الإثنين 25 نوفمبر 2024

أنا لها شمس

انت في الصفحة 27 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز

صورة واهية إنهارت أمام كلمات ذاك الساحراتخذت من الصمت ملاذا فمن أين تأتي بكلمات وإذا وجدتها كيف تخرجها وقد إندثر صوتها تحت ما خلفه دمار كلماتهابتسم واسترسل ليخرجها من تلك الحالة التي أدخلها بها 
تعرفي إن إسمك حلو قوي ومميز
واستطرد بما نهى عليها 
زي كل حاجة فيك
بصعوبة أخرجت صوتها المرتعش والذي دل على حالتها لتقول 
هتكلم أقول إيه
أي حاجة منك هتبقى حلوة وحلوة قوي كمان... قالها بصوت ناعم أقرب لهائم لتبتلع لعابها وهي تقول متهربة 
أنا مضطرة أقفل علشان أروح أطمن على يوسف
نطقها بهيام ارتجف على اثره ج سدها ليسترسل مذكرا إياها بجدية 
آه متنسيش ميعادنا بكرةالساعة خمسة مناسب ليك 
نطقت بصوت مازال متأثرا 
مناسب جدا
إتفقناتصبحي على خير...نطقها بصوت ناعم لترد بهدوء 
وحضرتك من اهله
إمممممممإحنا قولنا إيه 
إبتسمت لتجيبه 
وإنت من أهله
خليك كده دايمالقد خلقت السعادة من أجل إزدهار روحك وإنارت وجهك مابالك أنت بالحزن يا فتاة
شعورا هائلا بالسعادة إحتل مدينتها لتجيبه بصوت يفيض
فرحا 
يظهر إن الباشا ليه في الشعر كمان
أنا ليا في كل حاجة محتاج بس اللي يكتشفني...قالها بمشاكسة لتبتسم قائلة بهدوء 
بعد إذنك.
أغلقت سريعا لتأخذ نفسا بعمق وكأنها كانت تكظم أنفاسهابلا وعي ضمت الهاتف إلى صدرها لتغمض عينيها وهي تطلق تنهيدات عميقةشعورا حلوا ولأول مرة تصل إليه وتتعايش داخله تيقنت أنها لم تكن أكثر من ردة فعل على مشاعره الفياضة تجاههالقد احبت حبه لها وأثارها 
أما ذاك الماكر الذي تبسم بارتياح بعدما رفضت وبشدة هديته القيمة والتي أختارها بعناية فائقة بحيث تسحر من تراها ومن الوهلة الأولى تتمناها ويصعب على أي أنثى رفضها لكنها مقابل كل هذا الإغراء رفضتها لتريح قلب ذاك المجروح الذي طعن بظهره على يد من سلمها حياته وكان يغفو بجانبها مطمأنا لذا سيكون حذذرا إلى أبعد الحدود مع تلك ال إيثار وخصوصا بعدما استمع إليه من صديقه وكيل النائب العام بشأن أقوال والد طليقها عن إبتزازها لنجله واستغلال الصغير من أجل الحصول على المال مقابل رؤيتهسيضع جميع الإحتمالات ولم ولن يعطي الأمان بسهولةوضع يديه بداخل بنطاله القطني ليفرد قامته لأعلى وبدأ يتنفس 
صباحا
داخل منزل أيمن الاباصيريوبالتحديد بغرفة الطعام كانوا يصطفون حول المائدة يتناولون وجبة فطارهم الصباحيلتقول لارا بنبرة هادئة 
بابيكنت عاوزة أروح أقعد مع إيثار شوية بالليليوسف وحشني قوي ونفسي أشوفه
روحي يا قلبيخلي السواق يوصلك الساعة ثمانيةوإن شاء الله في الويك إند هنعزمها هي ويوسف وعزة ييجوا يقضوه معاناوممكن نعمل باربكيو
