بقلم أمل
لمرة ولدك سلميلنا عليها هي وبوسي الواد من خدوده محدش عارف هنجدر نشوفه تاني ولا لاء لو حضر جده ونفذ اللي في مخه وطردنا ربنا ما يحرمك من ريحته ابدا يا سليمة.
ردت بصوت ضعيف بالكاد خرج منها نتيجة التأثر بقولها
ولا يحرمكم من رؤيته يا هويدا حتى
لو فرجتنا بلاد جادر ربنا يجمعنا من تاني .
في منزل فايز
وقد ارتدى ملابس العمل وكان في طريقه للخروج وشربات من خلفه تلقي عليه العديد من النصائح
ماشي .
وبرضك خلي بالك لحد من صحابك يديك سېجارة كدة ولا كدة اوعى يا فايز مش وجته خالص النهاردة مش عاوزين حد يتريج عليك ولا يديهم الحج انت لازم تعرفهم ان انت راجل صاحي وواعي.
زفر بامتعاض يتوقف في وسط الصالة مدمدما بحنق وقد فاض به
التوى ثغرها على جانب واحد تكبح بصعوبة الجدال معه حتى تحرك وغادر من أمامها لتردف من خلفه بقرف
ضحك مالك من خلفها يعقب هو الاخر
ربنا يستر ويسد معانا النهاردة حكم جوزك دا انا ما اضمنه حتي في ربع كيلو لب.
الټفت اليه تردد خلفه بموافقة
ومين سمعك ولا جالك اني ضمناه اساسا ادينا بنحاول معاه بالزن على الله بس يجيب فايدة معاه بس هو راجل فجر.
وحشتك يا معتز تيتة وحشتك يا معتز
يومئ لها برأسه كإجابة لقولها فتزيد عليه وهو لا يقصر بلف ذراعيه حول عنقها يغمرها بحنانه وكأنه رجل كبير وواعي.
تدخلت جليلة بينهم امام صمت ابنتها التي تشاهد هي الأخرى بتأثر
براحة يا واد على جدتك دي مش حملك ولا حمل عمايلك يا للي واكل عجل الكل انت.
عنده حج ياكل عجل الكل لهو انتوا عنديكم حد بالحلاوة ولا الطعامة دي.
رددت خلفها جليلة تدعي العتب
وه
وه شوفي المرة وكلامها اللي يغيظ ليه يا ختي حد جالك عيالنا عفشين ولا الحلاوة عنديكم انتوا وبس
ايوة الحلاوة عندينا احنا وبس
مجولتليش ياما ايه اخبار الجماعة وعمي فايز سكت على كدة ولا برضوا مصمم على جيته
لا يا بتي عمك ما سكتش ولا هما كمان ساكتين ع العموم النهاردة عندنا جلسة كبيرة على موضوع البيت وعمك مجمع الكبارات اللي راح اشتكالهم عشان يجيبوا حجه
تسائلت نادية بعدم تصديق
طب وبعدين يعني هما ممكن يحكموا برجعته معجولة ياما
ومش معجولة ليه دا راجل صاحب حج دلوك وهما لو حكموا بغير كدة يبجوا ناس ظلمة يا نادية وربنا ما يرضاش بالظلم.
تتكلم بهدوء غير طبيعي وكأنها تخبرهم عن اخبار الطقس انها حقا تثير اعجابهم بل والدهشةكيف لامرأة مثلها بعد ما تعرضت له وتواجه من مأسي تقسم الظهر ان تكون بهذا الثبات
تدخلت جليلة بسؤالها
طب انتي مش خاېفة يا خيتي لياجي هو والمدعوجة مرته الحرباية ويكتموا على نفسك متأخذينيش يا يعني بس دا بلوة ومرته بلوتين.
ضحكت تنفخ في بالونة صغيرة حتى جعلتها كالكرة بيد حفيدها الذي فرح للعب بها قبل تجيبها بتوازن مذهل
ولا يكونو مية بلوة حتة يجوا ويبرطعوا في البيت براحتهم شالله حتى ياخدوا الحيطان ويمشوا بيها على كيفهم.
