الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 23 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


وبتوصفني بالسندريلا بحالها !
أجابها بمحبة مؤكدا 
الجمال مش بس جمال الشكل لاااا أني شفت فيكي حاجة مشفتهاش في غيرك 
حسيت وياكي إحساس غريب وجميل من أول عيني ماوقعت في عينك حسيت إنك بتناديني 
واستطرد حديثه باستفسار
بس في حاجة غريبة إني اول ماشفتك نطقتي اسمي وكانك تعرفيني من زمان 
هو بصحيح إنتي كنتي تعرفيني ياسكون 

قلبت عيناها بذهول مغلف بالخجل من تساؤله فهي غير معدة الآن لأن تجيبه على استفساره وهتفت بهدوء 
ممكن مجاوبش على السؤال ده دلوك 
ضم حاجبيه بعبس وهتف 
طيب ليه بقي ياحبيبي هو احنا
مبقناش واحد 
تحمحمت بهدوء وأردفت بتأكيد 
لاا واحد ورب الكون عالم بمكانتك جواي بس مش حابة أحكي دلوك وكمان لما تكون قاعد قصاد عيني وجها لوجه وعيوننا تبقى في عيون بعض وقتها أحكي لك كل الحكاوي اللي حايشاها لك من زمان 
من زمان ياسكون ! من قد إيه إكده ياعمري جملة استفهامية نطقها عمران بسكون وهو يبتلع أنفاسه ومنتظرا إجابتها التي ترطب على قلبه المسكين الذي جبر بعشق السكون 
كانت تداعب خصلات شعرها الغجري ذو اللون الأسود كسواد عتمة القمر وأجابته بهمس 
من سنين ياعمران 
بلل شفتاه بلسانه من عذب حديثها الذي عشقه كثيرا وهتف بنفاذ صبر 
ياااه ياسكون ماتحكي بقي عاد معنديش صبر أستني ياحبيبي 
كاد أن يكمل حديثه إلا أنه استمع الى دقات أشبه بالطبول على باب غرفته وما هي إلا رحمة أخته الصغرى بمشاغبتها فهتف 
معلش خليكي وياي هشوف اللي دماغها طايرة منيها داي وهاجي لك ياقلبي 
ضحكت على كلماته ورددت 
تمام معاك متقلقش 
نطق لتلك المشاغبة 
ادخلي يامزعجة ادخلي وبطلي حركاتك داي 
دلفت تلك الرحمة الي غرفة أخيها وهتفت بمحبة مغلفة بالدعابة وهي تغمز بعينيها
إيه كان معاك معاك مكالمة غرامية مع الحب كله ولا ايه ياحضرة العمران 
قهقه بشدة على طريقتها وهتف وهو يشير بيده تجاه الهاتف 
اها طبعا واهي معاي على التليفون وسمعتك وعرفت إنك مچنونة عيانا بيانا 
ثم فتح السماعة الخارجية وردد 
أها ياسكون سمعتي بودانك إنها مچنونة ودماغها طايرة منيها علشان تصدقيني بس 
ضحكت سكون
بشدة على مشاغبتهم وتحدثت
كيف القمر والله يارحمة وروحك حلوة شبه مكة اختي بالظبط هي كمان بتحب الضحك والهزار والمشاغبة فينا ليل نهار 
هزت رحمة رأسها بكبر مصطنع ورددت وهي توجه كلماتها الى سكون عبر السماعة 
تشكرات اختنا سكون والله عارفة إكده بس أني مش بحب اتكلم عن خفة دمي وروحي الحلوة كتير 
أشار إليها عمران ناحية الباب قائلا 
طيب خلي عندك شوية من الاحمر عاد وفارقينا بقي 
رفعت حاجبها قاصدة مضايقته باصطناع وجلست على تخته وتحدثت وهي تلوي خصلات شعرها حول يدها 
والله أني عجباني القعدة اهنه ياأخوي اتوحشتك كتييييييير 
نظر اليها پغضب وهو يشير إليها بعيناه أن تخرج ولكنها قامت من مكانها وهتفت بصوت عال قاصدة إسماع السكون 
شفتي ياسكون الأخ اللي قلبه جاحد بيبص لي پغضب وعايزني أخرج من أوضته وبيستقوي علي عشان الحيلة واللي على الحجر ومربع في قلب الحاجة زينب 
استمعت سكون إليها بتركيز مصاحب بالابتسامة فهي تتحدث عن تفاصيل عمران فهي حلمت كثيرا أن تعرفه وتدخل في أعماق يومه وتشاركه لحظاته الحزينة قبل السعيدة 
واردفت بشموخ يليق بعمرانها 
وه على إكده محبة عمران مسيطرة على قلوب الكل إكده يارحمة ومن أولهم إنتي باين من كلامك إنك مش غيرانة خالص 
اتسعت مقلتي رحمة من كلام سكون وهتفت بذهول مصطنع 
حتى إنتي فهمتيني صح قصدي غلط ياسكون أنا بايني مليش حظ في البيت ده 
اجابتها سكون بنفي 
لااا ده إنتي سكرة خالص يارحوم والله حبيتك قوووي ومن دلوك ومن قبل ماشوفك
