الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية جراح الماضي بقلم سارة الزعبلاوي

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

في الشارع يعني!
ليمط شاكر شفتيه بعدم حيله قائلا
اه للأسف يا مدام نور عن اذنكم انا هستأذن و اي قرار توصلوله بلغوني بيه...
رحل شاكر ليجلسوا جميعهم مفكرين في الأمر و ما ينبغي أن يحدث في هذه الحالة
فجميع حساباتهم تبعثرت و لم يعد لها فائدة بهذة الوصية!!
طيب مظنش اني ليا لازمة دلوقتي انا هستأذن!!
قالها فارس و هو ينهض ناظرا الي ليلي منتظرا أن تقول انها موافقة علي العودة إليه لكنها صامتة شاردة...
تمشي فين.. محدش هيمشي من القعدة دي غير لما نرسي علي بر!!
قالها حسام لينظر له فارس باحتقار باد و يقول
ليلي لو وصلت لقرار هتبلغني و انا معاها في اللي هتعملوا
خليك قاعد يا فارس لو سمحت.. خلينا نعرف احنا هنعمل اية!
قالها أحمد.. ليجلس فارس بضيق منتظرا أن يتحدث أحدهم و لكن الصدمة مازال تأثيرها واضح
طيب طنط قالت في الوصية انهم يرجعوا لبعض بس محددتش لمدة قد اية بقي.. انت ممكن يا فارس انت و ليلي ترجعوا لبعض لحد ما ليلي تاخد ورثها و بعدها تبقوا تتطلقوا!!
كانت هذه الفكرة من اقتراح حسام لكن ليلي عارضته قائلة بضيق
انا لا يمكن اتحايل علي الوصية يا حسام... حتي لو مش هرجع لفارس و هخسر ورثي!!
نظر لها فارس محاولا أن يستشف ما يدور برأسها فتنحنح قائلا
طيب.. انا عايز اتكلم معاكي لوحدنا يا ليلي!!
نظرت له مطولا ثم نهضت من محلها متجهة للخارج و هو خلفها
اتجها نحو غرفة فارغة و أغلقت باب الغرفة قائلة
انا مش هرجعلك يا فارس!!
اغمض عينه و كأنه توقع رد فعلها هذا اقترب منها قائلا
انا مش عايز اسمع رفض و خلاص.. انا عايز اسمع مبرراتك بعد ما عرفتي أن مش انتي السبب في مۏت زين بيه.. و حسام هو السبب!!
فارس انا مش مستعدة أن احنا نبقي مع بعض دلوقتي!!
رفع حاجبه الأيسر باستغراب من حديثها و قال بتساؤل
انتي بتحبي فهد يا ليلي!
و قبل أن تجيب علي تساؤله سمعت صرخه صادرة من أعماق نور و هي تقول
خاااين و كداااب!!
نظرت إلي فارس باستغراب.. فقال فارس
في أية!
دي نور...
قالتها ليلي باستغراب.. و من ثم خرجت مهرولة الي الخارج لتري سبب هذه الصړخة
وجدت نور واقفة أمام حسام و هي تصرخ فيه قائلة بصړاخ
انت كداب و حقېر..
نظرت ليلي حولهم لتجد صور مبعثرة علي الارض و أوراق عديدة أيضا...
اقتربت منها و هي تهدئها قائلة
في أية يا نور.. اهدي بس مالك!
هو اللي مۏت بابا يا ليلي.. اهو بصي شوفي.. بني آدم حقېر.. خدعنا كلنا!!
ظلت نور تصرخ و تبكي و هي تعرض صور علي ليلي حيث كان والدها مكبل فيها و أمامه العديد من الرجال و منهم حسام !!
بصي الورق دة مكتوب بخط بابا بيقول فيه أن حسام كان بيحاربه في السوق و هدده كذا مرة...
نظرت ليلي الي فارس پغضب و كأنها تقول هل انت من فعلت هذا لتأتيها نظراته نافية لاتهامها له...
احتضنت نور و هي تقول
اهدي يا نور.. اكيد في سوء

تفاهم!!
رغم أنها متأكدة أن هذه الصور حقيقية و كل شيء حقيقي لكنها قالت هذا لتمنع اڼهيار نور!! 
فهي تعلمها ضعيفة هشة.. لن تستطيع مقاومة كل ما يحدث!!!
لكن فاطمة كان اعتراضها كالعاصفة يأخذ كل شيء أمامه بلا رحمة و لا هوادة.. حيث قالت
لا مفيش سوء تفاهم يا ليلي و انتي عارفة كدة كويس حسام هو اللي قاټل بابا.. و معايا تسجيل باعترافه بكدة !!