على كيفهم كيف ياما
خرج السؤال من نادية لتردف بما يجول برأسها من قلق وهواجس
بصراحة بجى انا خاېفة عليكي مين هيحميكي منهم ولا من شرهم جدي مسكين وراجد بين الحيا والمۏت وجدتي سکينة دي كمان حالتها لا بتصد ولا تجدر ترد وان كان على عماتي ولا عيالهم فدول أكيد هيطردهم زي ما جال يبجى ايه باجي تاني حن عليكي اجعدي معانا هنا البيت هنا كبير ويساعي من الحبايب الف .
ضحكة غريبة صدحت منها قبل ان تلملمها سريعا بقولها
واسيب بيتي لا يا نادية لا انا بالضعف ده ولا عمك فايز بالجوة دي اللي تخليني اخاڤ منه اسأليني انا عنه انا اكتر واحدة فاهماه
... يتبع
الفصل الحادي عشر
اكتمل عدد الحضور من الرجال من وجهاء العائلة
بعد ان حرص فايز على إحضارهم بنفسه ليبتوا في امر رجوعه للمنزل وكي يتمكن من وضع يده على الأملاك الأخرى بعد أن كانوا شاهدين قبل ذلك على هذا الأمر المشين في حرمانه من امتلاك المنزل في جلسة كهذه بفعل مباشر من والده الذي يرقد في المشفى الان.
لكن ها هو اليوم
يعود إلى المكان الذي طرد منه حينما خرج مهانا مدفوعا دفعا كالبهائم حتى لا يفتك بهذا الذي نال كل الحظ في امتلاك حب الجميع وبعدها الإستيلاء على حقه لكن القدر كان له رأي آخر يبدوا انه قد حانت اللحظة الحاسمة في رجوع الامور الى نصابها بعودة الحقوق لأصحابها.
اليوم جالسا بثقة فاردا ظهره بعزة ينظر لدلوف أبناء شقيقاته اخيرا واحدا خلف الاخر ونظرات قاتمة يواجهها منهم فهم اليوم يعرفون مصيرهم جيدا فور ان يضع يده على المنزل بصعوبة أخفى ابتسامته وهو يتخيل مشهدهم بعد اصدار الحكم من الكبار بعد قليل لصالحه وقتها لن يتأخر عن طردهم مباشرة دون انتظار ولن يلومه أحد.
استدرك لاستمرار الأحاديث بين الرجال رغم اكتمال كل شيء ليهتف بأكبر الموجودين سنا
عم رحيم انا بجول نبتدي بجى مش عايز أخركم اكتر من كدة خلينا نخلص.
سمع منه الرجل ليدق بعصاه الخشبي على الأرض بقوة بأمر مباشر الى الجميع
الكل يسكت خلونا نبتدي الجلسة.
على الفور توقفت الأصوات والټفت الرؤس نحو الرجل الذي توسط الجلسة بإجلال واكبار يوزع ابصاره عليهم فرد فرد لليتأكد من صمتهم وقد عم الهدوء المكان فقال بصوت يحمل الوقار والهيبة رغم تقدمه في السن
عايز الكل يجعد ساكت وينتبه كويس للي جاي ومهما كان الكلام تجيل ولا ميعجبش حتى برضوا مفيش اعتراض مش عايزين الهرجلة اللي تمت المرة اللي فاتت تتكرر تاني انا المرة اللي فاتت مكنش ليا حكم في وجود عبد المعطي ربنا يقومه بالسلامة يارب لكن النهاردة مفيش حجة سامعني يا سند وانت يا عيسى وانت الاهم يا فايز.
بعنجهية تثير الدهشة رد الاخير
وانا ايه اللي يعصبني يا بوي انا المرة دي جاعد مأدب عشان سايب حجي في يدكم يبجوا هما بجى اللي يمسكوا نفسهم.
امتقع الاثنان يناظرنه بمقت حتى ارتسم على الوجوه خطوطا طولية مشتدة ورغبة عدائية تصرخ بها الأعين في انتظار الإذن أما العم رحيم فقد لاح على جانب شفته شبه ابتسامة متهكمة اخفاها على الفور قبل ان يقول
زين يا فايز العجل ده ياريت تكمل على بجية الجعدة اكدة....
صمت برهة الرجل قبل ان يردف
اظن كل اللي في الجاعدة عارفين بمشكلتك يعني مش محتاجة
شرح ومدام المجلس مجتمع للبت في المشكلة يبجى يحضر المدعي والخصم المدعي هو انت طبعا والخصم هما عيال اختك مندوبين عن امهاتهم مش كدة برضوا
وجه الأخيرة نحو الاثنان فتكفل سند بالرد باندفاع
ايوة يا عم رحيم بس احنا بجى.......
