمة.. اومال أنتي بتعملي إية فيا لما انتي مبتحبنيش مكملة معايا ليه.. لو مڠصوبة قوليلي و انا هخلص الموضوع.. لكن اللي انتي بتعمله فيا دة حرام و الله!!
كفاية عشان خاطري كفاية!!
قالتها فاطمة و قد سقطت دمعة حارة علي وجنتيها.. ربما تأثرا بحديثه.. او ربما ندما علي ما هي مقدمةعلي فعله!!
__________________________________________
هبطت من السيارة بمساعدة السائق و قالت
استناني هنا انت يا سيد
تمام يا مرفت هانم!!
أتجهت بخطي ضعيفة هزيلة.. قضي عليها المړض إلي بوابة هذه الفيلا و دقت الجرس الخارجي
اتي الحارس مهرولا و هو يقول
مرفت هانم.. اتفضلي
فتح لها البوابة و دلفت هي قائلة
ازيك يا سمير!!
تمام الحمد لله يا هانم
قول لدكتور محسن أني عايزة أقابله
طيب اتفضلي يا هانم!
لم تنتظر كثيرا حتي وجدته يهبط من علي الدرج بخطي واهنة.. ابتسمت و هو يلقي التحيه عليها فبادلته قائلة
يعني عشان في شوية مشاكل

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات