الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية جراح الماضي بقلم سارة الزعبلاوي

انت في الصفحة 28 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

في اسعادها... 
كان ضوء الشموع يتزامن مع موسيقي رومانسية للسيدة أم كلثوم و مع هذا المقطع الذي عشقته قال لها
تحبي ترقصي!!
ابتسمت له و قالت
معنديش مانع!!
لف يده حول خصرها الممشوق و امسك يدها بيده الأخري لتضع هي يدها الأخري علي كتفه.. 
شعر بارتجافتها اقترب من أذنها و قال بهمس
بحبك..
عودة للواقع 
عارفة يا ليلي كل ما بسمع الأغنية دي... بحسك جنبي و دلوقتي و انا بسمعها معاكي للمرة المليون بقولك بحبك و هفضل احبك لحد ما اسيب الدنيا دي!!
ابتسمت و لكنها ظلت صامتة.. فهو يعبث بمشاعرها بطريقة غير مقبولة يجعل قلبها يحلق في السماء سعيدا بذلك الحبيب العائد!!
و انتي كالعادة كل ما اقولك بحبك بتفضلي ساكتة بس عنيكي بتتكلم.. و دة لوحده كفاية بالنسبالي!!
نظر لها و هو يتابع تدرج لون وجنتيها الي اللون الوردي ثم الي الأحمر و كأنها مراهقة تستمع الي حديثه لأول مرة...
مش هتحني عليا يا ليلي...
تنهدت بصوت مسموع و قالت
مش فهماك يا فارس!!
لا فهماني كويس خلينا ننسي كل اللي فات و نفتح صفحة جديدة مع بعض.. صفحة مفيهاش چرح و لا ۏجع و لا حتي بعد.. فيها حب و بس احنا مش لوحدنا زي زمان.. احنا معانا هند يا ليلي خلينا نعيش و نستمتع بحياتنا و خليها هي كمان تعيش حياة طبيعية زي اي طفلة و تتربي بين اب و ام بيحبوا بعض!!
ممكن متضغطش عليا يا فارس!!
ابتسم و هو يري تأثيره عليها و يعلم أنها تراوغه.. أوقف السيارة و قد وصلا لمنزلها وقال
مش هضغط عليكي يا ليلي.. هسيبك براحتك و عارف انك هتجيلي برجلك
هبطت من السيارة و قالت كما اعتادت أن تناديه سابقا
باي يا دوك!!
________________________________
جاء يوم جديد و هو يحمل في طياته الكثير لابطالنا..
كانت فاطمة تقف أمام المشفي منتظرة أن يأتي أحمد.. 
فقد هاتفته و طلبت مقابلته لأمر ضروري..
وجدت سيارته تقترب منها وقف أمامها و قال
اركبي يلا
لا انزل انت انا عايزة اتكلم معاك هنا..
في المشفي!!.. ما هذا الهراء التي تتفوه به 
لكنه استجاب لها و دلف معها و هي يسيرون بين ردهات المشفي
عايزة اية يا فاطمة!
انا موافقة أن احنا نتمم الجواز!!
نظر لها بسخرية و قال
لا و الله شكرا أن حضرتك منيتي علينا!!
أحمد لو سمحت بطل تريقة.. انا عايزة اكمل معاك حياتي و المرة دي انا مسئولة عن اللي بقوله!!
اه و قبل كدة كان اية المانع يا فاطمة هانم..
كنت واخدة الموضوع تسلية عاجبني منصبك و مركزك و شكلك.. أي بنت كانت تتمناك بس انا بعترفلك انا فعلا محبتكش و المرة دي انا عايزة أقرب منك.. عايزة افهمك و اعرفك.. لأني اكتشفت ان معرفش كويس يا احمد..
توقفت لثواني و هي تلتقط أنفاسها و نظرت بجانبها حيث الغرفة التي يكمن بها يوسف.. كانت هنا جالسة بجانبه ممسكة بيده و
هي تبكي كالطفل الصغير و تتحدث معه كأنه في وعيه..
شايف يا احمد.. انا عايزة حب زي كدة عايزة ابقي ملهوفة عليك.. عايزة احسك ابويا قبل ما تبقي جوزي و حبيبي عايزاك تحتويني.. انت مقصرتش معايا في حاجة بس معرفتش تفهمني و لا تحتويني و يمكن دة كان الحاجز بينا!!
اقترب منها ممسكا بيدها و قبلهما قائلا
يعني انتي مش هتتجوزيني عشان الورث يا فاطمة...
ملعۏن الفلوس اللي بتدمر حياة البشر يا احمد و بتخليهم يقتلوا بعض... يا احمد بابا ماټ بسبب الفلوس و حقيقي هي مش فارقة معايا.. كل اللي فارق معايا اني أعيش حياة سوية مع انسان بحبه و يحبني!!