إبقي إسأليها على رأيها في الفستان يا لاراأصلها مكلمتنيش وقالت لي رأيها فيهوخاېفة يكون 
ذوق مين ده اللي ميعجبهاشأنا مراتي ذوقها يعجب الباشا
اتسعت ابتسامتها لترد بسعادة 
ميرسي يا حبيبي 
أجابها أيمن بهدوء 
أكيد إنشغلت لأن كان عندنا شغل كتير متأخر وكان فيه إجتماع مهم جدا إمبارح هتكلمك النهاردة أكيد
عادي يا اونكل براحتهاأنا بس إستغربت لأن أي هدية بجيبها لها بتكلمني بعدها على طول وتشكرني...قالتها بهدوء ليقف ايمن بعدما جفف فمه بالمحرمة الورقية وهو يقول 
أنا ماشي عاوزة حاجة يا حبيبتي
ميرسي يا حبيبي...نطقتها نيللي براحة ليقف أحمد وهو يقول 
أنا كمان لازم أتحرك حالا علشان عندي عملية بدري
هبت سالي من مقعدها لتجاور زوجها الوقوف قائلة باهتمام 
هوصلك يا حبيبي
قاطعتها نيللي بهدوء 
إقعدي يا سالي علشان عاوزة أخد رأيك في حاجة مهمة
واستطردت بعدما وجدت منها نظرات متعجبة 
أحمد خارج مع بباه فمفيش داعي توصليه
قبل أحمد جبهة زوجته ليتحرك بجانب ابيه تحت تعجب سالي لتقف لارا قائلة 
أنا هروح أبلغ إيثار في التليفون إني هزورهاوكمان اختار من على أمازون كام هدية ليوسف علشان يلحقوا يوصلوا
ابتسمت لها نيللي لتنسحب الفتاة منطلقة للأعلى لتتطلع نيللي لتلك التي مازالت متسمرة بوقفتها لتشير لها وهي تقول باستغراب 
ماتقعدي يا سالي
جلست لتسألها بارتياب 
خير يا طنط
نظرت لها بحزم لتتحدث بصوت صارم وكأنها تحولت
لأخرى 
ياريت اللي حصل في دار الأوبرا أول إمبارح ما يتكررش تاني لانه لو إتكرر هزعل منك وانا زعلي وحش وإنت لسة مجربتيهوش واتمنى إنك متجربهوش أبدا
قطبت جبينها متعجبة لهجة نيللي الحادة والتي تراها لأول مرة لتسألها بتوجس 
حضرتك تقصدي إيه أنا مش فاهمة حاجة وإيه اللي أنا عملته زعلك مني بالشكل ده!
رفعت رأسها لتتحدث بكبرياء وتعالي 
غلطة كبيرة قوي منك إنك تعرضي بنت أيمن الاباصيري على المستشار فؤاد علام
ابتلعت لعابها وانتابتها حالة من الخجل من حدة نيللي لتقول بدفاع عن حالها 
أنا مقصدتش خالص من تصرفي المعنى اللي وصل لحضرتك يا طنط
كلامك ملوش تفسير عندي غير كده يا سالي أنا كنت في منتهى الحرج الراجل يقول علينا إيه...قالتها بنبرة غاضبة لتسترسل بتنبيه 
ثم أنت ناسية الحالة النفسية اللي لارا بتمر بيها
وإلى هنا قررت مصارحتها لتقول مبررة تفكيرها 
بصراحة يا طنط انا مش هكذب عليك أنا فعلا فكرت إننا ممكن من بعض علشان لارا تحاول تخرج من اللي هي فيه
واسترسلت وهي تهز كتفها 
وبعدين أنا شيفاه مناسب جدا ليهاوكمان هيبقى إضافة لإسم عمو في السوق
هتفت بحدة واعتراض 
إسم أيمن الأباصيري مش محتاج حد يسنده ده أولاثانيا لارا لازم اللي يختارها يكون بإرادته ويتعب علشان نوافق عليه كمان مش إحنا اللي نرمي بنتنا ونعرضها عليه بالشكل المهين اللي عملتيه ده