اشتعلت مقالتي ليلي و هي تشير ل فاطمة أن تصمت لكنها أكملت و هي تقوم بفتح هذا التسجيل
اسمعوا...
كان حسام يتحدث إلي شخص ما و هو يقول
انت بتهددني يا اسلام روح يا حبيبي بلغ براحتك قولهم إن أنا خطفت زين سويلم و هددته و جاله سكتة قلبية و انا خاطفه.. و ساعتها انا كمان هقلب الترابيزة عليك انت و ابوك و اقول ان انتم كنتوا شركاء معايا و معايا ليكم تسجيلات و فيديوهات توديكم في داهية!!
قهقه الشخص الآخر بقوة و هو يقول
تصدق ضحكتني.. هو انت تعرف عني يا حسام أن انا بدخل الحكومة في شغلي انا هقدم كل الورق اللي معايا و الصور دي لمراتك و اقولها أن انت اللي قټلت ابوها و هي تتصرف معاك بقي براحتها!!
صمت حسام قليلا ثم اردف قائلا
انت عايز اية يا اسلام من الآخر!!
ايوة كدة تعجبني يا حسام هقولك انا عايز... نص شركتك
انتهي التسجيل عند هذه اللحظة لتقف فاطمة أمام حسام قائلة
كنت جيالك المكتب علشان اقنعك ترجع نور... بس لسوء حظك و عشان ربنا كان عايز يكشف قذارتك.. السكرتيرة مكنتش موجودة و سمعت الحوار اللي دار بينك انت و اللي بيهددك و سجلته عشان متنكرش!!
نظر لهم حسام پجنون ها هو قد خسر كل شيء...
و فجأة جذب فاطمة له و اخرج مسدسه و هو يصوبه لرأسها قائلا
لو مخرجتونيش من هنا.. ابقوا ادعولها بالرحمة!!
تشنجت فاطمة بين يديه و هي تصرخ كاد أحمد أن يركض نحوها و لكن فارس منعه قائلا
اهدي يا احمد و انت يا حسام سيبها و محدش هيجي جنبك و هتخرج من هنا!!
ضحك حسام بسخرية و قال
انت آخر واحد ممكن أصدقه يا دكتور فارس انت حسابك معايا تقيل بس اصبر عليا!!
خلي الكلام دة بيننا و متدخلش البنات في الموضوع!!
قالها أحمد پخوف علي فاطمة الواقفة بين يديه
صړخت ليلي حينما وقعت نور بين يديها مغشي عليها... استغل حسام هذه الفرصة و ألقي فاطمة أرضا و فر هاربا...
خرج فارس راكضا خلفه.. بينما هرول احمد نحو فاطمة مطمئنا عليها و هو يحتضنها بقوة
انتي كويسة يا فاطمة!
نظرت نحوه و اومأت بالموافقة و اتجهت الي نور..
حاولوا افاقتها كثيرا و لكنها لا تستجيب 
عاد فارس الي الفيلا بعد هروب حسام و عدم نجاحه في الإمساك به و هو يقول
هرب!!
يروح في داهية المهم نور دلوقتي!!
قالتها ليلي بفزع ليتجه نحوهم فارس و هو يحمل نور واضعا اياها علي الاريكة 
لم تستجب لمحاولتهم لافاقتها بينما قالت فاطمة بتساؤل
هي فين هنا!!
نظروا حولهم و لم يجدوا لها أثر نادت ليلي بنبرة خائڤة مضطربة
هنا... يا هنا!
تحركت فاطمة باحثة عنها و خلفها أحمد 
دخلا إلي الحجرة التي كانوا يجتمعون بها
و بين لحظة و الأخري كانت هناك صړخة شقت السكون المخيم علي القصر الذي أصبح المۏت هو عنوانه!!!
____________________________________
جلست في غرفتها و هي تفكر في القادم هل سيسامحها حسام علي فعلتها هذه..
وجدت باب غرفتها يفتح لتدلف منه والدتها و الڠضب باد علي وجهها و هي تقول
الكلام اللي محسن قاله لي دة صح يا سما بتصوريه هو و مراته في اوضة نومهم يا غبية!!
يا ماما كنت هبعتلها الفيديو علي اساس اني حد من أعداء حسام و اهددها لو متطلقتش منه ھفضحها و انشر الفيديو..
يا بنت الغبية يعني هو حسام غبي.. مفكرتيش انها تروح تقوله و هو هيعرف لأنك انتي الوحيدة اللي تقدري تصوري الفيديو دة لأن اوضتك جنب اوضتها!!
صمتت سما و هي تؤنب حالها لتقول عصمت
مقولتليش ليه قبل ما تعملي كدة!!
مجاش في بالي كنت عايزة اخلص منها بأي شكل..