يبقي يلا علي المأذون يا فاطمة و بلاش نضيع وقت اكتر من كدة...
أما في غرفة العناية المركزة كان يوسف راقدا علي الفراش و هنا بجانبه ممسكه بكفه و هي تتوسل إليه قائلة
قوم يا يوسف عشان خاطري.. قوم و خليك جنبي متسبنيش.. انا غلطت كتيير اووي و دة عقاپ ربنا ليا مكنش المفروض استبيح الغلط و اتحجج بالظروف.. اتحججت أن انت مشيت و سبتني و عملت حاجات كتير غلط و ربنا بيعاقبني بسببها دلوقتي... 
أنا تعبت و الله.. مش هطلب منك انك ترجعلي لأن من حقك متبقاش طايق تبص في وشي انا بس عايزاك تفوق.. كفاية عليا احس انك عايش و مبسوط يا يوسف.. فوق عشان خاطري!!
شعرت بكفه يتحرك بين كفيها... ابتسمت من بين دموعها و هي تنادي قائلة
حد ينادي اي دكتور.. يوسف بيفوق!!
هرولت الممرضات ينادين فارس.. 
دخل فارس بلهفة و هو يقول
آية يا هنا.. فاق!
ايوة حرك ايده.. و فتح عينه!!
فحصه فارس و هو يقول
يوسف... انت سامعني!!
هز يوسف رأسه بالموافقة علي حديثه... ابتسم فارس بسعادة و قبل جبينه قائلا
حمد الله علي سلامتك يا صاحبي..
حمد الله علي سلامتك يا حبيبي..
سحب يده پعنف من بين كفيها و قال بوهن
خرجها برة يا فارس!!
بكت بحسرة علي حالها و نظر له فارس بلوم... 
بينما خرجت هي..
ليه كدة يا يوسف.. كفاية اللي هيا فيه!!
انا مش عايزها يا فارس.. كرهتها و مش عايز اسمع سيرتها حتي
قالها يوسف بعصبية ليقول فارس
اهدي طيب.. اهدي و متتعصبش...
احكيلي كل حاجة حصلت يا فارس...
قص عليه فارس كل ما حدث أثناء غيبوبته حتي زواج هنا من مروان ...
انا كمان عايز اتنازل عن قضيتي ضده يا فارس!!
نعم اية اللي انت بتقوله دة يا يوسف!!
اسمع كلامي يا فارس لو سمحت.. بلغ وكيل النيابة اني اتنازل عن القضية بتاعتي ضد مروان!!
________________________________
مر ثلاثة أيام.. بسرعة البرق 
فاليوم هو حفل زفاف فاطمة و أحمد.. و هنا و مروان.. الذي تم إخلاء سبيله بعد أن تنازل يوسف عن القضية.. فأصبح بريء من التهم الموجهة له..
كانت فاطمة مشرقة.. كانت السعادة متجلية علي وجهها و هي ممسكة بيد أحمد.. 
علي عكس هنا التي نالت التعاسة منها.. كانت منطفئة.. صامتة شاردة..
بدأوا بالرقصة الافتتاحية...
أفردي وشك دة شوية.. انت عايزة الناس يقولوا عليكي مڠصوبة!!
قالها مروان بصوت خفيض.. لتقول هنا بمقت
ملكش دعوة بيا يا بني آدم أنت..
ماشي يا هنون.. لينا بيت يجمعنا!!
رمقته بنظرة تحذيرية و صمتت.. 
بينما كانت حالة أحمد و فاطمة علي النقيض.. 
كان يغمرها بالدفئ و الحنان و هو يضمها له مغدقا عليها بكلمات الحب و العشق!!
و في ركن ما كانت نور جالسة بجانب زهرة..
التي ربتت علي كتفها و هي تقول
ربنا هيعوضك إن شاء الله يا حبيبتي!!
ابتسمت نور و ظلت صامتة و هي تتابع ليلي الواقفة بجوار فارس و الابتسامة ترتسم علي شفتيها
قولتي اية يا ليلي..
يووة يا فارس.. يا ساتر عليك زنان!!
هعديهالك يا ليلي بس تقولي انك موافقة
علي اية!
قالتها ليلي بدلال.. ليبتسم و هو يهمس بجانب اذنيها
تتجوزيني!!
موافقة يا فارس..
و كأن الشمس أشرقت بعد غياب و القمر يدندن سعيد بهذا القرار.. و الحياة ابتسمت بعد تعاسة!!
و لكن فجأة الهدوء خيم علي المكان.. نظروا جميعا نحو خشبة المسرح الذي يرقص عليها العروسان... 
توقفوا ينظرون لبعض باستغراب سرعان ما تحول الي خوف.. عندما صعد يوسف الي خشبة المسرح

ممسكا بمكبر الصوت.. 
كان في كامل اناقته لدرجة ان هنا تناست خۏفها مما هو مقدم عليه و تمنت لو كان هو محل هذا الابله الذي يدعي مروان..
انا النهاردة جاي ابارك للعروسة... هنا اكتر حد حبيته و اتمنيته في الدنيا دي.. و للأسف هي مش من نصيبي.. بس كنت جاي اقدملك هديتي النهاردة..
اقترب منه فارس قائلا بصوت خفيض
يوسف بلاش فضايح انزل لو سمحت!!
لم يبالي بأحد و أخرج المسډس موجها إياه ناحية مروان و قال
مينفعش الفرح يعدي من غير ما اقدملك الهدية دي يا هنا..
_____________________________________
الفصل الرابع عشر
امتلأت القاعة بالصړاخ و بدأ الناس يهرولون خارج القاعة حتي انها أصبحت شبه فارغة...
يوسف أعقل.. هتودي روحك في داهية علشان واحد ميستاهلش..
قالتها ليلي و هي تحاول تهدئته لأنها تعلم حجم صډمته...
لا يا ليلي مش هودي روحي في داهية علشانه.. عشانها هي عشان بحب هنا!!
طيب يا يوسف لو بتحبها و عايز تكمل حياتك معاها هتودي نفسك في داهية.. انت مچنون!!
قالها أحمد و هي ينظر الي المسډس في يده... لتقترب منه هنا بتردد قائلة
و لا انا و لا اي حد يستاهل انك تلطخ نفسك پالدم يا يوسف.. ارجع لو بتحبني ارجع و انساني.. انا مش ليك انا اصلا مستهلكش.. انت تستاهل واحدة نضيفة حافظت علي نفسها عشانك.. عشان بتحبك!!
يبدو أنها لها مفعول سحري عليه... حيث انزل المسډس و هو ينظر لها بعين دامعة
انا مش عايز اي واحدة.. انا عايزك يا هنا لية عملتي كدة يا هنا.. لية وصلتينا للي احنا فيه دة!!
اقتربت منه و هي تمسك بيده قائلة
أنسي و عيش حياتك.. صدقني انا مستاهلش اني ابقي مع واحد نضيف شبهك!!
دوي صوت  في القاعة غير معلومة المصدر.. لم تلبث حتي استقرت في جسد مروان ليقع صريعا علي الأرض.. بينما جميعهم مشدوهين من الذي حدث
استغل يوسف هذه الفرصة و سحب هنا الي الخارج و هو يكتم صوتها و انطلق بها هاربا...
اندفعوا جميعهم إلي مروان الملقي أرضا.. و طلبوا الإسعاف و هم يحاولون إنقاذه لأن الړصاصة استقرت بالقرب من قلبه!!!
بينما في الأسفل استقلت هنا السيارة بجانب يوسف و هي تقول..
يوسف سبني لو سمحت.. اللي انت بتعمله دة غلط هيتهموك بخطڤي!!
لم يبالي لها بينما انطلق بالسيارة و هي لا تكف عن البكاء و التوسل إليه.. نظرت حولها لتجد انهم على طريق فارغ..
يبدو أنهما خرجا من المدينة!!
يوسف انت واخدني فين.. قولي لو سمحت هتاخدني فين!!
اسكتي يا هنا.. اسكتي خالص!!
صاح بها يوسف لتقول هي
انا مش خاېفة على نفسي.. انا خاېفة عليك!!
و مخوفتيش عليا قبل كدة ليه لما مشيتي في الطريق اللي مشيتي فيه!!
انا عارفة اني غلطت.. و غلطت غلط مش مغفور و مش عيزاك تسامحني.. انا عيزاك تبعد عني عشان متتأذيش بسببي اكتر من كدة!
لو سمحتي اسكتي يا هنا خالص متعصبينيش..
التزمت الصمت و هي تتابعه و تتابع الطريق...
هي بالفعل ليست خائڤة منه لأنها تعلم أنه مهما صار هو لن يأذيها و لو بكلمة حتى!!
مرت ساعات طويلة لم تحسبها هي و استسلمت للقادم..
يكفي شعورها بالأمان و هي معه و تبا لما حدث و سيحدث!!
كانت تنام احيانا و تستيقظ لتجده يتابعها و لكنه سرعان ما يدير وجهه عنها..
بعد العديد من الساعات وجدت هنا انهم أصبحوا في منطقة مأهولة إلى حد ما...
احنا فين يا يوسف
تساءلت هنا و هي تنظر حولها ليقول
في قنا!!
اتسعت حدقتيها و هي تقول
قنا.. ازاي يوسف انت واخدني عند اهلك.. انت ناوي على أية!
لم يجيبها و هو يستمع إلى كل تلك التساؤلات ظلت هي تثرثر و تتسائل و هو متجاهلها...
حتي وصلا إلى منزل كبير.. يشبه القصر إلى حد ما و لكنه ذات
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 43 صفحات