بقلم شهد_البابلي.
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
دي الفتلة اتقطعت يا ربوة!
لأ مابيفك
بقولك ايه أنا نازلة أجيب حاجة آكلها أجيبلك معايا
وجهت نظرها نحو التوقيت البادي على هاتفها الذي بيداها وتحدثت بتعجب قائلة
هتنزلي دلوقتي!
دي الساعة واحدة يابنتي.
ابتسمت ثم قالت في عجل
طيب في السخان بقى قوليلي عايزة إيه قبل ما تبقى واحدة ونص وأمك تقولي مافيش نزول و أصلا الشارع ونس و أجواء زحمة العيد العسل دي مالية الدنيا.
هتفهت أختها بحماس متحدثة
حيث كدة بقى امسكي موبايلك وافتحي الشات بتاعي واكتبي الحاجات اللي هقولك عليها.
و أثناء سيرها نحو ذلك المتجر المليء بالحلوى المحببة لديها كانت تتجول ببصرها لتلك الأجواء المحببة لفؤادها أجواء لا تأتي في العام سوى مرتين.
ذاك الذي يسير مع زوجته وبيداهما أطفالهم ذهبا لكي يقوما بالترفيه عن الأطفال وإدخال السرور على قلوبهم و تلك التي خرجت لتوها من صالون التجميل و الحماس يأكل بدنها حيث إنها تتخيل رد فعل زوجها المدعو ب الحاج فتحي الذي أخبرها بكل حب ورومانسية
خدي يا ولية التلتومياية دي صنفري نفسك بيها
و هي على أكمل علم بإنه لن يلاحظ شيء سوى أن رائحة الفتة التي طهتها تداعب شعيرات أنفه
و ذلك الشاب الغارق بأحلام اليقظة وهو يأمل بأن العام القادم ستقوم حبيبته بكي جلابية صلاته ويذهبا سويا لصلاة العيد.
إلي أن وجدت نفسها أمام المتجر التجاري المستهدف فتوجهت مباشرة نحو قسم الحلوى وبعدما قامت بأخذ كل ما تشتهيه ذهبت بعدها لكي تقوم بدفع حق ما قامت بشراءه ولكن قدميها أخذتها إلي قسم ألعاب الأطفال!
لا تعلم ما هو غرضها حقها!
ذلك بسبب تلك الطفلة التي لم تنضج بعد
أم شيئا آخر قادها لقدرها المحتوم
وكعادة كل فتاة مهما بلغ عمرها ستأتي عند عامود العرائس والدمى وسوف تتصنم تلقائيا.
ألقت بصرها نحو دمية جميلة سوداء الشعر وعسلية العين ملامحها كانت لطيفة و ملفتة في آن واحد.
غرفت في ملامح الدمية وكإنها ڠرقت بداخل نفسها إلى أن أفاقت على صوت هادئ تفوه بمرح
نظرت تجاه أمواج الصوت التي خرجت من فم ذلك الطفل اللطيف الواقف بجوارها.
فابتسمت له وربتت على شعره بلطف قائلة
عيونك اللي حلوة يا كتكوت أنت.
ابتسم بخجل وسألها بفضول
هتاخدي العروسة
ابتسمت لبراءته ثم اصطنعت التفكير لعدة ثوان مجيبة
أممم لأ ممكن آجي بكرة آخدها.
سألها مجددا بإنكار
بس بكرة العيد مش هتروحي للتيتة بتاعتك ولا أيه
حاولت مجاراته في الحديث وأجابته بتأكيد
لأ هروح طبعا بس استنى هنا هي فين ماما
نظر في أرجاء المكان بتشتت لبرهة إلي أن قام بتوجيه إصبعه وأشار إلي تلك الشابة الجميلة التي كانت تقود عربة المشتريات بتعب فكانت تسير بإرهاق و بإبتسامة لم تختفي من وجهها الهادئ.
ماما أهي.
وقبل أن يكمل حديثه وجد والدته قادمة إليه وهي تردف بلوم شديد ممتزج بإرهاق لم تستطع إخفاءه
كدة تخوفني عليك يا موسى!
مش قولتلك ماتسيبينيش وخليك معايا
أجابها بلين غريب قائلا
ماتزعليش يا نوسة أنا بس كنت رايح أشوف اللعبة اللي ياسين وعدني بيها.
ثم أستكمل بمراوغة
ولقيت القمورة دي لوحدها بتتفرج على العرايس ومحتارة تجيب أيه فيهم فكنت بقولها رأيي.
نظرت له ربوة بدهشة و كتمت ضحكتها على دهاء ذلك الصبي و وجهت نظرها لوالدته قائلة