رواية كاملة بقلم سيلا
وأجابت جدها
قولها ياجدو.. وعرفها إن نورسين مبتحبش اللي يقرب من ممتلكتها.. جذبت ليلى المقعد پعنف عندما شعرت بإنهيارها وجلست بجوار سيلين وتحدثت
لا نورسين ولا غيرها خليها تيجي وتاخد القصر باكمله... أنا هنا عشان ابني وبس.. أومأ الجد برأسه وطالعها بغموض
برافو عليك خليكي دايما متذكرة كدا.. إنت هنا عشان أمير ولا إيه ياراكان
استدار راكان لجده
عارفين الموضوع دا وحفظينه ليه دايما بتحسسنا إننا في حصة وبتسمعلنا الدرس..
غيره ياتوفيق بيه.. قولي إيه سبب الجمعة الحلوة دي هو مكنش يوم الجمعة ولا أنا غايب بقالي سنين وغيرت النظام
إذداد ڠضب توفيق واستشاط داخله فرمقه قائلا
هشام النمساوي اتصل وقال نحدد فرحكم قبل إجتماع مجلس الأدارة.. وطبعا أنت عارف يقصد أيه.. إحنا عايزينه شريك للمشروع الكبير
أنهى طعامه واتجه ليونس وتسائل
هو نوح مش بيحضر الإجتماعات ولا إيه.. مال النمساوي بإجتماعات الشركات وبعدين حضرتك دخلت يحيى الكومي قبل كدا ودلوقتي النمساوي.. ايه ياباشا عايز تاخد اقتصاد البلد كلها..
قوس فمه وأكمل
على فكرة تفكير غبي.. لأنك كل مالحاجة تبقى بتعتك لوحدك أحسن من الشركاء
اظلمت أعين توفيق وارتسمت عيناه بنظرة قاسېة
أنا اللي هوطدت العلاقات بينا.. وكدا كدا إنت هتتجوز بنته فعادي أنه يحضر.. غبي ولا غيره.. انت مش عندك شركاتك مالك ومال شغل العيلة ولا عشان نصيبك الأكبر هتتفرعن على جدك ياحضرة النايب زي كل مرة
زفر بهدوء محاولا السيطرة على غضبه عندما حثته والدته بعينيها بعدم الڠضب..
تمام ياتوفيق باشا اعمل اللي حضرتك عايزه شغلكم ماليش دعوة بيه.. والفرح حدد عليه معنديش مانع.. قالها وهو يرمق تلك التي جلست تتلاعب بطعامها بعينين تقطران الما وملامح يكسوها الحزن الذي تغلغل لروحها..
قاطعهم دلوف نورسين
جود مورننج جدو.. جد مورننج للجميع
اتجهت لراكان
حبيبي حمدالله على سلامتك وحشتني أوي.. قالتها عندما قبلته على وجنتيه
أشار توفيق على المقعد الذي يجاور راكان
صباح الخير ياحبيبتي.. اقعدي بنت حلال كنا لسة بنجيب في سيرتك
طالعت راكان وأردفت
إيه ياراكي.. أوعى تكون كنت بتقول لجدو إني وحشتك
ابتسم بجانب فمه بسخرية.. فأجابها دون النظر إليها وتحدث
ايوة طبعا ياحبيبي كنت بقوله نورسين دي مفيش زيها وحشتني لدرجة هنعمل الفرح بعد اسبوع
هنا رفعت ليلى عيناها سريعا إليه فتلاقت بعيناه.. شيعها بنظرة خبيثة واكمل
كفاية تأجيل..إحنا كنا هنتجوز من فترة لولا مۏت سليم الله يرحمه
رمقت نورسين ليلى فاستطردت قائلة
وياترى ليلى هتفضل معانا فوق..سوري لكن من حقي ياجدو..مش كدا ولا إيه
حمحم راكان وطالع ليلى مردفا
مدام ليلى أصلا مش هتكون موجودة في إسبوع الفرح.. معنديش مانع لو عايزة تقضي أسبوع الفرح في بيت المزرعة واكيد مش هعرفها الجو هناك بيكون عامل إزاي الأيام دي
كان واقع كلماته على مسامعها كصدى صوت رعد بليالي الشتاء القاسېة وزواعب عواصفها... لم يرحم قلبها فأكمل
مش عايز الناس يفهموا علاقتنا غلط.. وجودك هيصير الشك.. ودا عكس شخصيتي أبين حاجة وأعمل حاجة تانية
أستقرت كلاماته القاسېة وسط قلبها فمزقته لأشلاء حتى شعرت بآلالاما شديدة بأنحاء جسدها مما جعلها تتشبث بيد سيلين بجوارها
طالعتها سيلين وهمست إليها
إنت كويسة... هزت رأسها وغشاوة من دموعها احتجزت بعينيها منعتها من التحرر ولكن اكمل ماهشم الباقي من كرامتها حينما أردف
ماما ممكن تنقلي ليلى وأمير للجناح التاني عشان حضرتك عارفة نورسين وغيرتها وأنا مش عايز دوشة حريم
قبلته نورسين مرة أخرى على وجنتيه أمام الجميع.. وهمست له
راكي خلص فطارك بسرعة عندنا فسحة هتغير مود الشغل اللي خطڤك مني بقاله اسبوعين
رفعت نظرها وعبرة غائرة انسدلت عبر وجنتيها مسحتها سريعا حتى لا يرى ضعفها فأجابته وهي توزع نظراته عليه وعلى نورسين
أنا اتكلمت مع طنط زينب من فترة كبيرة من بعد مۏت سليم وحضرتك رفضت.. يعني أنا اللي طلبت من الأول.. ودلوقتي مستحيل اخرج من جناحي دا بتاع جوزي واللي مش عاجبه ممكن ينقل في مكان تاني.. ووقت مايجيلي مزاج ياحضرة النايب أنقل هنقل مش هستنى حد يتآمر عليا
ذهل الجميع من شراسة حديثها بل شعر بصڤعة مدوية فاتجه بنظره لوالدته
كلامي ينفذ ياماما.. سليم ماټ ومش موجود بينا ودلوقتي مينفعش.. قاطعته عندما هبت كالملسوعة توزع نظراتها بين الجميع
سليم ماټ عندكم بس.. لكنه لسة عايش جوايا.. عايش في ابنه دا.. مش من حق حد فيكم يجبرني على حاجة مش عايزاها... أنا اتجبرت مرتين ياحضرة المستشار.. المرادي لا.. دا حق ابني احنا هنا اللي لينا الحق الأكبر
وقف أسعد محاولا هدوئها
ليلى حبيبتي اقعدي يابنتي هنعمل اللي أنت عايزاه.... ازاي ياأسعد!!
أردف بها توفيق بقوة.. هتسمع كلام أرملة أبنك.. رمقها الجد واردف
إنت بأي حق تتكلمي كدا.. نسيتي نفسك
عايزة تحطي نفسك بنورسين
إلى هنا وقد طفح الكيل وصړخت كالذي مسها مس جنيا وضړبت على طاولة الطعام
أنا فعلا مش زي حد.. وعشان كدا خلي حفيدك المغرور دا يطلقني ويتجوز سليلة الشرف والنسب.... أنا مش عايزة اعيش هنا ادوني ابني خلوني امشي
هب كالملسوع ورفع سبابته أمام وجهها قائلا بنبرة آمرة
مفيش خروج من البيت دا بأمير إلا بأمر مني..ومتنسيش حضانة الولد معايا... عايزة
تمشي اتفضلي الباب مفتوح غير كدا مسمعش صوتك
تساقطت دموعها بقوة عبر وجنتيها وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تحدتث بصوتا مرتجف
أن شاء الله تتعذب في حياتك ياراكان وتتوجع زي ماوجعتني كدا.. ضړب الجد بعصاه الأبنوسية على الأرضية
احترمي نفسك يابنت المحجوب متنسيش نفسك واعرفي إن اللي بتغلطي فيهم دول يبقوا إيه
ظلت مسلطة بصرها تنظر إليه ببغض شديد.. استدار لجده والڠضب استحوذ عليه كليا وصاح
متنساش أن دي مراتي ياتوفيق باشا..ومش معنى اني ساكت يبقى تهنها اللي يغلط فيها كانه بيغلط
فيا
صفقت ليلى بيديها فلقد فقدت السيطرة بالكامل حينما داسو على كبريائها
لا برافو.. زادني شرف والله ياحضرة النايب.. اتجهت إليه تدفعه بيديها
أنا مش مرات حد.. واعرف اخد حقي كويس.. اتجهت بنظراتها لنورسين
هو على بعضه مايلزمنيش ياحبيبتي.. ولو فعلا شايفاه راجل ويستحقك خليه يطلقني
توقف مجرى الډم بعروقه وتثلجت أوصاله حينما ألقت سهامها وداست على رجولته بكل جبروتها.. أستدار إليها وجذبها من رسغها
اقعدي واسمعي آخر الكلام يابنات الناس... انا بحاول اتغاضى عن كلامك مش عشان انا مش راجل.. ابدا..
تنهد واخذ نفسا فأكمل
علشان اخويا المرحوم اولا..وعشان إنت مراتي.... فبحاول مغضبش عليكي ياليلى مطلعيش الڠضب ال جوايا.. صدقيني هكرهك في نفسك
إيه ياراكان مش أنت من شوية كنت بتقولها هعمل واسوي ماترسى على حل يابني.. قالتها فريال وهي تنظر اليه بسخرية
نهضت ليلى من مقعدها سريعا.. تحتضن ابنها الذي بكى من أصواتهم المرتفعة..
صاح راكان پغضب على مربيته
خدي أمير.. ضمته ليلى لأحضانها
لا محدش هياخده مني.. سحب الطفل منها بقوة وصړخ
خدي الولد اوضته وبعد كدا ممنوع يبات مع والدته.. نفذت المربية أمره سريعا
انتفضت ذعرا تقول بفزع
متبعدش الولد عني ياراكان لو سمحت
جلس وكأنه لم يستمع لتوسلاتها
اتجهت بعيناها تراقب ابنها الذي صدح بكائه بالمكان حتى اختفى ثم استدارت تصلب انظارها تستجديه بعيناها علها تجد بهما رأفة لحالها.. ولكن كيف وهو الذي أوجع وأبكى قلبها وأدماه منذ لقائهما الأول
سحب كف نورسين التي جلست تطالع الجميع بصمتا مريب وتحرك بعض الخطوات
شعرت بآلالاما تنخر بجسدها وشيئا ما يسقط من بين ساقيها.. ضغطت بقوة على يد سيلين التي تسائلت
ليلى مالك.. انتبه الجميع لحديث سيلين
اتجهت لتحركه تطالعه بنظرات مټألمة ... رمقها سريعا وتحرك خطوة وهو يردف
ماما متعملوش حسابي النهاردة مش هرجع
هنا شعرت بآلالاما أشد قوة فخار جسدها وضعف حتى هوت جالسة تأن ۏجعا وتصرخ
دنى يونس إليها عندما وجد تعرقها وأنينها.. جلس بمقابلتها وأردف متسائلا
مالك يامدام ليلى.. قالها عندما تغير ملامح وجهها وتحول لشحوب كشحوب المۏتى... أمسك كفيها ليرى نبضها.. ولكن جحظت عيناه واستدار يطالع راكان الذي وقف
متصنما بمكانه من صرخاتها فسألها
مدام ليلى إنت حامل... تساقطت دموعها بغزارة ټحرق وجنتيها كلهيبا يقضى عليها
فهمست عندما فاق الألم تحملها
الحقني يايونس أنا بڼزف... رجفة قوية أصابت جسده فعقد حاجبه يفهم سؤال يونس ومعنى حديثها
همست ليلى أنا حامل.. قالتها ودموعها أغرقت وجنتيها بالكامل
صدمات وشهقات وهمهمات من الجميع عندما استمعوا لحديثها.. بينما ذاك الذي تصنم جسده وكأن أحدهما سكب عليه دلوا من المياة التي وصلت لدرجة غليانها حولت جسده كحمم بركانيه..
اتجه ليونس كالضائع بغيبات الجب واستمع لسؤاله عندما ازدادت سوء حالتها وبدأت قواها تتهاوى بفقدانها للوعي
ليلى انت حامل في الشهر الكام.. تسائل بها يونس الذي بدأ يقيس ضغطها ونبضها
اطبقت على جفنيه مټألمة وكأن روحها تنسحب منها وغمامه سوداء تطاردها فهمست
التالت.. لم تكمل كلمتها فسقطت بين ذراعي يونس فاقدة للوعي.. نظر يونس تحتها وجحظت عيناه من آثار الډماء التي لطخت فستانها الأبيض فصاح بأخته وهو يحملها متجها لغرفتها
سلمى هاتي لي شنطتي بسرعة.. بينما سيلين التي وقفت كالمتصنمة تبكي على وضعها.. الكل بدأ ينظر لراكان.. هناك نظرات شفقة وهناك نظرات شماته..ولكن عنده لقد هوى قلبه وزهقت روحه تمنى لو صړخ من أعماق قلبه حتى ينقطع نفسه..أومأ رأسه رافضا حديثها بقوة....شعور بفقدان وعيه... نظر پضياع حينما أردفت فريال
ايه ياراكان أرملة اخوك اللي مېت بقاله سنة ونص حامل إزاي.. وأحنا كلنا عارفين طبيعة جوازكم... هنا لم يجد كلمات تعبر عما يجيش في صدره من آهات صاړخة
تحرك يونس خطوتين وهو يحملها بين ذراعيه متجها لغرفتها..
هب فزعا وكأن صړاخ سيلين بأسمها ايقظه من صډمته فهرول يلتقطها من بين ذراعه وصاح پغضب
رايح فين.. أنا هوديها المستشفى.. قالها وشعور الأختناق يعيق خروج تنفسه كيف يتنفس وصڤعات القدر المتوالية لم ترحمه
خطى يونس بها للخلف وهو يضمها حينما وجد الڠضب ونيران عينيه ووجعه بآن واحد.. فتحدث بهدوء
راكان ليلى ممكن ټموت.. ننقذها الأول.. ممكن يكون الطفل ماټ... وممكن يكون عايش.. ارجوك أبعد غضبك دلوقتي وخليني انقذها.. وبعد كدا حاسبها زي ماأنت عايز
تلقفها منه بقوة وڠضب.. وهو يدفعه بجسده
ابعد عني عشان ڠضبي مايولعش فيك يايونس.. إياك تقرب مني
توقفت والدته وعمته سميحة حينما وجدا حالته فاتجهت زينب لأسعد ووالده
هتسبوه ياخدها..
تحدثت سميحة بابا... رمقها الجد بنظرة غاضبة واشار بسبابته
مش عايز أسمع صوت حد فيكم... اتجه بنظره لاسعد
شوفت مجايب ولادك..