الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

اولاد غانم

انت في الصفحة 34 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


هذا بالوقت المناسب لطرح تلك الأسئلة المجهدة لعقلها المنهك انقذتها عزة التي ولجت من الباب وهي تقول بنبرة مشرقة 
صباح الفل قوموا يا كسلانين علشان تفطروا ماجوعتوش ولا مش شامين ريحة الاكل اللي تفتح النفس
جلس الصغير ليركز بحاسة الشم قبل أن يهلل مصفقا 
دي ريحة باتية
هزت رأسها وهي تجيبه بابتسامة حماسية 

عملت لك باتية وخلية النحل وكمان ميني بيتزا بالجبن زي ما بتحبها
حملق الصغير بها تعبيرا عن إندهاشه لينظر لوالدته التي ابتسمت وهي تقول 
يلا ادخل الحمام إتوضى وصلي وحصلنا على المطبخ
حاضر قالها بسعادة وهو يقفز من فوقها لينفذ ما املته عليه 
تابعته بهدوء لتنتبه لنظرات عزة التي تنهدت واقتربت منها لتسألها بنبرة حنون 
نمتي كويس
الحمدلله قالتها بملامح وجه بائسة لتخرج الاخرى تنهيدة حارة وهي تقول 
كله هيتنسي إنت ست بمية راجل يا أيثار والضړبة اللي مابتموتكيش بتزيدك قوة
بنبرة بائسة أجابتها 
مبقتش حمل ضربات خلاص يا عزة عضمي إتكسر ومبقاش قادر يتحمل ۏجع أكتر
مر اليوم على كلاهما بصعوبة بالغة قضته هي بانكماش على حالها واستكمال اليوم إما بالهروب عن طريق النوم لفترات طويلة أو بالصمت القاټل وكأنها مغيبة عن الواقع أما هو فقضاه حبيس غرفته متحججا بإصابته بحالة من الأرق الشديد كي يهرب من نظرات عائلته المحاصرة له صباح اليوم التالي فاق من نومه وامسك هاتفه محاولا الوصول إليها دون جدوى تحرك متجها نحو عمله دون الانضمام لاسرته لتناول الفطور كما المعتاد تحت استغراب والداه وشقيقته مر أكثر من ساعتين وهو منهمك بالعمل ليستغل وقت الراحة ويمسك بهاتف مكتبه الارضي بعدما قرر مهاتفتها منه كانت تعمل على جهاز الحاسوب وما أن استمعت للرنين ضغطت زر الإجابة لتجيب بنبرة جادة 
ألو
إزيك يا إيثار شعورا مؤلما اقتحم قلبها بمجرد استماعها لنبرات صوته التي كانت بمثابة الحياة بالنسبة لها منذ يومين فقط والأن أصبحت ۏجعا لا يحتمل أغمضت عينيها واعتصرتهما بقوة وهي تهز رأسها پألم لتفتحهما من جديد على مصراعيهما بعدما وعت على حالها لتغلق الهاتف سريعا كي تتخلص من ذاك الشعور المهين الذي اعتراها بمجرد مرور كلماته عبر خيالها أخذ صدرها يعلو ويهبط بقوة من شدة التوتر والألم أما دموعها فكانت على وشك الهبوط لولا عزيمتها القوية التي جعلتها تأخذ أنفاسا منتظمة وتزفرها بهدوء كي تستطيع التحكم بها ما هي إلا ثواني ووجدت هاتف المكتب الارضي يصدح فتوقعت بأنه هو انتظرت حتى انتهى الإتصال وخرجت سريعا إلى مكتب هانيا لتقف بشموخ تخبرها 
هانيا من فضلك حولي كل المكالمات عندك وردي عليها بنفسك
واستطردت بذريعة وهي تعدل من وضع نظارتها الطبية 
عندي ملف مهم بشتغل عليه ومش عاوزة إزعاج
تمام يا أستاذة نطقتها بعملية لتنسحب الأخرى نحو مكتبها وأغلقت الباب لتصل إلى مقعدها وترتمي عليه بإرهاق أخذت نفسا عميقا وبدأت بمواصلة عملها ولكن ما
هي إلا ثواني لتجد هاتف مكتبها يصدح لتزفر وبعدها تجيب فوجدت صوته الحاد وهو يقول 
من فضلك متقفليش أنا كل اللي عاوزة منك هي فرصة واحدة أشرح لك فيها كل حاجة والمغزى من طلبي وبعدها قرري عاوزة تكملي معايا ولا لا
بصوت قوي يحمل شموخ الانثى بداخلها أجابته 
يظهر إن سيادة المستشار موصلوش قراري مع إني أخدته في نفس اللحظة
اللي بلغتني فيها بطلبك
بس هوضح لك تاني وياريت دي تكون أخر مرة نطقتها بطريقة حادة فأغمض هو عينيه بمرارة لتستطرد هي بقوة 