و اهو كله جية

علي دماغك في الآخر فين بقي حسام يا فالحة عشان اقعد معاه اهديه من ناحيتك شوية!!
معرفش خرج مع السنيورة من الصبح و مرجعش!!
نظرت لها عصمت بلوم.. ليس علي ما فعلته بل علي حماقتها و عدم تفكيرها
دخل محسن و قد سمع الحوار الدائر بينهما و قال باحتقار
انا مش عارف هو انتي و بنتك اية شياطين!!
تلعثمت سما بينما قالت عصمت بثقة و هي تنظر له
من بعض ما عندكم يا دكتور محسن!!
انا هفضحكم قدام حسام يا عصمت...
مش هتقدر تعمل حاجة يا محسن حسام مش هيصدقك خصوصا أن سما حامل منه و هو نفسه في العيل اللي جاي!!
هنشوف.. غدا يناظره قريب!!
_________________________________
سادت حالة من الفوضي في المشفي... و صوت فارس يعلو قائلا
جهزوا العمليات بسرعة بسرعة!!
و في ظرف عشر دقائق دخل فارس العمليات بصحبة ليلي الذي استوقفها قائلا
اخرجي برة لو سمحتي يا ليلي!!
يعلم أنها ستتوتر و ستضغطه هو الآخر فنظرت لها برجاء
لو سمحتي يا ليلي اسمعي كلامي و اخرجي!!
انصتت له و خرجت و هي تسير بلا هدف تبكي و تبكي علها تتخلص من هذا الحزن الذي يحاوطها و لا يريد مفارقتها
جلست علي الارض أمام غرفة العمليات و هي تدعو الله ألا تفقد شقيقتها هنا التي حاولت الاڼتحار لتتخلص من هذه الحياة البائسة..
بينما جاءت لها فاطمة التي كانت تطمئن علي نور التي فقدت وعيها.. 
جلست بجانبها قائلة بعدم وعي
نور حامل يا ليلي!!
اتسعت حدقتي ليلي و هي تنظر لها پصدمة و قالت
ازاي يعني كل التحاليل بتقول ان عندها قصور في المبيض و ان الحمل شبه مستحيل!!
ارجعت فاطمة رأسها للخلف و قالت
مش عارفة يا ليلي مش عارفة اصلا احنا بيحصلنا كدة ليه.. انا خلاص حاسة اني مش قادرة اقاوم.. هنا تعبت من كتر اللي بيحصل و حاولت ټنتحر.. و انا مش قادرة اقاوم اكتر من كدة!
أمسكت ليلي كفها بقوة لتبث إليها الأمان قائلة
كل اللي بيحصل دة فترة و هتعدي صدقيني بس احنا لازم نبقي جنب بعض عشان نقدر نعدي اللي بيحصل دة!!
و بدون مقدمات احتضنتها فاطمة و هي تبكي بقوة
انا آسفة يا ليلي.. آسفة علي كل حاجة حصلت آسفة علي كل حاجة عملتها سامحيني..
عانقتها ليلي بقوة و قالت
انا عمري ما ازعل منك يا فاطمة..
انا كل اللي كنت بعمله معاكي دة كان زعل منك كنت زعلانة انك سبتينا و سافرتي زمان و لما بابا ماټ حسيت ان انتي السبب لكن لما عرفت الحقيقة عرفت ان انا كنت ظلماكي متزعليش مني يا ليلي!!
هي نور فاقت!
تساءلت ليلي.. لترد فاطمة قائلة
اه..
و انتي سيباها لوحدها..
لا أحمد اتصل بطنط زهرة و قالها تيجي و هو كلم الشرطة!!
نور عرفت انها حامل!
اه.. مدتش اي رد فعل فضلت ساكتة متكلمتش و طنط زهرة بتحاول تطلعها من اللي هي فيه!!
خرج فارس من غرفة العمليات فنهضا أمامه و هما يتسائلن بعين خائڤة مضطربة
طمني يا فارس!!
قالتها ليلي پخوف ليبتسم هو حتي يطمئنها قائلا
الحمد لله هي كويسة... ملحقتش تقطع الوريد هي بس ڼزفت جامد و احنا عوضنا الڼزيف دة.. اطمنوا هي هتفوق كمان كام ساعة!!
اطمئنا قليلا ليقول فارس بتساؤل
نور عاملة اية!
تنهد ليلي بحزن علي حال شقيقتها و قالت
الدكتور بيقول انها حامل..
استغرب من حالة ليلي و قال
طيب و فيها اية يا ليلي!
فيها اية ازاي حامل من اللي قتل ابوها.. حامل من واحد قذر حقېر!!
هتفت بها فاطمة باستنكار ليقول فارس
في الأول و الآخر اللي هي حامل فيه دة ابنها أو بنتها أيا
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات