رواية كاملة بقلم فاطيما يوسف
بعضك قولي اللي نفسك تقوليه وانا هسمعك وسيبيكي من عادتك المنيلة دي
لقد فهمتها والدتها فهي تعرفها بشدة حينما تريد مهاتفتها عن شيء ما ثم استدعت الهدوء وتحممت قائلة
أممم في عريس عايز يجي يتقدم لي وقال لي اخذ ميعاد من حضرتك عشان يجيب ابوه وامه وياجي
امسكت ريموت التحكم بالتلفاز واغلقته والتفتت بكامل جسدها واصبحت مقابلة ابنتها ورددت بسعادة
ابتسمت بخجل وهي تضع اعينها ارضا فسكون تخجل بشدة حتى من والدتها واجابتها
صحيح يا ماما حاسه بارتياح من ناحيته فقلت اتوكل على الله واللي فيه الخير يقدمه لي ربنا
جذبتها ماجدة الى احضانها بسعادة وتحدثت وهي تربت على ظهرها
ابتسمت عيناها فور ان سألتها والدتها على حبيبها عمران وأجابتها
اسميه عمران سلطان المهدي والده الحاج سلطان اكيد تسمعي عنه كان جايب اخته تتابع اخر حملها واتعرفت عليه وقال لي ان هو عايز يجي يتقدم لي واني اخد منك معاد
قولي لي شكله عامل كيف طول بعرض اكده يملى العين ويشرح القلب ولا ايه بالظبط طمني قلبي
انزلت بصرها خجلا من سؤال والدتها ولكن ضړبتها ماجدة بخفه على يدها وهتفت
هتتكسفي من امك عاد في وشك هيقلب مېت لون احكي عاد يالاا ان مكنتيش تحكي لأمك هتحكي لمين يامخبولة إنتي
تشجعت سكون من حديث والدتها ورددت بحالمية فور ان تاتي سيره العمران وتتحدث عنه
رفعت ماجدة حاجبها واردفت باستنكار
ولحقتي عرفتي ده كله عنيه من مرة جاب اخته فيها يا بت انتي اتكلمي عاد
تحممت وأجابتها بصوت هادئ من التوتر
أممم ما هو يا امي كلمني في التليفون كذا مرة عشان يعرفني بس والله ما كلمتوش تلت مرات على بعض وبعديها طلب مني ياجي يتقدم لي على طول
كيفك يا اخوي عامل ايه توحشتك قوي من بقالك شهرين مجيتش تشوفني ولا تطمن على البنات ومش عادتك يعني
اجابها اخيها
انا بخير يا خيتي معلش أني عارف اني مقصر معاكي بس والله ما باليد حيله انتي عارفه الشهرين دول جمع المحصول في الارض عندي وببقى ملخوم فيهم لشوشتي بس خلاص كلها جمعة واجي لك على عيني
ولا يهمك يا اخوي الله يعينك على حالك ومالك ويرزقك الخير كله يا رب بس معلش عايزاك تاجي الجمعه الجاية في ضيوف جايين يطلبوا يد الدكتورة سكون وطبعا لازم تكون موجود وهات اخوي جمال كمال وبلغه عايزاكم تكونوا جاري في اليوم ده واني كمان هبلغ عم البنات ولو اني ما بطيقهوش واصل
سعد أخيها لذاك الخبر الجميل وردد بمباركة
يا الف نهار مبروك للدكتورة سكون والله فرحت لها قوي قوي ده اني أجيلها راكب طيارة على عيوني باذن الله يوم الجمعة هاجي اصليها عنديكم مبروك مقدما لحبيبة خالها
وظلت تتحدث معه كل يطمئن على الاخر حديث الاخوه الاحباء المعتاد
وسكون قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها من شده الفرحه فاخيرا ستنال مرادها وترتبط بمن عشقت منذ عامين في الكتمان ولكنه عنايه الله التي حاوطتها
وجلست تحاكي والدتها كثيرا الى ان مر الوقت ودلفت مكه اليهم واخبروها بذاك الخبر فجرت اليها مسرعه واحتضنتها بسعاده قائله
مبروك يا حبيبتي فرحت لك من كل قلبي الف مبروك يا سكون ربنا يجعله نصيب زين يا قلبي
ثم خرجت من احضانها وفجأه ذرفت الدموع من عيونها بغزارة مما استدعى دهشتهن وهي تردد
يعني خلاص هتمشي من اهنه انتي كمان وهبقى لوحدي ما