سيادتك غلطت في العنوان أنا لا بتجوز في السر ولا عمري هقبل بوضع العشيقة حتى لو كان لسيادة المستشار إبن علام باشا زين الدين صاحب المنصب الكبير والفلوس الكتير
رفعت قامتها لأعلى لتتابع بصوت يقطر قوة واعتزازا بالنفس 
أنا واحدة حرة أبويا غلبان وعلى قد حاله آه بس رباني صح ولسة متخلقش اللي يخليني أستخبى ورا حتة ورقة زي الحرمية واروح اقابله في الشقق المفروشة وانا بتلفت حواليا زي اللي عاملة عاملة وخاېفة لانكشف
رمى رأسه على خلفية المقعد وكل كلمة تنطق بها تمزق قلبه لإربا شعر ببشاعة خطأه وجرمه العظيم بحق تلك الأبية نهر حاله 
لم يضعها بتلك الإختبارات مجددا ألم يكتفي برفضها لهديته الثمينة بالمرة الاولى لما استجاب لعقله وجنب قلبه الذي أنذره وحذره كثيرا من القدوم على تلك الخطوة الغير محسوبة وبالاخير صدق حدسه وظهرت أصالة تلك الجوهرة الثمينة لكنه الآن أمام معضلة كبيرة نعم تأكد من طهارتها وعفة تفكيرها وبأنها مهرة أصيلة لن تتكرر لكن هل ستغفر له ذلته تلك اخرج صوته النادم ليقول بنبرة إنهزامية 
أنا آسف يا حبيبي مكنتش اتمنى أبدا إني أوصلك للشعور الممېت ده أرجوك حاولي تسمعيني وأنا هشرح لك كل حاجة هقول لك اسبابي لطلبي ده واللي متأكد إنك هتعذريني فيها
استمعت لكلماته بقلب مغلق يغلي بل يفور من غضبه لتقاطعه قائلة بنبرة أنثى حطم كبريائها تحت قدمي من كانت تتوسم به خيرا بل كانت تتأمل بحياة جديدة تحيا بالأمن والأمان تحت كنفه 
اللي عندي قولته ومهما قولت من مبررات تأكد إنها هتكون تافهة بالنسبة لشعور الذل والمهانة والإنكسار اللي حسيت بيهم من كلامك
لتتحول نبرتها لغاضبة مسترسلة 
بس لا عاش ولا كان ولا لسة إتخلق اللي يقدر يكسرني إسمع يا باشا وأعتبره اخر كلام عندي لو حاولت تتصل بيا تاني بأي طريقة هضطر آسفة أبلغ أيمن الأباصيري بعرض جنابك عليا
واسترسلت بابتسامة ساخرة 
ومن واقع معرفتي بسيادتك إنك مبتحبش الفضايح فمن الأحسن تبعد عن طريقي خالص لأني لا ضعيفة ولا قليلة وصدقني هتشوف مني وش مش هيعجب إبن الأكابر
بمجرد الإنتهاء من كلماتها الټهديدية أغلقت على الفور سماعة الهاتف ليعتصر عينيه ألما على تلك الغاضبة وما اوصلتها إليه كلماته المسمۏمة وعرضه المهين أما هي فخرجت من مكتبها كالإعصار المدمر لتهتف بعينين حادتين وهيئة لا تبشر بخيرا 
أنا مش قايلة لك تستقبلي كل الكالمات وتردي عليهم بنفسك حولتي لي المكالمة ليه!
هبت الفتاة من مقعدها لتجيب بتلبك بعدما رأت ثورة ڠضبها 
ده سيادة المستشار فؤاد علام
إن شالله يكون حتى رئيس الجمهورية بنفسه نطقتها بصياح جديد عليها لتتابع الفتاة توضيح تصرفها 
يا افندم أنا قولت له إنك مش فاضية بس هو أصر وقال لي إنه عاوزك في موضوع خاص بالقضية وإنك عارفة بمكالمته دي ومستنياها
رفعت سبابتها لتهتف بفحيح خرج من بين أسنانها 
أخر مرة تتصرفي من دماغك ومن غير الرجوع ليا إنت فاهمة
نطقت كلمتها بصړاخ لتنطق الاخرى بإيجاب 
حاضر أنا آسفة
رمقتها بنظرات ڼارية وكأنها تخرج شحنة ڠضبها بالفتاة انطلقت عائدة لمكتبها من جديد وحاولت جاهدة إخماد حريق روحها الشاعلة ليباغتها استدعاء أيمن لها عبر الهاتف لتهرول إليه سريعا وهي تقول بنبرة جاهدت لتخرج منها رصينة 
أفندم يا باشمهندس 
صوتك عالي ليه يا إيثار فيه حاجة حصلت! لم تجد كلمات مناسبة للرد فتلعثمت وهي تقول بعيني زائغة هنا وهناك 
أنا آسفة لو أزعجت حضرتك يا أفندم أصلي كنت بتكلم مع هانيا واتنرفزت وصوتي علي ڠصب عني 
اومأ بإيجاب ليسألها بعدما تمعن بمقلتيها 
مالك إنت مش بطبيعتك النهاردة