حسيت إنك كيف اختي مكة الخالق الناطق 
منحرمش منيكي ياحبيبتي 
شكرتها رحمة على ذوقها ورقتها في الحديث وتحركت صوب الباب للخروج وهي تبلغ عمران 
الحاجة زينب بتبلغك إنها لبست وفي انتظارك تحت وبتقول لك شهل ياعريس علشان منتأخرش علي البنتة الزينة 
ألقت كلماتها وأغلقت الأبواب وهبطت الأدراج بإزعاج كعادتها 
أما سكون تحدثت 
خلاص هسيبك بقي تشوف حالك واني كمان اختي الكبيرة وصلت بولادها هخرج وأشوفها وكمان هشوف هعمل ايه 
هز رأسه باستحسان وتحدث 
تمام ياحبيبي خلي بالك من نفسك على ماشوفك ونتمم أول فرحتنا على خير مع السلامه يانبض القلب 
ابتسمت بحالمية وأردفت 
مستنياك في رعاية الله 
في منزل سكون دخلت إليها مها أختها بطلتها البهية كعادتها فهي تعشق الاهتمام بنفسها ثم جرت اليها وألقت نفسها داخل احضانها وهي تردد بوحشة 
عروستنا اللى كيف البدر المنور دكتورتنا اللي مشرفانا اتوحشتك قوووي ياقلب اختك 
شددت سكون من احتضانها كثيرا ورددت بوحشة مماثلة
والله ما في حد قمر غيرك كفايه ريحتك اللي سابقاكي في المكان ھموت واعرف بتجيبي الروايح القمر دي منين ده انتي عامله ولا نجوم السيما يا مها يا حبيبتي 
اخرجتها مها من احضانها واجابتها وهي تربت على وجنتها بحنان
من عيوني لحبيبه قلبي اجيب لك من كل حاجه ده انت تؤمريني امر يا طيبة يا جميلة 
دخلت مكة في الحوار وهي تستمع اليه من البدايه هاتفة باستنكار
ايه ده بتقسموا الغنايم ولا ايه من غيري هو انا مش اختك زيها يا بت ابوي ولا اني بت البطة السودا اياك !
احتضنتها مها هي الأخرى بحنان بالغ فهي قد استوحشتهم كثيرا وتشتاق اليهم بشدة وهتفت بحنو
كيف إكده ده يا حضرة الاعلامية اللي طالعه سلالم المجد وسامعة عنيها اخبار تسر العين والقلب المرة الجاية هجيب لك احلى برفانات لجل عيونك الزرق اللي بلون السما دول ويجننوا يا قمر انتي 
حركت سكون رأسها برفض ورددت بسماجة
لا يا اختي ما تتعبيش حالك وتجيبي لها برفانات هترميها هي ما لهاش في الكلام ده نهائي ابعتي لي اني بس أني داخلة على جواز اهتموا بيا علشان ما يهربش مني في نفس اليوم 
اتسعت مقلتي مها بذهول واردفت
هو مين ده اللي يقدر يهرب من الجمال والهدوء والأدب اللي متجمعين فيكي يا حبيبتي ! ده أمه دعياله في ليله قدر ان ربنا رزقه بالدكتورة سكون على سن ورمح 
ابتسمن جميعا وبدأن في تجهيز سكون لاستقبال عريسها والفرحة والسعادة تغمرهن جميعا اما والدتهن كانت في الخارج تجلس مع اخويها 
مر الوقت سريعا واستعد عمران للقاء حبيبته هبط الأدراج بطلته المميزة فقد كان مرتديا جلبابا من اللون الأسود ويعتليه عمامه من اللون الابيض فحقا كان وسيما بالجلباب ولأول مره تراه سكون بذاك الشكل
استقبلته والدته وهي تحوم حوله بالزغاريد وتمسك في يدها المبخره وتردد 
رقيتك واسترقيتك من عين كل اللي شافوك واللي هيشوفوك ولا صلوش علي النبي رقيتك واسترقيتك من عين زينب ومن عين حبيبة ومن عين رحمة ومن عين رحمة وكمان من عين رحمة ومن عين وجد ومن عين سلطان ربنا يحميك من العين يانضري 
أصدر الجميع سعالا شديدا بسبب كمية الدخان الصاعدة من البخور وهتفت رحمة بامتعاض
اشمعنا اني ياماما اللي من عين رحمة عشرين مرة ! والله إكده ظلم ده أني كيوتة ومش بحسد
خالص اني بس عيوني هتاكل المز العريس ده وكل ياناس ياخراشي علي الهيبة ياعمران ياخوي والله العروسة هيجرى لها حاجة 
صعقټ الحاجة زينب من حديث والدتها وألقتها بالشال الخاص بها في وجهها وهي تنهرها 
اكتمي عاد يابت يام عيون صفرا إنتي عينك هتجيب ولدي الأرض اكتمي يابت 
وتابعت حديثها وهي تخمس في
وجهها وتربت على ظهر ولدها
الله اكبر عليك ياولدي خمسة وخميسة 
