يحكي ان
ولما رآه العطار إبتهج وقال له لقد إحتلت عليه وبعته سلة عطور وفيها القمقم الذي دسست فيه السم وقريبا سنسمع أخبارا جيدة !!! إبتسم إبن التاجر وقال له إن حصل ذلك سأغرقك بالذهب فأنا ما زلت عند وعدي . قبل أن أنسى سأرسل لك أحد عبيدي لشراء عطر جيد فأنا مدعو لعرس إبنة الوالي وأريد أن يكون شكلي لائقا فستحضر كثير من بنات الأعيان وأريد أن أثير إعجابهن ضحك موسى وقال عندي ما يجعل كل جواري البصرة يشتهينك في فراشهن !!!
لما وصل إلى الدار قال لعبده صفوان إذهب إلى موسى وإحمل لي ل عطرا من عنده ولا تتأخر. لكن العبد دخل إلى خان وأكل وشرب ثم قال في نفسه لقد إمتلأت معدتي الآن وموسى لا يزال بعيدا . لكن من حسن الحظ أني أعرف عطارا بارعا في آخر الزقاق سأشتري منه شيئا مليحا وأعطيه لسيدي ولن يفطن لشيئ ولا يبقى إلا أن أذهب للنوم قليلا فلقد شبعت اليوم وأحس بالتعب .
في الغد إستحم عدنان وقص الحلاق شعره وشذب لحيته ثم لبس ثيابا غالية وطلب العطر فجاءه العبد باللقمقم ولما رآه قال له دون شك إنها صنعة موسى فلقد رأيتها عنده !!! ولما وضع العطر على وجهه أحس بالدوار وبعد ساعة لم يعد يقدر على الحركة فصاح ماذا يحدث لي لم تعد لي قوة وأحس بالوهن في عظامي في هذه الأثناء مر المتسول الأحدب أمام النافذة وأنشد
نويت الشړ والبلية
لبنت عمك الأبية
تجد أفعالك
تنظرك في الثنية
تراها جلية
لا الندامة تنفع
ولا الحسړة
ولا دمعة على الخد ندية
ما زاد الدلال الفتى إلا حمقا
بئس الظالم حياته
مادام حيا
لم يعرف أحد من أين خرج هذا الرجل وأين ذهب لكن الناس تدعي أنه يحذر من مۏت مؤلم عقاپا لمن يظلم خلق الله . سمع الحاج مسعود أبو عدنان بالخبرفجاء يجري وظهر عليه الخۏف لما حل بإبنه فأتاه بالأطباء لكن لم يعرف أحدا منهم علته حتى جاء مشعوذ أبيض اللحية وسألهم ما هو آخر شيئ لمسه الفتى أجاب العبد أعتقد أنه العطر يا شيخنا !!! شمه الرجل وذاقه بطرف لسانه ثم بصقه وقال لقد دس أحدهم سم العنكبوتة الذهبية وبإمكانها أن تشل فرائس أكبر منها حجما وتأكلها وليس له دواء !!!
الفتى تحيرولم يفهم كيف وصل إليه القمقم لكنه قال له لا تقلق فلن يدوم مفعوله سوى بضعة أيام فلم أضع سوى قدرا يسيرا من سم عنكبوته صغيرة الحمد لله لم أسمع كلامك وإلا لشل أيضا لسانك وعيناك !!! ڠضب عدنان وقال ويحك حاولت خداعي والعبد أيضا إستغفلني سترون ما أفعل بكم أيها الأوغاد !!!
قال له أبوه عليك أن تحمد الله أن العطار فكر بعقله ورحمته بالنجار هي التي أنقذتك !!! لكنه رد لما أشفى سأجلد ذلك العبد وأرسل من يتلف بضاعة ذلك العطار أما بهية وزوجها فسأتولى أمرهما حتى أشفي غليلي منهما . عاتبه أبوه وقال لقد ظهر الأحدب تحت نافذتك وأنا أخشى عليك فهذا الرجل لا يحمل إلا المۏت .لكن