رواية للكاتبة ولاء رفعت
دور الضحېة إلى الجاني وكم من مرة ترى خالها يذعن إلى أوامر زوجته أو ربما يخشى من إغضابها فمن المؤكد إذا أخبرته عن أفعال ولده الدنيئة سوف يخذلها لذا قررت الدفاع عن نفسها وأن تأخذ بثأرها من كل من يقترب منها.
أجابت على اتهامه الوضيع لها
ومين قالك إن أنا كنت ساكتة عشان اللي بتعمله كان على هوايا بص فى إيدك وأنت هتعرف.
رفع وجهه وحدق إليها پغضب وقال
طيب المرة اللي فاتت ماكنش فيه حد في البيت وقدرتي تجري منى لكن دلوقتي أي حركة هتصحي أبويا وأمي و منظرك هيبقى وحش لما كمان أقولهم إنك انتي اللي جيتي صحتينى.
أقسم بالله لو قربت مني لأقتلك المرة دي.
تراجع بضع خطوات إلى الخلف رافعا يديه في وضع الدفاع وظهر الخۏف على ملامحه.
ابعد من قدامي وأنا هنزلها.
قرأت الغدر في عينيه وقدمه تتأهب للقفز نحوها قائلا
انتي أصلا جبانة ولا هتقدري تعملي حاجة.
وثب نحوها ليختطف من قبضتها السکين لكنها باغتته بغرزها في كفه فتأوه وكتم تأوهه في الحال شهقت بفزع فألقت السکين من يدها وركضت نحو غرفتها وفي طريقها وصل إلى سمعها صوت زوجة خالها تتشدق بحنق
نهاها زوجها عن ما تتفوه به
أخرسي يا وليه ووطي حسك للبنت تسمعك ولا عايزة تعملي معاها زي ما عملتي مع أمها زمان لحد ما طفشت من كلامك يا مفترية.
شهقت باعتراض قائلة
نعم! هو أنا ضړبت أختك على إيدها ولا طردتها هي اللي ما صدقت تمشي ورجعت على ليبيا تاني لما عرفت إن جوزها طلق الست الخواجاية داست على كرامتها ورجعت له لا وكمان راحت تخلف منه ورجع لعادته تاني فيها لحد ما جاب لها اكتئاب واڼتحرت.
أتى صباح يوم جديد وهنا في منزل عائلة الراوي يتجمعون حول المائدة لتناول وجبة الإفطار يترأس يعقوب المائدة وعلى يمينه زوجته وبجوارها ابنتها الشاردة في الصحن الذي أمامها بينما على يساره يجلس يوسف و يتناول طعامه في صمت.
هو المحروس ابنك لسه نايم لحد دلوقتي
أجابت بسأم من ولدها العاق هذا
ما أنت عارف بينام متأخر ويصحى الضهر.
انتهى من تناول الطعام نفض يديه ثم قال
الحمد لله.
وأردف قائلا
لما تخلص فطار جهز نفسك عشان هتيجي تقف في المحل.
أومأ إليه ابنه بطاعة
حاضر يا بابا.
نظر يعقوب نحو كرسي ابنه الأخر ليجده شاغرا نظر فى ساعة يده وقال
ابنك بقى عنده تلاتين سنة ولا أتجوز ولا بيعمل حاجة غير إنه مقضيها مع أصحابه وابن خالته الصايع الفاشل.
أهو عندك جوا أدخل صحيه وقوله الكلام دا ويا ريته زي ابن خالته على الأقل عنده محل موبايلات و شغال زى الفل.
قالتها راوية بينما ابنتها انتبهت عندما جاء كلا من والدها ووالدتها بذكر من تحب نهضت و قالت
الحمد لله
كادت تذهب فأوقفها والدها
استني هنا اقعدي.
جلست ونظرت إليه بتوتر فسألته بتوجس
فيه حاجة يا بابا
حدق إليها بنظرة زادت من توترها فسألها
إيه حكايتك انتي كمان كل ما يجي لك عريس ترفضيه من غير ما حتى تقعدي معاه كانت حجتك الأول الدراسة والمعهد دلوقتي بقالك سنتين مخلصة.
ابتلعت ريقها ثم أجابت
مش شايفة حد فيهم مناسب ليا.
نظر إليها بامتعاض وسألها بسخرية
لما مهندس ودكتور ومحاسب مفيش حد فيهم مناسب ليكي أمال إيه اللي يناسبك يا أستاذة رقية
ترددت في إجابتها لأنها تعلم أن ما سوف تتفوه به سيثير ڠضب والدها وبعد صمت دام لثوان قالت
أنا مش عايزة جواز صالونات مش مقتنعة بيه خالص.
عقد ما بين حاجبيه وتمعن فيما قالت فتدخلت والدتها بتهكم
قصدها يعنى يا حاج إنها عايزة واحد يكون بيحبها وبتحبه من الأخر يكونوا بيحبوا بعض.
صاح يعقوب پغضب
مفيش المسخرة والكلام الفارغ دا الحب بيجى بعد الجواز.
فقالت باندفاع
اشمعنا حضرتك أتجوزت أم يوسف الله يرحمها على ماما بالتأكيد عشان كنت بتحبها قبل ما تتجوزها.
حدقت إليها والدتها بنظرة ڼارية ثم قالت
أنا هروح أصب الشاي.
أراد يوسف أن يهدأ من الأجواء المشټعلة فتدخل قائلا
معلش يا بابا رقية بالتأكيد مش قصدها حاجة من اللي حضرتك فهمته هى زي أي بنت عايزة اللى تتجوزه تكون مقتنعة بيه أو فيه إعجاب متبادل.
نهض والده وكأن