كل ذلك في حضرة تلك الوجد التي تتابع ذاك الموقف بقلب ينحسر ويتوجع ألما مريرا كالعلقم في حلقها 
كانت عيناها تأكله وتود أن تسحبه من يداه وتهرب به في عالم لايوجد به غيرهما 
ودت لو كانت مكان سكون الآن وكانت هي عروسه بدلا عنها فحقا كانت ستسعده وتريه من عشقها ألوانا وتسقيه من شهدها أنهارا 
ولكن هي الآن متحسرة عليه وقلبها ينكوي نيرا نا بالغيرة التي تح رق داخلها 
ووقفت أمامه ونظرت إليه بعيناي يكسوها الدمع ولم تخشى من حولها مرددة 
مبروك ياأستاذ عمران ألف مليون مبروك ربنا يتمم لك على خير وتبقى عروسه الهنا 
وقبل أن تمد يداها فهو لايحبذ لمستها نظر ورائه وهو يردد مباركتها بخفوت 
الله يبارك فيكي أمال فين أبوي الحاج سلطان يا أمي 
كادت أن تجيبه إلا أنهم استمعوا الي صوته وهو يهبط الأدراج والفرحة تسكن عيناه بغزارة 
اني نازل أهه ياولدي يالا بينا نتوكل على الله ولد عمك مستنينا برة والحاج سلمان والحاج سعيد خالك يالا 
خرجوا جميعا عدا تلك الوجد فهي لن تذهب معهم في ذاك الاتفاق فهي ليست لها صفة بينهم وخرجت ورائهم وعادت إلى منزلها تتحسر وتتوعد داخلها آلاف الويلات له ولعروسه ولأبيه وأمه ولجميعهم فهم جميعا في نظرها كسروا قلبها 
بعد مرور نصف ساعة وصل الجميع منزل العروس في طلة ټخطف الأنظار فهم لهم هيبة عرفوا بها في تلك البلدة تهافتت الزغاريد من مها ورحمة وزينب ودوت أرجاء المكان 
صعدوا جميعهم في غرفة الاستقبال الواسعة في شقتهم وبعد السلام والترحاب تحدث سلطان
إحنا جايين النهاردة نطلب يد الدكتورة سكون لولدي عمران وجاهزين ومستعدين لكل طلباتكم وعنينا لبتنا واللي تأمر بيه طلباتها كلها مجابة 
تحدث مسعد الأخ الأكبر لماجدة مبتسما
واحنا يشرفنا وجودكم ياحاج سلطان ده إحنا النور والهنا زارنا بوجودكم وسطينا 
واحنا مهنطلبش حاجة زيادة عن الناس والأصول واللي تقولوا عليه ماشي إحنا بنشتري راجل ولد أصول 
ابتسمت زينب لقناعة ذاك الرجل التي أحستها من كلماته وشعرت براحة اجتاحت أوصالها لذاك المنزل وكانت جالسة متشوقة لرؤية العروس التي خطفت قلب عمرانها 
اتفقوا على كل شئ الي أن تحدث عمران مستئذنا من أبيه 
بعد إذنك ياحاج سلطان أني عايز أتجوز بعد تلت شهور ملهاش عازة الخطوبة الطويلة أني جاهز وأظن الدكتورة جاهزة فنتوكل على الله 
استحسن سلطان حديثه وهتف بموافقة
علي خيرة الله ياولدي احنا طلعنا أهل وأني ممانعش بس الكلمة الأولى والأخيرة لخالها اللي في منزلة والدها 
وتابع كلماته وهو ينظر إلي مسعد مرددا باستفسار
ها قلت ايه في طلب عمران يامسعد اموافق ولا ليك راي تاني 
نظر مسعد الي اخته وأشارت إليه بابتسامة استنتج منها الموافقة وردد بمباركة
مبروك ياعريس على خيرة الله مفيش داعي نأجلوا الفرح 
هز سلطان رأسه باستحسان
على خيرة الله نقروا الفاتحة بقي 
هنا هتفت زينب قائلة بلهفة وعيناها تتلفت في المكان
طيب مش تحضر العروسة نسلموا عليها وتقرى فتحتها ويانا ولا ايه ياأم مها 
قامت ماجدة من مكانها وأجابتها بابتسامة
من عيوني يام العريس هجيبها طوالي 
أما داخل المطبخ كانتا تقفن الثلاث بنات وسكون في حالة خجل وتوتر شديد في تلك اللحظة التي لم تتوقع خجلها وتوترها بتلك الدرجة 
فتحدثت مها إليها والتي كانت تتابع الاخبار وتستمع إليهم 
جهزي حالك ياعروسة هتخرجي دلوك لعريسك ياقمر 
أمسكتها سكون من كتفيها وهتفت بتوتر بالغ 
له اني متوترة اووي اووي يامها متسبنيش أخرج لحالي قدام الناس داي كلياتها 
ربتت مها على ظهرها ورددت بطمئنة 
له اجمدي إكده هي الثواني الأولى وهتاخدي على الجو والمكان والتوتر داي هيمشي كلياته يالا اخرجي
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 110 صفحات