استني يا ولدي........
هتفت بها الحج رحيم مقاطعها له كي يتوقف قبل أن يفاجئه
بس احنا كدة ناجصنا عضو!
باهتمام شديد اعتلى وجوه الثلاثة حتى ردد عيسى بالسؤال
جصدك على مين يا عم رحيم مين اللي ناجص منينا
انا يا عيسى.
صدرت من مدخل المجلس ليلتف الجميع نحو التي ولجت فجأة تتقدم بخطواتها نحو الداخل بثقة غير عابئة بأنها الأنثى الوحيدة وسط عدد كبير من الرجال ذهبت عينيها نحو سند حين لفظ بكنيتها مستغربا
مرت عمي.
تغاضت عن الرد لتكمل بنظرة ثاقبة كالسهم التقت بعيني من يصنف بأنه زوجها وقد ضاقت عينيه يطالعها بارتياب لا يصدق هذه الطلة المباغتة له بجرأة لم يعتادها منها طوال معرفته بها من وقت ميلادها على الأكيد وتربيتها امام عينيه.
تعالي يا بتي اجعدى جمبي.
قالها الحج رحيم يشير على مكان مجاور له على الاريكة الخشبية بعد أن أمر أحد ابناءه الحاضرين بالنهوض من جواره لأجلها.
وقبل ان تصل إليه صدر صوت فايز بإحتجاج
تجعد فين ايه المسخرة دي يا عم رحيم احنا جاين في ايه ولا ايه
تجاهلت رفضه وكأن صوته لم يصل لأسماعها من الأساس لتتخذ مقعدها بجوار الرجل الذي تولى الرد بحزم
نجي كلامك يا فايز مفيش حد فينا له في المسخرة سليمة حاضرة عشان هي طرف اساسي في الموضوع.
ذهب الظن لصفتها بأنها أم الراحل صاحب المنزل حتى عبر عيسى عن تأثره
الله يرحمك يا حجازي يا غالي.
تمتمت الافواه من خلفه بالترحم وذكر محاسن الغالي صاحب الأخلاق العالية حتى ضج فايز ليهتف غاضبا
ما خلاص بجى وخلينا نشوف ام البلوة دي
توجه سائلا للعم رحيم
دلوك اللي انا عايزة اعرفه ايه دخل انها ام المرحوم بالجعدة المهمة دي
جاء الرد منها صاعقا مدويا
جالك اني طرف ودي ملهاش دخل بأني ام اللي راح صاحب البيت لا..... دي ليها دخل بأني شريك اساسي...... انا شريك اصلي في البيت اللي بتتكلموا عليه.
صدر صوت الهمهمات والتساؤلات ليعقب فايز باستخفاف ساخر
شريك! انتي سميتي الجزء الصغير من ورثك في ولدك بشريك
أجابت ببساطة
ومين جالك اني بتكلم عن الورث من ولدي الله يرحمه ويدخله الجنة بحج رضايا عليه يارب....... انا بتكلم عن ورثي في ملك ابوي الحج حمدين الدهشوري ما هو كان شريك في الأرض اللي اتبنى عليها البيت ولا انت متعرفش
اعتدل بجلسته بتحفز ليذهب عن ملامحه العبث ويحل محلها إجفال تام مع بودار ڠضب تلوح في الافق
حتى صدر صوت سند معبرا عن صډمته
ايه اللي بتجوليه ده يا
مرة خالي ازاي يعني الكلام ده
همت تجيبه ولكن الحج رحيم اوقفها بإشارة من كفه ليردف موزعا أنظاره على الثلاثة
سليمة اللي بتجول عليه هو الصح يا ولدي جبل ما يتبني البيت ده من اكتر من خمسين سنة ويتعرف باسم جدك الله يشفي عنه هو كان في الأصل بيت ابوه عوض الدهشوري والد عبد المعطي وحمدين يعني الاتنين كانوا اخوات ولاد وبما أنهم ولاد فجيمة العدل في نصيب كل واحد منهم الورث كد بعض.
لكن يا ولدي زي ما انتو عارفين حمدين ماټ في عز شبابه شهيد بيحارب ع الجبهة معظم سنين عمره جضاها في الحروب اللي خاضتها البلد عبد المعطي هو