واستطردت بنبرة جادة 
وبعدين مناسب ل لارا من أي إتجاه ده عمره ضعف عمرها واصلا تلاقيه متجوز
بلهفة أجابتها بنفي 
لا مش متجوز أنا شفت إيديه الإتنين مفهومش دبلة
قالت نيللي بنبرة حاسمة 
إنسي الموضوع ده خالص وخرجيه من دماغك يا سالي وإوعي تفتحيه قدام لاراالبنت مش ناقصة إنتكاسات في حياتها كفاية اللي حصل لها من الزفت اللي إسمه بسام
أنا شايفة إن عامل السن مش مهم وخصوصا إنه مش باين عليه خالص بالعكس ده غير وضع عيلته ومنصب بباه الكبير وكمان ثروتهم... قالتها بمحاولة لإقناع الاخرى لتستطرد بانبهار 
ده أنا لما سألت عنهم لقيت ثروتهم كبيرة جدا يعتبر من أكبر أثرياء البلد
رفعت كفها لتخبرها بما لاحظته بخبرة إكتسبتها عبر سنوات عمرها الطويلة 
طب ريحي نفسك وبطلي تدعبسي وراه لأن الراجل عقله مشغول وشكله كده بيفكر يرتبط
فتحت فاهها لتسألها بفضول 
يرتبط حضرتك عرفتي منين
اجابتها بذكاء 
مهو لو سيادتك ركزتي شوية كنتي عرفتي إنه مهتم ب إيثار ومعجب بيها
فتحت عينيها باتساع وفغر فاهها لتقول بذهول 
نعم حضرتك بتقولي إيه يا طنط فؤاد علام هيبص لواحدة زي إيثار!
نطقتها باستنكار لتجيبها الاخرى باستغراب 
ومالها إيثار! إيه اللي ناقصها علشان واحد زي فؤاد يفكر فيه
على عجالة تراجعت لعلمها محبة تلك المرأة لهذه الفتاة وما تكنه لها من غلاوة 
ملهاشولعلم حضرتك أنا بحب إيثار جدا وبحترم كفاحهاأنا حتى جبت لها هدية عيد ميلادها فستان من نفس الأتيليه اللي بشترى منه لنفسي
واستطردت بأيضاح 
بس ده إبن علام زين الدين بجلالة قدره والإسم لوحده يخض واكيد يوم ما يفكر يختار هيختار إسم عيلة يناسب عيلته قبل أي حاجة تانية
وضعت نيللي كفها فوق فكها وهي تقول بدهاء 
وتفسري بإيه وقوف إبن علام زين الدين بجلالة قدره وهو واقف قدامنا كلنا وبيعتذر ل إيثار 
زاغت عينيها لتقول وهي تمط شفتيها بلامبالاة 
عادي إنسان محترم وشكله غلط في حقها وإعتذر لها الموضوع بسيط ومش محتاج يتفسر بطريقة تانية
ابتسمت نيللي لتسألها من جديد 
طب ونظرات الإشتياق اللي كانت بتنط من عنيه وهو بيبص عليها دي
عنيه كانت بتمر على كل ملامح وشها وكأنه بيصورها علشان يحتفظ بيها ذكري في دماغه
باذبهلال نطقت 
معقولة يكون كلامك صح! 
واسترسلت ببعضا من الكبرياء 
ده يبقى الزمن جاب أخره على رأي مامي
قالتها بشرود لتتطلع سريعا إلى نيللي وهي تسألها بتمعن لردها 
طب تفتكري لو كلامك صح واحد زي علام زين الدين هيوافق بالمهزلة دي
ده شيء ميخصناش اللي يخصنا قولتهولك وياريت دي تكون أخر مرة نتكلم في الموضوع ده بنتي خط أحمر بالنسبة لك يا سالي...قالتها بلهجة حادة شبه ټهديدية لترد الأخرى بخجل 
اوك يا طنط اوعدك.