اقدرش اعيش في الشقة دي من غير وجودك جاري ياسكون بس ربنا العالم اني فرحت لك من كل قلبي فرحة السنين بحالها
جذبتها سكون الى احضانها وتحدثت كي تهدئها
بس يا بت انا ما هسيبكيش واصل ما تعيطيش انا متجوزة جارك الفرق بينا خمس دقايق مشي وكل شويه هتلاقيني نطالك اهنه وبعدين هسيبك تنفردي بالأوضه لوحدك عشان خاطر ما تنزعجيش مني بعد إكده
شددت مكه من احتضانها وهي تدعو لها بالسعاده والتوفيق
ثم هتفت سكون فجأه
واه نسيت ابلغ مها اتصل بيها اقول لها عاد عشان تجيب ولادها وتاجي يوم الجمعه من بدري
وامسكت هاتفها وقامت بالاتصال على اختها وما ان اتاها الرد حتى ابلغتها بذاك الخبر السعيد الذي أفرح قلبها وتحدثت بمباركة
الف مبروك يا غاليه الف مبروك يا دكتورة ربنا ينعم عليك بالفرح اخيرا هتفرحي قلبنا وهتتجوزي وهتبقي احلى عروسة في الكون كله وما تقلقيش يوم الجمعة من الصباحيه هاجي لك يا قلبي على عيوني اني والقردين الصغيرن دول
ظلتا تتحدثان بضع دقائق ثم جلسن يتسامرون مع بعضهن الام وبناتها في جلسة عائلية وهم سعداء بخبر سكون التي القته عليهم اليوم
في منزل مها بعد أن أغلقت الهاتف مع أختها استمعت إلي صوت يصعد السلم فخرجت تري من بالخارج ففتحت الباب وإذا بها تراه أمامها أما هو رأى خروجها فحمحم قائلا وهو يضع عيناه أرضا
السلام عليكم كيفك ياأم الغاليين وكيفهم هما كمان
رفعت حاجبها باندهاش نظرا لأنه لم ينظر إليها وأردفت
والله عاد لسه متجوزتش ولا اختارت بت الحلال وبتكلمني وإنت مش باصص في عيوني هو أني شكلي مبقاش عاجبك دلوك يابن الحلال
وضع كف يداه أسفل رأسه من الخلف وهو ينظر في نفس الجهة وأجابها وهو يتمتم بصوت خفيض
مش الحكاية يامرت أخوي
مرت أخوك ! جملة تهكمية نطقتها تلك المها بعيون غاضبة وتابعت بامتعاض
دلوك عرفت إني مرت أخوك عاد ياحضرت عامر بيه
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء ونطق بكلمات متعقلة وهو يثبت عيناه داخل عيناي تلك التي حيرته وجعلته يرتكب جرما ماكان يستحق أن يرتكبه يوما من الأيام
أظن إحنا متفقين على إكده من أخر مرة اتكلمنا فيها وكنا حاطين النقط على الحروف ولا ايه عاد يامرت أخوي
اتكأ في نطقه على كلماته الأخيرة وهو قاصدا ذلك كي يجعلها تستفيق وخاصة عندما رأى تلك النظرة التي يحفظها ويفهمها عن ظهر قلب ولكن فوجئ بها تشده من يداه وأدخلته شقتها وأغلقت الباب ووقفت وراه وكل ذلك حدث في بضع ثواني جعلته ذهل من فعلتها فسألها بذهول
ايه اللي عملتيه ده يامجنونة إنتي ! مخيفاش أخوي ياجي دلوك وتبقي وقعتنا مربربة لساكي متهورة زي مانتي يامها
صار صدرها يعلو ويهبط وهي تنهج من فعلتها تلك فجسده ضئيل عليها حين جرته من يداه
ولكن هدأت من حالها وتبدلت نظراتها نقيضا واقتربت منه وعلي حين غرة هتف لسانها بوحشة
ياه اتوحشتك قووي قووي ياعامر مكنتش اعرف إني لما أشوفك هضعف أوي إكده وأحس باللهفة اللي اني حاسة بيها دلوك
ضړب كفا بكف فهو عائدا من الخارج وكله تصميم على أن لايجاريها وكما أنه التزم في صلاته واستغفر ربه على فعلته الذنب الكبير معها تلك المرة الوحيدة منذ سنوات ذلك الذنب الذي تهتز له سبع سموات
ثم تحدث وهو عاقدا حاجبه باستغراب لحالتها تلك
لساكي زي مانتي عواطفك غالبة عليكي !