ابتلعت غصة مريرة لتجيبه بصوت خاڤت 
مفيش حاجة يا باشمهندس شوية إرهاق مش أكتر
هز رأسه بهدوء ليبتسم قائلا 
لارا متغيرة كتير بعد زيارتها ليك دي حتى طلبت من أحمد يحجز لها ميعاد مع الدكتور وبدأت متابعة معاه 
ابتسمت له ليقول بامتنان 
أنا عارف إن اللي حصل ده بفضل كلامك معاها شكرا يا إيثار
قال الاخيرة بكثيرا من العرفان لتجيبه مبتسمة 
مفيش شكر بينا يا باشمهندس لارا زي أختي بالظبط ولو فيه حد يستحق الشكر فهو حضرتك وعيلتك اللي إحتوتوني أنا وابني واعتبرتوني واحدة منكم
رفع حاجبه ليجيبها باستنكار 
هنبدأ بقى في الكلام البايخ يلا شوفي شغلك ومتنسيش تبعتي ملف الصفقة الاخيرة لمدير الحسابات
حاضر يا افندم قالتها بهدوء لتلتفت وقبل أن تصل إلى الباب استمعت لصوته مناديا عليها 
إيثار
الټفت تتمعن النظر إليه ليقول بذات مغزى بعدما تيقن أنها تواجه ألما نفسيا 
مفيش حاجة في
الدنيا تستاهل زعلك يا بنتي وتأكدي إن مفيش مخلوق يقدر يأذيك طول ما أنا في ظهرك وطول ما أنت واقفة لهم بالمرصاد
نطق كلماته قاصدا بها عائلة طليقها إعتقادا منه انهم سبب تلك الحالة لتبتسم له وهي تقول بامتنان 
ربنا يخليك ليا 
أومأ لها ليطمأنها وبعدها نطق بممازحة 
إتصلي بالبوفية
خليهم يعملوا لي فنجان قهوة يظبط لي مزاجي اللي صوت صراخك العالي
عكرهولي 
ضحكت رغما عنها لتعود لمكتبها تباشر اعمالها بعدما طلبت من البوفية عمل القهوة لرب عملها 
داخل منزل والد نسرين زوجة عزيز
كانت تجلس فوق الأريكة بانتظار والدتها التي ولجت لحجرة نومها كي تجلب لها المال التي بعثت به سمية وبالمرة ترتدي ثياب الخروج كي تذهب بصحبة ابنتها إلى المركز لشراء بعض قطع المصوغات الذهبية خرجت شقيقتها الصغرى من المطبخ للتو لتقول بنبرة مستاءة بعدما جاورتها الجلوس 
اللي اسمها سمية دي ډمها تقيل بشكل
هتفت الاخرى مستفهمة 
ليه يا بت يا ألاء قالت لك إيه العقربة دي
ردت الفتاة باستياء 
قالت لي قولي لاختك تصرفيهم على صحتك
احتدمت ملامحها لتنطق پحقد دفين 
بنت ال ماشي يا سمية أنا هوريك
عبست ملامح شقيقتها لتهتف باستنكار 
يا بااااي تحسيها بني أدمة جعانة أنا مش عارفة عمرو إبن الحاج نصر بجلالة قدره إتجوزها إزاي الشرشوحة دي
المفروض تقضي باقية عمرها وهي بتدعي لي لولا وقفتي معاها عمرها ما كانت تحلم تدخل بيت سيادة النائب خدامة نطقتها بغل لتلج إليهما والدتها التي ألقت بالمال داخل حجرها وهي تقول 
خدي الفلوس عديها وإتأكدي إنها مش ناقصة على ما ألف الطرحة
امسكت بالكيس الاسود لتنظر له باشمئزاز قائلة 
حطاهم في كيس إسود المعفنة
رمقتها شقيقتها باستنكار 
أمال عوزاها تحطهم لك في كيس هدايا
ولج شقيقها الاوحد علاء أثناء عدها للنقود فوقف ينظر لها بعينين زائغة ليسألها بصوت مرتاب 
إنت جايبة الفلوس دي كلها منين يا نسرين!
من عند الله يا علاء قالتها وهي تدس المال داخل حقيبة يدها الخاصة ليجلس بجوارها وهو يقول 
بقول لك إيه ماتسلفيني الفلوس دي أسافر بيهم إيطاليا واول ما الدنيا تلعب معايا هبعتهم لك وأكتر كمان
قربت الحقيبة

________________________________________
من صدرها لټحتضنها بقوة وهي تقول برفض تام 
لا يا حبيبي لا عاوزة منك اكتر ولا أقل دول شقى عمري كله عاوزني اديهم لك وأقعد اشحت
إلتصق بشقيقته محاولا إقناعها 
يا بنتي إسمعي الكلام كل اللي راح إيطاليا عيشته اتبدلت وأديكي شايفة جلال إبن خالتك إحسان جارتنا غير حالة أهله إزاي وبعد ما كانوا مش لاقيين الرغيف الحاف بقوا يشتروا أرض وهدوا
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 45 صفحات