وقفت أمام خزانة ملابسها كي تنتقي ثوبا يليق برؤياهفمنذ مكالمة الأمس وقد تغيرت لتصبح أكثر إهتماما بحالهاابتسمت بحياء حين وقعت عينينها على ثوبا رقيقا باللون النبيذي يختلف عن سابقهتذكرت كلماته الجريئة عندما أخبرها عن طلتها الهائلة وبأن هذا اللون يليق بها وعليها الإكثار من إرتدائهوضعت يدها هذا الثوب وبعد قليل كانت ترتديه وتقف أمام مرأتها تتطلع على الثوب برضا كاملفقد كان مفصلا بأناقة من الأعلى حيث ياقته العريضة والمصنوعة بدقة مرور بتجسيم خصره المحاط بحزاما باللون الأسود تتوسطه حلقة مرصعة بحبات من اللون الأسود لينتهي بذيل واسع ليعطيها مظهرا خاطف لفت حجابا باللون البيچ ليضفي أنوثة على مظهرها ابتسمت وخرجت من غرفتها ممسكة بحقيبة صغيرة وضعت داخلها علبة الإسوارة لتشهق عزة من جمالها اللافت وهي تقول 
بسم الله ماشاء اللهشوفتيكنتي مخبية الجمال ده كله تحت بدلة الرجالة اللي لازقة لي فيها
وبعدين معاك يا عزة...نطقتها بجدية وهي تزوغ بعينيها متهربة من تفحص الاخرى لها لتأخذ صغيرها وتهرول للخارج دون أن تتناول فطارها لتنأى من عزة لها
ظهرا
بمنزل نصر البنهاوي 
الجميع يجتمع على الطاولة الممتدة بطول الغرفة بأكملها كي تكفي هذا العدد المهول من الابناء والاحفاد هتفت إبنة طلعت الصغيرة وهي تسأل جدها ببراءة 
هو يوسف هييجي يوم الخميس يا جدي
استشاط داخله حينما ذكرته الصغيرة بما فعلته إبنة غانم التي أصبح ما يبغض أحدا بقدر ما يحمل لها من ضغينة داخل قلبه المليء بالشړ ليهتف من بين أسنانه متوعدا بشړ ظهر بعينيه 
واستطرد وهو ينظر لعين الصغيرة 
وأمه هتبقى خدامة للكل مرمطون البيت للصغير فيه قبل الكبير
تبسمت پشماتة وهي تستمع لما يطرب أذنيها ويبرد ڼار قلبها الشاعلة تجاه تلك الإيثار فبرغم انها حصلت على مرادها وتزوجت من عمرو بل وتخلصت من إيثار إلى الأبد إلا انها مازالت عالقة بذهن ذاك المعتوه بعشقها وتقف حائلا بينها وبين سعادتها من جميع الجهاتفبرغم ثروة عمرو التي كونها إلا أنه لا يعطيها المال إلا للضرورة القصوى كنوعا من العقاپ لها كي لا تتنعم وهي التي منعت حبيبته بالتنعم بماله وعزهوأكثر ما جعلها تحقد عليها هو وقوفها حائلا بينها وبين الطفل التي تتمناه كي تتملك به وتقف على أرض صلبة في هذا المنزل الذي يحبذ جميع من به الذكور ويفضلوهم على الإناث والثالث وهذا الاضعف لديها وهو عزوف عمرو عن الوقوع بعشقها كما فعل

مع الاخرى
لتفيق من سعادتها على صوت مروة الشامت وهي تقول بابتسامة لإغاظتها أثناء تطلعها عليها 
برغم كلمات والده التي أوقدت
بقلبه ڼارا مستعرة غيرة على المرأة التي لم يعشق غيرها بحياته إلا أن كلمات مروة نزلت على قلبه ك قطرات من ندى الصباح على الزهور بينما أشعلت النيران بقلب الأخرى حين 
هترجع في نفس اليوم اللي هتظهر فيه النتيجة واخد الكرسي نصر البنهاوي مبيقولش كلمة إلا لما يكون متأكد منها
رمقته إجلال بابتسامة ساخرة منه ليتحدث حسين لتهدأت الأوضاع قائلا بصوت يتغلب عليه العقل 
خلينا نتفاهم
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 60 صفحات