لساكي قلبك وإيمانك ضعيف يامها وبتجري ورا شهواتك فوقي يابت الناس عنديكي ولدين متحمليهمش العاړ وتشيلي ذنبهم ده إنتي روحك فيهم
اقتربت منه وأمسكته من تلابيب قميصه واردفت پغضب عارم وهي تجز على أسنانها
وه كانك مصدق الحديت اللي بتقوله ده !
بقي اني بجري ورا عواطفي وشهواتي !
كانك متعرفش المرار اللي بعيشه كل يوم والتاني مع اخوك اللي معندهوش ذرة إحساس الكلام ده فات أوانه ياعامر ومبقاش له عازة دلوك
كانت تهزه پعنف وهي متأثرة بكلامها اما هو قبض على كفاي يداها بشدة وأجابها
متعلقيش أخطائك على شماعة خايبة ملهاش عاز يامرت أخوي كل اللي بتقوليه ده مبقاش يشغلني ولا بقيت ألتمس لك اي عذر بيه واصل
وتابع كلماته وهو يخفض يداها من على قميصه بحدة خفيفة هو قاصدها كي تستفيق
خلاص الصغير كبر وفهم وأني من سنين قبل ما اسافر من اهنه ساعة ماجيتي لي واشتكيتي لي مر ايامك صدقتك وجريت وراكي بدون ذرة عقل لكن المرة دي كبرت وعرفت اني غلطت بس دلوك مهكررش الغلط ده مرة تانيه واصل مهما يحصل يامرت أخوي
أدمعت عيناها وتحدثت وهي ټضرب بقبضتي يديها على المنضدة
مش بمزاجك
تبديها وبمزاجك تنهيها
ثم أكملت بضعف وهي تنتحب بشدة
أني إنسانة من لحم ودم وبموت إهنه بالحيا مع راجل معندهوش أي ذرة إحساس تجاهي بيهملني بالشهور وبتطلبوا مني أتحمل كيف ياعالم ! حرام والله العظيم
حرام حرام
أحس بضعفها واحتياجها مز قته دموعها ود لو يحتضنها ويخفف عنها ود لو كانت في ظروف غير ذلك أو كانت امرأة غيره ولكن ماباليد حيلة فخفف عنها قائلا
اتكلمي معاه زني على ودانه كتييييييير الحريم مبيغلبوش طالبي بحقوقك مرة واتنين وتلاتة وعشرة ومتمليش لحد مايستجيب متدوريش على طريق الحړام وتستسهليه طرق ربنا الحلال كتير يابت الناس
أدارت جسدها للخلف وهدرت به بنفاذ صبر وطاقة فقدتها مع فقدان أنوثتها طيلة الأيام
ياه ده انت الحل بالنسبه لك سهل قوي !
ده اني اتحايلت عليه علشان ياخد باله مني ويحافظ عليا بعدد شعر راسي كل يوم والتاني اكلمه مرة باللين ومرة بالشدة ومرة بالخصام ومرة بالاهمال في حقوقه المنزلية ولا حياه لمن تنادي خلاص الصبر زهق من صبري
بهدوء حسم أمرها وردد
خلاص اتطلقي منيه وشوفي حالك طالما مبقاش عنديكي قوة تحمل
ثبتت نظرة عيناها داخل عيناه وتفوهت
وتتجوزني
فتح فمه من كلمتها وتابعت هي
مالك إكده تنحت وفتحت لي بقك على وسعه ولا أني بالنسبة لك رخيصة
أجابها بتصميم
إنتي مرت أخوي يامها
بعيون قوية أردفت
هطلق منيه وهبقي حرة وأحل لك
ربع ساعديه أمام صدره وهتف برفض
مهما كان مهكسرش اخوي مينفعش
اقتربت بخطواتها وتحدثت بنفس التصميم
اخوك ميفرقش معاه اخوة من أبوة من بنوة بارد معندهوش حب غير لحاجة واحدة بس حب المال حب كبير
ابتلع أنفاسه بصعوبة وردد
مهما يكون عمري ماعملها علشان متعلقيش نفسك بوهم كداب
لفت بجسدها من أمامه ووقفت بمحازاة كتفه ورددت
مهتعرفش تحب غيري ولا واحدة هتسعدك غيري ياعامر
بنفس لفتتها تحرك ووقف بمحازاة كتفها الاخر مرددا پضياع من تأثيرها عليه
مين قال لك إكده كنتي بتتحكمي في القلوب عاد ووليتي حالك أمر ربنا وبقيتي بتعرفي تقلبي القلوب علي كيفك
أمسكته من كتفيه